تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

المواجهة بين نضال الأحمدية وطوني خليفة

في سابقة إعلامية، أطلّ إعلاميان من لبنان على شاشة مصرية ليقدّما برنامجين منفصلين خلال شهر رمضان المبارك.
هي مواجهة قد تبدو طبيعية للوهلة الأولى، لكن لا يخفى على احد دون شك أن المواجهة الحقيقية ستقع بينهما لا محالة. هذا التنافس المهني بين الإعلاميين الصديقين نضال الأحمدية وطوني خليفة تحوّل إلى هجوم شرس في الصحافة وتطوّر إلى رسائل هاتفية ودعاوى متبادلة يفترض أن يفصل فيها القضاء. هي تقول إنها لم تسئْ إليه يوماً بل آثرت الصمت، وهو يصرّ على انها بدأت حربها ضدّه منذ العام الماضي وتحرّض الصحافيين ضدّه. في حوارين منفصلين، أمور كثيرة قالها كلّ من النجمين الإعلاميين بعد إسدال الستار على برنامجيهما الرمضانيين على شاشة «القاهرة والناس» لرمضان 2010.

- قبل الدخول في تفاصيل كلّ ما يُحكى عن برنامجك «مع نضال»، نسأل كيف نشأت فكرة أن تقدّمي برنامجاً حوارياً خلال شهر رمضان؟
بصراحة منذ العام 2003 وأنا أتلقّى عروضاً لتقديم برامج تلفزيونية، لكني لم أكن مهتمّة بتلك العروض لأن كلّ اهتماماتي كانت تنصبّ على تأسيس مجلة «الجرس» في ذلك الوقت، إضافة إلى كتابة مذكراتي وسفري المستمرّ إلى الولايات المتحدة الأميركية.

- لكنها ليست المرة الأولى التي تقدّمين فيها برنامجاً؟
صحيح. قدمت أهم البرامج التلفزيونية وكنت رائدة في أمور كثيرة. ومن هذه البرامج «حلو ومرّ» على شاشة ART، «عفواً يا حبايب» على شاشة «ال بي سي»، «نساء أيضاً وأيضاً» على شاشة «المستقبل» الذي كتبت عنه جريدة «النهار» إنه أول برنامج يُخرج المرأة من المطبخ. وأيضاً برنامج «الخط الأحمر» على شاشة «سيغما تي في»، وبرامج كثيرة أخرى. بصدق أقول إن هذه البرامج تركت بصمة وأسست لشكل جديد في برامج الـ Talk Show خصوصاً «الخط الأحمر» الذي كان أول برنامج يخرق المحرّمات ويحكي عنها بجرأة وبصراحة. لكن كلّ البرامج التي قدّمتها كانت من وحي حالتي كصحافية، لهذا أؤكّد أن اهتمامي الأول والأخير ينصبّ على الصحافة المكتوبة، لكني كنت أصوّر هذه البرامج لأنها كانت تؤمّن لي مردوداً مادياً مهماً بينما أنا كنت فقيرة جداً. هذا العام، أقنعني بالفكرة كلّ من صديقَي الدكتور ناصيف قوزمان والإعلامي عادل حمّودة. وافقت على مضض إلى أن أبرمنا العقد مع طارق نور وعمرو عفيفي وبدأنا تصوير البرنامج. كان هدفي منذ البداية إثارة قضايا في كل حلقة وليس مجرد محاورة بعض النجوم. لم يكن يهمني مثلاً أن أستضيف أهم نجم في العالم العربي إذا لم تكن لديه قضية يحكي عنها.

- منذ الأيام الأولى لعرض البرنامج، بدأت الشائعات عن فشله، ومما قيل إن المنتج عمرو عفيفي لم يدفع لكِ مستحقاتك. ما الذي حصل؟
الشائعات بدأت حتى قبل بدء عرض البرنامج. خُصصت له حملة إعلانية مُخيفة في مصر يحلم بها أي صحافي أو إعلامي، إلى درجة أني خجلت من حجم الإعلان وقوّته. هذا الأمر أثار غيظ البعض وغيرتهم في لبنان، مما دفعهم إلى الظهور عبر الشاشات التلفزيونية ومهاجمتي وشتمي مع أنهم أصدقاء لي. هاجموني مثلاً بسبب إعلان حلقة الفنانة صباح الذي تمرّ فيه عبارة «صباح في حوار قد يكون الأخير». طيب ما ذنبي أنا في الإعلان؟ هناك قسم مختصّ يضع الإعلانات وصيغتها، إضافة إلى أن صباح رددت أكثر من مرة في الحلقة أن هذا الحوار قد يكون آخر إطلالة لها. كنّا نصوّر 5 أو 6 حلقات في اليوم الواحد، فمن أين لي الوقت لكتابة نصوص الإعلانات أصلاً؟ حقيقة إن حملة التشويه بدأت قبل عرض البرنامج من الأساس.

