الفنان مهيار خضور..مع 'الصبايا'...
فنان حقق نجوميته خلال فترة قياسية وصنع لاسمه البريق الخاص وسط العديد من الأسماء الناجحة في عالم الدراما السورية، وإذا اطلعنا على نبذة من تاريخ حياته نعرف الجواب، فالفنان مهيار خضور يعمل منذ صغره في المجال الفني عبر فرقة للرقص ويمارس الرياضة كي يتمكن من الاستمرار في المجال الذي يحبه، وبعدها تابع دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية التي دعمت موهبته وأراد أن يتابع دراسته في المسرح لكن التمثيل سرقه من المتابعة لدراسة الدكتوراه. وهو يعتبر مهنة التمثيل مهنة أنانية لا تسمح لشيء آخر المشاركة معها، ويستمر الفنان في المجال التمثيلي محققاً إنجازات متميزة عبر الحضور بمجموعة أعمال صنعت لاسمه مكانته الخاصة بين الممثلين النجوم. التقينا الفنان الشاب وكان الحديث التالي:
- كان لك مشاركات عديدة في العام الماضي، لكن الدور الأهم والذي عرفك الجمهور من خلاله كان في مسلسل «صبايا»، ما السبب؟
السبب أن المسلسل حقق جماهيرية كبيرة وقد تابعته معظم شرائح المجتمع ومن كل الأعمار، وهذا ما عرّف الناس إلي ولفت الأنظار إلى متابعة أعمالي الأخرى، وأعتقد أن الشيء نفسه بالنسبة إلى مسلسل «طريق النحل» الذي قدمني بطريقة صحيحة.
- من اختارك للعمل في مسلسل «صبايا»، هل صحيح أن إحدى الفتيات كانت وراء ترشيحك للدور؟
ما رشحني لعمل «صبايا» هو أنني سبق أن عملت في الشركة المنتجة في «أسأل روحك» ومسلسل «بعيد عنك»، حيث تعرفت على القائمين على الشركة وعلى المنتج عماد ضحية. لذلك عندما بدأوا العمل وإنتاج مسلسل «صبايا» كنت أحد خياراتهم، فتم لقائي مع المخرج «ناجي طعمة» ولم يكن هناك معرفة سابقة ثم رأى أنني الممثل المناسب لدور وائل في عمل «صبايا» ولشخصيته. أما أن إحدى صبايا العمل رشحتني للدور فهذا ليس صحيحاً.
- هل كونك الرجل الوحيد في العمل هو السبب الأهم ليعرفك الجمهور في هذا الدور أكثر من غيره؟
لم أكن الرجل الوحيد في العمل، بل كان هناك الكثير من الممثلين، ففي كل حلقة ظهر بطل جديد.
- ما رأيك في المستوى الذي ظهر به العمل؟
العمل من النوع الخفيف ولا يتحمل أكثر مما ظهر فيه، فالنص يعتمد على الصورة والألوان والشكل العام، والنتيجة التي خرج بها كانت هي المطلوبة بغض النظر عن الآراء المختلفة حول المسلسل. والنجاح الذي حققه هو الجواب.
- هل صحيح أن العمل مجرد حلقات ترفيهية ولا يرقى الى مستوى العمل الفني على قول بعض النقاد؟
لا بد من القول إن الفن أنواع وأساليب عديدة، فالعمل لم يطرح مشكلة جوهرية ولم يتحدث عن مشكلة سياسية ولا عن تاريخ بطولي له علاقة بتاريخ معين، بل كان يطرح مشاكل يومية وحياتية تواجه جيل هذه الأيام. وما حصل في مسلسل «صبايا» يحتمل أن يحصل مع أي شاب أو فتاة، فالعمل اهتم أحياناً بالحب، أحياناً بالفشل والإحباط، وأحياناً بالعلاقات الاجتماعية إذ ركّز على تفاصيل يومية واجتماعية كثيرة مثلاً نموذج «وائل» الذي جسدته. أنا رأيت في الحياة الكثير من النماذج التي تشبهه، فهو شرقي متحضر لكنه يحمل داخله الغيرة من جهة، والتحفظ من جهة أخرى، ورغم التناقض فإن في الحقيقة هناك الكثير ممن يشبهونه، وكذلك الأمر بالنسبة الى الفتيات، فمثلاً شخصية «ميديا» التي تسعى بشكل دائم رغم الفشل المتواصل للوصول إلى هدفها والعمل في الفن. فهذه الشخصية موجودة في الحياة والشخصيات الباقية أيضاً. ومن وجهة نظري لا يجوز أن أحاكم العمل بهذه الطريقة لأن لكل عمل شروطه الخاصة التي يتوجب نقده وفقها، فهو ليس عملاً تاريخياً فيه مغالطات تاريخية مثلاً، وعمل «صبايا» هو عمل اجتماعي كوميدي خفيف يخلق حالة من متعة الفرجة، وهذا ما لمسناه جميعنا.
