تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

مصرية سوريه فرنسية... وأصدرت ألبومها الأول 'درابوكا هيت'

في شتاء 1999 وفي رحلة لها مع بعض الأصدقاء الموسيقيين إلى سيناء، وأثناء جلوسهم على شاطئ البحر في البرد القارس وحولهم نيران التدفئة، لمع ذلك الشيء الجذاب في عيني صابرين، فقد شاهدت الطبلة الخزفية عن قرب للمرة الأولى. يومها حدث هذا الارتباط الذي غيّر حياتها. فبعد أسبوع واحد وعندما عادت إلى القاهرة اشترت  ذلك الشيء الجذاب. ولم تمر سوى سنوات قليلة حتى ابتكرت أسلوباً جديداً لحركة الأصابع والكفين للعزف على تلك الآلة الشرقية، بل أصدرت ألبومها الأول «درابوكا هيت» الذي يجمع نكهات مستوحاة من سحر مصر وتركيا والنمسا واسبانيا والمجر وحتى أميركا...
حوارنا مع صابرين المطربة التي تحمل الجنسيتين المصرية والفرنسية، وقبل هذا كله عازفة الإيقاع العربية الشهيرة في أوروبا، كان أثناء وجودها في دبي لإطلاق ألبومها الأول «درابوكا هيت» في مقر شركة EMI العالمية الموزعة لألبومها في الخليج والعالم.

- لماذا الطبلة وما سرّ  تعلقك بها؟
شدني صوتها الساحر وشكلها، كما أنها تعتبر من أشهر الآلات الإيقاعية الموسيقية ولها شعبية كبيرة مثل كرة القدم في الرياضة. والطبلة تخلق نوعا من الألفة و صوتها يكسر الحواجز بين مختلف الشخصيات. واختياري جاء لسببين لأنها آلة شعبية من التراث المصري القديم إلى درجة أن كل بيت مصري يكاد يكون لديه واحدة على الأقل لاستخدامها في جميع المناسبات الاجتماعية. والسبب الأهم عندي كان التحدي لأني إمرأة وأردت تغيير الفكرة السائدة عن ارتباط الإيقاع بالرجال وحدهم.

- وما هو الجديد الذي ابتكرته صابرين في العزف على الطبلة للتميز عن غيرها؟
رؤية مختلفة في طريقه الحركة بين الأصابع والعزف على الطبلة. عادة العزف على الطبلة يكون باستعمال أصابع اليد اليمنى، وأنا أستعمل الأصابع والكف معاً، والإضافة أيضا تمثلت في أني أستخدم الأصابع بطريقة أكثر سرعة من المعتاد، والممتع في التجربة هو إظهار صوت جديد للطبلة.

- ألا ترين أن في العزف على ألة خاصة بالرجال جرأة؟
الطبلة في الأصل كانت تلعبها السيدات، كما أن الصور الفرعونية كانت تشير الى سيدات يحملن الطبل والدفوف والرق، ولذلك لم تكن حكراً على الرجال.

- لكن الطبلة مقترنة بالرقص الشرقي والراقصة. ألا تخشين أن يضعك ذلك خلف الراقصات؟
هناك الكثيرون من الفنانين الكبار أثبتوا وجودهم في العزف على الطبلة خارج إطار الرقص الشرقي، كما أني احترم الرقص الشرقي فهو فن وله أصول. وللأسف ثمة سوء فهم عند الناس ومفهوم خاطئ تجاه الرقص الشرقي.

- هل يعني ذلك انك تقبلين الظهور كعازفة إيقاع وراء راقصة؟
هذا حدث بالفعل في اسبانيا خلال دعوتي للمشاركة في المهرجان العربي الذي أقيم هناك. وظهرت يومها خلف راقصة برتغالية عندما طلبوا مني أن اعزف الطبلة. وإذا عرض على ذلك اليوم سأوافق ولكن بشرط أن يكون العمل مميزاً وجديداً،  وأنا لا أرفض أي شيء إلا إذا كان ضد مبادئي.

- كيف كانت نظرة المجتمع إليك والتعليقات التي واجهتك؟
بشكل عام لا أخشى نظرة الناس، فقد كنت في البداية أخجل أن أقول إني عازفة طبلة لعدم تعود المجتمع على رؤية امرأة تلعب على الطبلة. لكنّ الكثيرين تقبلوا الوضع، ولمحت في عيونهم الكثير من الإعجاب والاستغراب معاً. والبعض الآخر انتقدني لعدم تقبل الفكرة دون أسباب مقنعة. ولكن هذا لم يهز ثقتي بنفسي، وخاصة بعدما وجدت الكثير من الجمهور يشجعني في كل مكان أعزف فيه على تلك الآلة السحرية،  كما إني لا انسي دور أستاذي أحمد المسيري الذي شجعني وأعطاني الكثير من الثقة بالنفس ونصيحته لي بعدم الاهتمام بنظرة المجتمع الخاطئة.

- وماذا عن رأي الأهل والمقربين؟
والدي فنان تشكيلي ويعزف على آلة الكمان، وأمي تعشق الفن، وهذا ما جعلني أنطلق في طريقي إلى عالم الفن بتفهم ودعم من أسرتي. والداي لهما دور كبير في ذلك فقد شجعاني كثيراً على خوض التجربة. أما بالنسبة الى المقربين والأصدقاء فقد كانوا أيضا من الداعمين والمساندين.

- البعض يربط بين الطبلة والآلات الإيقاعية وجلسات الزار، ما تعليقك؟
هذا بالفعل صحيح لأنها من الآلات الأساسية في جلسات الزار، وقد لعبت مع سيدات الزار في جلسة ثقافية وسط مجموعة من الفنانين والموسيقيين، وكانت جلسة موسيقية وليست حفلة زار، وكانت دعوة من الفنان أحمد المغربي الذي يقوم بدور كبير في إحياء التراث الفني، بل أنشأ فرقة تراثية مكونة من أعضاء الزار الحقيقيين. وبالنسبة إلي أي شيء له علاقة بالطبلة أحرص على وجودي فيه لاكتشاف المزيد عن هذه الآلة.

- من المشاركين في صنع ألبومك  درابوكا هيت؟
الألبوم عبارة عن خليط موسيقي مع إضافة بعض اللمسات من بعض الموسيقيين الأكثر موهبة في العالم والذين شاركوا في صنع الألبوم، مثل أحمد مسيري وجيهان الى جانب Kamien، Cay Taylan، وعلي فتح الله، فكل منهم أضاف هويته الخاصة إلى هذا الألبوم.

- صابرين من أم فرنسية وأب سوري. وتحملين الجنسية المصرية. هذا الخليط هل ساعدك على مزج الشرقي بالغربي في الألبوم؟
أمي فرنسية مصرية، ووالدي سوري. هذا الخليط ساعدني كثيراً لأني منذ طفولتي أستمع الى الموسيقي الغربية والشرقية في بيتنا، وتعرضت لذلك دون أن يكون عندي أي تمييز في أيهما الأفضل. كما اني تربيت بطريقة شرقية، ولكن كان لدي أيضاً حرية الاختيار. وهذا المزج الموسيقي في حياتي ساعدني كثيراً، والألبوم هو ترجمة لهذا الخليط الجميل في حياتي.

- لماذا لا توجد دراسات لهذه الآلة في معاهد الموسيقي العربية أو الكونسرفتوار؟
أتمني ذلك وأسعى لتحقيقه لتوسيع آفاق الاهتمام بالطبلة كآلة شرقية صميمة، والسعي أيضاً لانتشارها. وهذه الآلة ذات أهمية كبيرة في ضبط كثير من الإيقاعات الشرقية ومن دونها يختل اللحن. كما إنها لاتقل أهمية عن أي آلة أخرى، وأصبحت عالمية الآن.

- هل وجدت صعوبة في إعادة توزيع الأغاني القديمة؟ ولماذا اخترت أغنية لوردة الجزائرية في ألبومك؟
يجب أن أحس بما أفعله، وهذا ما يجعله سهلاً بالنسبة إلي، وصعباً بالنسبة الى الآخرين. وأنا من عشاق الفنانة الكبيرة وردة، وهي من الشخصيات الفنية الكبيرة التي أتمنى مقابلتها، كما إن لصوتها قوة شخصية، وكان شرفاً لي ان أقوم بإعادة أجمل أغانيها لتكون اللحن الرئيسي في ألبومي.

- ماذا عن الحفلات؟
أحييت حفلات في تركيا وإسبانيا ومصر وباريس. وبالنسبة الي الحفلات المقبلة سوف يكون لي في دبي حفلتان، بالإضافة إلى عروض حفلات في لبنان وتركيا والأردن.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077