تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

خالد صالح..ينتظر 'موعد مع الوحوش' في رمضان

على شاشة رمضان يرتدي ثوب الصعيدي، في مسلسله الجديد «موعد مع الوحوش»، لكنه يؤكد تقديمه لشخصية الصعيدي بشكل مختلف وغير تقليدي، ويحكي لنا التفاصيل. إنه الفنان خالد صالح الذي يتحدث عن رأيه في أداء جمال سليمان لشخصية الصعيدي، والمنافسة التي ستكون بينه وبين يحيى الفخراني هذا العام، والذي يقدم شخصية صعيدي أيضاً في مسلسله «شيخ العرب همام»، كما يكشف حقيقة هروب غادة عادل ومنة شلبي من البطولة أمامه في هذا المسلسل، والهجوم الذي أحزنه وإشادة الفنان الكبير التي أسعدته، والجائزة التي أدهشته، كما يتكلم عن مفاجأته المقبلة مع أحمد السقا، والمسلسل الذي خاف منه فاعتذر عنه، وعلاقته بزوجته وأولاده...


- ما الجديد الذي تقدمه في مسلسلك «موعد مع الوحوش»، خاصة أن هناك أعمالاًَ فنية عديدة تناولت بيئة الصعيد؟
 مسلسل «موعد مع الوحوش» لا يجعل من الثأر قضية أساسية كباقي الأعمال التي تناولت بيئة الصعيد، لكنه يُلقي الضوء على جوانب إنسانية في شخصيات هذا العمل، حيث يتناول الشخصية الصعيدية المعاصرة التي اندمجت وسط بيئات وثقافات مختلفة، والمسلسل تأليف أيمن عبد الرحمن، ويُشاركني بطولته عزت العلايلي وسهير المرشدي، وأحمد خليل وريم هلال وفرح، وإخراج أحمد عبد الحميد.

- ما تفاصيل الشخصية التي تؤديها؟
 في إطار الجانب الإنساني أجسّد شخصية رجل صعيدي من خلال علاقته بزوجته وأمه، وتعامله في مواقفه المختلفة وحياته الشخصية. وهذا الرجل يواجه مشاكل كثيرة يتعامل فيها بشكل مميز جداً، وأحياناً بعكس التوقعات، لأنه بعيد عن الرجعية التي نصور بها أهل الصعيد في الأعمال الأخرى.
وبطل المسلسل الذي أقوم بدوره اسمه «طلعت»، وهو يعمل تاجراً يبيع الأقمشة والملابس في أحد الأسواق، ويدخل في علاقات عاطفية وإنسانية تُظهر الشخصية الصعيدية في ثوب إنساني. ونرى خلال الأحداث كيف يتصرف هذا الرجل مع مشاكله، خاصة أن كل مشكلة تقابله يعتقد أنها الأصعب، ولكن بعد أن يتخلص منها يكتشف أن هناك ما هو أصعب منها بكثير.

- هل مثلت اللهجة الصعيدية أي مشكلة بالنسبة اليك؟
عندي خبرة جيدة باللهجة الصعيدية، ولكن في هذه التجربة لا أعتمد على خبرتي بمفردها، لأن المسلسل كله سوف أتحدث فيه باللهجة الصعيدية، وهذا يتطلب دقةً عالية حرصاً على المصداقية، فالجمهور يتمتع بمقدار عالٍ من الذكاء الذي يجعله يفقد تركيزه وحرصه على المتابعة إذا غابت عنه المصداقية، لذلك استعنا بمصحح لهجة، وأجرينا بروفات كثيرة قبل التصوير ليخرج المسلسل في شكل جيد؛ لأنني احترم عقلية المشاهد في كل تجربة أقدمها.

- البعض يرى أن النجم السوري جمال سليمان هو أفضل من قدم الشخصية الصعيدية في مسلسل «حدائق الشيطان». ما رأيك؟
مع احترامي لجمال سليمان، لا أرى أنه أفضل من قدم شخصية الصعيدي أو أفضل من يمثل باللهجة الصعيدية. وأعتبر أن الفنان الراحل عبد الله غيث هو أفضل من قدم هذه الشخصية، فقد كان مبهراً بكل المقاييس، ولم يستطع أي فنان آخر أن يُقدم الدور بالتميز نفسه، لأن تقديم هذه الشخصية لا يعتمد على اللهجة فقط، كما يظن البعض، ولكن هذه الشخصية لها طابع وملامح خاصة لا يستطيع التميز فيها غير الفنان الموهوب.

