تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

ملكة جمال لبنان 2010 رهف عبدالله

كانت مسألة تتويج رهف عبد الله ملكة على عرش الجمال اللبناني بمثابة الحلم بالنسبة إليها، خصوصاً أنها لم تتقدم للمشاركة في المسابقة إلا نتيجة إصرار الأهل، خصوصاً شقيقها الذي كان واثقاً من فوزها. حلمت بأن تكون من الفتيات العشر الأوليات في المسابقة وتوقعت فوز المشاركة جيسيكا قهواتي، لكن فازت هي باللقب. في لقاء عائلي ومحبب مع رهف في منزلها في بيروت، بحضور عائلتها المؤلفة من أب وأم وشقيق وشقيقة، إضافةً إلى شقيقة لها متزوجة تقيم في الولايات المتحدة، تحدثت بكل عفوية وصراحة عن تجربتها وعن حياتها دون أن تخفي خوفها من تجربة انتخاب ملكة جمال الكون التي تشارك فيها في شهر آب/أغسطس المقبل، كونها ليست حاضرة لها بعد ولا تزال تحاول استيعاب كونها صارت ملكة جمال لبنان.


- هل كنت تخططين للمشاركة في مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان قبل فترة طويلة؟
لم أخطط يوماً للمشاركة في مسابقة انتخاب ملكة جمال لبنان، بل كانت هذه المسألة مجرد مزحة لي. لم تكن الفكرة واردة أبداً عندي، لكن تشجيع شقيقي المستمر لي ودعم أهلي دفعاني للمشاركة أخيراً. كما أني منذ أن كنت أصغر سناً، كان رفاقي في المدرسة يشجعونني على خوض التجربة، لكني كنت أعتبرها مزحة.

- هل شعرت عندما تقدمت بطلب المشاركة بأنك ستصلين إلى هذه المرحلة؟
عندما سمعنا الإعلان على شاشة التلفزيون، وبتشجيع كبير من أخي، تقدمت بالطلب لكني لم أتوقع أبداً قبولي، فيما كان هو يؤكد لي ذلك. لكن في اليوم الذي خضعت فيه تجربة الكاستنغ، شعرت بأن كل شيء كان لمصلحتي وبدا الاهتمام الواضح بي. فقد مررت بمراحل عدة وأبدى المنظمون اهتماماً بي. ورغم من أني لم أكن حاضرة للتجربة بملابس البحر، وجدت إصراراً منهم على أن أذهب لإحضار المايوه وكان هناك استعداد لانتظاري حتى أعود. تلك المؤشرات أظهرت لي أن مسألة قبولي ليست مستحيلة. وأذكر أني في الليلة التي كنت أنتظر فيها الاتصال لتأكيد قبولي، لم أستطع النوم لشدة حماستي وكنت سعيدة جداً عندما اتصلوا بي.

- ما كانت ردة فعل أهلك عندما تم قبولك؟
كانوا سعداء جداً، لكني فوجئت بردة فعل أمي الباردة التي أكدت لي أنها كانت تتوقع ذلك مما يفسر ردة فعلها اللامبالية عندما أخبرتها.

- هل بدأت عندها تضعين احتمال الفوز وتتويجك ملكة جمال لبنان؟
لم أضع احتمال الفوز أبداً في ذهني، لا بل كنت أستبعد الفكرة.

- لو لم تفوزي أنت، فوز مَن من المشاركات كنت ترجحين؟
كنت أرجح فوز إحدى المشاركات التي قيل إنها قريبة أحد منظمي الحفلة وهي جيسيكا قهواتي. في الواقع كانت كل المشاركات يتوقعن فوزها لهذا السبب. لكننا كنا نقول إننا سنحاول ما بوسعنا لتحقيق نتيجة مرضية. وكان هدفي أن أصل إلى المرحلة ربع النهائية عندما تم اختيار 10 مشاركات كوني أعتبر هذه المرحلة مشرّفة وكنت سأشعر بالفخر لتحقيقي هذه النتيجة، ولم تكن لتخذلني أبداً.

- هل كنت على صداقة مع إحدى المشاركات؟
كل من الفتيات تتمتع بصفات قريبة مني، لكني لم أكن على صداقة مع إحداهن بشكل خاص.

- كيف تم تحضيركن للمسابقة، وهل طُلبت منك أمور معينة؟
كانت فترة التحضير صعبة جداً وتعرضنا فيه لضغط كبير وتعب لأننا كنا مجبرات على الاستعداد التام من الصباح حتى المساء، ولا يمكن أن نمارس حياتنا الطبيعية في هذه الفترة. لكن جرت المسائل بطريقة طبيعية ولم يُطلب مني شيء محدد. بل كنت أمارس الرياضة كالعادة لأني أشعر أنها تريحني.

