تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ميريام فارس... 'لا أصوّر الفوازير نكاية بأحد ولا لأستفزّ أحداً!'

ترفض أن تقول إنها كسبت رهان الفوازير بعد احاديث عن عشرات الأسماء التي قيل إنها ستصوّر الفوزاير، وترى أنها ببساطة تلقّت عرضاً مهماً ووافقت عليه، لهذا هي لا تصوّر الفوازير لتستفزّ أحداً ولا نكاية بأحد. إنها الفنانة ميريام فارس التي خصّت «لها» بحوار تحدثت فيه عن تفاصيل تعاونها مع المنتج المصري طارق نور في مشروع الفوازير، وعن ألبومها الخليجي الذي سيصدر قريباً، وأمور كثيرة غيرها...

- موضوعنا الأساسي هو بلا شك الفوازير. كيف تمّ الإتصال بك بدايةً وكيف تلقّيتِ عرض المنتج طارق نور لتمثيل الفوازير؟
بصراحة تلقّيت الكثير من العروض في السنتين الماضيتين من جهات رسمية عديدة لتنفيذ فوازير مصرية خاصة بشهر رمضان. وسبق أن صرّحت عن هذا الأمر في الإعلام لكني لم أُعلن أسماء المنتجين حرصاً على العمل، بما أني لم أكن قد أبرمت أيّ عقد رسمي بعد، بل كانت كلها عروضاً رفضتها أو اعتذرت عنها. أما المنتج طارق نور فقد اتصّل بي مباشرة قبل مدّة وعرض عليّ السيناريو الخاص بالفوازير التي ننفذها. وبصراحة أبهرني السيناريو وكلّ التحضيرات المتعلّقة بتنفيذه، فوافقت لأنه كان أكثر عرض شعرت بأنه يشبهني وقادر على تقديمي بالشكل الملائم في الفوازير التي أعتبرها دون شك مسؤولية كبيرة جداً. وأنا سبق أن تعرّفت على المنتج طارق نور عندما صوّرت الإعلانات الخاصة بشركة «فودافون» في مصر، إذ كانت شركته تتولّى تنفيذ هذه الإعلانات.

- قلتِ إنك تلقّيت عروضاً كثيرة للفوازير، وإنكِ رفضت بعضها واعتذرت عن البعض الآخر. ما الفرق بين الرفض والإعتذار؟
(تضحك) ما أقصده أني اعتذرت عن العروض التي لم أتمكّن من قبولها بسبب تعارضها في ذلك الوقت مع تصوير فيلم «سيلينا» (مسرحية هالة والملك). أما ما رفضته فهي العروض التي لم تناسبني، وأنا لا أقصد الناحية المادية لأنها آخر اهتماماتي. كلنا نعرف أن الكلّ ينتظر تنفيذ الفوازير الشهيرة بعد الظاهرتين نيللي وشيريهان اللتين أبهرتا الجميع، وأنا أحترمهما كثيراً وأعتبرهما مدرستين قائمتين نتعلم منهما. فلا يمكن بعد كلّ هذه السنوات تقديم فوازير عادية أو بمستوى ينقصه الإبهار. خصوصاً أن العصر اختلف وتغيّر، وأصبح الإستعراض أكثر أهمية من ذي قبل والنجوم يعتمدونه في الكليبات. فكيف إن تحدّثنا عن الفوازير التي تعتمد بشكل أساسي على الإستعراضات. أي يجب أن يكون كلّ شيء مبهراً ومترافقاً مع التطوّر. والهدف هو إرضاء الجمهور وتقديم فوازير لائقة وترقى إلى مستوى طموحاته وعصرية في الوقت ذاته.

- أنت من أكثر الفنانات اللواتي اعتمدن الإستعراض في إطلالاتهنّ وتقدمينها على المسرح مباشرةً؟
صحيح مئة في المئة.

- بالنسبة إلى العروض التي اعتذرت عنها، هل صحيح أنك رفضتِ عرضاً من التلفزيون المصري؟
صحيح.