- ألا تخشى المقارنة مع النجم يحيى الفخراني الذي يقدم دور «صعيدي» في الموسم الرمضاني نفسه؟
سأجتهد لتقديم دوري بشكل مختلف لأن مسلسلي مختلف تماماً عن مسلسل الفنان يحيى الفخراني، والجمهور هو المستفيد الأول من هذا التنوع الذي سيظهر على شاشة رمضان، حتى ولو كان المسلسلان ينتميان الى اللون الصعيدي. أما بالنسبة الى المنافسة فهي ليست في ذهني، وعندما تكون مع فنان مثل يحيى الفخراني تحديداً لا يمكن أن أفكر فيها لأنها لن تكون في مصلحتي، فهناك فارق كبير بين اسمي واسمه، لأنه فنان صاحب تاريخ كبير.

- لماذا امتنعت غادة عادل ومنة شلبي عن مشاركتك البطولة؟
غادة ومنة لم ترفضا العمل معي، ولكن لسوء حظي أن غادة ومنة وأغلب نجمات الصف الأول، كن مشغولات بتصوير أعمالهن، ولم يكن من السهل أن أؤجل التصوير أو الانتظار حتى لا يسرقني الوقت، لذلك قررت أن استعين بالممثلات الشابات لأعطيهن فرصة للظهور، ولكي يعرفهن الجمهور بشكل أفضل، وهذا شيء ضروري جداً. وبالمناسبة ريم هلال وفرح موهوبتان ومتميزتان في أدائهما.

- تتعمد في كل أدوارك أن تُدخل لمسة كوميدية. هل سنراها في هذا المسلسل؟
حرصي على إضافة لمسة كوميدية في أدواري وراءه رغبتي في أن يتقبلني الجمهور بشكل أكبر وأسرع. لكني لم أقدم أبداً أي دور كوميدي خالص، ولذلك اندهشت جداً عندما حصلت على جائزة أحسن ممثل كوميدي، بل كاد الأمر يصيبني بالجنون لأنني لم أصدق نفسي، وتعجبت كيف أحصل على جائزة أحسن ممثل كوميدي وأنا لم أقدم دوراً كوميدياً صريحاً. لكن المؤكد أنني أشعر بسعادة عندما يضحك الجمهور لجملة أقولها.

- مسلسلك السابق «تاجر السعادة» أثار ردود فعل مختلفة وتعرض للهجوم أيضاً، فهل أثّر هذا على اختياراتك للأعمال الأخرى؟
المسلسل كان من أصعب الأعمال التي قدمتها في حياتي، ودوري فيه أجهدني وأفادني في الوقت نفسه، وأخذت هذه التجربة تدريباً كبيراً. ومقابل الهجوم الذي جعلني أشعر بحزن وجدت أيضاً ثناءً وإعجاباً من بعض النقاد والمتخصصين، الى جانب رأي الجمهور الذي أسعدني وجعلني قادراً على نسيان تعب العمل ومرارة هذا الهجوم.

- وما هي الإشادة التي تعتز بها من بين ردود الفعل الإيجابية التي تحدثت عنها؟
إشادة النجم الكبير عادل إمام الذي أثنى على  دوري، وقال لي «برافو». ولا شك أن ذلك أذهلني لأن الزعيم قدم دور الكفيف من قبل، وبالتالي إشادته بأدائي للشخصية شهادة نجاح لي لأنه من الطبيعي أن يرى نفسه أفضل فنان قدم هذا الدور، ولكن فوجئت بإشادته وهو ما أسعدني كثيراً.

- هل تشغلك المنافسة مع الآخرين أم لا تضع المنافسة في حساباتك؟
أنا أعشق المنافسة وأرى أنها صحية جداً وتحفز الإنسان على أن يُعطي أفضل ما لديه. لذلك أبحث دائماً عن المنافسة وأرى أنها ضرورية جداً. وأول من أسعى لمنافسته هو نفسي، لأنني في أغلب الأحيان أتحدى نفسي وأدخل في منافسة معها. كما أحب أن أنظر الى الآخرين من الأساتذة الكبار مثل عادل إمام ويحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وعزت العلايلي ونبيل الحلفاوي لكي أتعلم منهم.

- هل حرصك على الوجود التلفزيوني بمسلسل كل عام هو نتيجة لقلة المعروض عليك سينمائياً؟
أرفض أفلاماً كثيرة جداً، ولا أقول هذا لأفتخر، لكنها الحقيقة. والسبب أن  الأفلام التي تُعرض عليّ لا تناسب قدراتي ولا تضيف إلي شيئاً، لكن عندما يأتيني فيلم جيد لا أتردد في قبوله، وهو ما حدث أخيراً عندما جاءني فيلم «ابن القنصل» مع أحمد السقا.

- ما الذي حمّسك للعمل في هذا الفيلم بعد غياب عامين عن السينما؟
هو فيلم من طراز خاص، واستطيع أن أقول إنه سيكون من أجمل أفلامنا أنا والسقا، والجمهور سيكتشف ذلك عندما يشاهده، لأنه توليفة جديدة وأقدم فيه دوراً لا يتوقعه الجمهور مني.