- هل كانت لك تجارب سابقة في تصوير الإعلانات أو الكليبات قبل خوض هذه التجربة؟
قدمت لي الكثير من العروض للمشاركة في إعلانات للشامبو، وكنت أجد إصراراً لكني كنت دائماً أرفض ولم أشارك يوماً في تصوير إعلانات أو كليبات وأنا بعيدة تماماً عن هذه المجالات، خصوصاً أني بطبعي جدية وخجولة بعض الشيء.

- بم فكرت وبمن في لحظة إعلان النتيجة على المسرح؟
لم أفكر بشيء في تلك اللحظات وكان عقلي متوقفاً وأحاسيسي متضاربة. كان الكل يقترب لتهنئتي لكني لم أعرف من هنأني وكأني في فراغ. ثم تأثرت كثيراً عندما رأيت تأثر أهلي.

- لا شك أن مستوى الجمال كان أفضل هذا العام من السنوات السابقة، لكن المشاهد يشعر بأن المشاركات يفتقدن الغنى الثقافي، خصوصاً أنكن لم تجبن على الأسئلة بالطريقة المباشرة والصحيحة المطلوبة بل كانت الأجوبة خارجة عن الموضوع.
للخوف تأثير كبير على المشاركات. عندما عدت إلى مكاني بعد الإجابة على سؤالي، أدركت أني أجبت خطأ على السؤال المتعلّق بالسياحة التجميلية وبدا أني أجهل ما هي فيما أعرف الجواب جيداً، في الواقع. لكن لحظة طرح السؤال علي لم أسمع كلمة السياحة فأجبت عن الجراحات التجميلية. لكن أعتقد أني أجبت بطريقة مقبولة لأني إجابتي كانت تحمل مضموناً، خصوصاً أني أفيض عادةً في الشرح عندما أشعر بالتوتر. أما في ما يتعلّق بالسؤال الموحّد، فكنت متوترة جداً، لكن لا أعرف من أين أتتني القوة والشجاعة لأجيب بهذه الطريقة بثقة تامة بالنفس وطلاقة وحتى مزاح.

- لطالما  تغنّى  الكل بجمال الفتاة اللبنانية، لكن اليوم مع الانتشار الواسع لعمليات التجميل في لبنان، باتت صورة هذه العمليات ملتصقة بها. ما رأيك في هذا الموضوع؟
لا شك أننا في لبنان، نبتعد كثيراً عن الجمال الحقيقي والطبيعي. حتى أننا نجد أن المراهقات يردن التمثل بشخصيات معينة ويتشبهن بهن ويخضعن لعمليات التجميل في سن مبكرة، وهذا أمر مؤسف. وكأن الجمال صار عبارة عن شفتين منتفختين وأنف صغير وخدين منتفخين، وعدم وجود هذه المواصفات هو عيب. لقد ابتعدنا كثيراً عن الجمال الطبيعي، والمؤسف أنه تحصل المبالغة عند التقدم في السن.

 

- ألا يمكن أن تخضعي لأي نوع من عمليات التجميل عند الحاجة؟
أنا بطبعي متآلفة جداً مع شكلي ووجهي وأعلم جيداً أني إذا خضعت لأي تغيير أو تصحيح لن أتقبّله وسيؤثر ذلك سلباً على نفسيتي. لذلك لا أعتقد أني قد أخضع يوماً لعملية تجميل.

- هل أنت ملتزمة الاهتمام بجمالك، في حياتك العادية؟
عادةً، لا أحب أن أخرج من منزلي إلا بمظهر لائق. وليس ضرورياً أن أضع الماكياج، لكن أحرص على أن أكون مرتبة حتى ولو كنت بلا ماكياج.

- هل تتبعين حمية معينة للحفاظ على وزنك؟
كوني أمارس الرياضة، صرت حريصة أكثر على عدم تناول أطعمة معينة قد تزيد العضلات في الجسم، وهذا ليس جميلاً للفتاة. كما أني أعرف أن النشويات والسكريات والمقليات تسبب زيادة وزني وأحاول عدم الإفراط في تناولها.

- هل تمارسين الرياضة بانتظام؟
أعشق ممارسة الرياضة،خصوصاً التمارين الرياضية في النادي.

- بعد أن أصبحت ملكة جمال لبنان، ما توقعاتك لمسابقة ملكة جمال الكون التي تشاركين فيها في 23 آب/أغسطس المقبل؟
كما قلت سابقاً، لم أتوقع فوزي في مسابقة ملكة جمال لبنان ولم أتحضر لما يأتي بعدها. أعلم جيداً أن المشاركة في مسابقة انتخاب ملكة جمال الكون تتطلب الكثير من التحضير والاستعدادات مما يزيد صعوبة الأمر لي لأني لا أملك الكثير من الوقت من فترة انتخابي ملكة جمال لبنان وموعد مشاركتي في مسابقة انتخاب ملكة جمال الكون. لم أتحضر بعد للموضوع وسفري أشبه بالسياحة.

