نايف البدر.. عشت قصّة حبّ إلى حدّ الجنون
فنّان من جيل الشباب شقّ طريقه ليبرز كفنان كلاسيكي. أرخت الحياة بثقلها ومتاعبها عليه فلم يستسلم بل وقف بالمرصاد أمام كلّ من يحاول أن يحاربه من خلال تقديم أعمال فنيّة قيّمة... نايف البدر يتحدّث عن مسيرته الفنيّة والمطبّات التي واجهها مع شركة روتانا ومازال، وعن سبب الحزن الذي يكمن في داخله وعلى ملامح وجهه...
- أنت من جيل الشباب. من هو منافسك اليوم؟
المنافسة تقف عند الأعمال لأنّ الألوان مختلفة. لا أجد منافساً لي من جيل الشباب لأنّ لوني يختلف عن ألوانهم الغنائيّة. المصطلح الذي بإمكاني استخدامه «إستفزاز» هناك أعمال تستفزّني.
- ما هو العمل الغنائي الذي استفزك؟
أعمال عديدة عند كبار الفنانين. على مستوى الوطن العربي استفزّني عمل وائل جسّار «غريبة الناس» لا بل الألبوم بالكامل. هناك ألبومان يرافقانني دائماً في سفري: ألبوم وائل جسّار وألبوم راشد الماجد.
- هل تتلاقى مع وائل وراشد في الألوان الغنائيّة؟
كثيراً ما اسمع عن التقارب الفنّي بيني وبين وائل جسّار، وهذا أمر يسعدني لأنّني أقدّر فنّ وائل وأحبّه.
- ألا ترى أنّ الفنان تركي من منافسيك كونكما من الجيل ذاته؟ معاصر لفنّك؟
كلّ عمل غنائي جميل يستفزّني. ولكن أختلف وتركي في اللّون الغنائي. أحببت العديد من أعماله. «نسيت أنساك» و«رسائل» من أجمل ما غنّى تركي. ما الذي ينقصك كي تصبح نجماً؟ الكاريزما أم ماذا؟ما ينقصني فقط الدعم من شركة «روتانا» لأنّ أعمالي لا تلاقي الدعم المطلوب. وكوني أحد فنّاني «روتانا» من حقّي أن تنتشر أعمالي بكثرة.
- لماذا لا تدعمك «روتانا»؟
بدايةً كنت مدعوماً أكثر من اليوم. مع ألبومي الأوّل لاقت أغنية «محسودين» رواجاً ملحوظاً نتيجة الدعم، وهناك أعمال أخرى قدّمتها أجمل بكثير لكن لم تلاقي رواج «محسودين» لأنّه لم يتمّ دعمها.
- هل السبب برأيك يرتبط بعمليّة تسريح الفنان الذي لا يحقّق نسبة أرباح عالية للشركة من خلال مبيعات الألبوم أو من خلال الحفلات والمهرجانات؟ هل قد تكون من الذين لا يعودون بالأرباح على «روتانا»؟
سألت أحد مسؤولي الشركة وأجابني بأنّني من أفضل الفنّانين الشباب في الخليج الذين تحقق ألبوماتهم مبيعات عالية. إذا دخلت إلى الموقع الإلكتروني لنايف البدر ستجدين لديّ أحد عشر ألف عضو من مختلف الأقطار العربيّة، وهذا ليس برقم سهل.
- في أي بلد تملك العدد الأكبر من المعجبين؟
لا أحصر نفسي ببلد معيّن. بدأت من الخليج وتحديداً من السعوديّة ووسّعت انتشاري في أكثر من دولة: المغرب، لبنان، مصر، فلسطين، الجزائر، ليبيا... الحمد للّه ألبومي الثالث حقّق لي انتشاراً وأصداءً إيجابيّة في عدد من الدّول. ولا أعني بذلك أنّ أعمالي وصلت إلى جميع أنحاء العالم العربي، وهذا نتيجة قلّة الدعم التي أعانيها.
- لكنك لست معروفاً في لبنان كفنّانين سعوديّين آخرين؟
هذا الأمر يزعجني، إذ ليس من الصعب الوصول إلى لبنان أو إلى مصر وأعمالنا محصورة في «روتانا».
- حتّى ولو كانت أعمالك محصورة في «روتانا» باستطاعتك غناء اللهجة اللبنانيّة، المصريّة أو لهجات أخرى بهدف الإنتشار؟
أتمنّى على «روتانا» أن تدعم أغنياتي الخليجيّة أوّلاً. أغنية محمّد عبده «الأماكن» وصلت إلى مختلف بقاع الأرض لأنّها لاقت دعماً مميّزاً، علماً بأنّ لمحمّد عبده أغنيات أخرى أجمل بكثير من «الأماكن» لم تحقّق الإنتشار الكافي لأنّها ظلمت ولم يتمّ دعمها كما يجب.