- هل صحيح أن المنتج عمرو عفيفي لم يدفع المستحقات المتوجبة عليه؟
بالفعل هذا الموضوع صحيح مئة في المئة. لكن قبل الشقّ المادي، يهمّني أن أوضّح أني في العقد الذي أبرمته، اشترطت أن أكون معدّة البرنامج ومقدّمته وأن أختار فريق العمل الذي يعمل معي. فاخترت كميل طانيوس الذي أعتبره أهم مخرج Talk Show، وأيضاً استوديوهات «استوديو فيزيون» حيث صوّرنا البرنامج. وأريد أن أُشير إلى أن إدارة «استوديو فيزيون» قدّمت لنا سعراً خيالياً لا يحلم به أحد، أي السعر كان مُخفّضاً لأجلي أنا فقط وأنا مسؤولة عن كلامي. ما حصل أن المخرج كميل طانيوس الذي أثق به كثيراً وأثق بعمله، قال إن المنتج عمرو عفيفي حاول الهرب دون أن يدفع له مستحقاته. في البداية لم أكن أشاهد الحلقات على الهواء بسبب ضيق الوقت، بل كنا نصوّر ونُخضع الحلقة للمونتاج إلى أن «طِلعت الصرخة» مع الحلقة السادسة تقريباً. فدخلت على موقع «يو تيوب» ولكِ أن تتخيّلي حجم المصيبة التي شاهدتها، وكأنه برنامج آخر غير الذي سلّمناه إلى عفيفي. تحدثنا مع عمرو عفيفي الذي راح يلوم كميل طانيوس ويصفه بغير المحترف.
 وقال مثلا: «يمكن عندكم في لبنان الرؤية مختلفة». فقلت له: «ليه؟ إحنا في انغولا مثلا»؟... صوّرنا بسبع كاميرات، إلى جانب كاميرتين منفصلتين يفترض أن نستعين بهما إن احتجنا الى ذلك، أي Insert. لكن ما حصل أنهم أخضعوا الحلقات لمونتاج جديد متكّلين فقط على الكاميرتين. فبدا البرنامج كأنه من دون إخراج أساساً. هذه الطريقة في المونتاج و«القصقصة» العشوائية، أضاعت أجزاء مهمة من الحوار أيضاً، إلى درجة أن الحوار بدا في بعض الأحيان سخيفاً وغريباً ومجرد كلام غير مترابط بين شخصين. من يشاهد الحلقات مثلاً يقول: «لا مستحيل، إيه داه». ما اكتشفته لاحقاً أن ما حصل كان بهدف الإنتقام من كميل طانيوس لأنه حصل على مستحقاته المالية بالقوّة.

- المنتج هو عمرو عفيفي أم طارق نور؟
الإثنان معاً. وعندما تحدثت مع طارق نور عن المشكلة، طلب مني التريّث وأوعز إلى عفيفي عدم التدخّل في لا المونتاج ولافي  سواه. لكن للأسف لم يحصل شيء، كما أن عمرو عفيفي لم يحضر الحلقات كما طلب منه طارق نور. وهكذا قررت إقامة دعوى لإيقاف المهزلة التي كانت على الهواء، لأنهم لم يلتزموا معي بالعقد، وعمرو عفيفي لم يدفع مستحقاتي أنا أيضاً ولا مستحقات الذين عملوا معي. وليس صحيحاً ما صرح به طارق نور قائلاً إنه هو من اوقف البرنامج وإني سرّبت أخباراً غير صحيحة عن إنذارات أرسلتها لإيقاف البرنامج في خطة استباقية لقراره. أرسلت سبعة إنذارات لا إنذاراً واحداً، ومنها لوزير الإعلام ووزير الثقافة ووزير الإستثمار.

