تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

مصطفى قمر..منحت منى زكي الفرصة

بعد ثلاث سنوات غياباً عن سوق الكاسيت عاد بألبوم «هي»، ومع عودته كان هناك الكثير من الأخبار المثيرة، قالوا: إنه في طريقه الى الانفصال عن منتج ألبوماته محسن جابر، وقالوا: إن انضمام تامر حسني الى شركة محسن جابر أغضبه هو وباقي نجوم الشركة... واتهموه أيضاً بمجاملة ابنه في ألبومه... وهكذا وجد مصطفى قمر نفسه محاصراً بالعديد من الاتهامات التي يرد عليها معنا بمنتهى الصراحة، ويتكلم أيضاً عن الجهد الذي يبذله هو وعمرو دياب، وتنكّر منى زكي لفيلمها معه، ورأيه في ألبوم سمية الخشاب، والخسارة التي تكبدها في ألبومه، والجوائز التي لا يهتم بها، وحقيقة اتجاهه الى الإنتاج لنفسه...

- ما سر غيابك ثلاث سنوات عن الساحة الغنائية؟
لم أكن أتخيل أنني سأغيب كل هذه الفترة، ولكن ألبوم «هي» أخذ مني تحضيراً أكثر من عامين ونصف العام، سمعت خلالها أغاني كثيرة جداً، وكان هدفي تقديم ألبوم محترم يُحافظ على تاريخي الذي صنعته على مدى 15 عاماً. فكل ألبوم أقدمه يضعني في صراع مع نفسي لأحافظ على هذا النجاح. وما حققه ألبوم «لسه حبايب» جعلني أفكر أكثر وآخذ وقتاً أطول في الاختيارات، خاصة أنني أحاول أن اختار أغاني مختلفة، وشعرت بأن كل الأغاني التي تُعرض عليّ قدمتها من قبل. لذلك انتظرت طويلاً لأنني كنت أريد أن أقدم ألبوماً بطعم مصطفى قمر وبصمته، وهو ما قدمته في «هي».

- في ألبوماتك السابقة كنت تقدم 10 أغنيات لكن هذا العام سجلت 14 أغنية، لماذا؟
لأنني شعرت بأن الجمهور كان متشوقاً لي بعد غياب ثلاث سنوات، وحاولت أن اختار 12 أغنية فقط، لكنني شعرت بأنني سأظلم بقية الأغاني، لذلك قررت أن أطرح 14 أغنية. وتعاونت في هذا الألبوم مع موزعين موسيقيين متميزين منهم طارق مدكور ومصطفى حماد وهلال وتوما، كما وزعت بنفسي أربع أغنيات وتعاونت مع ملحنين كبار منهم محمد خلف وعزيز الشافعي، والشعراء نبيل خلف ورضا زايد وأمير طعيمة وعوض بدوي وأحمد مرزوق. وجميعهم لهم أسماء كبيرة في مجالاتهم.

- سجلت أغنيات عدة ولم تضمها الى ألبومك، ما السبب؟
لأنني كنت كلما استمع إليها اكتشف أنني قدمت مثلها من قبل، وبسبب ذلك خسرت نحو 200 ألف جنيه.

- لماذا تُفضّل نوعية موسيقى المقسوم في كل أغنياتك حتى أننا نشعر بالتشابه بينها؟
بالفعل أُفضّل هذا النوع من الموسيقى، ولكن هذا لا يعني أن أغنياتي متشابهة، بل يشعر المستمع بأن هناك إيقاعاً مشتركاً ولكن أغنياتي مختلفة.

- لماذا اخترت إسبانيا لتصوير كليب «هي»؟
اختيار إسبانيا كان مغامرة بكل المقاييس واخترناها بعد ستة أشهر من البحث عن مناظر جديدة في بلاد لم يصور فيها أحد من قبل. واختار المخرج إسبانيا لما فيها أيضاً من وسائل تكنولوجية حديثة ساعدتنا في التصوير بشكل جديد، حتى أننا اعتمدنا على جرعة بسيطة من الغرافيك.

- تعاملت لفترة طويلة مع مخرج فرنسي، إلا أنك اخترت مخرجاً إسبانياً في أغنية «هي»، لماذا؟
تعاملت مع المخرج الإسباني دانيال بعدما حدث بيننا توافق. فهو أرسل إلي بعض أعماله وأعجبتني، انما كانت فيها أشياء غير متوافقة مع فكرنا الشرقي، فطلبت منه أن نضع خطة عمل تكون متوافقة مع أفكارنا الشرقية.

- هل أعجبك شكل الأغنية بعد عرضها؟
الأغنية ظهرت بالشكل الذي تمنيته. وكنت مرعوباً وقت عرضها لأن جمهوري سيحاسبني عليها، ودائماً عندي خوف أن أقدم أغنية تكون أقل مما قدمته قبلها، فأنا أحافظ على تقدمي ولا أتراجع. لذلك حتى في أغنيات ألبومي اشتغلت على كل أغنية وكأنها ألبوم لوحدها.

- لماذا تتعامل في كليباتك مع مخرجين أجانب؟
لأنني اذا لجأت الى المصريين لا يوجد أمامي إلا شريف عرفة وطارق العريان وشريف حمدي، وحتى يعطوني الصورة التي أريدها لابد أن نسافر إلى الخارج لأتمكن من توفير الإمكانات التي يريدونها، إذاً فالنتيجة واحدة في كل الظروف: سأصور في الخارج.

- وهل فكرت في الاستعانة بمخرجين أجانب في أفلامك أيضاً؟
أنا دائماً أبحث عن كل جديد، الأجانب وصلوا الى العالمية بأساليب تكنولوجية عالية جداً، والعالم كله يبحث عن التطوير، وأنا أيضاً أبحث عنه، لأني أحب أن أنافس نفسي دائماً، فمنافسي الأول هو مصطفى قمر.

- كيف تختار أغنياتك؟
اختارها بدقة وتمهل لأنني أخاف من الجمهور وأحب أن يدرك من خلال أغنياتي أنني تعبت واجتهدت حتى تظهر بهذا الشكل. ولذلك أحرص دائماً على أن اختار أفكاراً تعتمد على التكنولوجيا، فقدمت الغرافيك بشكل متقن، ودائماً أتابع أحدث الكليبات العالمية لأن المنافسة كبيرة.

- هل ستصور أغاني أخرى من الألبوم؟
سأصور أغنيتي «متصحنيش» و«اللعبة»، لأنهما تُذكرانني بأغنيتي «سكة العاشقين» و«سلمولي»، وهما من كلمات الدكتور نبيل خلف، الذي كتب لي أغاني بهرتني.

- هل ساعدك أولادك في اختيار أغاني الألبوم؟
إياد ابني موزع موسيقي رائع وشاركني في توزيع الأغنيات، ولكنه لم يخترها معي لأنني ديكتاتور لا أحب أن يتدخل أي شخص في عملي. وإياد كانت له بصمات في الألبوم، وشاركني في توزيع أربع أغنيات، ولم أجامله كما يظن البعض لأنه لو لم يكن موهوباً لكنت أول من يقول له أبحث عن مجال آخر.

- معنى كلامك أنك لا تستمع الى آراء من حولك؟
بعد أن اختار نوعية أغنياتي أبدأ عرضها على كل الناس، حارس العمارة وأولادي وزوجتي، وكل أصدقائي أسمعهم الأغنية قبل إذاعتها. لكن في البداية أنا من يختار أغنياتي، فأنا ديكتاتور في اختياراتي لكنني ديموقراطي في سماع النقد، لأن الأغنية لا يكفي أن تعجب الناس حتى أقدمها، ولكنني في البداية فنان لي ذوق خاص بي أفرضه على ألبومي وعلى كل أغنياتي.

- هل تقبل أن تتعامل مع شاعر شاب في أولى تجاربه؟
يمكن أن أتعامل ولكن فقط في الأغاني، فيمكن أن تُعجبني كلمات أغنية وأقرر ضمها الى ألبومي، لكن من الصعب أن أتعامل مع مؤلف أو مخرج مبتدئ في السينما، فمن الصعب أن أقبله إلا إذا شاهدت مشروع تخرجه وأعماله، لكن الموضوع أسهل في الأغاني.

- أكدت أنك تبحث دائماً عن الاختلاف فلماذا لا تتعامل مع شعراء وملحنين جدد؟
تعاملت كثيراً مع ملحنين وشعراء جدد، فأنا دائماً أحب اكتشاف المواهب. حتى في أعمالي السينمائية قدمت المخرج علي إدريس، وكان وقتها مساعد مخرج، وقدمت أكرم فريد، وأقدم هذا العام ديانا كرازون في مسلسل «منتهى العشق» لأنني شعرت بأنها وجه تلفزيوني رائع. وقدمت من قبل هاني رمزي ومنى زكي في فيلم «الحب الأول»، وطارق لطفي أدخلته التمثيل بالعافية في الفيلم نفسه فكان رافضاً في البداية، لكنني أجبرته.

