تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

نادية الجندي.. تؤكد أن أدوارها لا تستطيع أي فنانة أخرى القيام بها!

تؤكد أن أدوارها لا تستطيع أي فنانة أخرى القيام بها، وهذا ما جعلها «نجمة الجماهير» بلا منازع. إنها الفنانة نادية الجندي التي تعود هذا العام بعد غياب ثلاث سنوات من خلال مسلسل «ملكة في المنفى» الذي تحدثت عنه وكشفت أسرار استعدادها للملكة «نازلي»، وتكريمها مؤخراً وخلافاتها مع نبيلة عبيد وإلهام شاهين، وموقفها من العمل مع النجمات الشابات، وعلاقتها بطليقها وزوجته وابنها الذي كانت حريصة على ألا تظلمه.


- ما سبب غيابك ثلاث سنوات كاملة؟
أحب أن أكون ضيفة خفيفة على جمهوري، ولذلك لا أحبذ الظهور كل عام حتى لا أكون نجمة مستهلكة، كما يفعل غيري، فأنا أخاف أن يمل مني الجمهور، لأن تقديم عمل كل عام يسقطني في فخ التكرار. وأفضّل انتظار العمل الجيد المميز الذي يضيف الى تاريخي الطويل وأتأنى في اختيار الدور الذي أجسده، واستغرق وقتاً أطول في قراءة كل تفاصيل السيناريو. عُرض عليّ أكثر من 15 سيناريو ما بين أدوار تاريخية واجتماعية، وأغلب المسلسلات التي تقدم المرأة القوية تُعرض عليّ ولكنني انتظر السيناريو المميز الذي لا أكرر نفسي فيه.

- وماذا كان شعورك عند دخول الاستوديو بعد غياب ثلاث سنوات؟
كلما دخلت أي عمل جديد أشعر وكأنني أمثل لأول مرة، وتنتابني حالة من التوتر بل أصاب أحياناً «بالمغص»، وأتخوف من رد فعل الناس من المشهد الأول في العمل دائماً. وعادة أشاهد الحلقة الأولى من المسلسل بترقب شديد لأعرف الانطباع الأول لدى الجمهور رغم ثقتي بمسلسلي.

- وما سر حماسك لتقديم «الملكة نازلي»؟
قرأت كتاب «ملكة في المنفى» منذ عام وكان عن حياة «الملكة نازلي»، وشعرت أنها شخصية ثرية جداً وأعجبت بها منذ أن قرأتها، فرغم قوتها عاشت حياة مأسوية جداً، وعندما عرض عليّ المنتج إسماعيل كتكت هذا المسلسل وافقت على الفور، فالشخصية جذبتني، وشعرت بأنها قريبة من شخصيتي، والمؤلفة راوية راشد أبدعت في كتابة السيناريو وأظهرت الشخصية الحقيقية لنازلي فهي شخصية قوية تطغى عليها الأنوثة، وفي الوقت نفسه إنسانة مليئة بالتناقضات. هي أم وملكة مظلومة في مجتمعها ومن أبنائها، حتى من زوجها. وتنتهي حياتها في المنفى، وتموت وتدفن في مقابر الفقراء.

- هل عُرض هذا الدور على الفنانة نبيلة عبيد قبل عرضه عليكِ؟
لم أسمع مثل هذا الكلام من قبل، بل إن المؤلفة قالت: إنني كنت في مخيلتها أثناء كتابتها للعمل، وفي كل مشهد كانت تتخيلني فيه. وللأسف لا أعرف لماذا تُصر الصحف على عقد المقارنات، وإثارة أزمات مفتعلة ليس لها وجود على أرض الواقع، رغم أن كل فنانة لها لون مختلف تماماً عن الأخرى. والحقيقة أنني كنت أول من رُشح للدور، وما تردد عن أن يسرا ونبيلة عبيد تم ترشيحهما للدور مجرد شائعات.

- هل لا تزال هناك غيرة ومنافسة بينك وبين نبيلة عبيد؟
لا أغار من أحد، فأنا لي لوني المختلف عن الجميع، وكل فنانة تتبع لوناً يجعلها متميزة عن غيرها.

- ألا يقلقك نجاح وفاء عامر في تجسيد دور «الملكة نازلي» في مسلسل «الملك فاروق»؟
مسلسل «الملك فاروق» قدم شخصية «نازلي» بسطحية وتعرض لجانب واحد من حياتها وهو وجودها في حياة ابنها الملك، لكن مسلسل «ملكة في المنفى»  يدور حول حياتها، فهي محور الأحداث منذ بدايتها وزواجها من الملك فؤاد حتى تموت وتدفن في مدافن الفقراء بأميركا، مروراً بهجرتها وحياتها وعلاقاتها ببناتها، وعلاقتها أيضاً بأزواج بناتها.

