سياحة آمنة وفاخرة في جزر المالديف
تركت جائحة كورونا التي نتعايش معها آثاراً واضحة على مختلف الصعد، وعلى السفر خاصة، ولذلك كان لا بد من إعادة النظر في الكثير من الأمور التي تجعل من الإجازة تجربة جميلة تدوم ذكراها طوال العمر. إلا أن تلقي دعوة لزيارة جزر المالديف، وبالتحديد منتجع "كونستانس هالافيلي"، لم يجعلني أتردّد لبرهة في قبول الدعوة رغم الحاجة إلى فحوص PCR المتعددة. فزيارة المالديف حلم بالنسبة إلى الكثيرين، لما توفّره المنتجعات هناك من أجواء الخصوصية، والعزلة، والكثير من المغامرات. وبعد الحجر الإلزامي الذي فرضته جائحة كورونا، بات السفر واكتشاف أماكن جديدة بمثابة مغامرة أكثر روعةً من ذي قبل. ولعل جزر المالديف هي المكان الأفضل للسياحة في زمن الكورونا نظراً للإجراءات الصحية المتّبعة، بحيث يندر، إن لم يكن يستحيل، التقاط العدوى بفيروس "كوفيد 19" أثناء الإقامة في منتجعات جزر المالديف. هكذا، حزمت أمتعتي وانطلقت لمغامرة جديدة وقطعت على نفسي وعداً بأن أتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر في خضمّ الإجراءات الصحية المتشدّدة في زمن الكورونا.
رغم أن تدابير الحجر المنزلي والقيود المفروضة على السفر بسبب جائحة كورونا منعت الكثير من الأشخاص من زيارة وجهات السفر الأكثر شعبيةً حول العالم في الوقت الحالي، لا تزال جزر المالديف المشهورة بجمالها الطبيعي وجهة سياحية تجذب السيّاح من مختلف أنحاء العالم.
فبعد إغلاق قسري بسبب الجائحة، أُعيد فتح هذه الدولة الواقعة في المحيط الهندي أمام السياحة الدولية. ولا يضطر المسافرون الدوليون إلى دخول الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى مطار فيلانا الدولي في العاصمة ماليه. ولا يحتاجون أيضاً إلى تقديم دليل يثبت سلبية نتائج فحص فيروس كورونا. لكن يُسمح للزوار الدوليين فقط بالبقاء في جزر المنتجع، كما يجب حجز إقامتهم كاملة داخل منشأة واحدة مسجّلة. وبالنسبة إلى إجراءات الوقاية من فيروس "كوفيد 19"، يعتمد كل منتجع طريقته الخاصة في الحجر الصحي للحفاظ على صحة روّاده.
تتكوّن جزر المالديف من 26 جزيرة مرجانية مليئة بأكثر من ألف جزيرة صغيرة فيها عشرات المنتجعات، وموزعة كلها على أكثر من 90 ألف كيلومتر مربع. وتتميز معظم جزر المالديف التي تم تطويرها للسياحة باحتوائها على منتجع واحد فقط. وفي حال خالط أحد الضيوف أو الموظفين شخصاً ثبُتت إصابته بفيروس كورونا، يمكن تتبّعه بسهولة من الناحية النظرية بينما يتم الحفاظ على احتمال الانتشار إلى الحد الأدنى.
يُذكر أن قطاع السياحة تضرر بشكل كبير من جائحة كورونا في وقت كانت فيه السياحة تشهد ازدهاراً مطرداً. ووصف وزير السياحة، علي وحيد، تأثير جائحة فيروس كورونا بأنها "أكثر تدميراً من كارثة تسونامي عام 2004، والأزمة المالية العالمية لعام 2008".
منتجع فخم وراقٍ
يعتبر منتجع "كونستانس هالافيلي" Constance Halaveli واحة من الراحة ويتميز بالهدوء والأناقة، إذ يمتد على جزيرته الخاصة في Alifu Alifu Atoll الواقعة غرب العاصمة ماليه، ويمكن الوصول إلى الجزيرة من خلال رحلة قصيرة مدتها 25 دقيقة بالطائرة المائية. يتكون هذا المنتجع الرائع من فيلات عائمة فوق المياه تنطلق من رصيف طويل، كل منها كاملة مع حوض خاص على بُعد خطوات من المياه المتلألئة في المحيط الهندي.
تم الترحيب بي في مطار ماليه في صالة خاصة متاحة حصرياً لضيوف "كونستانس" حيث استطعت أخذ لمحة عن التجربة التي تنتظرني... تتوافر المرطّبات، والإنترنت ومناطق الاسترخاء مجاناً، بالإضافة إلى فريق خبير للمساعدة في عملية تسجيل الوصول أثناء انتظار الضيوف لطائرتهم المائية التي ستنقلهم إلى عالم من المغامرات والخدمات الفاخرة.
ما إن وصلت إلى منتجع "كونستانس هالافيلي"، لفتتني الطريقة التي رحّب بها موظّفو الجزيرة بوصولي، ثم رافقوني إلى مكتب الاستقبال لتسلّم الفيلا الخاصّة بي. بعدها، رافقتني الجميلة جاين في جولة على متن سيارة صغيرة Buggy لتعريفي على المرافق الموجودة في المنتجع، والتي يمكن تجربتها مجّاناً، إضافة إلى المطاعم المتنوّعة التي توفّر وجبات الفطور والغداء والعشاء. يبرز منتجع "كونستانس هالافيلي" Constance Halaveli في المالديف كإحدى الوجهات المفضلة لغالبية مرتادي العطلات لما يوفره من أجواء الخصوصية والعزلة والكثير من المغامرات، لا سيما أنه يقع منفرداً على جزيرة شمال آري أتول المالديف.
يُعتبر "كونستانس هالافيلي" ملاذاً مثالياً للاسترخاء والانغماس في الأجواء الفاخرة ذات الخمس نجوم في مكان تُراعى فيه أعلى معايير السلامة بفضل تطبيق بروتوكلات "كونستانس إقامة آمنة". يوفر هذا الفندق الفخم مساحات شاسعة في كل أرجائه، سواء في الأماكن العامة أو في خيارات الإقامة، حيث تمتاز الفلل فيه برحابتها وتأتي كلٌ منها مزوّدة ببركة سباحة خاصة ولمسات ديكور دافئة تنمّ عن كرم الضيافة. وبالإضافة إلى بركة السباحة، تضم كل فيلا شاطئية حديقة خاصة بمساحة 350 م2 على الأقل، وهي ملائمة تماماً للضيوف الذين يفضّلون المساحات الإضافية والشعور بالخصوصية.
فيلات فريدة ومميزة
تركز كل فيلا في منتجع "كونستانس هالافيلي" على إبراز التجربة المالديفية داخل مبناها. تتضمن كل أنواع الإقامة إطلالة على المحيط، حمّامَ سباحةٍ خاصاً، مساحات واسعة، أجواء فاخرة، وحديقة فخمة في فلل الشاطئ. يمكن العائلات المسافرة برفقة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و 11 عاماً الاستفادة من نادي الأطفال المجاني المليء بالأنشطة المصمَّمة خصيصاً لتعزيز خيال الصغار.
لفتتني في منتجع "كونستانس هالافيلي" التصاميم الفاخرة للفيلات، علماً أن باستطاعة السائح الاختيار بين الفيلا المائية (Water Villa) التي تطفو على أعمدة خشبية في المحيط، وهي مثالية لمن يرغب في الانعزال وعدم الاحتكاك المباشر بالطبيعة، والفيلا الشاطئية المثالية للعائلات التي تزور المالديف مع أطفال صغار. فتلك الفيلات تتيح للزائر العيش في قلب الطبيعة بين أشجار جوز الهند والأزهار المتناثرة مع فرصة لقاء عدد من الحيوانات البرّية، مثل الطيور، وخفّاش الفاكهة الهندي، والسحليات الملوّنة، والسلطعون البحري والأصداف. وتقع الفيلات الكبيرة على الشاطئ، مما يجعلها الاختيار الأمثل للعائلات، ومنها Double Beachy Beach Villa التي تتألف من طابقين، وفيها حديقة مسوّرة وترّاس مُشمس حيث يمكن الأطفال الركض بحرية.
تجدر الإشارة إلى أن المساحة الكبيرة لكل أنواع الفيلات توفر حرية الحركة والتفرّد والاستقلالية الخاصّة، لدرجة أنه يمكن الزائر قضاء يوم كامل داخل الفيلا من دون أن يشعر بالملل، لا سيما مع خصوصية المسبح الداخلي في كل فيلا.
موسم احتفالي مرح
مع اقتراب موسم الأعياد الذي يتميز بجمعه للعائلات والأصدقاء، تقف الجائحة العالمية حجرَ عثْرة أمام الترتيبات التقليدية التي اعتادت مصاحبة هذه المناسبة. لذا، وللاحتفال بموسم الأعياد مع لمسة مختلفة، يوفر منتجع "كونستانس هالافيلي" في جزر المالديف أفضل وجهة مقابل نصف الأسعار خلال موسم الأعياد للحصول على ذكريات دائمة وسط شواطئه البكر المليئة بأشجار النخيل، وإطلالاته الخلابة على المحيط، وأجوائه الحصرية، وخدمات فائقة الفخامة مرفقة بتطبيق إجراءات السلامة لضمان صحة جميع الضيوف والموظفين.
