حسن يوسف... هجوم وإنتقادات قاسية لأدواره الدينية
ما أن أعلن موافقته على العمل في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» حتى تعرض لحملة هجوم وانتقادات قاسية، ليس فقط لأنه يشارك في مسلسل اجتماعي، بعد أن قدم العديد من الأدوار الدينية، ولكن لأنه يعمل أيضاً مع غادة عبد الرازق، المعروفة بجرأة مشاهدها وملابسها في الأعمال الفنية، إنه الفنان حسن يوسف الذي يرد على كل هذه الانتقادات، ويكشف أسباب قبوله هذا المسلسل، كما يتكلم عن موقف زوجته الفنانة شمس البارودي من مشاركته في هذا المسلسل، وأسباب ابتعاده عن المسلسلات الدينية.
حسن يوسف كان معنا صريحاً، وقال: «لست أغنى من نور الشريف لأقاطع الأعمال الاجتماعية»، وقال أيضاً: «أنا ممثل، لكن البعض يتعامل معي كداعية»، وتحدث عن اختفاء ابنه عبدالله الذي تحول إلى مادة مثيرة في الصحف، وتوقعاته لابنه عمر في الوسط الفني، وتقديره لما فعله محمود يس ومحمود عبد العزيز، وغيرها من الاعترافات الصريحة في حوارنا معه.
- لماذا قررت العودة الى الدراما الاجتماعية بمسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»؟
بعد عرض مسلسل الإمام عبد الحليم محمود منذ ثلاث سنوات في توقيت سيء، قررت أن أفكر جيدا في العمل المقبل، وأن أنتظر عملاً أضمن له موعد عرض جيداً، وعندما تلقيت سيناريو «زُهرة وأزواجها الخمسة» شعرت بأنه مسلسل اجتماعي مهم، يناقش قضية مختلفة عن الأفكار التي تناقشها المسلسلات الأخرى، ورأيت أنني يمكن من خلاله أن أقدم عملاً محترماً للجمهور وذا فائدة، ولذلك قررت أن أشارك به في شهر رمضان هذا العام.
- ما تعليقك على من انتقدوك بسبب عودتك الى المسلسلات الاجتماعية بعد نجاحك في المسلسلات الدينية؟
أنا لا أعير هذا النقد اهتماماً لأنني لست أفضل ولا أغنى من نور الشريف الذي قدم أدواراً دينية متميزة، مثل عمرو بن العاص وعمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد، وهم من رموز الإسلام، وبعدهم قدم «الدالى» و«حضرة المتهم أبى» و«الرحايا»، وأيضاً أحمد مظهر الذي قدم دور «صلاح الدين الأيوبي»، ثم قدم أفلاماً أمام نادية لطفي وسعاد حسني، وأيضاً الفنانة سميرة أحمد التي قدمت دور «الشيماء»، ثم قدمت أدواراً رومانسية واجتماعية كثيرة. فلماذا ينتقدني الجمهور لتقديمي دوراً اجتماعياً هادفاً؟ أنا متأكد أن الجمهور عندما يتابع العمل حتى نهايته سينقلب نقده إلى تعاطف مع الشخصية، وسيعرف تماماً لماذا اخترت هذا الدور.
- لكن الجمهور توحد معك في شخصية الشيخ الشعراوي في مسلسل «إمام الدعاة»، بصورة تفوق كل الفنانين الذين قدموا أعمالاً دينية!
المسلسل حقق نجاحاً كبيراً، فشخصية الشيخ الشعراوي كانت محبوبة وقريبة من الجمهور، وهو من الأئمة الجدد، لذلك تفاعل معه الجمهور. وليس هو فقط، فأنا قدمت أيضاً الإمام ابن ماجه والإمام المراغي والإمام عبد الحليم محمود وغيرهم. ولكن تقديمي لهذه الأعمال ظلمني ظلماً بيِّناً، فأنا أتقاضى عنها ملاليم، فكيف أحصر نفسي فيها وهي أدوار صعبة جداً، مكتوبة باللغة العربية الفصحى، وفي النهاية يأتي المسؤولون أنفسهم ويضعون ميزانية صغيرة للعمل بأكمله، في حين أنني لو قدمت عملاً اجتماعياً بقدرات تمثيلية متواضعة ولا يأخذ ربع المجهود الذي يأخذه المسلسل الديني أتقاضى أجراً فيه يتخطى أجر خمسة مسلسلات دينية، فلماذا أحصر نفسي في الأدوار الدينية؟
- النقد الموجه لك لم يكن فقط بسبب مشاركتك في عمل اجتماعي، وإنما أيضاً لوقوفك أمام غادة عبد الرازق المعروفة بأدوارها الجريئة. ألم يكن بداخلك هذا التخوف؟
أنا ضد الحكم المطلق على الشخصيات، أنا أنظر الى العمل نظرة فنية، وليس نظرة الى الأشخاص. والشوشرة التي قيلت على غادة، لأنها جسدت أدواراً جريئة في أفلام المخرج خالد يوسف، لا تعني أنها بالضرورة ستكون هكذا في المسلسل، وليس لأنني قدمت دور الشيخ الشعراوي يجب أن ينظر الجمهور إلي على أنني داعية، بل نحن ممثلون نتقمص شخصيات، ونقدم ما يطلبه المخرج مادام العمل هادفًا.
- وكيف رأيت التعامل مع غادة عبد الرازق؟
غادة فنانة مميزة، تمسك تفاصيل الشخصية جيدًا، وأنا معجب بأعمالها.
- ما تعليقك على ارتدائها ملابس مثيرة في بعض المشاهد؟
لم يحدث هذا في مشاهدها أمامي، ربما حدث أمام باسم ياخور أو أحمد السعدني، ولكنني لا يمكن أن أفرض عليها ملابس معينة، فمشاهدها معي ليس فيها أي عري، حتى إن الحاج فرج يستعين بأمها كريمة مختار لتعيش معها وتحميها في الفيلا، ويحزن عندما يجدها زوجة لغيره، فهو يحافظ عليها، حتى إنه أخذها للحج في أول أيام زواجهما.
- هل تعرض العمل فعلاً لانتقاد من الأزهر الشريف وحذفت منه بعض المشاهد؟
الأزهر لم يرفض أي مشهد من العمل وأشاد بالسيناريو، ولكن الناس قالوا ذلك اعتقادًا منهم أن زُهرة تجمع أزواجها على بعض دون طلاق، وهذا مخالف للشرع ولا يمكن تقديمه، فلا يمكن أن نخالف الشرع.
- في مسلسلك تظهر كرجل مزواج، ويحيى الفخراني في «شيخ العرب همام» وصلاح السعدني في «بيت الباشا» يتزوجان أكثر من مرة. هل نحن أمام موضة درامية تشجع على تعدد الزوجات؟
الحاج فرج رجل مزواج بالفعل، لكننا لا نشجع هذا، بالعكس نقدمه بشكل ينتقد زيجاته الكثيرة لمجرد إشباع رغباته، ويحيى الفخراني تزوج في مسلسله أكثر من مرة لأنه يريد الإنجاب، وصلاح السعدني تزوج لظروف خاصة بالشخصية التي يؤديها، أي أنه لا يوجد تشجيع منا كفنانين لتعدد الزيجات.
- كيف كان رد فعل زوجتك شمس البارودي عندما عرفت بعملك مع غادة عبد الرازق؟
رحبت جدًا، فهي ترى غادة ممثلة متميزة.
- وما رأيها في المسلسل؟
أنا وشمس وابنانا عمر وعبدالله لا نشاهد أي مسلسلات في رمضان، ولا نفتح التلفزيون إلا لرؤية البرامج الدينية فقط، ونشغل كل وقتنا في العبادة، فرمضان للعبادة وليس لأي شيء آخر.
- كيف كانت كواليس العمل؟
كنا كلنا أسرة واحدة، وتعرفت على عائلة غادة في يوم عيد ميلادها، واحتفلنا به جميعاً. وعموماً أنا سعيد جداً بالمسلسل وسعيد بفريق العمل، وأرى أن أحمد السعدني فنان متميز، وباسم ياخور فنان قوي تمثيليًا، والمخرج محمد النقلي أشاع جوًّا من المحبة في العمل، فأعادني الى أيامي مع سعاد حسني وثلاثي أضواء المسرح، فلم أكن أتخيل أن الكواليس ستكون كوميدية لهذا الحد.
- ولماذا اخترتم قضية الزواج تحديدا؟
القضية حساسة جدًا وتهم قطاعًا كبيرًا من المجتمع، فقضية الخُلع والسيدة التي تتعجل الطلاق لتتزوج من رجل آخر، ولو بطرق غير قانونية، نشاهدها يومياً على صفحات الجرائد والمجلات. والعمل يناقش صراعات خطيرة ويعالج قضية مهمة أيضاً، وهي أزمة رجال الأعمال الذين يبحثون عن بنات صغيرات ليشبعوا رغباتهم، وهي قضية مهمة جداً لابد من مناقشتها.
