تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

سميرة سعيد في مؤتمر صحافي

عقدت الفنانة سميرة سعيد التي وصلت إلى تونس قبل ثلاثة أيام من موعد حفلها المقرر في قرطاج، مؤتمراً صحافيا في فندق "أفريكا" حضره عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام التونسية، والملحن صلاح الشرنوبي الذي يستضيفه هذا العام مهرجان قرطاج، إضافة إلى الفنان فاروق سلامة، الملحن والعازف المصري المعروف وقائد فرقة سميرة سعيد.


سميرة سعيد التي كانت تتحدث طوال الوقت باللهجة المصرية، واجهت انتقاداً من بعض الزملاء الصحافيين بسبب عدم تحدثها بلهجتها المغربية رغم كونها في تونس، البلد الجار الذي يتحدث أبناؤه بلهجة قريبة من المغربية. فقالت إن حديثها باللهجة المصرية أمر عادي وطبيعي كونها تعيش في مصر منذ أكثر من عشرين سنة. ثم قالت مازحة أنه يمكن أن تتكلم بلهجة مغربية دون أن يفهمها أحد.
وتحدثت سميرة عن اختلاف تجربتها الغنائية ومختلف المراحل التي مرّت بها والجمع الذي تعتمده بين المدرستين الشرقية والغربية، وقالت إنها لم تنتقل فجأة من الأسلوب الشرقي الذي قدّمته مع بليغ حمدي وفاروق سلامة وهاني مهنا وغيرهم، بل إنها ومنذ البدايات حرصت على تقديم مختلف الأنماط الموسيقية فنوّعت بين الطربي والشعبي والكلاسيكي والنماذج الموسيقية التي تجمع الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية. وقالت إن جيل الشباب منجذب كثيراً نحو أعمال الغرب والموسيقى الغربية، لهذا ضروري جداً أن يقدم الفنانون العرب أغنيات عصرية بالأسلوب الغربي كي لا يبتعد الشباب العربي أكثر فأكثر عن الأغنيات العربية، وذلك من خلال المزج بين الحضارتين. وقالت أيضاً: " لا بدّ أن يكون الفن مثيرا ومتجددا، و"أنا أريد أن أظهر بمختلف الأشكال أمام جمهوري، ولهذا تجدونني في صورتي بشكل دائم وفي اختياراتي الموسيقية".
كما تحدثت سميرة عن عروض تلقّتها في مصر للمشاركة في برامج تلفزيونية، وقالت إنها لم تقرر الموافقة في شكل نهائي بعد رغم أنها متحمّسة للفكرة لأن البرنامج المعروض عليها ليس بعيداً عن مجالها الغنائي. ويبدو أن العرض الذي تحدثت عنه له علاقة ببرامج الهواة إذ يمكن أن تكون في لجنة التحكيم.


وردّت سميرة على أسئلة خاصة بمجلة "لها" التي كانت حاضرة في المؤتمر، وكانت كالتالي:


1-
جرت مفاوضات كثيرة بينك وبين شركة روتانا قبل انضمامك إلى شركة "عالم الفن" وبعد انفصالك عنها، والمصادر كانت تؤكّد أن روتانا سعت في شكل جدّي إلى ضمّك إليها. لماذا لم يتمّ الإتفاق معها حتى الآن؟

2- نلتِ جائزة "وورد ميويزك اوارد" قبل سنوات عن ألبوم "يوم ورا يوم" الذي حقق نجاحاً خيالياً. لماذا نسمع اليوم هذا الجدل الكبير حول مختلف الأسماء التي نالت الجائزة بينما لم نكن نسمع هذه الأمور في السابق؟

3- إتُهمت الفنانة شيرين عبد الوهاب بتقليدك في الأداء، لكنها ردّت وقالت إن الأسلوب الذي تغني فيه هو أسلوب زوجها الموزع محمد مصطفى الذي تعاونتِ معه في أغنيات كثيرة، لكن الناس يعتقدون أن هذا أسلوب سميرة بينما هو أسلوب محمد مصطفى؟

