تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

في عوالم شانيل Inside CHANEL الحلقة 31: غابريال شانيل والموسيقى

كانت الموسيقى جزءاً أساسياً من حياتها، من أغاني أوبازين الدينية إلى قاعات الحفلات الموسيقية التي تردّدت عليها بانتظام. إنها مثل العطر في الهواء، يعطي الحاضر بُعده وأحياناً معناه.

في عام 1905، مثلّت الموسيقى وعداً بالاستقلال. في مولان، حيث حلمت غابريال بأن تكون مغنية في مقهى، قامت بأداء أغانٍ شعبية مثل: Qui qu'a vu Coco [من رأى كوكو؟]. وإذا لم يكن صوتها جيداً بما يكفي، فقد عكس بوضوح حماسة هذه الفتاة. وعلى الرغم من فشل الموسيقى في منحها الحرية التي كانت تسعى إليها، إلا أنها كانت سبباً في منحها لقب: "كوكو". سرعان ما شاركت هذا الاهتمام بالموسيقى مع الأصدقاء الذين قاموا بصقل تعليمها الموسيقي، مثل المغنية مارثي دافيلي أو ميسيا سيرت، الأساسية في حياتها. كانت ميسيا، عازفة البيانو الاستثنائية، مصدر إلهام للملحنين الرائدين. ومثل ميسيا، ستدعمهم غابريال شانيل طوال حياتها. ومن خلال تعزيز تطوير الموسيقى المعاصرة، سجّلت اسمها في تاريخ صنعها.

محاطةً بالموسيقيين، كما هو الحال مع الرسامين والكتّاب الذين سيشكلون قريباً دائرة أصدقائها المقرّبين، اكتشفت حبّها للإيقاع والحركة والتغيير. سيسمح لها هذا الإحساس بالاختلاف والتحول الذي شاركته مع جميع الأشخاص ذوي الآراء العصريّة بتغيير مصير الأزياء تماماً.

وقد استمدت غابريال شانيل روحها الكاسرة للأعراف والجريئة من الملحن إيغور سترافينسكي، الذي ترك بصماته على الساحة الباريسية في أوائل العقد الأول من القرن الماضي بتقديم The Firebird وPetrushka وThe Rite of Spring.

تم تأليف هذه الأعمال الثلاثة لشركة "الباليه روسي" Ballets Russes لسيرجي دياغيليف، والتي شكّلت إيقاعاتها وأصواتها غير المسبوقة نقطة تحول حاسمة في تاريخ الموسيقى الفرنسية. وإدراكاً منها للأهمية الجمالية العظيمة لهذه الأعمال، موّلت غابريال شانيل إعادة تقديم The Rite of Spring، قبل استضافة الملحن الروسي وعائلته لمدة عام تقريباً في "بل رسبيرو" Bel Respiro، الفيلا التي تملكها في غارش.

كان اجتماع إيغور وغابريال معاً حتمياً بسبب تقارب اللغة المشتركة بينهما. وتم التعبير عنه في عام 1921، من خلال المراسلات التي أتاحت الفرصة لعملهما في الظهور. واصل سترافينسكي تأليف The Five Fingers؛ مقطوعة بيانو كانت مدهشة لبساطتها الظاهرة ومواردها المقتصدة. صفات عزيزة على غابريال شانيل، والتي غلبت على ابتكار تحفتها العطرية في ذلك العام: عطر N°5. إذا كان فن الموسيقى والعطور مرتبطَين، فذلك لأن لهما مفردات مشتركة. فابتكار العطر يتم من خلال مجموعة من النغمات والمقاييس والأوتار والتناغمات.

في مطلع العشرينيات الهادرة، اكتشفت فرنسا موسيقى الجاز، ورسخّت غابريال شانيل نفسها في عالم الأزياء الراقية في بيئة موسيقية، كانت في ذروتها. وكانت من بين الأشخاص الذين احتفلوا طوال الليل لنسيان صدمة الحرب العالمية الأولى. كان يمكن رؤيتها بانتظام في Bœuf sur le Toit، وهو ملتقى ليلي احتشد فيه أهل باريس للرقص على أنغام الموسيقى التي تُذكّر إيقاعاتها الحماسية بإفريقيا أو أميركا الجنوبية. انتهزت غابريال شانيل الفرصة لتصمّم إبداعاتها، بحيث تتلاءم تماماً مع مختلف حركات الجسم مثل انسجام الموسيقى والرقص.

في نفس ملتقى Bœuf sur le toit، يمكننا أيضاً سماع المواهب الحديثة لجورج أوريك وداريوس ميلو وفرانسيس بولينك وآرثر هونيجر ولوي دوري وجيرمين تايفير. وفي مدة قصيرة، أطلق جان كوكتو على هذه المجموعة من الموسيقيين الشباب اسم "Le Groupe des Six". وأوكل إليهم مهمة ممتعة، وهي بث قليل من الخفة والفكاهة في الموسيقى الفرنسية. كان دعم غابريال شانيل لهؤلاء الملحنين صادقاً. فشاركت في مشاريعهم1، وروّجت لعروض أعمالهم كراعية لاثنين من الأوركسترات التي قدّمت موسيقى معاصرة: "أوركسترا سيمفونيك باريس" l’Orchestre Symphonique de Paris (1928) و"لا سيريناد" La Sérénade (1931).

كانت غابريال شانيل ملتزمة كراعية للموسيقى ومُحبّة لها وشديدة الاطلاع عليها. كانت تستمتع بكل أنواع الموسيقى، سواء كانت دينية أو كلاسيكية أو شعبية. وفي الستينيات من القرن الماضي، غابريال، التي عرفت بالتأكيد كيف تغزو بأزيائها الشوارع، لم تتردّد أبداً في تقدير الموسيقى التي كانت تنبع منها، والتي كانت تثير إعجاب الأجيال الشابة. وعلى عكس كل التوقعات، كان من الممكن ملاحظة اهتمامها بنجوم موسيقى الروك ومجموعة فرنسية معينة، لتسافر لاحقاً إلى لندن لتشجيع فرقة البيتلز Beatles2. ففي ذروة مجدها، كانت شهرة غابريال على قدر شهرتهم إن لم يكن أكثر! وفي عام 1969، تم سرد أسطورتها من خلال الموسيقى على مسرح برودواي. روت مسرحية موسيقية ناجحة للغاية باسم 3Coco مسيرتها المذهلة. أثناء وجودها في باريس، دندنت غابريال شانيل، التي لم تسافر للاستمتاع بأداء كاثرين هيبورن في دور البطولة، مع الألحان، كما فعلت دائماً، في المنزل أو في السيارة.

منذ ذلك الحين، أصبحت الموسيقى مصدر إلهام دائم للمبدعين في شانيل CHANEL. من عروض الأزياء إلى الفنانات والسفيرات، تُعدّ الموسيقى جزءاً من هوية الدار وتترك بصمتها بقوة هنا والآن.

الحلقة 31 من Inside CHANEL متوافرة بداية من 2 شباط/فبراير 2021 على موقع chanel.com .

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079