- هل ترى أن المشكلة كانت في النص أم الإخراج، أم في المبالغة في التمثيل؟
أي عمل فني لم ينجح يحمل مشاكل وثغرات، لكن هذا العمل كان له لونه الخاص وفاز بنسبة مشاهدة كبيرة. والجدير ذكره أنني لم أحب نفسي في المسلسل وحاولت تلافي الكثير من الهنات عبر دوري في الجزء الثاني الذي هو الآن قيد التصوير. وعموماً تبقى التجربة جديدة بطابعها الكوميدي الاجتماعي الخفيف، والكوميديا هي من أصعب أنواع الفنون على الإطلاق.
- كيف كانت بدايتك في عالم الفن؟ وهل أنت خريج أكاديمي؟
كانت بداياتي في المسرح الجامعي، وقبل الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية كنت راقصاً في فرقة خاصة «أليسار»، وقد تابعت العمل معها أثناء دراستي. والجدير ذكره أنني كنت رياضياً، ساعدني ذلك في أن أكون ملاكماً أيضاً، وبعد التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية نويت أن أتابع دراستي في المسرح لأحصل على الدكتوراه في الحركة المسرحية لكن مهنة التمثيل مهنة أنانية عندما دخلت عالمها لم أتمكن من التواصل مع أي شيء آخر غيرها. وأول عمل عملت فيه كان مسلسل «عنترة بن شداد» مع المخرج رامي حنا، وفيه جسدت دور عروة بن الورد، ثم عملت في مسلسل «أسأل روحك».
- هل ساهم شكلك في عملك الفني واختيارك لتلك الأعمال؟
الشكل يلعب دوره أحياناً لكنه ليس الأساس. مثلاً في الإعلانات نرى العديد من النماذج الجميلة لكنها لن تتحول بالضرورة إلى نجوم. وفي النهاية أعتبر أن الجهد والموهبة هما سبب النجاح. وأنا موجود في هذا الوسط بفضل الموهبة التي منحني الله إياها، والاستمرارية فيه كانت بواسطة الجهد والسعي وليس أي شيء آخر.
- كذلك كان لك مشاركة في مسلسل «طريق النحل» من خلال دوري الأب والابن. هل حقق العمل الانتشار المرجو منه؟
نعم حقق الانتشار والنجاح، وقد استمتعت جداً بتأدية الشخصيتين.
- رأى البعض في العمل فكرة مكررة عن التقاء الأسرة الضائعة بعد أعوام من الفراق، وهذا ما رأيناه في عدة مسلسلات محلية. هل صحيح أن العمل يشبه إلى حد ما نمط الأعمال التركية؟
لا يمكننا أن نقول ذلك لأن الفن ليس له هوية وليس له جنسية، وما رأيناه يمكن أن نراه في غير عمل تركي أو هندي أو أميركي. المقارنة خاطئة لأنه مثلما يضيع أفراد العائلة التركية قد يحصل ذلك للأسرة السورية. وقد سمعنا الكثير من القصص الحقيقية المشابهة في مجتمعنا.