- ولكن كلّنا يعلم أهمية التلفزيون المصري في مصر، ومن يطلّ عبر شاشته سيصل إلى شريحة كبيرة جداً من المصريين؟
ما تقولينه صحيح، لكني كنت مضطرّة للإعتذار عن هذا العرض رغم أهميته. وكان بالفعل عرضاً مميزاً. لكنه أتى مترافقاً مع عرض تصوير فيلم «سيلينا»، وكان يفترض أن أختار بين فيلم للرحابنة وبين الفوازير. كلاهما يأتي بدرجة الأهمية نفسها، لكني اعتبرت أنه يمكن تصوير الفوازير في موسم آخر أو أني قد أتلقّى عرضاً في سنة لاحقة. أما «سيلينا» فكان حقيقة فرصة لا تعوّض ولا يمكن أن تأتي مرتين، لهذا اخترت «سيلينا». وأنا أجدد اعتذاري لكلّ الجهات المنتجة التي عرضت عليّ الفوازير سابقاً، ومنها التلفزيون المصري.

- قال لكِ طارق نور إنك إن لم توافقي على عرض الفوازير فهو لن يصوّرها مع سواك؟
صحيح هذا ما قاله لي وهذا ما أعلنه في المؤتمر الصحافي الذي عقدناه أخيراً معاً في بيروت. هي دون شك مسؤولية كبيرة جداً مُلقاة على عاتقي، ولا تتخيّلي ورشة العمل التي نقوم بها حالياً كي نتمكّن من عرض الفوازير في الوقت المناسب. طارق نور قال إنه يجد فيّ موهبة مميزة تجمع بين الرقص والتمثيل والغناء، وهي العناصر التي ينبغي أن تكون موجودة في الفوازير، لهذا قال إنه لن يصوّر مع سواي إن لم أوافق، وطبعاً أنا أشكره على هذه الثقة. نعمل حالياً كخلية نحل لا تهدأ و«انشالله كون قدّ المسؤولية».

- تحدثتِ في المؤتمر الصحافي عن بعض الأسماء المشاركة في العمل، لكننا لم نعرف من هو المصمم الذي تتعاملين معه...
المصمم هو فؤاد سركيس المشهور بتصاميمه الإستعراضية المُبهرة، وأنا سعيدة جداً بالتعاون معه. منذ البداية أردنا أن نعمل مع أفضل الأسماء وأمهرها في كلّ المجالات. وأنا شخصياً اخترت كلّ الأسماء اللبنانية المُشاركة، من طوني قهوجي إلى يحيى سعادة وجو رعد وباتريسيا ريغا وفؤاد سركيس، ولا أريد أن أنسى طبعاً مدرّبة الرقص بوليت بينوت التي تعاونت معي في كليبات سابقة، والمخرج المصري أحمد المناويشي الذي يتولّى الإخراج إلى جانب طوني قهوجي. صحيح أن إسمه ليس مستهلكاً، لكنه بارع في مجاله، وبالمناسبة هو يحضّر لفيلم سينمائي سيصدم الكلّ ويبهرهم.

- هل ستشاركين في هذا الفيلم؟
(تضحك) كلا. لكنه أخبرني عنه وأردت فقط أن أشير إلى ما يقوم به.

- هل واجهت تحفّظات معينة عن اختيارك فريق العمل لبنانياً بينما الجهة المنتجة هي مصرية؟
كلا أبداً. طارق نور ترك لي الحرية الكاملة، إضافة إلى أن هذه الأسماء ليست في حاجة إلى شهادتي ولا إلى وساطتي، لأنها أسماء مهمة فرضت نفسها عربياً. إضافة إلى ذلك، أنا شخصياً أرتاح معهم كثيراً في العمل وقد شكرني المنتج طارق نور على اختياري لهذه الأسماء لأنه لمس حرفية أصحابها وحرصهم على العمل فضلاً عن براعتهم طبعاً. أنا أساساً لا أميّز بين الناس من باب أن هذا مصري وذلك لبناني. في النهاية كلنا عرب وأنا لا أحب التحدث عن هذه الأمور.