- بما أن عمرو عفيفي شريك في الإنتاج، أي منطق قد يدفعه إلى خسارة إموالٍ في برنامج يُفشّله بنفسه؟
ربما لم يتوقّع أن البرنامج سيفشل وربما لم يدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه إلاّ بعد ما كُتب في الإعلام. كان هدفه إزاحة كميل طانيوس وبطريقة مضحكة، أي «لعب عيال» كنت أنا ضحيّته.

- أنت تؤكّدين أن البرنامج فشل؟
هو لم يفشل. أستطيع أن أؤكّد أن المُشاهد ورغم كل حصل، استطاع أن يخرج بأشياء كثيرة من الحوارات التي أجريتها. البرنامج طرح قضايا مهمة وجمع أشياء عديدة منها الجوّ الإنساني والتحدّي والمعلومة والضحكة والإختلاف والتميّز، وهذا صعب أن يحصل في برنامج واحد. في المضمون، أنا راضية عن نفسي وبنسبة 99 بالمئة قياسا بما كان متوافرا. لست حزينة لأني قدمت حوارات مميزة، وما حصل لم يكن ذنبي لأني لست أنا من نفّذ كلّ تلك المصائب.

- يهمنا أن تذكري بعض الأسماء التي استضفتها في البرنامج؟
أعود وأؤكّد أن الشخصيات التي استضفتها كانت على أساس قضايا معينة. إستضفت مثلاً الأب مونّس من لبنان والأب صاليب من مصر في حلقة عن الطلاق في الكنيسة (الذي هو ممنوع أساساً) بعد قرار الحكومة المصرية السماح للمسيحي بالطلاق، مما أثار حفيظة البابا شنودة، فكانت الحلقة عن هذا الموضوع، وهي حلقة رائعة ومميزة سأنشر تفاصيلها في المجلة. كما استضفت المخرج سيمون أسمر الذي هاجم بشدّة الفنان رامي عياش، الذي عاد وردّ على الأسمر في حلقة أخرى. وقد أثارت هاتان الحلقتان جدلاً. إستضفت أيضاً كارول سماحة ونقيب الموسيقيين في مصر منير الوسمي وناهد فريد شوقي التي صالحتها مع شقيقتها رانيا، ودينا حايك التي حكت للمرة الأولى عن إصابتها بفيروس خطير، والإعلامي عبده وزان الذي كشف أسراراً كثيرة عن خلاف عائلة منصور الرحباني والسيدة فيروز، والإعلامي مفيد فوزي، وعمار الشريعي ونوال السعداوي وصباح والهام شاهين وسماح أنور وهاني رمزي وأمل حجازي والمنتج هاني جرجس وغيرهم. ما أُريد قوله إن أي شخصية استضفتها من أي مجال كان، كنت أحاورها من الندّ إلى الندّ وأُدرك جيداً المحاور التي يمكن أن تأخذني إليها. راضية عن المضمون، لكن للأسف الشكل الذي ظهر فيه البرنامج كان «مصيبة» وكأنه منقوص الهيبة.

- من أبرز ما كُتب، اتهامك بأنك سرّبت شائعة محاورتك السيدة فيروز في البرنامج؟
(تقول بانفعال) «افترضي إني بلا مُخّ» (أي بلا عقل)، كيف أُسرّب خبراً من هذا النوع وأنا أُدرك جيداً أنه متى كان الإعلان أضخم من الواقع يؤدي إلى فشل البرنامج! أي «بروباغندا» فاشلة. أيُ عاقل يصدق أني قد أسرّب خبراً مماثلاً؟ لأنه تلقائياً، لو كنت سأستضيف السيدة فيروز، لكنت خصصت حملة إعلانية ضخمة للحلقة ولن أكتفي بتسريب خبر! ما كُتب مجرد محاولات فيها دسّ أو «هبل»، أو ربما مجرد أناس يثرثرون ويكتبون أي شيء. كلّ هذه الأمور أثّرت في البرنامج.