- الفنانة الأردنية صبا مبارك تقدم الدور نفسه في مسلسل «الجماعة» هل تضعين هذا في اعتبارك أيضاً؟
«نازلي» شخصية يمكن أن نقدمها في عشرة أعمال، وكل عمل يكون له شكل مختلف، لكن لا أحد يقدمها ويركز عليها تماماً مثل مسلسلي.

- كيف استعددت لشخصية «نازلي»؟
استعنت بصور أرشيفية لها حتى اقترب منها في الشكل، فأنا عادة أحب أن أهتم بكل تفاصيل الشخصية الخارجية والداخلية، خاصة أن «نازلي» مرت بمراحل مختلفة في تفاصيل حياتها، كما استعنت بالكتالوغات الخاصة بها لتساعدني على اختيار الملابس والإكسسوارات، وسافرت إلى أميركا وزرت بيتها واستفدت الكثير من تلك الزيارة.

- أنت متهمة بفرض وصايتك وشروطك على من حولك في كل أعمالك، ما تعليقك؟
أحب الدقة في كل تفاصيل العمل، وشروطي كلها لصالح العمل، فأنا يهمني شكل المسلسل وليس دوري فقط، خاصة أن العمل يحمل اسمي وأخاف على تاريخي. وأحافظ أيضاً على ثقة الجمهور باختياراتي، ولا يمكن أن أقدم عملاً أقل من أعمالي السابقة أو يقلل من تاريخي.

- وماذا عما تردد عن تدخلك في تفاصيل المسلسل؟
عادة أعقد جلسات عمل كثيرة قبل التصوير. وبصراحة المؤلفة كتبت السيناريو بشكل رائع، ولكن بالتأكيد أي مسلسل لابد أن يشهد اتفاق فريق العمل على تفاصيله للوصول الى نتيجة جيدة. فما يهمنا جميعاً هو مصلحة العمل.

- هل هناك تشابه بين شخصية نادية الجندي و«الملكة نازلي»؟
اتفقنا في ظلم الناس لنا، نازلي تعرضت للظلم من كثيرين، وأنا أيضاً تعرضت لظلم كبير في حياتي ممن حولي.

- هل جار فنك على حياتك الخاصة؟
حبي للفن ظلمني وظلم من حولي، فأنا وهبت حياتي للفن وعشت فترات صعبة في حياتي سعياً لهذا الفن، الذي سرق مني حريتي الشخصية وسرق أيضاً إحساسي بنفسي، فلم أتمكن يوماً من الخروج مثل الناس. كل خطواتي كانت بحساب. فعلاً الفن سرق حياتي.

- ماذا يمثل لكِ لقب «نجمة الجماهير»؟
هذا أعتز به لأنني اكتسبته بمجهود وعرق وتعب وبعد عناء طويل، كما أن الجمهور هو الذي منحني اللقب، لذا فهو أغلى عندي من كل ألقاب الدنيا وأموالها.

- تم تكريمك مؤخراً في «مهرجان العريش»، هل ترين أن تكريمك تأخر كثيراً؟
تكريمي من «مهرجان العريش» أو من «مهرجان القاهرة» أو غيرهما يسعدني جداً، وإن كانت هذه التكريمات جاءت بالفعل متأخرة، لكنني أعتز بها كثيراً فهي تمثل تتويجاً لمشوار طويل جداً.

- هل عزفت عن الزواج منذ انفصالك عن المنتج محمد مختار؟
الزواج قسمة ونصيب، كما أن كل شيء في الحياة قدر، وأنا أؤمن بالقدر. ولا أقول إنني عازفة تماماً عن الزواج، لكن إذا قابلت الرجل الذي يستحقني ويحبني فلن أتردد لحظة.

- ما هو أغلى شيء في حياتك؟
ابني شريف هو كل شيء في حياتي، بالإضافة الى شغلي. وحرصت خلال مشواري الفني على ألا أظلمه يوماً بل أعطيته كل الحب والحنان، لذا كان وفياً ومحباً لي ولفني ويقدرني.

- وهل صحيح ما يتردد عن وجود غيرة بينك وبين الفنانة رانيا يوسف الزوجة الثانية لطليقك محمد مختار؟
قدمت مع محمد مختار أهم أعمال حياتي، وبعد الانفصال أصبحنا صديقين ولا أستطيع نسيان السنوات الطويلة التي عشتها معه. لا غيرة بيني وبين زوجته، بل بالعكس تجمعني علاقة صداقة بعائلة مختار الحالية، فأنا أمضيت أغلب عمري معه ولا يمكن نسيان ذلك.

