تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

رحمة بعد خروجها من الأكاديمية

ابنة البصرة التي اضطرت لترك بلدها العراق مثل آلاف العراقيين وبدأت تشعر بثقل الحياة منذ حينها، كانت تبحث على الدوام عن الفرحة والبهجة عبر الفن... هي رحمة ابنة الرافدين التي جمعت العراقيين تحت لواء الفن والمحبة. «لها» التقت رحمة بعد خروجها من الأكاديمية، وتحدثت عن البرنامج وتطرّقت إلى حياتها الشخصية والفنية قبل التحاقها بالأكاديمية.


- أخبرينا عن تجربة ستار أكاديمي التي خضتها؟

إنها تجربة لا أنساها في حياتي... حلم وتحقق، كما أنها كانت مدرسة حياتية قبل أن تكون مدرسة فنية.

- ماذا علمتك تلك المدرسة الحياتية؟
كل ما لم أقم به في حياتي، عشته في البيت الأكاديمي الصغير، لذا تعلمت كثيراً هناك...

- تعلمتِ كيفية البكاء أيضاً وعرفتِ أنه دليل قوة وليس العكس؟!
صحيح، لأنني كنت كلما بكيت، وقلت لنفسي كفّي عن البكاء وتصرفي بطريقة أفضل واجعلي من ذلك التصرف عبرة لك! عندها كنت أصبح أقوى بكثير. في السابق لم أكن أبكي أمام أحد وكنت أنزعج كثيراً إذا رآني أحدهم أبكي. أما الآن فملايين الناس رأوني أبكي على الملأ.

- متى كنت تخفين دموعك في الأكاديمية؟
عندما كنت أنجرح من بعض الأشخاص.

- ما الذي جرحك؟
البعض وجد أنني كنت أتكلم عنه في الخفاء ولكني لم أكن أفعل بطريقة خبيثة، وقد قلت له ذلك. فأنا تعودت أن أخبر ما كان يحصل معي لوالدتي وشقيقتي، وفي الأكاديمية كنت أفعل المثل مع محمد رمضان. ولكن البعض كان يأخذ الأمر بسلبية.

- من هم هؤلاء الأشخاص؟
بدرية وزينة على سبيل المثال لا الحصر.ولكن الأسماء لا تهم! لا أريد أن أظهر بصورة الطالبة التي كانت تستغيبهم، بينما كان بعض الطلاب يحبطني بتصرفاته.

- كُنتِ بكلمة واحدة توجّه لك تسلبك معنوياتك.
ليس لدي سيطرة على أعصابي ولا حتى على دموعي فأنا لم أعش تجربة مماثلة من قبل.

- ليس لديك سيطرة على ذاتك أيضاً في الحياة العادية؟
من السهل أن يستفزني أحدهم وهو ما ذكرته لهم في بداية البرنامج بأنني جد عصبية.

- ذكرتِ أيضاً أن والدتك كانت تخشى عليك من هكذا برنامج بسبب عصبيتك...
حاولت أن أهدئ نفسي قدر المستطاع وأن أغض النظر على العديد من الأمور. ويجدر الذكر أنه من الصعب التعايش مع ناس جدد من مختلف الطباع. مع ذلك صرت من أكثر الأشخاص قرباً من الجميع. وكنت أحاول أن أرضي الكل بينما كان الجميع يحاول أن يضايقني!

- ولماذا كان الجميع يضايقك؟
وصلني كلام من البنات أن أخريات كن يتحدثن عني بطريقة سلبية.

- لكنك في النهاية كان لديك جماعتك الخاصة في الأكاديمية، صحيح؟
صحيح، محمد رمضان ورامي وزينة وناصيف وأسماء التي كان تهدئني كثيراً، علماً أنها عصبية مثلي، ولكنها تملك السيطرة على أعصابها عكسي أنا، وهذا بسبب نضجها.

- هل تغيّرت تصرفاتكم بسبب وجود الكاميرات؟
جميعنا كنا نعي أن الكاميرات موجودة في الأسابيع الأولى، ولكننا سرعان ما نسيناها.

- لكن من الطبيعي أن البعض لم يفعل، ولم يكن يتصرف على سجيته...
بالطبع هناك من لم ينسَ وجود الكاميرات. شخصياً، كنت أتصرف على سجيتي ولكني كلما أشعر بالكاميرا تتجه إليّ في خضم موضوع لا أريد أن يظهر على الملأ، كنت أسكت فوراً. واكتشفت متأخرة أن كل شيء كان يظهر على الشاشة.

- هل هكذا برنامج يغيّر نفسية الطلاب؟
نعم.

- حين سُميت نومينيه، حزنت فقط لأنك قد لن ترين زملائك بعد ذلك؟
حزنت على اجتماعنا معاً في الأكاديمية، وكنت أخشى أن أفقد ذلك الاجتماع الجميل ولا أرى زملائي. وأريد أن أذكر شيئاً، دائماً في فريق معين هناك العنصر الأقرب إلى الآخر، ومحمد رمضان هو الأقرب إليّ. وحتى أن البعض كان يحاول أن يبعدنا عن بعضنا البعض ولكن محمد قلبه طيب ولم يفلحوا بذلك.

 - هل تصفين محمد أنه رجل مسؤول في قلب طفل؟
صحيح، وهذا ما جعلني أكون مقربة منه كثيراً، وهو كان يوجّهني ويجعلني أنتبه إلى أمور كثيرة. ولولاه لما كنت استطعت البقاء أكثر في الأكاديمية.

- عندها كنت اشتقت لكمبيوترك المحمول وأغنياتك!
صحيح، كما كنت أفعل على الدوام في بيتي (تضحك).

- اختلفتِ كثيراً في الأكاديمية، فقد دخلت إنسانة تؤدي الأغنيات الرومانسية فقط، وأصبحت تؤدين جميع الألوان...
في داخلي حزن وهذا ما تظهره عينيّ، وقد قال لي هذا الأمر أسامة الرحباني.

- لماذا كل هذا الحزن؟
هناك مصاعب كثيرة مرّت بي كعراقية اضطرت أن تترك بلدها وأهلها. المحزن أننا كنا أننا نفقد أفراداً من عائلتنا من دون أن نودعهم. فقد فقدت شقيقي وخالي وأنا في الغربة، ولم أستطع أن ألقي نظرة أخيرة على أيّ منهما. هذا كان دمار بالنسبة إليّ.

 

- حينها لم تبكي أمام أهلك بل كنت تجلسين فقط وحيدة في غرفتك؟
صحيح، حين توفي شقيقي جلست أمامهم مدة أسبوع دون أن تنهمر دمعة واحدة مني، وراحوا يقولون لي إنني من دون قلب... إلا أنني بعد ذلك حبست نفسي في غرفتي يومين ورحت أبكي حتى اكتفيت. حين أتيت إلى الأكاديمية لم يكن باستطاعتي الهروب من الطلاب ولا من الكاميرات... أرغب في إخفاء حزني وإظهار شخصيتي المرحة، فأنسى الجروح والحزن التي في داخلي... لطالما حاولت أن أنسى همومي باللعب والضحك! ولكن في داخلي أشعر بأنني امرأة أكبر بكثير من الـ23 عاماً.

- هل عشت طفولتك بشكل طبيعي؟
«عشتها بقوة» (تضحك)... ولكن عندما أصبحت في سن الـ13 شعرت بأنني كبرت كثيراً لأننا اضطررنا أن نبتعد عن العراق وبت مسؤولة مع عائلتي.

- هل تشعرين بأنك رفعت رؤوس العراقيين اليوم بعدما وقفت في البرايم النهائي؟
رؤوس العراقيين مرفوعة دوماً... وقد كان لي الفخر كعراقية أن أصل للنهائيات، رغم خوفي من حكم العراقيين ونظرتهم إليّ.

- هل كنت تتمنين أن تكوني مثل شذى حسون، وتصبحي العراقية الثانية والطالبة الثانية الرابحة في تاريخ ستار أكاديمي؟
لفت احدهم نظري إلى أمر ما حين طرح علي سؤالاً هو: ألا ترين أن ستار أكاديمي ذكوري قليلاً؟ كانت إجابتي، صحيح، فنسبة مشاهدة البرنامج عند النساء أعلى بكثير من الشباب وهذا ما يؤثر على نسبة التصويت فتأتي لصالح الطلاب الذكور. ولكن من الجميل أنني وصلت إلى النهائيات.

- كأنك كنت متوقعة عدم فوزك؟
صحيح، كيف عرفت؟

- بسبب طريقة وقفتك على المسرح وطريقة حديثك مع والدتك خلال الأسبوع الأخير.
شعرت بأن الجمهور تعب معي كثيراً، وهذا لا يعني إنهم قصروا معي، بل على العكس فقد وقفوا إلى جانبي كثيراً كي أصل إلى المرحلة النهائية.

- لكن الجميع شعر بأنك «مكسورة» داخلياً.
صحيح، كنت حزينة جداً. فقد علمت بموضوع غير متعلق بالنتيجة قبل إعلانها بثوانٍ جعلني أنزعج كثيراً. وهو أنه كان من المفترض أن أغني أربع أغنيات في البرايم، ولكني ظهرت بأغنية واحدة فقط لأنني لم أغن مع إليسا.

- قيل إن إليسا زعلت منك لأنك قلدتها بشكل استفزازي.
أقسم بالله أنني أحب إليسا كثيراً وأحب أغنياتها، ولطالما ذكرت هذا الأمر. وحين قلدتها في الأكاديمية، فعلت ذلك لأنني أقدّرها كثيراً وهي مميزة لي. وقد قيل لي إنني قلدتها بطريقة استفزازية، ولكن هذا غير صحيح. كل ما في الأمر أنه طُلب مني في صف المسرح أن أقلد فنانين، فقمت بتقليد إليسا وهيفا وميريام فارس لأنني أحبهن جميعاً.

- هل زعلت من إليسا لأنها رفضت الغناء معك؟
طبعاً لا، وأتمنى ألا تزعل إليسا مني أيضاً لأنني أحبها حقاً.

- قبل التحاقك بالأكاديمية كنت فنانة في بداية طريقها الفني في الخليج، ألم تخشي أن تؤثر مشاركتك على مهنتك كفنانة؟
خشيت كثيراً وظللت أفكر لمدة طويلة هل أقدم على تلك الخطوة أم لا. حتى وأنا في طريقي إلى الأكاديمية كنت لا أزال مترددة ولكنني قلت في قرارة نفسي إن كنت مشهورة 10% سأصبح غداً مع تجربة الأكاديمية معروفة أكثر بكثير وخصوصاً على نطاق الوطن العربي.

- ألم تخشي الخروج باكراً؟
كنت أشعر بأنني لن أخرج في بداية البرنامج وبأنني سأصل إلى النهائيات. وهذا ليس غروراً.

- هل كنت تشعرين بأن ناصيف ومحمد رمضان سيصلان إلى البرايم النهائي أيضاً؟
نعم كنت أشعر بذلك.

- هل أنتِ راضية عن النتيجة النهائية؟
بالطبع راضية. فناصيف يستحق اللقب، فهو طيب وصوته جميل أيضاً.

- هل ستقدمين كليباً بعد شهر كما توقعت لأسماء؟
هدفي لم يكن اللقب والمرتبة الأولى ولكن ما سأحققه بعد الخروج من الأكاديمية. فهناك الكثيرون من نجوم ستار أكاديمي حملوا الألقاب ولكنهم لم يقدموا الأعمال الجيدة بعد انتهاء البرنامج.


زوج والدة رحمة: شركات عراقية وخليجية معروفة تدعم رحمة
كان لـ«لها» دردشة سريعة مع زوج والدة رحمة والذي تعتبره رحمة والدها الذي رباها ووالد أختها:

-  هل اتصلت بك شركات إنتاج لتنتج لرحمة؟
هناك شركات عراقية وخليجية معروفة تدعم رحمة.

- كنت معارضاً دخولها برنامج ستار أكاديمي في البداية، لماذا؟
كنت أرفض الفكرة ليس بسبب البرنامج، بل لأنها كانت مشهورة قبل دخول الأكاديمية. فهي كانت مشاركة في عدد من البرامج سابقاً وحائزة على المرتبة الثانية في إحداها. وهي تملك العديد من الأغنيات، ولديها كليب معروف جداً في العراق دويتو مع الفنان هيثم يوسف بعنوان "ارحموني". لذا كنت أخشى أن تخرج من البداية وتخسر نجوميتها. ولكن بعد ذلك أصبحت أكبر داعم ومشجع لها. تضيف رحمة: كل ما قاله لي قبل التحاقي بالأكاديمية هو ألا أفقد ثقتي بنفسي مهما حصل.

- كيف كانت ردة فعل العراقيين تجاه مشاركة رحمة؟
كان من المفترض أن نعود إلى البحرين، ولكننا زرنا بطلب من مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيث أقيم لها استقبال وتكريم ومؤتمر صحافي في أربيل. تضيف رحمة: نعم، لقد زرت العراق بعد غياب 10 سنوات...

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077