- كنتِ تصوّرين خمس حلقات يومياً. هذا يعني أنه لديك فريق إعداد ضخم؟
كنت أنا المعدّة ولا أحد سواي. يعني مثلاً، استضفت عمار الشريعي وقلت في بداية الحلقة: «مساء الخير، أنا محظوظة جداً بلقائي مع الموسيقار عمار الشريعي الذي كان يتحدث قبل قليل مع زياد الرحباني... مساء الخير استاذ، ماذا كنت تقول لزياد؟». أي فلسفة قد تحتاجها مقدمة بسيطة من هذا النوع؟ لم أكن في حاجة إلى أي مقدمات وكنت أدخل في صلب الموضوع مباشرة. ولا ننسى أن مدة البرنامج كانت 35 دقيقة فقط. لم أستعمل الورق إلاّ لكتابة بعض الملاحظات. لهذا أطلب ألاّ يتشدّق أحد ويقول إنه أعدّ لي حلقة أو حتى سؤالاً لأنه لم يكن معي فريق إعداد بل مساعدون شخصيون.

- حُكي أنك ستستضيفين نجوماً عديدين منهم راغب علامة ونوال الزغبي وعاصي الحلاني؟
راغب شارك في برنامج طوني خليفة لأنهم دفعوا له مبلغ 60 ألف دولار أميركي، أي اعتبر أن هذه مصلحته وهذا طبيعي. كان يريد أن يطلّ معي، لكن البرنامج الآخر عرض عليه الضعف. وقد قال لي إني لو كنت أنا المُنتجة لشارك معي مجاناً، لكن طالما هناك جهات أخرى تدفع فليدفعوا، والبرنامجان يُعرضان على المحطة ذاتها. أصالة مثلاً كان يٌفترض أيضاً أن تطلّ في حلقة معي، لكنهم لم يرسلوا إليها ولا حتى تذكرة الطائرة. نوال الزغبي أيضاً كانت تريد المشاركة، لكنهم لم يكملوا التنسيق والمتابعة معها، مما أوقعني في حرج معها ومع سواها من الفنانين أصدقائي. فضل شاكر وافق على المشاركة، كذلك وديع الصافي، لكنهم لم يكملوا معهما المشروع.

- من كان يقترح الضيوف وينسّق معهم؟ وما هو التبرير الذي أعطوك إياه؟
هناك أسماء اقترحتها أنا، وأسماء اقترحوها هم. ومن جهة أخرى قالوا لي إن بعض هذه الأسماء صار مستهلكاً تلفزيونياً، وبصراحة وجدتهم محقّين انطلاقاً من أني أردت التركيز على القضايا أكثر من الأسماء.

- لكن فضل شاكر مثلاً لا يطلّ على التلفزيون إلاّ نادراً؟
صحيح، ولكنت حققت سبقاً لو استضفته. لكني لا أريد الخوض في تفاصيل أكثر. بالنسبة إلى الأسماء الأخرى أؤكّد أني استضفت شخصيات مثيرة وأهم من بعض الفنانين، لأن لديهم مساحات فكرية واسعة، منهم نوال السعداوي وعمار الشريعي وغيرهما. يعني ماذا سأسأل نانسي عجرم لو استضفتها؟ مع أني أحبها كثيراً لكن ماذا سأسأل، كيف هي ابنتها؟ كثرة المحطات جعلتنا نشاهد نجوم الغناء يومياً على الشاشات.

- قدّمت أنت وطوني خليفة برنامجين منفصلين على شاشة واحدة. وسرت أقاويل كثيرة عن أن كلاً منكما حاول استدراج النجوم إلى برنامجه بدفع مبالغ أكبر من الآخر؟
أنا أجزم بأن كل النجوم أصدقائي الذين شاركوا معي لم يتقاضوا أي مال. وعندما طلب راغب المال بعد تلقّيه عرض طوني خليفة قلت لهم إني لم أعد أريده ضيفاً. كان هذا مبدئي وأعلنته، وقلت إن النجوم الذين سيشرّفون حواري لن يتقاضوا أي مال، علّنا نكسر هذه القاعدة في العالم العربي خصوصاً أن النجوم في الغرب لا يتقاضون المال نظير إطلالاتهم المتلفزة. كارول سماحة مثلاً شاركت في البرنامجين، لكنها تلقّت الأجر في برنامج طوني خليفة بينما شاركت معي دون مقابل.

