المذيعة الكويتية نوف المضيان...
نوف المضيان صاحبة الوجه القريب من القلب، مذيعة كويتية شابة لا تمتلك وجهاً جميلاً فحسب بل هي صاحبة حضور قوي على الشاشة أيضاً ومثقفة وقارئة لاتعتمد على ما تعتمد عليه مذيعات هذه الايام من بهرجة وماكياج وازياء فاضحة وتأتأة، بل تدير حوارها باقتدار يعبّرعن شخصية مطلعة ومؤثرة كيف لا وهي ابنة الاديبة فوزية شويش. التحقت في البداية بإذاعة «المارينا إف إم»، واستطاعت لفت أنظار الكثير من الفضائيات وما لبثت حتى انتقلت إلى تلفزيون الوطن، ونوعت في تقديم البرامج. وهي تجهز لتقديم برنامج خاص بها خلال الفترة القليلة المقبلة. التقيناها فحدثتنا عن تجربتها الصغيرة والعميقة في الوقت نفسه.
- كانت بداياتك في إذاعة «المارينا إف إم» ثم انتقلت إلى تلفزيون الوطن، فما الفرق بين التجربتين؟ وماذا استفدت منهما؟
بالطبع هناك فرق كبير بين التجربتين، فإذاعة «المارينا» شهدت بداياتي الأولى حيث الخجل الى درجة أني وقتها لم أكن أستطيع ذكر أسمي أثناء بث برامجي. لكن مع الممارسة والعمل الشاق هناك كسرت حدة الخوف التي كانت تتملكني ومن ثم ازدادت ثقتي بنفسي. أما بالنسبة الى التلفزيون فأهم شيء تعلمته فيه أن أكون قوية وغير قابلة للكسر حتى لا أهزم بسرعة، بالإضافة إلى طول البال وسعة الصدر تجاه أي نقد.
- أيهما الأفضل بالنسبة اليك؟
التجربتان مختلفتان عن بعضهما، وكل مكان فيهما فيه شيء يميزه عن الآخر والحقيقة اني لا أستطيع أن أفاضل بينهما.
- ألا تشتاقين إلى مايكروفون الإذاعة؟
بالطبع اشتاق إليه لأني أمضيت خمس سنوات من عمري جالسة أمامه وهذه الفترة ليست بالقصيرة، ومن الممكن أن أعود الى الإذاعة لكن بعد أن اثبت وجودي بقوة في التلفزيون لأني أحب أن أكمل أي مشروع أبدأه فأنا لا أهزم بسهولة.
- هل تحتضن الإذاعات الخاصة المواهب الشابة أكثر من الحكومية؟
حقيقة لا أعرف تحديدا صحة هذا الكلام، فقد شاءت الصدفة أن ألتحق بالمارينا اف ام منذ بداياتها، لكن عموماً لا أعتقد أن الإذاعات الحكومية تقصر مع أي موهبة كويتية.
- هل من الممكن أن يأتي يوم تلتحقين فيه بالإذاعة الحكومية ؟
المذيع الناجح يجب أن يكون عنده القدرة على العمل في أي مكان وتحت أي ظرف.
- الشاشة تتطلب الماكياج و«الكشخة» والتسريحة وهذا كله عكس طبيعتك العفوية الطبيعية، فإلى متى ستقاومين وهل من الممكن ان تتغيري في يوم ما؟
حينما التحقت بالتلفزيون نصحنني زميلاتي بحب أن أغير شكلي واهتم بماكياجي أكثر حتى أظهر بشكل يناسب التلفزيون، لكني لم أجد نفسي في كثرة الماكياج لأني أحب طبيعتي البسيطة. والحمد لله الكل حاليا اقتنع بشكلي والادارة سعيدة بي لأن المشاهد ملّ من الأشكال الزائفة ويبحث عما هو طبيعي، ولن أتغير أبدا.
- تغيرت نظرة المذيعة الى عملها لدينا وصارت تبتعد عن دورها وتتشبه بالمطربات والممثلات حتى صرن موديلات وليس مذيعات، ما سبب هذا التوجه؟
وما العيب في ذلك فالله جميل يحب الجمال. لكن يجب أن يقترن الشكل بالجوهر والمضمون، لكن لو اعتمدت على الشكل والمظهر ونسيت ثقافتها وحضورها فبالطبع هذا لا ينفع. للأسف دائماً، المذيعة مغلوبة على أمرها أمام أوامر المنتج فهو سبب هذه المشكلة لأنه سيد العمل ويتدخل في كل التفاصيل.
- هل صحيح أن العمل في المجال الإعلامي يحتاج الى الواسطة؟
بناء على تجربتي الشخصية لم تواجهني مشكلة الواسطة طوال مشواري الإعلامي، وإلتحاقي بتلفزيون الوطن كان بناء على رغبة القائمين على هذا الجهاز. وللعلم ترددت كثيراً قبل الموافقة نظراً الى خوفي من التجربة الجديدة إنما تشجعت ووافقت في النهاية وأعتبر هذه الخطوة نقلة نوعية في مشواري الإعلامي.
- لكن أغلب المذيعات يصرحن بأن الوسط الإعلامي دلع وواسطة وماكياج، فما ردك؟
انا لا أعتقد بصحة هذه النظريات والدليل وضعي، فأنا بسيطة جداً والتحاقي بالوطن جاء بمجهودي لا بتدخل مسؤول كبير. وأنا لا امتلك الدلع ولا الواسطة ولا البهرجة .
- تلفزيون الوطن يفتقد وجود معدّين بارزين وعلى مستوى مهني عال هل انعكس هذا على، أدائك أم أنك تعدين مادتك بنفسك؟
الإعداد في التلفزيون بالطبع يختلف كلياً عن الاذاعة، فالثانية أصعب بكثير لأنها لا تحتاج الى فريق عمل عكس التلفزيون فكنت أعمل كل شيء في «المارينا» بنفسي من تقديم وإخراج وإعداد. لكن التلفزيون وضعه مختلف، لذلك يجب أن يكون هناك معدون إنما يجب أن يساهم المقدم في إعداد بعض الحلقات. وبالفعل هذا حدث معي. أما بالنسبة لضعف مستواهم فهذا الأمر متفشٍ في الدول العربية كلها بسبب غياب التخصصات ومن ثم غياب المادة الأدبية والعملية التي ليست حالياً إلا قصاً ولصقاً من الإنترنت، ولا أقصد بكلامي هذا قناتي إنما هذه مشكلة الاعداد التلفزيوني في فضائيات وقنوات الوطن العربي ككل.
- فقرتك «مجلة نوف» الأسبوعية لم تأخذ الصدى المتوقع رغم حماسك الشديد لتطلقي أفكارك وطاقتك فيها، أين يكمن الخلل؟
أعتقد أنها نالت أصداء واسعه بناء على الاستبيانات ونسبة المشاهدة.
- بدأت في تلفزيون الوطن عبر برنامج «تَوْ الليل» كمقدمة، لكن أداءك لم يرق لاحمد الدوغجي مدير المحطة الذي رآك جامدة وفضل خروجك للتحقيقات السريعة؟
هذا كلام غير صحيح، لأن أحمد الدوغجي هو الذي طلبني بالأسم ورشحني لبرنامج «تو الليل»، وأنا التي طلبت عمل تقارير البرنامج لأني أحرص على بناء «شو» كامل. لا أحب أن أكون مثل الكرسي الذي أجلس عليه بل أفضل أن أكون فعالة في برنامجي ولي دور جوهري. والدليل على أن الدوغجي يقف دائماً بجانبي اني أحضر حالياً لخوض تجربة برنامج فني منوع خاص بي اقدمه بعد عيد الفطر.
- لماذا اخترت أن يكون برنامجك الجديد فنيا وليس وثائقيا مثلما كنت تتمنين في السابق؟
بالطبع أتمنى تحقيق هذا الحلم لكن القناة لها توجه معين، وأنا سرت معها بكل أحلامي ومن الممكن أن نلتقي في منتصف الطريق.