- شاركت في مسلسل «الدوامة». ما هي العثرات التي وقفت في طريقه ومنعته من أن يكون العمل الأول لهذا العام؟
أي عمل يجب أن تجتمع فيه عدة شروط حتى ينجح. وأحياناً يكون العمل متكاملاً فنياً، ولكن لا يتحدث عن موضوع يشغل هم الجمهور في هذه المرحلة. ومن جهة أخرى، شروط العرض تلعب دورها، ففي أي محطة هو، وفي أي ساعة، وكيفية التسويق وغيرها من الأمور. والحقيقة أن كثرة الأعمال المقدمة في رمضان قد تظلم أعمالاً كثيرة. وبرأيي مسلسل «الدوامة» الذي كان يتحدث عن مرحلة مهمة جداً في سورية ويحمل قيماً فكرية عالية المستوى وأحداثاً موثقة ومستقاة من رواية الكاتب فواز حداد، «الضغينة والهوى»، هو عمل متميز ومن العيار الثقيل وإن لم يحظ بالمتابعة الجماهيرية كمسلسلات أخرى. وبالنسبة إليّ كانت تجربة متميزة على الصعيد الشخصي إذ خلقت حالة بحث حول تلك المرحلة.
بالإضافة إلى أن العمل ركز على اللهجة الفلسطينية والغوص عميقاً في هذه النماذج، مثل «رشيد» ذلك الطالب الجامعي الذي ترك دراسته للانضمام إلى فرق فدائية للدفاع عن وطنه.
- يرى الكثيرون في مهيار خضور نجم الدراما السورية القادم. هل تعمل على ذلك؟
مصطلح نجم أو النجومية بالنسبة إلي لا يعني مجرد الانتشار الواسع، بل هو الاستمرارية في العطاء الفني والتأثير المتواصل. النجومية لا تأتي من عمل أو عملين بل هي حصيلة أعمال متراكمة على مدى سنين طويلة. وأحاول من جهتي العمل على هذا الشيء وأسعى إليه. والنجومية ستكون نتيجة لمستوى ما أقدمه من أعمال جيدة.
- من يعجبك من الممثلين الشباب: قصي خولي، باسم ياخور، باسل خياط، قيس الشيخ نجيب...؟
أنا معجب بهم كلهم، لأنهم حققوا التميز بشكل سريع. فهم ممثلون مجتهدون ويحملون هماً إبداعياً أوصلهم إلى هذه المكانة.
- قلت إنك لا تريد أن تستهلك فنياً، وألا يكون التمثيل مجرد مهنة في حياتك. هل تعتمد على عمل آخر في حياتك العادية؟
سبق أن قلت إن التمثيل مهنة أنانية لا تقبل مهنة أخرى معها. والفن هو سعادتي ولا شيء سوى الفن والتمثيل. وأقصد بأن أستهلك في الفن، أن أتحول إلى موظف -ممثل فقط، مهمته التمثيل دون إبداع. وأنا بالأصل فنان والفنان يعني الإبداع المستمر.
- هل تعرضت لحروب ومنافسات في الوسط الفني؟
لا يخلو الأمر من بعض المنغصات والمشاكل، ولكن أؤمن بمقولة أن الشجرة المثمرة ترجم بالحجارة.
- ما الذي تطمح إليه من خلال عملك الفني؟
أطمح الى الخلود الفني، أي بعد نهايتي كجسد أبقى كفكرة في عقول الناس وأستمر من خلال ما قدمت.
- ما هي الشخصية التي تتمنى تجسيدها؟
أتمنى تجسيد تشي غيفارا. فهي شخصية مهمة جداً وتستفز الممثل وكفيلة بإبقائه في أذهان الناس إذا أتقن أداءها.
- هل يمكن أن تفكر في الإخراج في المستقبل، ومن يعجبك من المخرجين الشباب؟
لم أفكر أبداً في أن أكون مخرجاً ولا أرى نفسي إلا ممثلاً. عملت مع مخرجين شباب كثر، كما أنني لم أعمل مع آخرين منهم، ومن عملت معهم أعجبني جداً طريقة شغلهم مثل رامي حنا، مثنى الصبح، الليث حجو، أحمد إبراهيم أحمد، وآخرين.
- هل أنت مرتبط حالياً، وهل تفضل أن تكون من داخل الوسط أو خارجه؟
نعم مرتبط حالياً ولا أفكر بالمهنة. ارتبطت بها لأنني أحببتها، فالمقياس بالنسبة إلي هو الحب وليس المهنة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات