تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نهلة الفهد... جمعت عمالقة الغناء الخليجي و9 أغنيات للمطربة لطيفة في عام واحد

تستحق المخرجة الإماراتية نهلة الفهد لقب أفضل مخرجة أغنيات مصوّرة عربية، ليس لتقديمها عشرات الكليبات الغنائية لنجوم الغناء في الخليج والعالم العربي فحسب، ولكن أيضاً لنجاحها في أن تتصدى لتصوير أغنيات جمعت عمالقة الغناء الخليجي لأول مرة، ولعل أحدثها ديو «مرت سنة» الذي جمع للمرة الأولى بين صوتي فنان العرب محمد عبده والفنان عبد المجيد عبد الله، وهو من كلمات ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد «فزاع» ومن ألحان فايز السعيد.
قبلها بأسبوع صوّرت نهلة الفهد كليب «سامح» للعملاقين أبو بكر سالم وراشد الماجد، وهو أيضاً من كلمات «فزاع» وألحان فايز السعيد. ولم يكن هذا إنجازها الوحيد، ففي أقل من عام واحد صوّرت للفنان عبد الله الرويشد أغنية ناجحة، وأخرى للمطرب الإماراتي على بن محمد، وأخرجت تسع أغنيات متتالية للمطربة لطيفة، الى جانب أغنيات  للمطربة فلّة، ولأسماء المنور ومنى أمرشا ونورهان وأمل المغربي، ومن مطربي الغناء الخليجي أيضاً عيضة المنهالي وراشد الفارس والوسمي وعبد المنعم العامري.
نهلة الفهد تعيش-على حد قولها- هذا العام أجمل لحظات حياتها وأبرز محطات حياتها كمبدعة خلف الكاميرا، خاصة أن وزيرة الشؤون الاجتماعية في الإمارات مريم الرومي قد كرّمتها في يوم المرأة العالمي كأبرز شخصية إعلامية.

- حدثينا عن كليب «مرت سنة»؟
 كان اختياري لإخراج هذا العمل الكبير مفاجأة لي، وقد تم التصوير في فندق «أتلانتس» في دبي لمدة يوم واحد. واستعنت خلال التصوير بفريق عمل متخصص من لبنان، واستخدمنا تقنيات عالية وغرافيكس بتقنيات السينما 35 ملم. ثم اكملنا التصوير في بيروت لمدة ثلاثة أيام. وكان  الملحن فايز السعيد موجوداً طوال فترة التصوير، وأشرف على العمل بكامله وعلى راحة الفنانين. لكن المفاجأة الكبرى كانت في اللقاء مع فنان العرب محمد عبده والفنان عبد المجيد عبد الله، وحديثهما عن متابعتهما لأعمالي المصورة. وقد وصلا في موعد التصوير وصورا المشاهد المنفردة وفق السيناريو المحدد. ثم اجتمعا في مشهد مشترك حيث بدأ كل منهما يشاجي الآخر بغنائه. لقد تشرفت بالعمل مع فنان العرب محمد عبده والفنان القدير عبد المجيد عبد الله اللذين تعاونا لإنجاح الأغنية. والواقع اني فوجئت بروحهما المرحة وجو الدعابة الذي أضفياه على مكان التصوير. وزادادت سعادتي عندما أبديا إعجابهما بأعمالي السابقة وتحضيراتي لكليب «مرت سنة». وأشاد محمد عبده بما شاهده من أغنيات صورتها مع فنانين آخرين  وخاصة صورته في الصحراء، مبدياً رغبته في أن يصور معي أغنية ذات طابع صحراوي، وهو ما أكده أيضاً في لقاء له على شاشة «روتانا». كما أشاد الفنان الكبير عبد المجيد عبد الله كثيراً بأعمالي التي أكد أنه يتابعها عندما تعرض على شاشات التلفزيون.

-  أغنية «سامح» تجمع أصحاب أشهر كلمة ولحن وغناء خليجي أيضاً. ماذا تمثل لنهلة الفهد؟
لا تتصور مقدار فرحتي واعتزازي بإخراج مثل هذه الأعمال لأنها تعد علامات تسجل في تاريخ الأغنية الخليجية. أغنية «سامح» لأبو بكر سالم وراشد الماجد صُورت بين دبي وبيروت على مدار أسبوع، وقد أُعدت ديكورات خاصة ليكون العمل غير تقليدي ومعبراً عن الكلمات الرائعة لمبدع الكلمة والقصيدة المغناة «فزاع»، وعن اللحن المميز للفنان الذي نفتخر به أيضاً فايز السعيد، وأتمنى أن يخدم الكليب هذا العمل الرائع ويحوز رضا المشاهدين وعشاق الكلمة والأغنية الخليجية.

- هل كان هذا أول لقاء مع تلك الأسماء اللامعة؟
هو أول تعاون لي مع أبو بكر سالم، بينما كانت أغنية« سامح » ثاني تعاون مع راشد الماجد في أغنية مصورة ولكنه أول لقاء حضوري، لأني صورت له أغنية من قبل عبارة عن سيناريو دون ظهوره. بينما كانت أغنية «مرت سنة» أول لقاء لي مع العملاقين محمد عبده وعبد المجيد عبد الله، وبالطبع كان ذلك بمثابة حلم طالما راودني كمخرجة خليجية، وأحمد الله أنه قد تحقق في هذين العملين، ومن قبلهما أغنية عبد الله الرويشد «هلا» وأيضاً أغنيات لطيفة وديانا حداد وغيرهما.

- كيف ترين نفسك في هذه المرحلة الفنية في حياتك كمخرجة؟
أعتبر نفسي في أهم مراحل حياتي كمخرجة وهي مرحلة انتقالية لعملي بعدما كان عندي اقتناع في فترة ما بالاكتفاء بما قدمته سابقاً، مررت بعدها بمرحلة تشبع كدت أتوقف فيها عن الإخراج. خصوصاً أن بعض أعمالي لم أكن راضية عنها. وخلال تلك الفترة فكرت في الابتعاد  وإدارة شركة الإنتاج التي أملكها والعمل مع الشركات والمؤسسات الحكومية في الإمارات، لكني  بطبعي متفائلة وأحسست بأن الأفضل آت وأن الفرصة لإثبات ذاتي واسمي وجدارتي كمخرجة. سوف تسنح.  وها أني في فترة نشاط ونقلة في مسيرتي كمخرجة، وأصبح الناس يعرفون من هي نهلة الفهد وما هي أعمالها.

- بماذا تفسرين هذا النشاط المكثف كمخرجة وبشكل قد يضعك في موسوعة الأرقام القياسية لكثرة ما تقدمين من أغنيات؟!
أنا مؤمنة بأن لكل مجتهد نصيباً، ولا شيء اسمه حظ، بل عمل وتفانٍ ورغبة في النجاح، وقبل هذا كله أن تحب ما تعمله. وأؤمن ايضاً بالنصيب، وكل إنسان يأخذ نصيبه ويعمل عليه، لأني لو كنت أجلس في بيتي واضعة يدي على خدي ومنتظرة العمل لما تقدمت خطوة. أنا سعيت لتطوير نفسي، وأن يكون كل كليب أقدمه مختلفاً عما سبقه. كما أني حريصة على التدقيق في التفاصيل حتى وإن كانت صغيرة، بل أهتم بكل شيء وأضع يدي في كل مراحل العمل.

- تتعاونين مع فريق عمل واحد أم مع شركات متعددة لتصوير أعمالك؟ 
عندي شركتي الخاصة، وعندي أيضاً فريق عمل متخصص في الإمارات، وآخر في بيروت وثالث في سورية، وأيضاً في مصر. وهي فرق عمل متخصصة وجاهزة للعمل في أي وقت.

- أيهما تفضلين التصوير الخارجي أم الداخلي؟
يتوقف الأمر على نوعية الأغنية والفكرة التي عرضتها على المطرب ووافق عليها، وأيضاً فريق العمل الذي يشاركني. لكني بشكل عام أجمع بين نوعي التصوير.

- مخرجة إماراتية تصور معظم أعمالها في بيروت، ماذا تقولين عن ذلك؟
كما قلت حسب فكرة الأغنية والسيناريو الذي أضعه لها أختار موقع التصوير، لكن يجب ألا ننسى أن الطقس في الإمارات لا يساعد في عملية التصوير خاصة الخارجي، ولفترة قد تمتد لأكثر من نصف العام، كما أن بيروت مليئة بمواقع التصوير والفنيين المحترفين، ولا يتطلب الأمر الحصول على تصاريح متعددة كما يحدث في الإمارات أو غيرها. ولمصلحة عملي يتم تصوير معظم الأغنيات بين الإمارات ولبنان.

- من يريحك أكثر أثناء التصوير، الفنان أم الفنانة؟
الأمر يختلف من فنان إلى آخر، لكن بشكل عام المطربات أكثر صبراً أثناء التصوير وأدق في تنفيذ أغنياتهن من المطربين، بحكم طبيعة المرأة ورغبتها في أن تظهر في أجمل صورة. بينما المطرب أكثر تسرعاً ويحب أن ينهي تصوير مشاهده في وقت قصير وكأنه يقول «خلصوني وابقوا كملوا أنتم!!».

-  ما هي أبرز الأسماء التي صورت معها أغنيات؟
العدد كبير ويمكنني أن أقول معظم نجوم الأغنية الخليجية من الرجال  مثل محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وأبو بكر سالم وعبد الله الرويشد وعلي بن محمد وعيضه المنهالي وراشد الفارس وعبد المنعم العامري والوسمي ومحمد الزيلعي. بينما من النساء تعاونت مع ديانا حداد ولطيفة وفلة الجزائرية سماء المنور ومنى أمرشا ونورهان، وآخرهم أمل الغربي التي كسبت مسابقة برنامج «نجم الخليج» على شاشة دبي الفضائية.

- بعد صداقتك المتينة والمستمرة مع ديانا حداد أصبحت لطيفة من المقربات وأصبحت أنت المخرجة المفضلة عندها. كيف حصل ذلك؟
علاقتي بديانا حداد أقرب إلي صداقة العمر ولها محبة وتقدير وفضل في حياتي لا يمكنني إنكاره. والفنانة الكبيرة لطيفة لا يمكن إلا أن تحبها عندما تتعامل معها، وهي اليوم صديقة عزيزة ومقربة. عندها حب للعمل وطاقة نشاط لم أشاهدها من قبل، وتجعلك تحب العمل معها. تتصل بي وتسأل:أين أنت؟ وأقول لها: أنا في دبي، فتقول: انتظريني غداً. وتحضر لنبدأ ورشة عمل وتبادل أراء وأفكار حتى نصل الى السيناريو المقترح لأغنية جديدة. وهي دائماً تعتمد على أفكاري ورؤيتي، وحتى لو أختلفنا حول فكرة تقول لي: أعملي ما في رأسك ،لانها تثق بقدراتي وافكاري، ودائماً تحرص على تشجيعي ودفعي الى الأمام ولهذا بلغت الأغنيات التي صورتها خلال عام واحد للطيفة تسع أغنيات!

- هل أنت راضية عن أعمالك قبل اللقاء الأخير مع محمد عبده وعبد المجيد عبد الله، ومن قبلهما راشد الماجد وأبو بكر سالم؟
فلنقل بنسبة تقترب من الرضى، لأني حريصة على ألا أكرر نفسي، وأبحث دائماً عن المضمون الجديد الذي يناسب المطرب المعني. ويكفيني مثلاً أن عبد الله الرويشد أكد لي بعد تصوير أغنية «هلا» أنه كان في شوق لرؤية  نفسه على الشاشة كما صورناه، لانه كان على مدار سنين يظهر بالبدلة أو الملابس «الكاجوال» وليس بالزى الخليجي، وعندما أنهينا التصوير أردت أن أرسل له الأغنية قبل عرضها ليبدي رأيه، ولكنه قال لي بالحرف الواحد أنه لثقته بعملي يفضل أن يرى الأغنية عندما تعرض على الفضائيات مثله مثل المشاهدين. هذه الثقة أعتبرها وساماً على صدري بينما الفنانة لطيفة تكون في القاهرة وأنا في دبي، وعندما أرسل لها أفكاري أو ما تم تصويره عبر «الأنترنت» تصرخ من الفرحة عبر الهاتف مؤكدة أن العمل رائع، وعلينا أن نبدأ أغنية جديدة... ألا يجعلني ذلك راضية عما قدمته؟

- من أين تبدأ فكرة تصوير أغنية جديدة؟
البداية من كلمات الأغنية واللحن، فيجب ان أفهم الكلمات جيداً وأعيشها في وجداني، خصوصاً أن هناك مواقف في الحياة قد تعبر عن تلك الأحاسيس التي عبرت عنها الكلمات. هناك دفتر صغير يلازمني طوال يومي وحتى بجوار سريري أدوّن فيه الأفكار التي ترد في ذهني حتى وأنا في الطائرة مسافرة، ولا أكون مبالغة أن بعضها أراه في أحلامي وأثناء نومي. ابحث أيضا في الكتب والانترنت وأعمق أفكاري دائماً بكل جديد، ومن هذا كله أضع السيناريو وحركة الكاميرا وتفاصيل العمل من ملابس وإكسسوارات وإضاءة وماكياج واستعراضات وغيرها.

- أفكارك ونجاحك مع المطربين الذين تعاونت معهم وكثرة عدد من تتعاونين معهم هلأوجدت لكِ أعداء؟
لنقل خلق أعداء النجاح، لأن المؤيدين والمشجعين لنجاحي أكثر منهم، وبعضهم كانوا يفضلون أن أظل مثلهم دون عمل أو في انتظار فرصة. نعم شعرت بوجود أعداء نجاح وكانت صدمتي في بعضهم كبيرة لأن نجاحي كشف مقدار حقدهم على أي ناجح وليس علي وحدي.

- هل ترك ذلك أثراً في نفسك؟
بكل تاكيد لكنه أثر إيجابي يدفعني دائماً للنجاح ولزيادة القهر في قلوبهم المريضة. كان الأفضل لهم وهم بلا عمل أن يدفعهم نجاحي ليثبتوا ذواتهم ويتفوقوا علي لكنهم تفرغوا للحقد وإطلاق الشائعات، ولعل أغربها كان في بداياتي عندما اشاعوا أن ديانا حداد هي التي تخرج الأعمال التي أقدمها! فماذا يقولون اليوم عن عشرات الأعمال التي صورتها؟ هنا أتذكر مقولة للراحل الفنان المبدع أحمد زكي عندما حاربوه في بداية تصدره لبطولة الأفلام باعتباره ليس وسيماً وأسمر، ويومها سألوه عن ذلك فوجه التحية لجمهوره الذي أحبه، ومن قبلهم توجه بالتحية والشكر لأعداء نجاحه لأنهم هم الذين دفعوه الى مزيد من الإصرار على النجاح. المنافسة موجودة في كل مجال عمل وعلى الإنسان أن يعتاد على أن هناك من لا يعملون ويكتفون بالغيرة ومحاربة النجاح!

- لكنك صورت أغنية «سامح» لراشد الماجد وأبو بكر سالم، ألا تسامحين؟
أنا بطبعي متسامحة، وليس عندي مشكلة لأني لا أحمل ضغينة ضد أحد في قلبي، وأسامح الكل حتى أولئك الذين حقدوا على نجاحي، وإلا لتفرغت لهم وتركت أعمالي الكثيرة بحمد الله.

- قل ظهورك المشترك مع صديقة عمرك كما تقولين ديانا حداد، لماذا؟
لم يحدث ذلك إلا بسبب ظروف العمل لكلينا. ديانا مشغولة بألبومها الجديد وهي دائماً بين القاهرة وبيروت ودبي، والحال نفسه بالنسبة إلي لأن تأسيس شركتي أيضاً أخذ مني وقتاً وجهداً، الى جانب عملي مع الشركات والفنانين الآخرين والتزامي نحوهم. لكننا على تواصل دائم عبر الهاتف، ونجتمع عندما تتيح لنا الظروف ذلك.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079