تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

يحيى الفخراني... لن أُكرر تجربة نور الشريف

يرفض تصنيف مسلسله «شيخ العرب همام» كسيرة ذاتية، ويرفض تصنيفه أيضاً كدراما صعيدية، ويؤكد أن الهجوم عليه كان وراءه سوء فهم. إنه النجم يحيى الفخراني الذي يكشف أسراره مع «شيخ العرب»، ويتحدث عن حقيقة ترشيحه للفنانة الجزائرية نسرين طافش لتشاركه البطولة. كما يتكلم عن تجربة نور الشريف التي لا يفكر في خوضها، واتهام سُلاف فواخرجي بخطف «كليوباترا» من الفنانات المصريات. ويتطرق الى غيابه السينمائي، ورفضه العمل مع النجوم الشباب، وتمسكه بـ«محمد علي» حتى لو تحوّل من فيلم إلى مسلسل.

- هل نجاحك في تجسيد شخصية الصعيدي في مسلسل «الليل وآخره» وراء حماسك لتقديمها مرة أخرى من خلال مسلسل «شيخ العرب همام»؟
رغم النجاح الذي حققه مسلسل «الليل وآخره» وقت عرضه، ورغم سعادتي واعتزازي بهذا العمل، فإنني من الصعب أن أقبل مسلسلاً استناداً إلى نجاح مسلسل آخر مهما كان حجم هذا النجاح. والحقيقة أن مسلسل «شيخ العرب همام» ليس عن الصعيد بشكل مباشر، لأنني قررت ألا أقدم عملاً عن الصعيد بعد النجاح الذي حققته في مسلسلي الأول، فأنا لا أكرر نفسي أبداً.

- ولكن مسلسلك في كل الأحوال مصنف دراما صعيدية!
المسلسل تدور أحداثه في الصعيد ولكنه يتناول أموراً وقضايا مختلفة عن الواقع الصعيدي وقضايا الصعيد، فالمسلسل تدور أحداثه حول كبير قبائل «هوارة» الذي كان يشبه رئيس الجمهورية، حيث يدير شبه دولة وامتدت سلطاته من منطقة المنيا حتى أسوان، وكان يديرها مثلما يدير الرؤساء بلادهم من حيث إحكام الأمن وإدارة شؤون البلد والجيش، ويخوض معارك من أجل حماية هذه المنطقة التي يقودها.

- هل يمكننا تصنيف المسلسل ضمن مسلسلات السير الذاتية؟
المسلسل ليس سيرة ذاتية بالمعنى المعروف للكلمة، ورغم أن شيخ العرب همام شخصية حقيقية معروفة في التاريخ وكتب عنها المؤرخون، لكن ما تم العثور عليه من سيرته هو نبذة بسيطة جداً عن هذا الرجل القوي. واستطاع المؤلف أن ينسج أحداثاً ومواقف أخرى من وحي خياله ووضعها في قالب درامي جذاب، لذلك لا يمكن أن ننسب الأحداث كاملة الى شيخ العرب همام. ولكن يجب أن يعرف الجميع أنه كان هناك بالفعل رجل قوي يحمل صفات قريبة من الشخصية التي أقدمها خلال الأحداث، وعاش في هذه المنطقة وعاصر هذه الأحداث.

- ما سبب اعتراضات الورثة وتهديدهم باقامة دعوى قضائية على صناع العمل؟
لا أعرف السبب، ولكن اعتقد أنهم لا يفهمون حقيقة الأمر والصورة التي يظهر عليها شيخ العرب همام الذي يدافعون عنه بما أنهم ورثته، فهم يظنون أن العمل يحمل تشويهاً له أو سخرية من مواقفه، ولكن العمل يحمل دراما راقية جداً، ولا يقلل من هذا الرجل، بل يساهم في تخليده مواقفه التي تتسم بالشجاعة التي اصبحت نادرة.

- البعض فوجئ بقبولك هذا العمل رغم أنك كنت تبحث عن عمل كوميدي؟
طوال الفترة الماضية لم يكن في ذهني شكل معين للعمل الذي أعود به الى الدراما التلفزيونية، ولكنني كنت أبحث عن مسلسل جيد وسيناريو يجذبني في ظل العدد الكبير من السيناريوهات التي عُرضت عليّ. وعندما عثرت على سيناريو مسلسل «شيخ العرب همام» وجدت نفسي متحمساً لتقديم هذا الدور.

- كيف استعددت لهذه الشخصية الصعبة؟
كان استعدادي من نوع خاص، فقد اضطررت إلى  التدرب على بعض الأمور واكتساب مهارات لم تكن عندي، فرغم أنني بدأت التدريب على ركوب الخيل العام الماضي استعداداً لتقديم الفيلم التاريخي الذي أُجسد فيه شخصية «محمد علي»، إلا أنني كنت احتاج الى فترة أكبر من التدريب، لذلك أمضيت ما يقرب من شهرين حتى أصبحت أجيد ركوب الخيل تماماً، ولا أنكر أنها كانت مهمة صعبة، لأنني لم أكن أملك هذه الخبرة من قبل، ولكن اكتسبتها على يد «شيخ العرب همام».

- وهل تعلمت اللهجة الصعيدية أم اعتمدت على الخبرة التي اكتسبتها في مسلسلك «الليل وآخره»؟
لم يكن ممكناً أن أغامر وأبدأ تصوير مسلسل أتحدث فيه باللهجة الصعيدية دون الاستعانة بمصحح لغوي متخصص، لأن اتقان اللهجة عامل أساسي في نجاح مسلسل من هذه النوعية، لذلك وضعت نفسي بين يدي المصحح لأنني كنت حريصاً على أن يبدو كل شيء وكأنه حقيقي حتي يقتنع المشاهد بمصداقية العمل.

- البعض تعجب من عدم عرض مسلسلك على قنوات التلفزيون المصري بعكس كل السنوات الماضية، فلماذا حدث هذا؟
هذا ليس قراري. على العكس أنا حزين لعدم عرض مسلسلي على قنوات التلفزيون المصري، لأنني حرصت طوال مشواري الفني على عرض أعمالي أولاً  على تلفزيون بلدي ليتمكن الجميع من مشاهدتها. ولكني فوجئت بحدوث أزمة بين إدارة التلفزيون والمنتج. وعموماً المسلسل موجود على قنوات مفتوحة والجمهور المصري يتابعه.

- لماذا أصررت على إطلاق لحيتك ولم تستعن بلحية مستعارة؟
أردت أن أضفي جانباً أكبر من المصداقية على الأحداث، خاصة أن هناك أموراً عندما أستطيع أن أوفرها لا أتردد ولا أحب أن استسهل واستعين بالماكياج، لأن اللحية الحقيقية أفضل، وهذا ظهر بوضوح على الشاشة، وبالمناسبة هذه اللحية أطلقتها منذ  أكثر من عام عند تقديمي لمسرحية «الملك لير» على خشبة المسرح القومي، وقبلها كنت قد أطلقتها استعداداً لتجسيد شخصية «محمد علي الكبير»، وأخيراً استعنت بها في تجسيد شخصية «شيخ العرب همام»، وكان من الضروري أن يظهر هذا الرجل بهذه اللحية الطويلة فهي تحمل ملامح شخصيته.

- ما الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير المسلسل؟
المسلسل كله لم يكن سهلاً لأسباب كثيرة أصابتني بالإرهاق الشديد، وعلى رأسها الملابس والسروال الصوف وغطاء الرأس الثقيل والكوفية، وكل هذه الملابس ثقيلة جداً في ظل حرارة الجو المرتفعة، الى جانب التصوير في أماكن قريبة للصحراء. ولكن هذا التعب زاد حبي للعمل.


- هل تعتبر شخصية «شيخ العرب همام» مثالية بلا نقاط ضعف؟
لا على العكس، أنا لا أحب الشخصيات المثالية بشكل مطلق، كما لا أفضّل تقديم الشخصيات الشريرة على الدوام، فهذه النماذج لا يصدقها المشاهد، ولكن دائماً أسعى لتقديم النماذج الواقعية أو التي يشعر الجمهور بأنها تشبهه، على أن تكون  لها أخطاء وعيوب ونقاط ضعف، كما أن لها مميزات وصفات إيجابية، ولا يمكن أن ننكر أن الأحداث وقفت كثيراً في مصلحة البطل وصورته كرجل قوي ومحترم، ولكن هذا لا يمنع أنه صاحب أخطاء كبيرة، وربما كانت هي سبب نهايته، لذلك لا يمكن اعتباره مثالياً.

- هل تدخلت في اختيار أبطال المسلسل؟
رأيي كان استشارياً والمخرج هو صاحب القرار في اختيار الممثلين. والعمل يشهد مشاركة عدد كبير من الفنانين الموهوبين، من بينهم صابرين وعبد العزيز مخيون وسامح الصريطي وريهام عبد الغفور وعمر الحريري، وعدد كبير من الفنانين لا أريد أن أنسى أحداً منهم. ولكن استطيع أن أقول للجمهور: إن كل ممثل يظهر في قالب جديد عليه، وأنا سعيد بفريق العمل لأنني مؤمن بأن الفنان بمفرده ومهما كانت نجوميته لن يتمكن من أن يخرج بعمل ناجح، وحتى المشاهد مهما وصلت درجة حبه للفنان لابد أن يُصاب بالملل إذا رآه طوال الوقت على الشاشة، وهذا يدمر العمل الفني ويقضي على نجاحه.

- كيف ترى المنافسة بين الأعمال الرمضانية هذا العام؟
لم يختلف الأمر كثيراً عن السنوات الماضية، فكل عام أصبحنا نجد كماً هائلاً من الأعمال التي يحاول صناعها أن يجتهدوا في صناعتها وتجويدها، ولكن من الصعب توقع النجاح لأن هناك أوقاتاً كثيرة تكون متأكداً من أن هذا العمل جيد، ولكن تفاجأ أن الجمهور لم يهتم به، وقد يكون السبب أن مضمون العمل ليس متوافقاً مع الحالة المزاجية للمشاهد وأحياناً كثيرة تشعر بأن العمل الذي تقدمه عادي وربما أقل من أعمال أخرى قدمتها في السابق، ولكن تفاجأ به يحقق نجاحاً غير منتظر، لذلك أرى أن المنافسة حق مشروع للجميع.

- بعض النجوم يقدمون أكثر من مسلسل في الموسم الرمضاني مثلما فعل نور الشريف العام الماضي حين قدم مسلسلي «ماتخافوش» و«الرحايا»، ألم تفكر في مثل هذه التجربة؟
كل فنان له قدرات وطاقات، وبالنسبة إلي ومع احترامي لنور الشريف وغيره ممن أقبلوا على مثل هذه التجارب، لا استطيع أن أفعل مثلهم ولا أحب أن أشتت نفسي بين عملين ليظهرا في الشهر نفسه، وأفضل أن اختار عملاً واحداً بعناية وتركيز. ليخرج عملي على مستوى عالٍ من الرقي.

- هل تتفق مع من يطالبون بتقليص وجود الفنانين العرب في الأعمال المصرية لتوفير فرص العمل للمصريين؟
لا على الإطلاق، فالفن ليس له وطن ولا يشترط جنسية بعينها. ومصر وهي طوال عمرها هوليوود الشرق، وهذا يعني أنها ترحب بكل الجنسيات، وأرى أن هذه الحالة إيجابية جداً ومفيدة للفن والجمهور معاً، ولا اعتقد أن وجود الفنانين العرب في الأعمال المصرية هو سبب حالة البطالة التي يعانيها بعض الفنانين المصريين، فهذه أمور لا بد أمن درسها وبحثها من جديد لمحاولة حل أسبابها الحقيقية.

- إذن ما رأيك في اتهام سُلاف فواخرجي بخطف شخصية الملكة «كليوباترا» التي يرى البعض أن الفنانات المصريات كنّ أولى بها؟
«كليوباترا» ليست حكراً على الفنانات المصريات، واعتقد أن السوريين يستطيعون تقديم هذا المشروع بشكل جيد اذا توافرت له العناصر الفنية المطلوبة وتذكروا أن إليزابيث تايلور قدمت من قبل شخصية «كليوباترا» ولم يتهمها أحد بسرقة الشخصية من الفنانات المصريات.

- هل تشعر بالحزن على تجميد مشروع فيلم «محمد علي»؟
أنا مؤمن بالنصيب وهذا الفيلم انتظرته كثيراً، وكدت اختفي عن الدراما التلفزيونية هذا العام لانشغالي بمتابعة الفيلم والاستعداد لتصويره، لأن الشركة المنتجة حددت مواعيد كثيرة لبدء التصوير، ولكن للأسف التأجيل كان المصير المحتوم في كل مرة، ومع ذلك لم أغضب كثيراً ومازلت أتمنى تنفيذ هذا المشروع لكن من خلال التلفزيون.

- وما السبب الذي دفع زوجتك الدكتورة لميس جابر الى جعله مسلسلاً تلفزيونياً؟
بعدما تعثرت شركة «غود نيوز» التي كانت قد تعاقدت معنا على إنتاجه في شكل عمل سينمائي، وجدت زوجتي أن فرصة تقديمه كمسلسل هي الأفضل، لأنها كانت تحبذ ذلك من البداية، ولكن كان يعوقها الميزانية الضخمة التي يتطلبها العمل، وهي تعكف حالياً على إنقاذ المشروع وتأمل أن يحالفها النجاح هذه المرة.

- ومتى ستبدأ تصوير هذا المسلسل؟
بمجرد انتهاء لميس من كتابة الحلقات سنبدأ التصوير.

- كثر من نجوم جيلك يُشاركون في أفلام الشباب، لماذا ترفض هذه المشاركة؟
ليس رفضاً مطلقاً ولكن لماذا أقبل تقديم دور ضعيف أو أكون مجرد سنيد؟! وكيف أقبل أن أظهر في السينما لمجرد الظهور؟ هذا لا يناسبني، خاصة أنني والحمد لله أملك القدرة على تقديم أعمال مميزة وكبيرة من خلال شاشة التلفزيون. فما الذي يدفعني لأن أجري وراء أعمال لا تضيف شيئاً الى مشواري الفني، فأنا لا يمكن أن أهين تاريخي لمجرد الحضور السينمائي.

- ألا يُزعجك غيابك عن السينما؟
هذا الغياب لم اختره، والدليل أنني كنت استعد لتقديم فيلم سينمائي، ولكن الظروف لم تعطنا الفرصة، ولذلك توقف المشروع، وهذا لم يزعجني كثيراً لأنني أصبحت أشعر بأن التلفزيون هو بيتي والمكان الذي استريح فيه وأجد مكانتي على شاشته ومع جمهوره. لا أنكر أن التلفزيون منحني مساحات كبيرة لأقدم فيها الأدوار التي أريدها، وأناقش القضايا التي تخطر لي، ومنحني الفرصة لأدخل المنازل والتقي الناس، وأصبحت قادراً على الوجود وسط جمهوري الذي وضعني في مكانة خاصة.

- ولكن جمهورالسينما أغلبه من الشباب وبوجود السينما تستطيع أن تكسب هذا الجيل؟
عدد كبير من الشباب يشاهدون المسلسلات التي أقدمها، والمهم بالنسبة إلي أن أقدم عملاً يرضيني سواء كان في السينما أو التلفزيون،. والأخير يوفر لي هذه الفرصة فلماذا أرفضها، خاصة أنني أرى أن غيابي عن السينما لم يصنع أزمة فيها، كما أن المستوى الذي تظهر عليه السينما في الفترة الأخيرة لا يُغريني.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078