- ماذا كان يمثل لكِ الفنان الكبير عماد حمدي؟
كنت أبحث فيه عن الأب، وكان محترماً وعطوفاً، قدمني للوسط الفني وكان عمري 15 عاماً، وعلمني أن أحترم المهنة وأقدم لها كل ما أستطيع من تعب ومجهود، رحمه الله، كان قمة الحب والعطاء والاحترام.

- إلى أين وصلت الخلافات بينك وبين الفنانة إلهام شاهين؟
الصحافة هي التي خلقت المعارك المصطنعة بيني وبين إلهام. أنا أكن لها كل الاحترام، واعترف بأن الصحف الصفراء زادت من الهوة بيننا في فترة من الفترات، ولكن في عزاء والدتها ما أن شاهدتني حتى ارتمت في أحضاني وبكت. وأنا  أعرف كم كانت تساوي أمها لديها، فقد كانت تحبها جداً ولا تتصور حياتها بدونها، لذا ذهبت إليها، وعموماً أنا متصالحة جداً مع نفسي، ولا أكره أحداً.

- لماذا ابتعدتِ تماماً عن السينما بعد فيلم «الرغبة»؟
لم أجد السيناريو الذي يعيدني بقوة إلى السينما، وهذا ما أسعى إليه في الوقت الحاضر، فبعد توقف سبع سنوات أُحضّر الآن لفيلم ذي قيمة لا يقل عما قدمته من أعمال ناجحة خلال مشواري لأنني رأيت أنه من واجبي تجاه السينما المصرية أن أكون موجودة في الساحة.

- كيف تختارين أدوارك؟
تعودت أن أختار الأعمال الصعبة المركبة التي لا يستطيع أن يقدمها غيري، وأحب دائماً أن أقدم أعمالاً تناقش قضية مهمة على المستوى السياسي أو الوطني أو الاجتماعي.

- تميزتِ في أعمالك بالرقص والاستعراضات. هل تساعدك لياقتك الآن على تقديم فيلم استعراضي؟
لديّ من الرشاقة ما يمكنني من أداء أي دور، ودائماً أقدم أفلاماً فيها كل أنواع الفنون والاستعراضات. وطالما أعطاني الله رشاقة تجعلني قادرة على أداء أي دور فما المانع، فالممثل الناجح هو من يستطيع التلون في كل الأشكال.

- كيف تحافظين على رشاقتك؟
أنا حريصة على الأكل بكميات قليلة، ولعب الرياضة والابتعاد عن التدخين وأي شيء يضر بصحتي. وعموماً الرشاقة أصبحت أمراً سهلاً لأن السيدات  لديهن طرق كثيرة يحافظن بها على رشاقتهن.

- إذا عُرض عليكِ فيلم يظهرك قبيحة أو معاقة هل تقبلين؟
إذا اقتنعت بالدور لا أتردد في قبوله، وقدمت هذه الأدوار من قبل مثل فيلم «الضائعة»، وصُدم الجمهور بشكل نادية الجندي فقد كنت مدمنة وقبيحة، وتنازلت فيه عن جمالي وأنوثتي كي ينجح الفيلم، رغم أن محمد مختار وافق بصعوبة على إنتاج الفيلم لأنه اعتقد أنه سيفشل بسبب شكلي القبيح فيه.

- لماذا حصرتِ نفسك في أدوار الإغراء فترة طويلة؟
لم أكن أبداً ممثلة إغراء ولم أخلع ملابسي أمام الكاميرا دون مبرر، ولا أعتقد أن الفن فيه تصنيف،متى تخلع ملابسك ومتى تكون محترماً أو غير محترم، هذا تصنيف متخلف، فأنا  لم أقدم مشهداً خارجاً واحداً أو مثيراً أو يسيء إليّ. الأدوار التي كانت فيها مشاهد تبرز الأنوثة كانت ذات مبرر درامي.

- ما رأيك في تحويل الأفلام السينمائية إلى مسلسلات مثلما حدث مع فيلمك «الباطنية»؟
بصراحة أنا غير مقتنعة بهذه التجارب، ففكرة تحويل الأفلام إلى مسلسلات أثبتت فشلها لأنها عبارة عن تقليد حرفي للأفلام خاصة أن هذه الأفلام حققت نجاحاً منقطع  النظير، وعادة التقليد أقل جودة من الأصل.

- إذا عُرض عليكِ دور مع فنانة شابة مثل منى زكي أو منة شلبي أوغيرهما هل تقبلين؟
أنا على استعداد للظهور في أي عمل يضيف الى تاريخي الفني. ما يهمني هو الدور، ويهمني أكثر الحفاظ على تاريخي الفني الذي تعبت في صنعه، المهم ألا أعرض نفسي لمهانة، والأهم أن يكون دوري رئيسياً فلا يمكن أن أكون سنيدة بعد كل هذا العمر.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077