- من يختار أسماء ألبوماتك؟
أنا. وأعتقد أن خبرتي في الموسيقى تؤهلني لذلك، فأحب دائماً أن يكون اسم ألبومي من اختياري.

- كيف ترى مستقبل الكاسيت في ظل أزمة القرصنة وتسريب الأغاني على الإنترنت؟
تحدثت في هذا الموضوع منذ خمس سنوات، وطالبت وقتها بأن يتحد منتجو السينما ومنتجو الموسيقى لأن ما وصلنا اليه نتيجة طبيعية، والجمهور يتمنى ألا يدفع أموالاً مقابل متعته. وأنا طلبت من المنتجين البحث عن طريقة توصل الأغاني بمقابل مادي معقول. وهناك بعض الفنانين يتخيلون أن القرصنة لن تضرهم، لكن على المستوى البعيد لن يجدوا من ينتج لهم لأن كل المنتجين سيشهرون إفلاسهم. لذا لا بد أن تحدث اتفاقات مع الحكومة و«الإف بي» الخاصة بالإنترنت في أميركا، ويتفقون أيضاً على كيفية غلق أبواب القرصنة، ونقنن عملية تحميل الأغنيات وسرقتها، وبذلك تكسب شركة الإنتاج وتظل تنتج ألبوماتها.

- هل ترى أنك قادر أنت ونجوم جيلك على الصمود أمام نجوم الأغنية الجدد؟
الحفاظ على الفن الراقي أمر صعب جداً، فأنا وجيلي من المطربين مثل عمرو دياب وغيره نبذل مجهوداً مضاعفاً جداً للحفاظ على نجاحنا ومستوى الأغنيات في ظل المستويات الفنية التي تظهر، خاصة أنه لم تتوافر كل هذه الفضائيات لنا في بدايتنا كما توافرت مع من يظهرون الآن. فأنا أتذكر اني عندما كنت أصدر ألبومي كنت أسافر لأعرضه على دول الخليج والدول العربية، عكس التكنولوجيا الموجودة في الفضائيات والإنترنت التي تذيع الألبوم فوراً. لكن هذا نجاح سهل، ودائماً النجاح السهل نهايته الزوال، وهو ما يجعلني أحافظ في كل جملة أقدمها على مشوار فني طويل تعبت في تكوينه.

- تردد كلام عن خلافات بينك وبين المنتج محسن جابر جعلتك تفكر في الإنتاج لنفسك؟
بالعكس علاقاتي جيدة مع كل شركات الإنتاج التي تعاونت معها. بدأت مع «سونار» وقدمت 3 ألبومات مع «روتانا» كانت من أقوى إنتاجها، وتعاملت مع محسن جابر الذي تربطني به علاقة صداقة قوية. وحتى لو أنتجت لنفسي لن تتأثر صداقتنا وسيكون هو الموزع لألبومي. ولذلك كل ما أشيع عن توتر علاقتنا غير صحيح.

- لكن البعض أكد أن اهتمام محسن جابر بالمطرب تامر حسني أغضب مطربي الشركة وأنت منهم؟
بالعكس محسن جابر يعطي كل نجم ما يستحق، وهو قبل كونه منتجاً أخ وصديق عزيز. وكما قلت إذا فكرت في الإنتاج لنفسي من المؤكد أنني سأكون تحت رعايته، ومحسن عموماً يهتم بكل نجوم شركته، وقد منحني رعاية خاصة حتى أثناء احتفالي بألبومي، وساعدني في كل شيء وتدخل في كل صغيرة وكبيرة خاصة في الدعاية.

- هل يحصل محسن جابر على نسبة من حفلاتك؟
هذا النظام لم أطبقه في تعاقدي، رغم أنني أوافق على أن أسير عليه، ولكن أين هذه الحفلات؟ فأنا أوافق على أن يأتيني المنتج بحفلات ويأخذ نسبة منها، لأن هذا سيكون حقه مقابل المجهود الذي يبذله.

- كيف ترى تحكم المنتجين في المطربين وحرمانهم من ملكية الأغنية؟
من حق المطرب أن يحصل على جزء من الأداء العلني للأغنية لأن صوته جزء من نجاحها، والملحن والموزع أيضاً لهما حق فيها، ولكن المطرب حقه أكبر لأنه السبب الرئيسي في نجاح الأغنية، فالموضوع يحتاج إلى إعادة نظر.

- لماذا لم تقدم أغاني منفردة لتعوض فترة غيابك؟
قدمت أغاني في أفلامي،أربع أغنيات في فيلم «عصابة الدكتور عمر»، وثلاث أغنيات في فيلم «مافيش فايدة»، وقدمت أغنية سنغل بعنوان «مريض بالحب ياحبيبتي»

- لماذا لا تُشارك في إحياء مهرجانات؟
شاركت في مهرجان قرطاج منذ فترة طويلة، وبوجه عام لا يوجد ما يمنعني. لكن غالبية المهرجانات تسيطر عليها شركات الإنتاج وتجعلها بلا طعم، وتلغي منها حق الجمهور في اختيار مطربيه المفضلين، وبالتالي فهم يستعينون فقط بمطربيهم.

- بعيداً عن الغناء، ماذا عن مسلسل «منتهى العشق»؟
انتهيت من تصوير 50 في المئة من مشاهده وتبقى مشاهد خارجية في شرم الشيخ وتركيا. وأجسد فيه دوراً مميزاً، وتدور فكرته حول شاب يفقد ماله ووضعه في المجتمع وعائلته أيضاً، واعتقد أن المسلسل سيُعجب الجمهور وسيحقق نجاحاً أكبر من مسلسلي السابق «علي يا ويكا».

- ما الذي حمسك للظهور كضيف شرف في مسلسل «أزواج الحاجة زهرة»؟
كل العاملين في المسلسل أصدقائي، وعندما طلبوا مني الظهور كضيف شرف وبشخصيتي الحقيقية وافقت على الفور.

- ولماذا ابتعدت عن السينما بعد «مافيش فايدة»؟
لأن السينما في وضع صعب. عُرض عليّ فيلمان لكن إنتاجهما ضئيل جداً فرفضتهما، وقررت تقديم مسلسل «منتهى العشق»، واعتقد أنه تعويض عن السينما.

- يرى مطربون كثيرون أن السينما قد تهدد نجاحهم الغنائي، هل ترى ذلك؟
أول فيلم قدمته كان «البطل»، وقتها الكل أخبرني أنها خطوة غير جيدة في طريقي الفني. ولكنني وقفت ضد الكل وفكرت في شيء واحد هو أن السينما هي العمل الوحيد الذي يؤرخ الحياة الفنية للفنان غير الغناء، وأنا وجدت أن كل المطربين المهمين اهتموا بالسينما، منهم مثلاً عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، أيضاً مايكل جاكسون وألفيس بريسلي. وموضوع التمثيل جاء بالصدفة، فقد رشحني المنتج سامي العدل، وهو صديقي، لفيلم «البطل»، ووضعني أمام أحمد زكي فوافقت وقلت أجرب. وفوجئت بأن الناس أعجبهم تمثيلي، وبعده عرض عليّ  فيلم «الحب الأول». والمهم أنني أطور من أدائي من فيلم الى آخر.

- منى زكي أسقطت من حساباتها فيلم «الحب الأول» الذي قدمته معك، هل يضايقك هذا؟
لا أعرف لماذا تتنكر منى لبداياتها معي. صحيح انها حققت نجومية كبيرة لكن لولا تلك البداية لما كنا جميعاً قد وصلنا الآن إلى ما نحن فيه، وأنا لا أهاجم منى زكي فهي حرة إذا كانت تريد إسقاط هذا الفيلم من تاريخها، لكنني أتكلم عن دوري في تقديمها هي وبقية نجوم هذا الفيلم، حتى أنني لم انفرد بالأفيش وإنما منحتهم أيضاً فرصة الظهور بجواري على الأفيش.

- سمية الخشاب عملت معك أيضاً في فيلم «بحبك وأنا كمان». ما رأيك في تجربتها كمطربة؟
 سمية غنت أول مرة معي في فيلم «بحبك وأنا كمان»، ويبدو أن الحكاية أعجبتها وفتحت شهيتها على الغناء. ودون مجاملة الألبوم الذي قدمته كان جيداً إلى حد كبير.

- ألا يوجد لديك طموح الى الفوز بإحدى جوائز الموسيقى العالمية؟
للأسف معظم  الجوائز أصبحت مشبوهة ولا تستحق الضجة المثارة حولها، ولهذا لا أهتم بها.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078