- ما الذي حصل إذاً في موضوع تضارب الضيوف؟
بصراحة لا أعرف، لكني ساكون صادقة. تحدثت مثلاً مع مي شدياق بمجرد أن وافقت على تقديم البرنامج، ثم عرفت أن طوني اتفق معها ولم أزعل. لا أريد قول كلّ شيء لكن مع الوقت سأشرح أكثر.

- ألا تعتقدين أن الخطأ من الأساس كان تقديم البرنامجين على محطة واحدة لأنه من الطبيعي أن يحصل تنافس وتضارب؟
لا أبداً. لكلّ محاور شخصيته، وأنا لا أقلل أبداً من شأن طوني خليفة كإعلامي. كما أن هناك مئات الشخصيات التي يمكن أن نستضيفها ونحاورها، أي إن العدد أكثر من كاف بالنسبة إلى برنامجين، والأمر لم يكن يستدعي كلّ هذه المهزلة التي حدثت.

- البعض يقول إن محطة «القاهرة والناس» تعمّدت هذه المنافسة لتستفيد من شهرتكما كونها محطة جديدة؟
لا أبداً، هذا غير صحيح. تعبوا كثيراً ليجلبوا الضيوف إلى برنامج سواي، كما أنهم ناشدوني أن أطلّ ضيفة في برنامج طوني خليفة. فقلت لهم إن راغب علامة تقاض ستين ألفاً وأنا أريد 120 ألفاً. بالمناسبة، تحدث معي طوني خليفة العام الماضي واخبرني عن بعض مشاكله في برنامج «لماذا»، وأنا شاهدت البرنامج وأُعجبت به صراحة، لهذا أقول إني أستمتع بمشاهدته لكني لا أستطيع أن أكون مثله لأن أسلوبي مختلف.

- حتى اللحظة تتحدثين بإيجابية عن طوني خليفة؟
لأني لم أُسىء إليه ولا مرة. قد أتحدث معه مباشرة وأقول له أشياء كثيرة لكني لا أسيء إليه في الإعلام أو في العلن. أقمت عليه دعوى قدح وذمّ وتشويه سمعة وتمرير أخبار كاذبة عني. وما قاله لا يليق بتربيته ولا بعائلته، ولن أقول إنه لا يليق بمركزه الإعلامي لأنه لم يحدد هويته بعد. حقيقة ما قاله عني لا يليق بطوني الذي كنت أعتبره أخاً وصديقاً. فوجئت بتصريحاته التي لم أتوقعها منه أبداً.

- لكنك أرسلت إلى هاتفه الخليوي رسالة تقولين له فيها «الله يبليك»؟
صحيح. لكن يهمني أن أوضح ان هذه الرسالة أتت بعد مرور أسبوعين من شهر رمضان، كانت فيهما الحرب مستمرة ضدّي. وسط كلّ المشاكل التي أتخبط فيها برنامجي، مارس «اخي وصديقي» طوني لعبة جديدة. فقال للمخرج كميل طانيوس (هو أيضاً مخرج برنامج «دولارات وسيارات») على الهواء «خبروني عندك مشاكل كتير». فأرسلت الرسالة لأني اعتبرت قوله شماتة وأنا مخنوقة... وبالمناسبة هذه ليست أول مرة، بل غالباً ما أرسل إليه رسائل مشابهة لأننا صديقان. ما عنيته في جملة «الله يبليك» لم يكن لا المرض ولا الموت، بل أن يبتلي بمشاكل كالتي أتخبّط فيها. كنت أنتظر وأتوقّع أن يقف بجانبي بعدما وقفت بجانبه مراراً وتكراراً. قبل حوالي سنتين، اتصل بي من الأردن يخبرني أن برنامجه «الفرصة» غير ناجح، وطلب مني أن أشارك كضيفة، فوافقت. وبالفعل لمع البرنامج، ولست أقول إني السبب بل إن وجهي كان فأل خير عليه خصوصاً أن حلقتي صودف فيها مرور حالة الشاب الفلسطيني المقيم في الأردن الذي يبحث عن والدته منذ عشرين سنة، وعندما التقيا مجدداً شاركت الملكة رانيا. وقفت إلى جانبه في محطات كثيرة، مهنياً وإنسانياً، لكنه للأسف فعل العكس عندما وقعت أنا في المازق. ورغم ذلك لم أرد ولم أقل عنه أي أمر مسيء.