- بماذا تبرر غياب المسلسلات الدينية هذا العام؟
غياب المسلسلات الدينية ليس مشكلة الممثلين، بل أزمة المسؤولين الذين عرضوا مسلسلاً مثل الشيخ عبد الحليم محمود في وقت سيئ للغاية، حتى إنه جعلني أعزف عن التمثيل لفترة طويلة وغبت سنتين. ولا أنكر أنني في البداية تحمست جدا لتقديم الأدوار الدينية التي تفيد الجمهور، ولكني تعرضت لظلم مادي، كما أن المسلسلات لم تجد وقتًا جيدًا للعرض، فالمسلسل كان يعرض أثناء نوم الناس، فلماذا أتقبل الظلم في حين أن هناك أكثر من 70 مسلسلاً اجتماعياً تشارك في إنتاجها الفضائيات والتلفزيون المصري بميزانيات عالية جداً، وتحظى بنسب مشاهدة محترمة، ويظل الممثل موجوداً مع جمهوره؟
- هل تقدمت بعمل ديني لمسؤولي التلفزيون ورفضوه؟
نعم تقدمت بمسلسل اجتماعي ديني باسم «عائلة كرامة»، أدعو فيه للبحث عن القيم والمبادئ التي اختفت، والعادات الشرقية والأخلاق التي باتت عملة نادرة في المجتمع. ولكن عندما تقدمت للسيدة راوية بياض رئيس قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري والمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، قالا إن الميزانية الموضوعة لإنتاج المسلسلات في التلفزيون تم توزيعها على مسلسلات رمضان، ولا توجد ميزانية فائضة، وطلبا مني أن أنتظر رغم أن المسلسل حصل على درجة جيد جداً من رقابة التلفزيون بقيادة السيدة منى الصغير. وللأسف شركة الإنتاج الخاصة بي ليس لديها مال يكفي لإنتاج مسلسل كبير يتطلب ميزانية ضخمة، لأن المسلسلات الدينية تحتاج الى ملابس واستوديوهات وإكسسوارات مكلفة.
- هل يتراجع الطلب على الفنان الذي يؤدي الأدوار الدينية؟
طبعاً، لأنه سيكون معروفاً أنه يتقاضى أجراً منخفضاً، بالإضافة إلى حصره في أدوار معينة، ولا يتحمس له أحد إلا في الأدوار الدينية، عكس المسلسلات الاجتماعية. فالممثل فيها معروف أنه يستطيع تقديم كل الأدوار، والمشكلة أن الفنان عندما يتم حصره في الأدوار الدينية ينساه الجمهور، لأن تقديم هذه الأعمال قليل جداً ولا يهتم بها المنتجون.
- هل هذا مبرر لعودتك الى الأدوار الاجتماعية والرومانسية؟
في مسلسل «زُهرة وأزواجها الخمسة» المشاهد التي وقفت فيها غادة عبد الرازق أمامي لم تكن رومانسية؛ لأن الشخصية في الأساس رجل أعمال لديه أموال ويبحث عن الزواج من أي فتاة تعجبه، فهو رجل مزواج، وظهر هذا في الخلفية التاريخية للحاج فرج الذي كان يتزوج من الممرضات عندما يدخل أي مستشفى. وظهر أيضاً من خلال حديث زوجتيه حليمة وفهيمة، والمشاهد الكوميدية التي تجمع بيني وبين زُهرة ضمن سياق العمل، وليس فيها رومانسية، فلا يمكن أن أقول إنني أقدم مشاهد مثل التي قدمتها زُهرة أمام ماجد الذي جسد دوره «باسم ياخور» عندما تسافر معه إلى بيروت، فهذه هي الرومانسية، وحتى حواري مع زوجتي لم يكن رومانسياً وإنما كان يحمل عبارات المجاملة التقليدية في حياتنا اليومية.
- هل ترى أن زيادة عدد المسلسلات يمكن أن تؤثر على نسبة المشاهدة؟
التلفزيون المصري ليس سبب هذا الزحام، ولكن الفضائيات وسعيها للمشاركة في إنتاج المسلسلات لتجمع أعلى نسبة إعلانات. وبمرور الأيام المسلسل الذي يثبت نجاحًا هو الذي سيذهب إليه المعلنون، ولذلك فهذه الزيادة ليست لها فائدة، فالمهم البحث عن مسلسل جيد وموضوع متميز.
- هل عُرض عليك تقديم برامج دينية؟
عُرضت عليَّ برامج، ولكنها هزلية، فكلها تتناول تفاصيل تافهة، بينما مجتمعنا فيه العديد من المشكلات الحقيقية، ونحتاج إلى برامج تنهض بالمجتمع.
- ما نوعية البرامج التي تجذبك؟
أشاهد برامج خالد الجندي ومبروك عطية ومحمد جبريل وعمرو خالد الذي أستبشر فيه خيراً، فأنا أحب الشيخ الذي يأخذ بأيدي المسلمين إلى الخير ويحدثهم في أمور منطقية بعيداً عن التكرار.
- كيف ترى عمر ابنك كفنان؟
عمر فنان واعد، وأتمنى أن يكون مثل عمر الشريف، فهو مثله الأعلى، خصوصاً أنه يجيد الإنكليزية ولغات أخرى، فهو خريج كلية السياحة والفنادق، وكان يعمل في مجال السياحة، ولديه علاقات جيدة في الخارج، ولذلك أتوقع أن يكون له مستقبل باهر، وأتمنى أن يكون فتى الشاشة الأول، خصوصاً أنه يملك مواصفات النجم الوسيم. وعمر لديه ميزة جيدة، وهي أنه يبحث عن الدور الجيد والإتقان، وليس مجرد الوجود، فقدم مؤخراً فيلم «بنتين من مصر» مع صبا مبارك وزينة، وكان عملاً أكثر من رائع، وأبطاله كلهم كانوا مميزين. وفي هذا الفيلم بالأخص عُرض على ابني أن يقدم دورًا مشاهده أكبر من الدور الذي قدمه، ولكنه أصر أن يقدم دوراً مختلفاً في ملابسه وأسلوبه حتى يظهر مختلفاً في كل عمل، وأيضًا قدم دورًا مميزاً في فيلم «شارع 18»، وكان نجماً في الفيلم. لذلك أتوقع له مستقبلاً باهراً لأنه يبحث عن الجودة في أعماله.
- وماذا عن عبدالله ابنك الثاني؟
عبدالله لا يهوى التمثيل، فله طريق خاص، وعمره 23 عاماً و له عقلية مختلفة نوعًا ما، ويرفض العمل في الفن رغم أن لديه الموهبة. وهو وسيم أيضاً مثل أخيه.
- وما سبب ما أثير حول اختفائه؟
فوجئت بأن الموضوع تحول إلى وسيلة للإثارة الإعلامية، رغم أن كل الحكاية أنني خفت أن يكون قد تعرض لحادث أو مكروه لا قدر الله، وبالتالي حررت محضراً للبحث عنه عندما تغيب عن المنزل، وفوجئت بأن بعض الإعلاميين حولوا الأمر إلى وسيلة «للشو» الإعلامي. وكل ما حدث أن هاتفه لم يكن مشحوناً، وسافر مع أصدقائه إلى الإسكندرية ثم عاد، ووقتها اعتذرت للضابط في القسم عن البلاغ، ولم يكن ابني مكتئباً أو أصابه أي شيء مما قيل عنه.
- ألم تعترض الفنانة شمس البارودي على عمل عمر بالفن؟
لا يمكن أن ينعزل عمر عن الفن بحكم تاريخنا أنا ووالدته، بالإضافة إلى أن شمس لا تقول إن الفن حرام، ولكنها اعتزلته لأنها أرادت أن يكون كل وقتها لله عز وجل. وهي سعيدة بالأعمال التي قدمتها، ولو كان لديها وقت لعادت الى الكاميرا مرة أخرى، لكنها مشغولة دائما بقضاء حوائجها وحوائجي أنا وابنينا، بالإضافة إلى علاقتها بالله.
- هل يمكن أن تعود الى السينما؟
إذا وجدت عملاً يقدم قضية محترمة سأجسده، فأنا أبحث عن فيلم لأعود به الى السينما، وأقدر عودة محمود ياسين ومحمود عبد العزيز إليها.
- وهل توافق اذا كان الفيلم لمخرج جريء مثل خالد يوسف؟
في الفن لا أحكم على الأشخاص، بل على الأعمال، وأرفض تعميم الأحكام على أي فنان. فإذا قدم خالد أفلاماً فيها مشاهد جريئة ليس من الضروري ان تكون كل أفلامه هكذا. مثلاً سمعت أنه سيقدم فيلم «المشير والرئيس»، ومن الطبيعي ألا تكون فيه مشاهد جريئة مثل غيره. وأنا شخصياً لا يمكن أن أتخذ قراراً مسبقاً برفض العمل مع خالد يوسف، لكن القبول أو الرفض يتوقف على ما يعرضه علىَّ من أدوار.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024