أما ردود سميرة فكانت: "صحيح أن مفاوضات عديدة جرت بيني وبين روتانا، وأنا أحترم هذه الشركة وأقدّر القيّمين عليها وأعرف أنها مؤسسة ضخمة خدمت الفن في شكل واضح، لكن الإتفاق بيننا لم يتبلور بعد، خصوصاً أن السوق الغنائي اختلف وتبدّل، وهناك أمور كثيرة أثرت على الفن منها القرصنة التي هي مشكلة لدى شركات الإنتاج كلّها وليس فقط روتانا. وعدم توصلنا إلى إتفاق حتى اليوم لا يعني وجود أي خلاف، لكني حالياً أنتج لنفسي".
أما عن موضوع الجدل الحاصل حول جائزة "وورد ميوزيك اوورد" فقالت سميرة: "لست معنية بهذا الجدل وأنا أرفضه، لأنه حتى لو كانت الجائزة مدفوعة أو أن البعض يعتبر أن هناك أناساً نالوها عن غير وجه حق، المهم برأيي أن الجائزة مهمة جداً كونها فرصة بارزة للفنان العربي ليطلّ في المحافل والمناسبات العالمية، وهذا بالفعل أمر ملحّ ومسألة يحتاجها الفن العربي عموماً. لهذا أقول أن المشاركة في هذه الجائزة لها وقع خاص".
أما عن الفنانة شيرين عبد الوهاب فقالت سعيد: "أحب شيرين كثيراً وأحترم صوتها وإحساسها وأعتبرها من أهم المطربات. لا أعرف إلى أي مدى يجوز القول إنها تقلّدني، فإن أي فنان يتأثر بفنان آخر أتى قبله، وأوضحت أنها هي شخصياً تأثرت في بداياتها بأسماء عديدة منها أم كلثوم وليلى مراد. وعن ردّها على ما قالته شيرين في أن هذا هو أسلوب زوجها محمد مصطفى وليس أسلوب سميرة، قالت: "ما عنديش ردّ محدد".

وسُئلت سميرة أيضاً عن بعض الأصوات المغربية الجديدة أمثال أسماء المنور وجنّات، فقالت إنها تحب جنات كثيراً وهي صديقتها كونها مقيمة أيضاً في القاهرة وتراها باستمرار، وذكرت أنها تحب صوت أسماء وتعتبرها صوتاً مميزاً وخارقاً. وسُئلت عن ديو "المحكمة" الذي جمع أسماء بالفنان كاظم الساهر وقالت إنها لم تسمعه ولم تركّز عليه. ثم ضحكت واستدركت: حقيقة أنا لا أريد التقليل من أهمية الديو لكني حقيقة لم أسمعه في شكل جيد كي أقول رأيي فيه، وأنا لا أحب المجاملة بصراحة، لكن بما أنه يجمع صوتين رائعين مثل كاظم وأسماء يجب أن يكون عملاً مميزاً.
وحول الأخبار التي انتشرت موضوع منعها من الغناء في الجزائر بسبب تصريحاتها حول المباراة التي جمعت الجزائر ومصر والتي وصف فيها الجمهور الجزائري بالمتعجرف ،قالت:" لم أسمع أني ممنوعة من الغناء في الجزائر ولم يبلّغني أحد بهذا الأمر. أما عن تصريحاتي فلقد كانت محايدة لم أكن مع أو ضد أي فريق ولكن قلت أن لعبة الكرة يجب أن تعلم الجمهور الروح الرياضية لا أن تكون فرصة للخصومات والمشاكل، لكن البعض حوّر تصريحاتي بينما أنا كنت أتحدث في شكل عام ولم أقصد لا الجزائريين ولا المصريين".