- سبق أن فازت اللبنانية ريما فقيه بلقب ملكة جمال أميركا، ألا يزيد هذا حماستك في لتمثيل لبنان؟
في الواقع، أرسلت لي ريما فقيه رسالة هنأتني بها وشجعتني وأخبرتها أني تمثلت بها وأنها هي التي شجعتني أكثر على المشاركة وزادتني ثقة بالنفس، خصوصاً أنها سافرت في سن صغيرة وتملك الكثير من الخبرة. تتميز بثقافتها الواسعة وأستفيد منها الكثير واعتبرتها مثالاً لي وآمل أن أتمكن من رفع اسم لبنان، كما فعلت.

- بعد أن حزت اللقب، ما طموحاتك للسنة المقبلة؟
لم أفكر بعد في ما سأفعله. لا أزال في مرحلة أحاول فيها استيعاب المسؤولية الملقاة على عاتقي.

- معظم الملكات اللواتي مررن قبلك على عرش لبنان كنّ يملكن طموحات كثيرة وسرعان ما اكتشفن أن الأمور تجري بعكس ما يتمنين وقد لا تتحقق كل الأهداف التي يضعنها لأنفسهن، هل وضعت لنفسك أهدافاً معينة تسعين إلى تحقيقها؟
عندما نعمل جاهدين في سبيل تحقيق أهدافنا ونضع كل طاقاتنا في ذلك ونتوجه في الطريق الصحيح، نستطيع أن نحققها. وأنا شخصياً لا أستسلم بسهولة وعندما أريد أمراً أسعى جاهدة لتحقيقه، في حياتي الطبيعية. وأعتقد أن هذا سيكون إيجابياً في مشواري.

- لا شك أنك في هذه السنة، ستضطرين إلى القيام بالكثير من التضحيات على حساب حياتك الخاصة، هل تدركين حجم هذه التضحيات ومستعدة لها؟
في ما يتعلّق بدراستي أنوي متابعتها بعد العودة من مسابقة ملكة جمال الكون لأني صرت قريبة من التخرج. أما بالنسبة إلى الخروج مع الأصدقاء وسائر الأمور في حياتي الخاصة، فلا بد أن أكون حريصة جداً في تحركاتي كوني ملكة جمال لبنان وصرت تحت الأضواء. أعرف أن أمامي التزامات كثيرة ويجب أن أتصرف بطريقة لائقة بحسب الاتفاق الذي وقعته.

- كيف يمكن أن تحصني نفسك كفتاة لبنانية تواجه الكثير من المغريات وتحافظي على مركزك كملكة جمال لبنان؟
سأتصرف بحسب شخصيتي وسأعالج الأمور بحسب الظروف بهدف الحفاظ على مركز ملكة جمال لبنان، ولن أسمح بالتدخل في أموري الشخصية التي لا شأن لأحد بها.

- التقيت ملكة جمال لبنان 2009 مارتين اندراوس قبل الانتخاب، ماذا قالت لك؟
التقيت مارتين أندراوس وسلّمت عليها وسألتها عن تجربتها، خصوصاً أنه تم انتخابها وهي صغيرة في السن، وأخبرتني أنها كانت رائعة.

- ما أكثر ما تفخرين به؟
كون سني لا يتعدى 22 سنة، افخر بأني تحديت نفسي كوني خجولة بطبعي. خضت هذه التجربة التي لم تكن سهلة وأظهرت كيف يمكن أن أتغلّب على نفسي وأحقق هدفي وصرت أمثل بلدي بطريقة جميلة.

- على ماذا تندمين؟
لا أندم على شيء بل أتعلّم من كل التجارب التي أمر بها سواء كانت ناجحة أو فاشلة. أقول لنفسي فقط أني كنت أطمح إلى دخول مجال الاتصالات والتلفزيون لكني لم أنجح في ذلك بسبب شخصيتي الخجولة التي أرجعتني إلى الوراء في كثير من الأمور. في الوقت نفسه لست حزينة لأني اخترت مجال إدارة الأعمال بل أراه مناسباً جداً لي كفتاة.

- بعد انتهاء مدة ولايتك، من الطبيعي أن تقدم لك الكثير من العروض سواء في التمثيل أو في تقديم البرامج أو غيرهما، أين تجدين نفسك أكثر؟
قد أجد نفسي أكثر في تقديم البرامج التلفزيونية.

- ماذا عن سيئاتك؟
كنت أجادل كثيراً إلى أن أثبت أني على حق وهذا نوع من العناد. لكني تنبهت إلى ذلك وتغلّبت على هذا الأمر.

- ما أهم حسناتك؟
أنا عفوية جداً.

- ماذا يعني لك التاج؟
التاج هو خيال في ذهن كل فتاة وحلم من الطفولة تتصوّر الفتاة أنه يستحيل الوصول إليه. لكن ها هو الحلم صار حقيقة لي.

- أين تجدين نفسك بعد 10 أعوام أو أكثر؟
أتصوّر نفسي بعد 10 أعوام امرأة مستقلة عندي عائلة وأملك عملاً خاصاً بي. لكن قد لا أتمكن من تحقيق هذا الحلم بعد 10 أعوام، بل قد أحتاج إلى وقت أطول.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080