- أودّ أن أسألك عن الجدل الذي حصل في المؤتمر الصحافي حول هذه المسألة. لماذا تمّ التركيز كثيراً على هذه النقطة؟
بصراحة لا أعرف، وأنا استغربت ما حصل. توقّعت أن يُطرح سؤال أو اثنان حول هذا الموضوع لا أكثر. لكني فوجئت بكمية الأسئلة التي طُرحت مثل «إلى أي مدى سيتقبّل الجمهور المصري فنانة لبنانية في الفوازير المصرية»؟ أو «إن كانت الصحافة المصرية ستشنّ علينا هجوماً لهذا السبب»؟ وغيرهما من الأسئلة التي طُرحت حول المسألة ذاتها. حقيقة استغربت، لأن ما أعرفه أننا كفنانين من لبنان أو من أي دولة أخرى، مُرحّب بنا في أي وقت في مصر ونحيي حفلات كثيرة على مدار السنة يحضرها عدد كبير من المصريين. وأنا لا أتحدث عن نفسي فقط بل عن أغلب الزملاء الذين يقصدون القاهرة. فلماذا يطلقون هذه الإتهامات! لو كان ما يُقال صحيحاً، لما كان أي فنان نجح في القاهرة. أنا شخصياً أحترم «الغيرة» الموجودة لدى المصريين تجاه بعضهم البعض لكن هذا لا يعني أنهم يرفضون كلّ ما هو غير مصري. وعلى حدّ علمي لم تندلع الحرب بين مصر ولبنان كي نقرأ أموراً مماثلة.

- مع احترامنا للمصريين، لكن هذه الإتهامات أتت على خلفية النقد اللاذع الذي تعرّضت له هيفاء وهبي العام الماضي من الصحافة المصرية لدى إعلان خبر تصويرها الفوازير؟
ليست لديّ فكرة عن هذا الأمر ولست مخوّلة الردّ نيابة عن غيري. ما أعرفه أني أنا شخصياً أزور القاهرة باستمرار وصدقاً لم ألمس يوماً هذه الحساسية التي يُحكى عنها، بل على العكس تماماً. حفلاتي موجودة وكذلك جمهوري.

- بالحديث عن هيفاء، إنتشرت أخبار كثيرة حول تصويرها الفوازير إضافة إلى غيرها من الأسماء. لكن رسمياً أنت الوحيدة التي تصوّرها بالفعل. هل تعتبرين أنكِ كسبتِ الرهان؟
(تضحك) لا أريد التحدث عن الموضوع من هذا المنطلق لأني لا أصوّر الفوازير كي أستفزّ أحداً ولا لأحارب أحداً ولا لأقول إني الأفضل... كل الموضوع أني تلقيت عرضاً محترماً ووافقت عليه وأتمنى أن أكون عند حسن ظنّ الناس. أنا أيضاً تحدثت في السابق عن عروض تلقّيتها. أما عن الأسماء الأخرى التي قيل إنها ستصوّر الفوازير، فلا أعتقد أن كلّ تلك الأخبار كانت شائعات، بل من المؤكّد أن هؤلاء الفنانات تلقّين عروضاً وتحدّثن عنها في الصحافة. أنا مثلاً صرّحت قبل أشهر في مجلة «لها» عن عروض تلقيتها وقلت إني بصدد درس هذه المشاريع، لكني لم أكن قد أبرمت أي اتفاق بعد، لهذا لم أعلن عن الجهة الإنتاجية.

- بالعودة إلى موضوع فريق العمل، كان لافتاً أن يوافق يحيى سعادة على تولّي الإدارة الفنية للفوازير بعدما أصبح مخرجاً معروفاً؟
مما لا شكّ فيه أن يحيى سعادة أهم إسم في الإدارة الفنية قبل أن يكون مخرجاً معروفاً وأنا، أحترمه كثيراً وأقدّر عمله، وقد تعاونت معه في إخراج كليب «إيه اللي بيحصل». عرضتُ عليه الفكرة مع السيناريو وكلّ التفاصيل المتعلّقة بالفوازير ككّل فوافق بعدما أبدى إعجابه بالتحضيرات المبهرة للفوازير. ما أعرفه أنه هو شخصياً لا يعاني هذه العقدة، وهو أيضاً صديقي، ولم يجد مشكلة في أن يكون المدير الفني Art Director. ولا ننسى أن عمل المدير الفني لا يقلّ أهمية عن أي عمل حتى الإخراج خصوصاً في الإستعراض وما قد يرافقه من تفاصيل كثيرة. أدرك أني لن أجد مديراً فنياً أبرع منه.

- ما قصة أغنية «إيه اللي بيحصل» التي سُرقت منك للمرة الثانية بعد أن سرقتها بداية مغنية إسرائيلية؟
(تضحك) بالفعل هذا ما حصل. بعد المغنية الإسرائيلية، قامت مغنية جزائرية بغناء لحن «إيه اللي بيحصل» لكن على كلام مختلف وخاص بالجزائر لمناسبة المونديال بما أن الجزائر كانت الدولة العربية الوحيدة التي شاركت في المونديال.

- ما تعليقك على الموضوع؟
في الحقيقة لا أدري ما أقول. دون شك أزعل من ناحية أنها أغنيتي وأُخذت دون إذن من أحد، لكن من جهة أخرى أُسعد عندما أجد أعمالي تلاقي هذا الرواج، وطبعاً لو لم تكن الأغنية ناجحة جداً لما كانت المغنية أخذتها لتغنيها في موضوع يخصّ بلدها، أي الجزائر، وفي مناسبة عالمية كالمونديال. وهذا هو السبب الوحيد الذي يجعلني متحفّظة في الردّ.

- هل ستتم مقاضاة هذه الفنانة؟
لا أعرف. الموضوع حالياً بيد جمال مروان بما أن «ميلودي» هي الشركة المنتجة وهذه حقوقها.

- في المرة السابقة قلتِ إن جمال مروان يتابع موضوع سرقة أغنيتك من جانب المغنية الإسرائلية، ولم يحصل شيء؟
بلى تم إيقاف الأغنية خصوصاً أن السرقة كانت واضحة تماماً.

- صورتِ كليباً قبل أشهر ولم يصدر حتى اليوم. هل صحيح أنك غير راضية عن نتيجة التصوير ولهذا أوقفتِ الكليب؟
كلا، كلّ هذا الكلام غير صحيح ولا أساس له بل مجرد شائعات لا أعرف مصدرها. صراحة زعلت كثيراً من كتابة هذا الموضوع في بعض الصحف ومواقع الإنترنت خصوصاً أنه يمسّ أولاً وأخيراً مخرج الكليب جو بو عيد الذي قدّم لي بالفعل كليباً مميزاً. ما حصل أنه بعد بتّ موضوع الفوازير وقرارنا مباشرة تصويرها، إضافة إلى اقتراب موعد المونديال، كان من الطبيعي تأجيل عرض الكليب. قررت التأجيل حينها ريثما أستقرّ نهائياً على موضوع الفوازير. وبالفعل هذا ما حصل. وعندما يُعرض الكليب قريباً إن شاء الله سيرى الجميع النتيجة وأنا سعيدة جداً بها. كلّ تلك الأقاويل مجرد شائعات وسيتأكد الناس من ذلك بمجرد صدور العمل، وأقول إني دون شك سأُعيد تجربتي مع جو بو عيد لأنه مخرج مميز.

- ما هي الأغنية التي صورتها؟
هي من الألبوم الخليجي الذي يُفترض أن يصدر قريباً، أي بعد شهر رمضان بإذن الله. والأغنية تحمل عنوان «من عيوني».

- وماذا عن الأغنيات المصرية واللبنانية؟
ما زلنا نجهّزها وستصدر ضمن ألبوم آخر من إنتاج شركة «ميلودي»، لكن طبعاً بعد الألبوم الخليجي وهو أيضاً من إنتاج «ميلودي».

- ما رأيك في قضية السيدة فيروز والاشكال الحاصل بينها وبين ورثة الراحل منصور الرحباني؟
بصراحة شديدة لم أُتابع تفاصيل القضية في شكل دقيق بسبب انشغالي بالتحضيرات الخاصة بالفوازير. لم أفهم حقيقة ما الذي يحصل بينهما، لكن مما لا شك فيه أننا كلبنانيين وعرب عشقنا المدرسة الرحبانية، وفيروز أحد أعمدتها الرئيسية، ونفضّل أن يكونوا دائماً معاً وجنباً إلى جنب.

- ورثة منصور الرحباني قالوا إن فيروز لم تستأذنهم عندما أعادت عرض مسرحية «صحّ النوم». فردّت ريما الرحباني إبنة فيروز بالقول إن عائلة منصور بدورها لم تستشرهم (أي ورثة عاصي) في أمور كثيرة منها إعادة مسرحية «هالة والملك» في فيلمك السينمائي «سيلينا» الذي أدّيت فيه دور فيروز؟
حقيقة لا أدري ما أقول لأنني لست على اطلاع على تفاصيل القضية كي أبدي رأيي بموضوعية. لكني كمواطنة لبنانية أعرف أن فيروز خط أحمر، وبالنسبة إلينا هي لبنان كلّه الذي عشقناه بصوتها، بغضّ النظر عن كلّ الأمور العالقة بين الطرفين. لا يسعني سوى أن أتمنى أن يزول الخلاف نهائياً بينهم، لأن «الرحابنة» كائن كامل ومتكامل تستحيل تجزئته.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079