- أين تجد حدودك الفنيّة في الإنتشار بكلّ موضوعيّة؟
لديّ فقط ثلاثة ألبومات ودُعيت إلى مهرجان «الجنادريّة». أسماء كبيرة في الفنّ طالبت بوجودي في المهرجان. وهذا ليس بأمر سهل. ولا أقول هذا الكلام غروراً.
- كثر هم الفنانون السعوديّون الذين اشتكوا في الآونة الأخيرة من «روتانا». ما السبب خاصّة أنّ «روتانا» شركة سعوديّة؟
قيل لي إنّ الفنانين السّعودييّن سيلقون دعماً مميّزاً كون الشركة سعوديّة، لكني لم ألمس هذا الأمر صراحة. سابقاً كانت كليباتي تعرض بصورة مكثّفة أكثر وكان لي وجود أكثر في البرامج التي تشكّل متنفساً للفنّان، لكنهم ألغوا عدداً كبيراً من البرامج.
- كم كانت تبلغ الميزانيّة التي كانت تخصّص لكليباتك؟
غير مصرح لنا معرفة كلفة الكليبات. كنت أطلب مخرجاً معيّناً وهم يلبّون طلباتنا. لم تقصّر الشركة من هذه الناحية. وفي الفترة الأخيرة تعاونت مع مخرجين مهمين ومنهم فادي حدّاد على سبيل المثال.
- تشكو من قلّة البرامج على شاشة روتانا، لكن ألا ترى أيضاً أنّ المهرجانات والحفلات التي تقيمها الشركة تلعب دوراً رئيسيّاً في عمليّة الدعم وأنت غائب عنها؟
هناك تقصير من شركة «روتانا» في هذا الموضوع. ولست أنا الشاكي الوحيد بل العديد من الفنانين الشباب يعانون من عدم وجودهم في الحفلات والمهرجانات.
- لكن بشّار الشطّي لم يعد فرداً من أفراد «روتانا» وشارك في مهرجانات «ليالي فبراير» في الكويت؟
لأنّ المهرجان في بلده الكويت. وليس بشّار فحسب بل هناك العديد من الفنانين لا ينتمون إلى الشركة ويشاركون في حفلاتها ومهرجاناتها.
- ميريام فارس مثلاً؟
الفنان الشاب ليس له حضور في الحفلات والمهرجانات. بعض الأحيان قد يكون الفنان الشاب أقوى من كبار الفنانين الذين يغنّون على هذه المسارح ولا يمتّون إلى الفنّ بأيّ صلة.
- مثل من؟
أسماء كبيرة أفضّل عدم ذكرها.
- أعطني إسماً واحداً؟
(يضحك ويقول) لا أستطيع، لا أهاجم أحداً. هناك فنّانون وقفوا على خشبة مهرجان قرطاج الذي كان حلماً لكبار الفنانين، وهم لا يستحقّون ذلك «حرام».
- نجوى كرم، فضل شاكر، إليسا، فارس كرم، شيرين عبد الوهّاب... وقفوا على هذا المسرح.
هؤلاء مطربون وليسوا فنّانين عاديين. عشرون أو ثلاثون في المئة من الفنانين الذين شاركوا في مهرجان قرطاج أو سواه لا يستحقّون الوقوف على هذه المسارح.
- عاصي الحلاني، ماجد المهندس، ملحم زين، عمرو دياب وغيرهم من أبرز الأسماء اللامعة، هي من اعتلت خشبة مسرح قرطاج. من لا يستحقّ الوقوف على هذا المسرح؟
قد لا يكون في السنتين الأخيرتين.أقصد أسماء من السنوات الأسبق.
- هل تشعر بأنّك لست من المدلّلين أو المرحّب بهم داخل «روتانا»؟
لا أجد تفسيراً لموضوع الدعم داخل شركة «روتانا». كلّ ما باستطاعتي قوله أنّ علاقتي مع مسؤولي الشركة علاقة طيّبة.
- علاقتك جيّدة مع المسؤولين ولكنك لا تنال الدعم الذي تطلبه؟
المشكلة في الموضوع تتلخّص في الجهد الذي أبذله لمدّة تتخطّى السنة إلى السنتين تحضيراً للألبوم، وعندما يطرح العمل لا يُقابل بالدّعم الذي يستحقّه.
- إلى أين تريد الوصول إذا استمرّت الأمور على هذا المنوال؟
«الطاسة ضايعة في روتانا». كلّمت مسؤولاً في الشركة وسألته عن بثّ الكليبات فقال لي أنّه ليس مسؤولاً عن هذا الموضوع وأحالني على شخص آخر أجابني بدوره أنّ الأمر ليس من اختصاصه وهكذا كرّت السّبحة.