- كيف تقوّمين تجربتك حتى الآن في تلفزيون الوطن؟
تجربة مفيدة جدا وبالرغم من أن الفترة بسيطة فإني تعلمت من خلالها كثيراً وكبرت أيضاً ونضجت وكسبت صداقات.
- هل واجهتك مشكلة الغيرة داخل التلفزيون؟
لا فالكل احتواني وشجعني بكل حب وصدق. وأحب زميلاتي كثيراً خصوصاً مذيعات الأخبار، والكل يحبني ربما لأني في حالي ولست ثرثارة وأتحاشى أي كلام وأتمنى الخير للكل، لأني أؤمن بأن ربنا هو الذي يوزع الأرزاق من عنده. لذلك لا أدخل في صراعات من الممكن أن تعطلني عن إنجاز شغلي.
- والدتك فوزية شويش أديبة وكاتبة، كيف تأثرت بجوها؟ وما رأيها في إطلالتك وتجربتك؟
تعلمت منها أشياء كثيرة مثل حب الطبيعة واحترام الآخر. وعلمتنا ألا ننهزم حتى لو جرحنا وحينما ننزلق علينا الوقوف سريعا، فهي ساعدتني كثيراً وهي التي علمتني تذوق الفن بكل أنواعه من موسيقى وسينما وشعر وأدب ورسم. وكانت تصطحبني وأخواتي إلى المتاحف خصوصاً في الدول الأوروبية مما صقل تجربتي وجعل عندي وعياً ثقافياً أعلى من بنات جيلي. أما بالنسبة إلى رأيها في طبيعة عملي فهي كإمرأة تؤمن بحرية المرأة وقدرتها على اختيار الوظيفة التي تناسبها. إنما كأم هي بالطبع خائفة عليّ من المجال فهي دائما في حيرة بين الأثنين، لكنها موافقة على عملي وتشجعني. وأحب أن أقول لها عبر مجلة «لها»: أحبك يا أمي وأحترمك كثيراً.
- كيف تقومين تلفزيون الكويت وماذا ينقصه؟
رأيي كمشاهدة وبنت كويتية أنه رائد وجهاز عظيم تربيت عليه منذ صغري، وكنت انتظر برامجه ومسلسلاته وحفظت أغنياته. فهو كان ومازال سخياً في برامجه ويشتري مادة ممتازة. لكن أعفوني من الإجابة على هذا السؤال كمذيعة، لأني ما زلت غير مؤهلة للنقد، فالأخير فن وعلم وليس من حق أي أحد أن يلقب نفسه بالناقد.
- ما هي البرامج التي تتابعينها ؟ ومن هي المذيعة التي تأسرك؟
أشاهد برامج السياحة والسفر والبرامج الخاصة بثقافات الشعوب، بالإضافة إلى السينما خصوصاً الإيرانية والمغربية، والمصر ية.
- ما هو كتابك المفضل؟
ليس عندي كتاب ولا حتى كاتب مفضل. قراءاتي متعددة وأنا شغوفة بالبحث في السير الذاتية سواء كانت لشخصيات مشهورة أو مغمورة، واقرأ كتب الخيال وتواريخ المدن وعلم الانسان ومقارنة تجارب الشعوب ببعضها، فقراءاتي عامة.
- لو لم تكوني في «الوطن» أين تتمنين أن تكوني؟
أحب أن أجرب مجالاً آخر جديداً بعيداً عن الإعلام. أو أبدأ في تحضير الماجستير وأكمل دراساتي عن الشعوب وأسافر الى بلدان كثيرة وأكتب عنها. كما تمنيت أن أنشىء مقهى ثقافياً، لكن عملي في التلفزيون منعني لأنه يحتاج إلى تفرغ.
- ما هي هواياتك بعيدا عن الإعلام؟
أحب الغوص ومتابعة المخلوقات البحرية، بالإضافة إلى السفر.
-أقرب البلاد إلى قلبك؟
تونس والمدن الساحلية على البحر المتوسط.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات