نسرين الإمام... 'تُجسد دور الأم للمرة الأولى على شاشة رمضان'
رغم أنها تألقت مع شريف منير في مسلسل «قلب ميت»، رفض في البداية وجودها معه في مسلسله الجديد «بره الدنيا»، حتى اقتنع أخيراً بوجهة نظر المخرج والمؤلف لتفوز نسرين الإمام بالبطولة النسائية في المسلسل. التقيناها فتكلمت عن سبب رفض شريف منير لها في البداية، وتجسيدها لشخصية الأم للمرة الأولى، وعقد الاحتكار الذي تؤكد سعادتها به، والغيرة والحروب التي تعرّضت لها وكانت سبباً في الايقاع بينها وبين النجمة الكبيرة سميرة أحمد. كما تكلمت عن خلافها مع دوللي شاهين، والنجم الكبير الذي اختصر لها خطوات كثيرة، وسبب ابتعادها عن مناسبات الوسط الفني، واعترافات أخرى صريحة في حوارنا معها.
- هل كان شريف منير وراء ترشيحك للمشاركة في بطولة مسلسل «بره الدنيا»؟
لا، فقد اختارني المخرج مجدي أبوعميرة والسيناريست أحمد عبدالفتاح، وبعد مرحلة من جلسات العمل والمناقشات وافق الفنان شريف منير لأنه كان يخشى مشاركتي له في بطولة هذا العمل.
- وما هو سبب خوفه؟
كان يخشى أن يشعر الجمهور بالملل بعد أن يرانا للمرة الثانية في عمل جديد، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسله «قلب ميت». وكان يرى ضرورة عدم تكرار فريق مسلسل «قلب ميت» في عمله الجديد حتى لا يعتقد الجمهور انه أمام جزء ثانٍ من «قلب ميت». لكنه اقتنع بكلام المخرج والمؤلف، خاصة أنهما أكدا له أن الجمهور أعجبه أداء الجميع في «قلب ميت»، فإذا تمت الاستعانة بي وبمحمد الشقنقيري أيضاً في مسلسل «بره الدنيا» فسوف يؤدي هذا الى نجاح العمل أكثر.
- هل تؤمنين بفكرة الثنائي الفني في الأعمال الدرامية؟
المهم أن يكون عمل أي ثنائي فني نابعاً من رغبة الجمهور الذي يقرر إذا كانت تجربة الثنائي ناجحة ويمكن استثمارها في صناعة نجاحات أخرى أم أن هذا التعاون غير قابل للتكرار. وهناك أمثلة كثيرة لنجوم قدموا دويتوهات ناجحة، وتكررت بناء على رغبة الجمهور وتشجيعه، مثل النجم عادل إمام والفنانة يسرا، فهما صنعا مجموعة من أجمل الأفلام، وأحدثها فيلم «بوبوس»، وكذلك تامر حسني ومي عزالدين بعد تقديم جزءين من فيلم «عمر وسلمى» الذي حقق نجاحاً كبيراً لدى الجمهور، واعتبرهما أحدث دويتو فني من النجوم الشباب. لذلك لا أرى أن هناك داعياً للقلق من تكرار تجربة البطولة مع شريف منير.
- وهل قبلتِ المسلسل لمجرد أنه يضعك على طريق البطولة النسائية؟
حينما قرأت السيناريو لم أكن أعرف الشخصية التي سأجسدها، لأنني أثق بالمخرج مجدي أبوعميرة، ولو قدمني في مشهد واحد سأوافق، كما أنني لا أقتنع بمسألة البطلة أو غير ذلك من الألقاب لأنني أرى أن كل الممثلين في المسلسل هم أبطال. وعندما عرفت أن المخرج مجدي أبوعميرة اختارني لدور البطولة شعرت بخوف شديد، وكدت أتردد في قبول هذه الخطوة، ولكنه في الحقيقة فاجأني برد جعلني لا استطيع المجادلة، إذقال لي: «أنا اعتمدت عليك في مسلسل «قلب ميت»، وتحديت بك الجميع حينما قدمتك في دور بعيد تماماً عن ملامحك الارستقراطية، وكسبت التحدي، وهذه المرة أيضاً أراهن بكل صدق عليك». ولا أنكر أيضاً أن الفنان شريف منير كان له دور في إزالة الخوف من داخلي بفضل تشجيعه المستمر لي، مما جعلني أقبل الدور وأكثف مجهودي لأكون على قدر الثقة.
- وما هي طبيعة دورك في المسلسل؟
أُجسد شخصية «سلمى» التي تمر بظروف صعبة جداً، اذ يموت زوجها وتُصبح أرملة وأماً مسؤولة عن رعاية ابنتها الصغيرة. وهذه المرة الأولى التي أجسد فيها دور الأم، وأعتقد أن هذا الدور مختلف تماماً عن دوري في «قلب ميت» الذي جسدت فيه شخصية فتاة مقهورة بسبب الحب.
- هل قمتِ باستعدادات خاصة لهذه الشخصية؟
في كل تجربة فنية جديدة يختلف استعدادي، كما أنني دائماً أتعلم من النجوم الكبار الذين أعمل معهم. هذه المرة أشعر أنني نضجت كثيراً عن الأعوام السابقة وبالفعل أظهر بشكل مختلف لأنني أُجسد دور الأم لأول مرة بعكس أدواري السابقة، التي قدمت فيها دور الفتاه سواء كانت ارستقراطية أو شعبية، وساعدتني الاستايلست داليا يوسف في اختيار ملابس الشخصية التي تناسب دور الأم. وعرضنا الملابس والاكسسوارات على المخرج مجدي أبوعميرة والسيناريست أحمد عبدالفتاح الذي تحدث معي كثيراً عن شخصية «سلمى» ومنحني تفاصيل كثيرة عنها.
- ما هو انطباعك بعد التعامل مع مجدي أبوعميرة والسيناريست أحمد عبدالفتاح للمرة الثانية؟
أحمد من المؤلفين الذين سيكون لهم مستقبل كبير في عالم الكتابة، فهو متميز ويشعر دائماً بما يكتبه. وهذا المسلسل يتميز بنهاية مشوقة لكل حلقة، فهي تجذبك لمتابعة الحلقات التالية.أما المخرج مجدي أبوعميرة فيتمتع بحب شديد من جانب كل العاملين معه، كما أنه يعمل دائماً في هدوء شديد حتى لو كانت هناك عصبية من جانب
بعض العاملين، فهو يتميز بقدرته الفائقة على امتصاص غضب الآخرين، ويجعل الهدوء مسيطراً على أجواء التصوير، مما يساعد على إنجاز العمل بعيداً عن الضغوط والعصبية.
- كيف تعامل معك الفنان شريف منير سواء أمام الكاميرا أو بعيداً عنها؟
انا ألقب شريف منير «بالمعلم الصغير»، فهو صديقي وتعامله يجعلك تشعر دائماً بأنه أخوك بسبب تواضعه الشديد، وكما قلت نجح في نزع الخوف والقلق من داخلي، ويهتم بي جداً ويراجع معي كل مشهد مرات عديدة ويقول لي: «لا تخافي»، وحينما ينتهي المشهد الذي يجمعنا يذهب لمشاهدته ويثني دائماً على أدائي. ولأنه يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه العمل ككل دائماً يُشجع الجميع، ولو كانت لديه بعض الملاحظات يقولها سراً بينه وبين الشخص المعني.
- هل تخشين المنافسة مع بقية المسلسلات والنجوم؟
لا أنكر أنني أتمنى أن يُحقق مسلسلنا أفضل مكانة وأكبر نجاح. المنافسة حق مشروع وشيء طبيعي، ولكنني لا أخشاها لأن العمل الجيد يفرض نفسه. وأتمنى أن يحصل مسلسل «بره الدنيا» على المرتبة الأولى في السباق الرمضاني لأننا اجتهدنا كثيراً في اختياره وتنفيذه.
- هل عقد الاحتكار بينك وبين الشركة المنتجة للمسلسل مازال مستمراً؟
بالطبع مازال مستمراً، وأنا سعيدة بهذه الشركة لأنها تحترم من يتعامل معها، وتعد من أهم شركات الإنتاج الدرامي في الوقت الحالي. ورغم أن الجميع يكرهون الاحتكار، فإن تجربتي مع هذه الشركة مختلفة، وهذا يرجع الى كون العاملين فيها يعملون بتفانٍ شديد، حتى أنني دائماً أقول إن هناك بعض المسلسلات التي أتمنى ألا تنتهي من كثرة المودة والحب بين العاملين فيها، مثلما حدث في «قلب ميت» ويحدث حالياً في «بره الدنيا». وفي المقابل ثمة أعمال أخرى أتمنى أن تنتهي منذ بدايتها.
- هل تقصدين عملك في مسلسل «جدار القلب» الذي تسبب بخلاف بينك وبين الفنانة سميرة أحمد؟
هناك بعض الفنانين أوقعوا بيني وبين الفنانة الكبيرة سميرة أحمد عندما شاركتها بطولة مسلسل «جدار القلب»، فقد استكثروا عليّ حب هذه النجمة الكبيرة التي كانت مؤمنة بموهبتي ومعجبة جداً بأدائي، وكانت تتحدث عني دائماً أمام الجميع بشكل رائع مما جعل الغيرة تتسلل الى قلوبهم. لذلك أخذوا يحاربونني ويحاولون تشويه صورتي وكانت لديّ ثقة كبيرة بأنني طالما أعامل الجميع بحب فسوف يُكتب لي النجاح مهما كانت قوة الذين حاربوني في «جدار القلب» فجاء نجاحي مدوياً في «قلب ميت» وكان بمثابة رد قوي على الجميع.
- ما هي طبيعة العلاقة بينك وبين الفنانة سميرة أحمد الآن؟
أكن كل الاحترام لهذه الفنانة الكبيرة فهي صاحبة تاريخ طويل ونجحت في تقديم أعمال جميلة ومؤثرة أحبها الجمهور، لذلك أنا حريصة جداً على علاقتي بهذه السيدة الرائعة.
- لماذا اقترن اسمك بالمشاكل وآخرها مشكلتك مع المطربة اللبنانية دوللي شاهين؟
أنا بعيدة كل البعد عن المشاكل ولا أحب أن انجرف في الخلافات التي تجرني الى الخطأ، ولا أشغل نفسي بأمور بعيدة عن فني. ولا أعرف السر وراء الحديث عن خلافات بيني وبين دوللي شاهين، خاصة أنني لم أقدم معها أعمالاً كثيرة حتى يكون هناك مجال للخلافات أو المشاكل بيننا، فكل ما قدمناه معاً مسلسل واحد هو «أدهم الشرقاوي»، ومن بعده خرجت هذه الشائعات.
- ولكن دوللي صرحت أن صناع هذا المسلسل قاموا بمجاملتك على حسابها؟
هذا الكلام ليس حقيقياً ولا أعرف لماذا تقوم دوللي بترديد هذه الشائعات، فأنا كفنانة تخطيت المرحلة التي أسمح فيها لأي شخص بأن يجاملني لأنني لست مؤمنة بالمجاملة، ولا أعتقد أنها تصنع نجمة. ومساحة الشخصية التي لعبتها كانت مرسومة منذ البداية في السيناريو، لأن الشخصية بطبيعتها كانت مهمة جداً ومؤثرة في الأحداث، وليس من شأني أن أفكر في أدوار غيري لأنني لست صاحبة القرار في أدوار الآخرين، ولذلك أرفض ما تردده دوللي بأن المنتج جاملني على حسابها.
- هل حاولتِ التحدث معها لتوضيح الحقيقة؟
لم أشغل نفسي بأشياء لا تعنيني، ولم أتدخل في أمور دوللي شاهين، لأنني أهتم فقط بأدواري وأعمالي بعيداً عن شؤون الآخرين. وبالمناسبة شعرت بسعادة كبيرة بالنجاح الذي حققه مسلسل «أدهم الشرقاوي» الذي شاركت في بطولته مع النجم محمد رجب.
- كيف استفدتٍ من تجربة العمل مع النجم العالمي عمر الشريف في مسلسل«حنان وحنين»؟
هذا الفنان عالمي بمعنى الكلمة فهو حالة خاصة في العطاء والتميز والموهبة، ولديه قدرة غير عادية على جذب كل المحيطين به في أي مكان يكون فيه. ولا يمكن أن اعتبر هذه التجربة مثل باقي التجارب فهي أضافت إلي الكثير، واختصرت خطوات كثيرة في مشواري، واستفدت من جمهور ومحبي عمر الشريف في تجربته التلفزيونية الوحيدة. وأذكر أنني ظللت لفترة طويلة لا أصدق بسهولة أنني أقف أمام عمر الشريف.
- هل تعتبرين نفسك محظوظة بالوقوف أمام نجوم كبارمثل عمر الشريف وسميرة أحمد؟
لا اعتمد على الحظ ولا اعتبره سبباً كافياً لصناعة النجاح، واعتمد على الاجتهاد وأحمد الله على الفرصة الجيدة التي أحصل عليها، وأحاول الحفاظ عليها طوال الوقت لأكون بمستوى المسؤولية التي منحني إياها الآخرون. أما النجم عمرالشريف فأعتبره الأب الروحي لي.
- أين أنتِ من السينما؟
كنت انتظر تثبيت قدميّ أولاً في الدراما التلفزيونية وتحقيق الانتشار، خاصة أنني كنت في مرحلة احتاج فيها الى أن يعرفني أكبر عدد من الناس. ولكنني مثل أغلب الفنانين أعشق السينما، وأتمنى أن يكون لي وجود فيها.
- ومتى نرى تجربتك السينمائية الأولى؟
لحسن الحظ أن الشركة التي أعمل معها تفكر في خوض تجربة الإنتاج السينمائي، لذا فأنا انتظر هذه الخطوة، خاصة أنني حينما دخلت عالم التمثيل لم يكن هدفي الوصول الى نجومية سريعة، فأنا مؤمنة بأن صعود السلم بالتدريج أفضل بكثير من الصعود مرة واحدة لأن النجومية السريعة ليست مضمونة. وهدفي أن تحفر أعمالي في تاريخ الفن المصري ضمن أعمال رائعة لمبدعين كثيرين، وانتظر خوض تجربة السينما العام المقبل.
- لماذا اعتذرتِ عن ترشيح السيناريست وحيد حامد لكِ للمشاركة في بطولة مسلسل «الجماعة»؟
بالفعل اعتذرت عن عدم المشاركة في مسلسل «الجماعة» بعدما اتصل بي السيناريست الكبير وحيد حامد، الذي عرض عليّ دوراً مهماً ورئيسياً، وكنت المرشحة الأولى له. لكنني كنت قد ارتبطت بتصويرمسلسل «بره الدنيا»، وحتى لا يتعطل تصوير مسلسل «الجماعة» اضطررت للاعتذار، وأتمنى أن تأتيني الفرصة مرة أخرى، أعمل مع هذا المؤلف القدير لأنني من أشد المعجبين بأعماله.
- ولماذا يلاحظ البعض أنك منعزلة بعض الشيء عن الوسط الفني؟
لا أتعمد الانعزال بل على العكس أحب الناس، وأحرص على التعامل مع الجميع برقة. الحقيقة اني أحب الهدوء وليس عندي صداقات كثيرة من داخل الوسط الفني، وأحرص أيضاً على الابتعاد عن القيل والقال. والحمد لله عندي أصدقاء احتفظ بعلاقتي بهم في مراحل مختلفة من عمري وأغلبهم من خارج الوسط الفني.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024