- أي تعاني من المماطلة؟
المسؤول عن الفنانين السّعوديّين هو يحيا عمر. أتّصل به أحياناً وأرى أنّ الموضوع ليس بيده فأتّصل بمسؤول آخر فأعجز عن الوصول إلى نتيجة، فأتصل بسالم الهندي وتحلّ المشكلة. عن الوصول إلى نتيجة فأتّصل بالأستاذ سالم الهندي وتنتهي الأمور فوراً. بالمناسبة، لا نواجه مشاكل في قسم الصوتيات، بل المشكلة في قلّة عرض الكليبات.
- هل تواجه مشاكل في تحديد الميزانيّة المخصصة لأعمالك؟
سابقاً لا ولكن اليوم بلى، هذا هو السبب الر ئيسيّ لتأخير ألبومي. كنت أطرح سنويّاً ألبوماً غنائياً متكاملاً، لكن وبسبب الميزانيّة، مازال عملي الجديد مركوناً على الرفّ منذ أكثر من سنة وستة أشهر. وفي الوقت نفسه يجب ألاّ ننسى الأزمة الإقتصاديّة التي أرخت بثقلها على مختلف الشركات، وليس فقط «روتانا». قيل لي أنّ الألبوم سيطرح بداية السنة ثمّ تمّ إرجاؤه إلى شهر شباط/ فبراير وبعدها إلى آذار/ مارس ثم نيسان/ إبريل...
- هل هذه أسباب علامات الحزن على وجهك؟
(يضحك) ليس للشركة علاقة بالحزن الذي في داخلي. الأمر يتلخّص في الأغاني الكلاسيكيّة التي أحبّّ غناءها. أبدو حزيناً أمام الكاميرا لأنّ أغانيّ حزينة، ولكن في الأيّام العادية أنا شخص مختلف كليّاً وأصحابي يعتبرونني «كركوزاً».
- هل هناك من ظروف قاسية تركت أثراً في حياتك؟
الحياة أرخت بقساوتها عليّ إذ اتّكلت على نفسي وأنا في سنّ الحادية عشرة. وأنا بطبيعتي شخص حسّاس جدّاً قد تحزنني أصغر الأشياء.
- من يختزن في داخله الحزن نتيجة الظروف القاسية التي عاشها يبرع في ترجمة فنّه بإحساس عال يصبّه في المغنى. هل نستشفّ من أغانيك الحالة التي تعيشها؟
مررت بظروف قاسية والكثير من أغنياتي يترجم الحالة التي أعيشها، لذا أصبّ فيها إحساساً من صميم القلب. حتّى الألبوم المقبل يترجم حالتي وحالة الكثير من الشباب. الجرعة الرومنسيّة تطغى على الألبوم الجديد.
- هل تعيش قصّة حبّ حاليّاً؟
«غرام ما في خلاص»... عشت قصّة حبّ إلى درجة الجنون مع فتاة غير سعوديّة، لكنّني جُرحت في الأعماق وأفضّل عدم الحديث عن الموضوع.
- هاجمتَ الفنانة شمس بعد أن تشاركتما في إحدى حلقات «تاراتاتا»، ما السبب والمعروف أنّك دبلوماسي من الطراز الأوّل؟
خلال مشاركتي في حلقة من حلقات «تاراتاتا» إلى جانب كلّ من عيضة المنهالي، سعد الفهد وشمس، لم يكن هناك من ضيف رئيسيّ في الحلقة. سألني بعض الصحافيّين عن علاقتي بشمس وعن سبب تجاهلها لي في البرنامج إذ أثنت على عيضة وسعد ولم تأتِ على ذكر إسمي. أجبته بأنّني لا أعرفها وهذه المرّة الأولى التي ألتقي فيها شمس. عندما يثني عليّ محمّد عبده قائلاً إن صوتي من أجمل الأصوات الشّابة فلست حينها في حاجة إلى «واحدة زيّ شمس» مع احترامي لها بأن تبدي رأيها فيّ.
- بناءً على كلام بعض الصحافيّين الذين كانوا موجودين خلال تصوير البرنامج، فإن شمس لم تتوجّه بأي إساءة كي تلقى منك هذا الهجوم؟
أنا لم أهاجمها لكني شعرت بأنّ شيئاً ما بينها وبيني. وكلّ الناس الذين تواجدوا خلال الحلقة التمسوا الكلام الذي أقوله لك.
- غنّيت وشمس خلال البروفة، هل شعرت بعدم الإرتياح؟
كلا، بل خلال الحلقة لمست تجاهلاً ملحوظاً.
- ما هو سبب هذا التجاهل خاصّة أنّها المرّة الأولى التي تلتقي فيها شمس؟
لا أعلم ما حقيقة التجاهل ولكنّها ردّت في لقاء لها وقالت إنّها لا تعرفني وأنّها كانت الضيفة الرئيسيّة في برنامج «تاراتاتا»، وهي التي دعتني كي أكون مشاركاً معها في الحلقة. وهذا كلام عار عن الصحّة.
- حسب معلوماتي أنّ شمس كانت الضيفة الرئيسيّة وهي من دعتك لمشاركتها الحلقة؟
لو علمت أنّ شمس هي الضيفة الرئيسيّة وهي من دعتني، لما كنت شاركت.
- فكرة برنامج «تاراتاتا» تقوم على إستضافة فنّان رئيسيّ يختار مجموعة من الفنّانين ليشاركوه الحلقة؟
سألت القيّمين على البرنامج فأجابوا أن ليس هناك ضيف رئيسي في هذه الحلقة، وبناءً على هذه المعلومات شاركت في البرنامج.
- أنت بعيد عن التلاسن والتراشق الكلامي لأنّك دبلوماسي، ولكن عندما تصرّح «مش ناطر واحدة مثل شمس حتّى تتكلّم عنّي» فهذه إهانة كبيرة؟
كيف لشمس أن تكون الضيفة الرئيسيّة في البرنامج ولها فقط ألبومان؟ ما هو تاريخ شمس وماذا قدّمت للساحة الفنيّة كي تكون الضيفة الرئيسيّة؟ عيضة المنهالي أقدم من شمس، سعد الفهد أقدم من شمس. ليس هناك من تاريخ يشهد لشمس كي تكون ضيفة أساسيّة. هذا دليل على أن الحلقة لم تكن لها.
- لكن نطاق شهرتها أوسع من نطاق شهرتك؟
شهرتي أكبر وأوسع من شهرة شمس ولا يهمّني إن استشفّ الناس غروراً في كلامي.
- من يحاربك؟
أسمع عن حروب كثيرة لكن لا ألتفت إلى هذه الأمور. أفضّل أن أردّ عليهم من خلال أعمالي.
- هل خطواتك الفنيّة ثابتة في التخطيط؟
في إحدى السنوات تزامن صدور ألبومي «إنسان طيّب» مع طرح ألبوم فنّان العرب محمّد عبده. من ضمن هذه الألبومات وألبومات أخرى طرحت كان ألبومي الأوّل في المبيعات في الخليج نتيجة الإحصاءات. هذا الأمر أعطاني دفعاً لأمشي على خطى ثابتة لتقديم الأفضل للجمهور الذي عرفت حينها أين أحبّني من خلال الأعمال التي قدّمتها.
- أين فشلت وأين نجحت؟
في ألبومي الأوّل أغنية «محسودين» حقّقت نجاحاً كبيراً. ومع الألبوم الثاني كلّ الأغاني أخذت حقّها خاصّة أغنية «ما تكفون» الإيقاعيّة. وهذا دليل على أنّ الأغاني المصوّرة تأخذ حقّها أكثر من سواها. وفي الألبوم الثالث قدّمت ثماني أغنيات لاقت إستحسان الجمهور. وهذا دليل نجاح وعافية. لو لاقت أعمالي الدعم الكافي لحقّقت انتشاراً كافياً.
- لم تفشل أبداً؟
لا أعتبره فشلاً بل هو نقص أو قلّة جرأة. عندما سارت موضة الأغاني الإيقاعيّة لم أتجرّأ على سلوك هذا الطريق. وأقصد بكلامي الحفلات والجلسات الخاصّة في الخليج التي كانت تعتمد على الأغاني الإيقاعيّة.
- إلى متى سيبقى ألبومك مركوناً على الرفّ؟
انتهيت من الإختيارات وأنا بصدد تركيب الآلات الموسيقيّة. وأعتقد أنّ الألبوم سيكون في الأسواق خلال شهرين او ثلاثة لأنّني تأخّرت كثيراً على الجمهور.
- متى ستغنّي باللهجة اللبنانيّة؟
غنّيت اللبناني في برنامج «تاراتاتا» كذلك في برنامج «مع حبّي» وأتمنّى أن أجد أغنية لبنانيّة، علماً أني أرغب في غناء اللون اللبناني الجبلي الذي يغنّيه ملحم زين ومعين شريف. كما أحب أسلوب فضل شاكر لأنّني أرى نفسي أجيد اللّهجة اللبنانيّة. وهذا مشروع أعمل على التخطيط له للمرحلة المقبلة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات