مروان خوري.. يودّع روتانا مع ألبوم 'راجعين'
بعد نجاح ألبوم «أنا والليل» يعود مع «راجعين»، وهو ألبوم يحمل الرومنسيّة في عنوانه، الإنسانيّة في حبّ مروان لوطنه، الجرأة في التنويع الموسيقيّ، والعشق في اللاوعي. «لها» إلتقت مروان خوري الذي أخرج كلّ ما في جعبته الفنيّة عن ولادة عمله الفنيّ الجديد والأخير مع شركة روتانا. ما هو مصيره بعد مغادرته الشركة وهل سيدير أعماله بنفسه؟ كلّ هذه الأسئلة وسواها يجيب عنها مروان خوري في هذا اللقاء.
- لماذا أطلقت إسم «راجعين» على الألبوم؟
أغنية من أغنيات الألبوم. قدّمت عشر أغنيات مختلفة الأنماط واخترت «راجعين» عنوانا للألبوم بعد نقاش وتفكير، ولكن ليس هناك من أغنية أساسيّة.
- هل تعمّدت ذلك كي لا يكون التركيز على أغنية واحدة تكون غالباً عنوان العمل والتي تُصوّر فيديو كليب؟
لا أركّز على أغنية واحدة وإنّما على كلّ أغنيات الألبوم. وبوجود الإنترنت والقرصنة لم يعد بوسعنا التحكّم في الأغنيات. وأعتبر ذلك حافزاً كي تكون كلّ أغنياتي جميلة ومتقنة.
- هل انكسر خجلك مع هذا الألبوم؟
من حضر حفلاتي في السنوات الثلاث الأخيرة استغرب لأنّه أخذ انطباعاً مغايراً عن الإنطباع المكوّن لديه. الجمهور يعطيني اندفاعاً في الغناء وعندما أعتلي خشبة المسرح أصبح إنساناً مختلفاً. قد يفاجأ البعض بي في هذا الألبوم لكني لم أخرج من قالب الرومنسيّة الذي عرفت به. أعتقد أن من يقول بأنّي خجول لم يشاهدني على المسرح.
- المعروف عنك أنّك تأخذ بآراء المقرّبين منك في سماع الأغنيات. من استمع إلى ألبومك قبل صدوره؟
أستشير عائلتي دائماً وأستمع إلى آراء موزّعين وموسيقيّين أتعاون معهم. بعض الآراء منطقي، وبعضها قاسٍ. ولكن في نهاية المطاف أعاود التفكير مراراً لأستقرّ على الكلمة العفويّة واللحن المستنبط من إحساس معمّق في أفكار جديدة غير مكرّرة. التجديد من أولويّاتي الفنيّة.
- تتمتّع بقدرة اللّعب على الكلام في أغنياتك وكأنّ الجملة الأولى تحاكي الجملة الثانية. وأحياناً تعتمد الإسهاب والإطناب وكأنّك متشرّب روح الرّحابنة؟
(يضحك) أبحث دائماً عن الجديد في الكلمة. الإنسان إبن بيئته. ألتفت دائماً إلى متطلّبات السوق وأراعي الشارع وأنتقي من الواقع الكلمات التي تتلاءم مع مروان وشخصيّته وثقافته وأغلّفها بإحساسي. بالنسبة إلى مقارنة فنّي بفنّ الرحابنة فهذا أمر يشرّفني لكن مع عدم وضع المقارنة في خانة الإستنساخ أو التقليد.
- لاحظنا أنه تمّ تسريب صورة غلاف األبومك قبل صدوره؟
لا أعتقد أنّ الصورة سرّبت. الأمر كان بمثابة حملة ترويجيّة قامت بها شركة روتانا للألبوم قبل صدوره في الأسواق. كما روّجت روتانا لجزء بسيط من كلّ أغنية في العمل قبل طرحه من ضمن حملة التسويق. وأنا في انتظار رأي الحكم الأول والأخير ألا وهو الجمهور.
- في الألبوم السابق «أنا والليل» كان اللون الأسود هو الطاغي على صورة الغلاف، بينما نراك اليوم بحلّة بيضاء. هل هناك مشروع زواج خاصّة أنّ إحدى أغنيات الألبوم تحمل عنوان «تمّ النصيب»؟
عندما غنّيت أغنية «قصر الشوق» إتّهمت بأني أتقدّم لطلب يد الفتاة. مع «تمّ النصيب» ليس هناك من ارتباط معيّن. قد يكون في اللاوعي كما أغنية «قصر الشوق».
- كيف يمكن أن يكون ذلك في اللاوعي؟ هل هو أمر يصعب تحقيقه؟
«لو بوعيي ما بعملها!» أكيد سأكون في حالة اللاوعي. (يقولها ويضحك مطوّلاً).
- كيف تلخّص أبرز ما يميّز ألبومك الجديد؟
أغنيات الألبوم منوّعة بين الطربي والشعبي والكلاسيكي والرومنسي والوطني. تأكيداً أني أستطيع الذهاب إلى أبعد الحدود وإلى أغرب الأنماط الموسيقيّة مغلّفة بطريقتي الخاصّة.
- ما هي الأغنية الأقرب إلى قلبك في الألبوم؟
«أدري» أغنية طربيّة شعبيّة على نغمة السيغا كلامها بدوي وليس خليجياً ومن توزيع كلود شلهوب. «فكّرت نسيت» أغنية رومنسيّة محبّبة إلى قلبي. «مش كلّ من غنّى غنيّة» أغنية مهضومة تدخل إلى القلب دون استئذان. «وطّي صوتك» من طابع موسيقى الجاز. سيجدني الناس مختلفاً مع هذه الأغنية. «مش خايف ع لبنان» من توزيع ميشال فاضل تعبّر عن حبّ مروان للوطن وعن الإنسانيّة تجاه الوطن بطريقتي الخاصّة. «تعوّدت عليك» مقامها شرقيّ على نغمة البيات، وأغنية «تمّ النصيب» إيقاعيّة. «رقصة» هي من نوع الريميكس تضع مروان في جوّ الأندية الليليّة الإيقاعيّة إذ تضمّ آلات كهربائيّة وأحببت أن يقدّمها داني بتوزيع جديد يواكب عصر الشباب كونه ينتمي إلى هذا الجيل.«راجعين» أغنية الألبوم رومنسيّة عاطفيّة وتشبهني كثيراً، والختام مع «الحدود» أغنية سبق أن قدّمتها في حفلة في المغرب عاد ريعها للأطفال المصابين بالسرطان ولها بعد إنساني كبير. وأشير إلى أن الأغنيات الخمس الأخيرة هي من توزيع داني خوري.
- هذا العمل الأخير مع روتانا. هل تخيّلت كيف ستكون حياتك بعيداً عن الشركة وكيف ستعمل على إنتاج أعمالك في المرحلة المقبلة؟
بالطبع أفكّر مليّاً في الأمر، ولا أخفي أنّ هناك عروضاً تنهال عليّ من شركات أخرى. أترك للمستقبل حكمه.
- بعد مغادرتك الشركة هل ستكون روتانا في حاجة إليك أكثر ممّا أنت في حاجة إليها؟
لا جواب. الآخر يعبّر عن حاجته إلي. أنا متّجه إلى أن أدير أموري بنفسي. أدرك أنّهم يحبّونني ويتعاملون معي بطريقة لائقة.
- هل عوملت كفنّان درجة أولى داخل الشركة؟
لا تعليق على الموضوع.
- خلافك مع شركة روتانا يعود إلى السنوات الماضية وتحديداً مع إصرارك على التعاون مع شقيقك كلود خوري في تصوير أغنيات ألبوم «أنا والليل»، الأمر الذي رفضه سالم الهندي. فتمّ تصوير أغنياتك على المسرح؟
أفضّل عدم التحدث عن الموضوع فقد طويت صفحة الماضي. ولكن الخلاف الرئيسيّ بدأ عندما دخل شقيقي كلود في مواجهة مع شركة روتانا نتج عنها الخلاف الذي تحدّثت عنه في عدم قبول كلود بتصوير أغنيات ألبومي السابق. حينها اقترحت الشركة تصوير أغنيات الألبوم على المسرح ووافقت وكانت غلطة منّي إذ كان من الضروريّ أن أصوّر عملاً أو عملين من الألبوم بطريقة الفيديو كليب.
- الخلاف ارتبط أيضاً بعدم مشاركتك في حفلات ومهرجانات روتانا؟
لم أوقّع مع الشركة عقداً لإدارة الأعمال وفضّلت إدارة أعمالي بنفسي، لذا لم أكن موجوداً في حفلاتها.
- شركة «ميوزيك إز مايلايف» هي التي كانت تدير أعمالك؟
صحيح، لكن عقدي مع الشركة انتهي أيضاً مع أني أتعامل معهم على صعيد الحفلات خصوصاً أن العلاقة طيّبة.
- هناك العديد من الفنّانين الذين لا ينتمون إلى روتانا وهم موجودون في حفلاتها كنانسي عجرم ويارا؟
لا أدري، ربما.
- ما سبب وجودك في الحفلات في الدول العربيّة أكثر من لبنان؟
هذا خطي، وأعتقد أن السبب هو تقسيم السوق اللبنانيّ وصغر حجمه، إضافة إلى تقصير متعهّدي الحفلات اللبنانيين تجاهي، لكني أساساً لا أحب الغناء كثيراً في حفلات المطاعم بل أفضّل المهرجانات.
- لماذا تأخّر الألبوم؟ بسبب الموازنة؟
كلا. دائماً أتأخّر في تقديم أعمالي لأنّني أتروّى في التحضير وأعطي الوقت الكافي كي أستقرّ على أغنية معيّنة خاصّة أنّني أعمل على تحضير الكلمة واللحن وأشارك في التوزيع. التأخير حصل من ناحيتي وليس من ناحية روتانا، لا بل هي من كان يطالبني بتسليم عملي من السنة الماضية في الوقت الذي كان في طور التخمير.
- كم أغنية ستعمل على تصويرها من الألبوم؟ ومع من؟
سأصوّر أغنيتين على الأقلّ. لكني لم أختر مخرجاً بعد، واحتمال أن أتعامل مع تيري فيرن الذي تعاونت معه في ديو «يا رب» مع كارول سماحة.
- ما هو جدول حفلاتك ونشاطاتك لهذا الصيف؟
حفلات ما بين المغرب والجزائر إبتداءً من شهر أيار/ مايو ومعظم العروض في شهر حزيران. وفي لبنان أعمل على التحضير لحفلة ستقام على أحد المسارح كالتي قدّمتها على المسرح الثقافي في اللاذقيّة، إنطلاقاً من إيماني بأنّ الجمهور يتفاعل مع الفنّان بشكل رائع في هذه الأمكنة أكثر من غيرها.
- كلمة أخيرة تتوجّه بها إلى جمهورك عن العمل الغنائي الجديد.
قدمت عملاُ يحترم جمهور مروان وذوقه. سبق أن راهنت على أنّ العمل المحترم يستقطب جمهوراً محترماً للفنّان.
- لمن يستمع مروان اليوم من الفنانين والفنانات؟
أسمع الأغاني عبر الإذاعات كي أتابع حركة السوق الفنيّة. ولكن ليس هناك من فنّان معيّن.
- لا تشتري ألبوماً لفنّان؟
بالطبع إشتريت آخر ألبوم من حوالي السنة. لديّ حشريّة دائمة أن أسمع جديد عمرو دياب كمادة متكاملة.
- عمل من استرعى انتباهك واستوقفك سواء على صعيد الكلمة أو اللّحن؟
لفتت انتباهي حركة الشاعر فارس اسكندر والملحّن سليم سلامة. منحى الجرأة في كلام فارس اسكندر استوقفني كثيراً بجرأته وتفرّده بالتعابير الجديدة. كما استوقفتني أعمال للشاعر والملحن سليم عساف لأنّها من القلب وليست تجاريّة ومنها أغنية «شو سهل الحكي» لرويدا عطية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024