متعهدو الحفلات في تونس يؤكدون فشل أغلب الحفلات: النجوم يخسرون شعبيتهم لأجل خمسة آلاف دولار زيادة

خلال وجودنا في تونس لحضور حفلات ضمن مهرجان قرطاج الدولي، التقينا عدداً من متعهدي الحفلات التونسيين الذين غالباً ما ينظمون حفلات وجولات لأشهر نجوم الوطن العربي. وقد أكّد المتعهدون ما نشرته بعض الصحف التونسية عن عدم الإقبال الجماهيري على حفلات كبار المطربين هذه السنة في مهرجانات تونس (باستثناء قرطاج) ومنهم فضل شاكر وجورج وسوف وصابر الرباعي وغيرهم، إذ إن التقارير كانت قد أشارت إلى ندرة الحضور في المهرجانات ومنها صفاقس وموناستير وبنزرت ما شكّل مفاجأة غير متوقعة. وأوضح المتعهدون أن أغلب هذه الحفلات لم يحقق الحضور المطلوب لأسباب كثيرة أبرزها ارتفاع أجور المطربين في شكل غير مبرر، ما يدفع المتعهدين والمنتجين إلى رفع أسعار التذاكر، بينما دخل الفرد التونسي لم يرتفع، ولهذا الأسعار أصبحت غالية بالنسبة إليهم ما منع قسماً كبيراً منهم من الحضور كونهم غير قادرين في طبيعة الحال على دفع ثمن التذاكر المرتفعة. وقال المتعهدون إن النجوم باتوا يخسرون شعبيتهم وجماهيريتهم من أجل خمسة آلاف أو عشرة آلاف دولار زيادة على الأجور التي كانوا يتقاضونها في السابق، بينما يجب أن تتم مراعاة هذه النقطة خصوصاً في تونس لأن أهل البلد ليسوا من ذوي الدخل المرتفع، ولا يمكن للفنان في تونس أن يتقاضى الأجر ذاته الذي يتقاضاه في الخليج على سبيل المثال.
إذ معروف أن المهرجانات شعبية ولعامة الناس وليست للنخبة، بالتالي فإن الفنان صار فعلاً يخاطر بشعبيته من أجل بضعة آلاف تضاف إلى رصيده.  متى أراد المتعهد الإتفاق مع مطرب ما لإحياء حفلات في تونس، هناك مصاريف كثيرة عليه أن يدفعها. أولها المبلغ الذي يتقاضاه المطرب والذي صار مرتفعاً في شكل مبالغ فيه ولا يقلّ عن 50 و60 ألف دولار أميركي (باختلاف الفنانين)، إضافة إلى كلفة الإقامة في الفندق وتأشيرات الدخول وبطاقات السفر والإعلانات وغيرها الكثير. لهذا هو مضطر لرفع سعر التذكرة لتغطية هذه المصاريف. لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت في مقاطعة الجهور لكل الحفلات التي كانت فيها أسعار التذاكر مرتفعة. أما النجاح الوحيد الذي تحقق بحسب تقارير الصحافة التونسية فهو حفل جورج وسوف في مهرجان موناستير، أما باقي الحفلات والمهرجانات فكان فيها الحضور متوسطاً وأحياناً نادراً كما أن عددا من المهرجانات ألغي أصلاً. والأسوأ من كل هذا أن الفنان يرفض التخفيض من أجره في حال فشل الحفل وتسبب بخسارة للمتعهد، ما يطرح السؤال: إلى متى سيتمكن المتعهدون من تنفيذ هذه الحفلات، وهل سيعمدون إلى طلب هؤلاء الفنانين من جديد؟ أما بخصوص مهرجان قرطاج فقد أوضح المتعهدون أن وضعه يختلف عن وضع الحفلات الأخرى كونه يحظى برعايات تجارية كثيرة إضافة إلى دعم الدولة، بالتالي حتى لو ارتفع أجر الفنان، فإن سعر التذكرة لا يختلف ولا يرتفع، وبالتالي يبقى الناس قادرين على الحضور.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077