- ما هي تفاصيل هذا الدور؟
ألعب شخصية والد أحمد السقا، وهو دور مختلف تماماً عن أدواري السابقة لأنني أقوم بدور الأب لشاب في عمر أحمد السقا للمرة الأولى، وهذا الرجل اسمه «القنصل». ومن خلال طبيعة الشخصية وجدنا مساحة كبيرة لكي تظهر فيها الفروق في الشخصيتين والجيلين في إطار علاقة الأب بابنه، وسيرى المشاهد أنها علاقة من نوع خاص وليست على غرار العلاقة التقليدية التي تظهر في السينما بين الأب وابنه.

- ألم تخش أن يمنعك تقديم دور لأب في الستين من عمره من تقديم أدوار أقل في العمر بعد ذلك؟
الأعمال التي قدمتها والخبرات التي اكتسبتها تساعدني على تقديم كل الأدوار والأعمار الأكبر والأصغر مني  بشكل يُقنع المشاهد، وإن كنت لا أخفي أنني كنت قلقاً جداً في البداية عندما عرض السقا عليّ هذا الدور، ولكن بعد فترة من التفكير وجدت أنها فرصة جيدة للتحدي والمغامرة، وقررت خوض التجربة.

- وكيف استطعت التغلب على ملامحك لتظهر في الستين؟
قمت بأكثر من خمس بروفات للشكل لأستقر على الشكل المناسب. فأنا بدأت العمل على الشخصية من الخارج حتى أصدق نفسي أولاً أنني في الستين، ولا أخفي عليك أنني خائف جداً من الدور لأنه جديد عليّ لكنني سعيد به.

- ما هي فكرة الفيلم؟
الفيلم يدور في إطار اجتماعي لا يخلو من الكوميديا، وأيضاً الأكشن. ونناقش فيه قضية مهمة جداً وهي الغزو الصيني لكل المنتجات والصناعات المصرية، فهناك محاولات للإحلال والتبديل بين المصري والصيني ولا يمر عليك يوم دون أن تستخدم المنتجات الصينية، فالفول والطعمية والمعلبات وسجادة الصلاة والفانوس وكل شيء في حياتنا أصبح صينياً. وهناك زوايا ومواضيع مختلفة سيكتشفها المشاهد بعد عرض الفيلم؛ لأنني لا أريد الحديث بشكل أكبر عن تفاصيله.

- وهل يقبل أحمد السقا المشاركة في فيلم من بطولتك؟
أحمد السقا عندما يظهر في فيلم حتى وإن كان في مشهد واحد سيصبح هو بطل الفيلم. هو فنان موهوب لديه قبول غريب يجعله يخطف عين الجمهور، وهذا لا يزعجني إطلاقاً لأنني أيضاً استطعت أن أصنع نجاحات كبيرة ومهمة معه من خلال أربع تجارب سينمائية سابقة أثنى الجمهور عليها، وهذا من أسباب حبي لأحمد السقا واعتزازي به، لأنه إنسان جميل وفنان يحترم من يعمل معه.

- ومتى سنرى خالد صالح في بطولة مطلقة بالسينما؟
أجسد في «ابن القنصل» دوراً أسعدني جداً،  والبطولة ليست بعدد المشاهد، ولكنها ترتبط بالكيف، فيمكن أن أكون بطلاً من خلال مشهد واحد ، لكنني بطبيعتي لا أحب كلمة البطل، وأحب أن ينجح العمل بكل الفنانين الموجودين فيه.

- لماذا تأجل فيلم «كف القمر»؟
ما زلنا نحضر لهذا الفيلم لأنه تجربة مميزة جداً من إخراج خالد يوسف. وأنا اعتدت في حياتي ألا أتعجل الأمور، بل أتركها تأخذ وقتها. وهذا الفيلم يحتاج الى تحضير من نوع خاص. وبالمناسبة هو ليس المشروع الوحيد المؤجل، بل هناك أفلام أخرى منها «التشريفة» و«الولد» و«الحرامي والعبيط»، وهي أفلام لم يأتِ الوقت المناسب لتقديمها.

- لكن تأجيل «كف القمر» جعل البعض يشيع كلاماً عن خلاف بينك وبين خالد يوسف؟
 أقوى رد على هذه الشائعات سيكون تعاوناً فنياً جديداً بيني وبين خالد يوسف الذي أقدره كثيراً.

- «ابن القنصل» ليس العمل الأول مع الفنانة غادة عادل، فلماذا تحرص على فريق العمل نفسه الذي تشاركه البطولة؟
غادة عادل ممثلة جميلة جداً وشاركنا معاً في أعمال عدة من بينها فيلم «ملاكي إسكندرية»، وهو من أحلى الأفلام التي قدمناها. وأنا أجد راحة في العمل معها لأنها موهوبة وبسيطة. والحمد لله عندما أقدم عملاً مع ممثل يكتشف جوانب في شخصيتي تجعله يرحب بالعمل معي مرة أخرى، خاصة أنني لا أفتعل الخلافات، ولا أهتم بدوري فقط، وإنما أحرص أيضاً على الاهتمام بالممثل الذي يقف أمامي، لذلك علاقتي جيدة مع كل الفنانين الذين تعاونت معهم.

- ولماذا لم نجد تجربة جديدة تجمعك مع الفنانة هند صبري بعد مسلسلكما «بعد الفراق»؟
هند صبري من أفضل الفنانات اللواتي تعاونت معهن، واكتشفت وجود كيمياء خاصة بيننا، وأصبحت تفهمني وأفهمها بمجرد النظر دون أن نتحدث. وأعتقد أن هذا ظهر واضحاً على الشاشة، فهي ممثلة من طراز خاص لديها موهبة كبيرة، وأتمنى تكرار العمل معها، ولكن للأسف لم
نجد الفرصة، وعندما أجد التجربة المناسبة لن أتردد في قبول المشاركة معها في أي عمل سواء كان سينمائياً أو حتى تلفزيونياً، فهي استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً ونجومية واسعة جداً بفضل موهبتها واجتهادها.

- هل صحيح أنك ستقدم شخصية الفنان الراحل نجيب الريحاني في مسلسل تلفزيوني؟
بالفعل تلقيت عرضاً لتقديم هذه الشخصية، ولكنني رفضت، رغم أنني من عشاق هذا الفنان الكبير، وأرى أنه علامة في التمثيل لن تتكرر. ومن خلال متابعتي لأعمال هذا الرجل تعلمت منه الكثير جداً، وأرى أنه تميز في كل نوعيات الأدوار التي قدمها، فهو قادر على أن يُضحك الجمهور في مشهد ويجعله يبكي في مشهد آخر، وهذا هو السبب الأساسي الذي جعلني أخشى هذه المغامرة، فالرجل محفور في قلوب الناس وعقولهم، ولا يستطيع أحد أن يقترب منه أو يقلده. ولذلك قررت أن اعتذر عن هذا الشرف.

- هناك من يصنفك على أنك تقف في منطقة الوسط بين جيلين، فلا أنت من جيل النجوم الكبار ولا من جيل النجوم الشباب أيضاً، هل يشعرك هذا بالحيرة؟
لا يمكن أن أصنف نفسي في جيل الكبار أمثال محمود عبد العزيز ونور الشريف ويحيى الفخراني، أو جيل الشباب أمثال السقا وكريم عبد العزيز وأحمد عز. لكن هذا لا يحيرني وإنما جعلني مزيجاً من أجيال عدة. فقد حرصت على أن آخذ من الجيل القديم إخلاصه، واجتهاده، وتفانيه في هذه المهنة. أما الجيل الجديد فاستطعت أن أعاصره بتقديم الشخصيات الموجودة في الوقت الراهن. واعتقد أن هذا المزيج هو الذي صنع نجاحي لأنني لم آخذ ملامح جيل واحد.

- هل أبعدك التمثيل عن أولادك؟
أولادي هم كل حياتي، وما أحققه في شغلي من نجاح أهديهم إياه وأقول لهم دائماً: إن نجاحي من أجلهم، والحقيقة أن نظرتي الى أبنائي أصبحت تحدد نوعية الأعمال التي أقبلها فأنا أضع أبنائي ونظرتهم إلي نصب عينيّ قبل أن اختار عملاً معيناً، لأنهم أول من ينتقدونني. وأحرص على انتهاز أي فرصة لأجلس معهم، وحتى لو منعني العمل من الوجود بجوارهم فترات طويلة أكون على دراية بكل احتياجاتهم، وأفكارهم، فشغلي لا يأخذني من القيام بدوري كأب، وباقي المجهود أتركه لزوجتي فهي الأقرب لهم ومتفرغة تماماً لرعايتهم، ولها فضل كبير عليّ وعليهم.

- كيف تمضي أوقات فراغك بعيداً عن الفن؟
أنا إنسان بيتوتي، كما يقولون، أحب جداً الجلوس في المنزل وأجد في ذلك راحة، لذلك بمجرد أن انتهي من التصوير أعود الى المنزل وارتاح من الكلام والتفكير والتصوير. ولكي تكتمل المتعة ألعب «بلاي ستيشن»، فأنا أمضي وقتاً طويلاً أمام هذه اللعبة المشوقة.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077