- هو أقام دعوى قدح وذم عليك بسبب هذه الرسالة؟
عندما يكون الكلام بين شخصين لا يعتبره القانون قدحاً وذماً. كل يوم يفتتح برنامجه ويختمه بكلام عني، ثم يصرّح في الصحف والمجلات والتلفزيونيات ويقول أموراً أخجل من تكرارها. «شو صار بالدني؟». لا أعرف ما الذي حصل، لكن ما أعرفه أنه لا يمكن أن أسمح لأحد بأن يجرّني إلى مكان لا أريده! تخيّلي أنه قال مرة إني أتحدّث عن هيفاء في كل الحلقات! لم آتِ على ذكرها أصلاً، ثم ما شأنه هو إن تحدثت عنهاأم لا؟ أساء إليّ بكل الوسائل المتاحة ومع أشخاص من حوله أيضاً. ربما جننّه صمتي وعدم ردي، لا أعرف.

- هو يقول إنه عندما أعلن رقم هاتفك على الهواء وقال إنه تلقّى منه رسالة لم يكن يعرف أنه رقمك؟
ليس جديداً على طوني خليفة أن يقول أيّ شيء. ما يقوله ليس صحيحاً وأنا أشكّ أساساً في مضمون الدعوى التي يدّعي أنه أقامها. كما أن عبارة «الله يبليك» ليست قدحاً بل دعوة أو تمنّ. (تضحك وتتابع) والتمني ليس ملحوظاً في القانون اللبناني، بل إن الدستور كفل لنا الحق في تمنّي أي شيء. تخيّلي موقفي أمام القاضي عندما يسأله عن دعواه، فيما دعواي أنا موثّقة بلقاءات مكتوبة ومسجلة يُخبر فيها أشكالاً وألواناً عني! بمجرد أن يقول إن برنامجي فشل، هذا يؤثر فيّ معنوياً، وهو أمر يأخذه القانون في عين الإعتبار.

- هو شخصياً كتب مرة عن عداوة الكار؟
أي عداوة هذه؟ «انشالله مصدّق حالو صحافي»؟

- ولماذا لا تكونين أنت من صدقّت أنها مذيعة؟
أنا وُلدت في التلفزيون وفزت بالميدالية الذهبية عن فئة التقديم في برنامج «استوديو الفن»، وتاريخي حافل بالبرامج الناجحة، إضافة إلى تدريبي ست سنوات في الإذاعة. بالتأكيد أخجل أن أكون مذيعة، لأني مُحاورة ولي شخصية «بتشرقط» على التلفزيون.

- هل تنوين القيام بتجربة تلفزيونية جديدة؟
طبعاً، من الضروري أن أقوم بتجربة كي أردّ الإعتبار لنفسي. وهناك برنامج يتم تحضيره لكني لا أستطيع الكشف عن التفاصيل، إنما أقول إنه سيبث على واحدة من أضخم الشاشات العربية.

- طوني خليفة يقول إنك تحتضرين مهنياً وعليك ان تستشهدي وأنت واقفة؟
لن أنزل إلى مستوى الردّ على هذه الأمور لكن كلمة الإحتضار لا تُستعمل مع كلمة الإستشهاد، وأقلّ ما أتمنّاه أن يحسن اختيار المفردات وأنا لا ادخل في ثرثرات كثرثرات الحريم وليست شطارة أن نبهدل بعضنا، بل هناك ميثاق شرف إعلامي يفترض ان نلتزم به. بيني وبينه المحكمة، والمحكمة أيضاً بيني وبين طارق نور الذي أقمت دعوى عليه بسبب تصريحه الأخير الذي يقول فيه إنه اوقف برنامجي لأن الجماهير طالبت بذلك. طالما يقول «الجماهير» هذا يعني إنهم شاهدوه، والجماهير لا تطالب بوقف برنامج «فاشل»، بل برنامج قد ترى انه يمسّ أموراً دينية او اخلاقية. وقد أعطى تصريحاً مختلفاً لصحيفة «الفجر» وقال إنه أوقف البرنامج بسبب الإنذارات التي أرسلتها إليه.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080