رحلة بقارب مالديفي
تشتهر جزر المالديف بمياهها الفيروزية التي يمكن الاستمتاع بها من خلال القيام بجولة في قارب مالديفي تقليدي، والمعروف بـ "دوني" أثناء شروق الشمس أو غروبها. ففي هذا الوقت من اليوم، تنعكس ألوان السماء الزاهية على سطح المياه الصافية لتطبع في الذاكرة لوحات بصرية يصعُب نسيان جمالها.
جولات في المحيط الهندي
ينظّم "كونستانس هالافيلي" العديد من الرحلات المذهلة التي تمنح الضيوف فرصة الاستمتاع بمشاهدة الدلافين والسلاحف البحرية وغيرها من أشكال الحياة المائية. وخلال هذه الرحلات، يمكن المغامرين القفز في مياه المحيط الهندي للسباحة.
الرياضات المائية
من العلامات الفارقة التي تجعل من "كونستانس هالافيلي" وجهة مفضلة للكثيرين، قربه من بعض أشهر مواقع الغوص في العالم. فهذه المواقع غنية بحقول المرجان التي تتخذها الأسماك الملونة موطناً لها، مما يجعل المحيط يضج بجمال قلّ نظيره. في مركز الغوص لدى "كونستانس هالافيلي" فريق جاهز لتقديم أية مساعدة أو لتوفير برامج تدريبية مختلفة لمن يودّ رفع مستوى مهارته تحت سطح الماء. كما تتوافر أمام ضيوف "كونستانس هالافيلي" مجموعة من الرياضات المائية المجانية مثل ألواح التجديف وقوفاً، وألواح ركوب الأمواج، وقوارب التجديف والكثير غيرها.
تجربة الغوص في المحيط الهندي Snorkeling
تشتهر جزر المالديف، التي تؤوي حوالى 1200 جزيرة استوائية في بحيراتٍ شفافة في المحيط الهندي، باحتضانها أكثر اختبارات الغوص روعةً في العالم. وقد يكون الغوص في المحيط الهندي من أروع التجارب الممكن عيشها على الإطلاق. فعند الغوص في المياه الفيروزية، يمكن تأمل روعة الأسماك الملوّنة، والمرجان، ونجوم البحر، وسلاحف البحر، إضافة طبعاً إلى البحيرات الضحلة والمنحدرات العميقة الغنية بالشّعاب المرجانية الملونة المتناغمة مع السلاحف البحرية والأسماك في مشهد مذهل بكل معنى الكلمة. بدت الشّعاب المرجانية كأنها حدائق طبيعية تحت الماء، وتحلّق فوقها أسراب من الأسماك الملوّنة.
كانت تجربة الغوص التي عشتها خلال هذه الرحلة بمثابة فرصة التمتّع بتناغم عناصر الطبيعة والشعور بقيمة الروابط الإنسانيّة التي تنمو وتتجدّد في الأماكن التي تغفو في حناياها جماليّات الطبيعة.
التلذّذ بأطيب النكهات
يضم منتجع "كونستانس هالافيلي" ثلاثة مطاعم مختلفة، هي: "جاهاز" JAHAZ الذي يقدّم بوفيه عالمياً لوجبتَيّ الفطور والعشاء، و"جينغ" Jing الذي يقدّم الطعام الآسيوي وهو مطعم راقٍ عائم على الماء، و"ميرو" Meeru وهو عبارة عن مطعم شاطئي رحب يقدّم الأسماك الطازجة بأسلوب جزر المالديف التقليدي. وتُتقن هذه المطاعم كلها فنون إيقاظ حاسة التذوّق لدى الضيوف. يعتمد الطهاة المحترفون في هذه المطاعم على خبراتهم الفذّة ويستعلمون المكونات الطازجة والبهارات الزكيّة، ويتفنّنون في طرق التقديم لتوفير تجربة تناول طعام فريدة من نوعها. بالفعل، تتوافر أمام الضيوف الكثير من الخيارات للاستمتاع بأطيب النكهات العالمية والآسيوية إلى جانب بوفيه يتغير طابعه بشكل مستمر.
جلسة تدليك أمام المحيط
عند زيارة منتجع "كونستانس هالافيلي"، لا بدّ من تجربة جلسة التدليك في سباU-Spa ، لأنها تجربة متكاملة الأبعاد. فما إن يدخل الشخص إلى هذا السبا، يشعر أنه خرج من نطاق المكان والزمان، بحيث يتم الترحيب به قبل مرافقته إلى غرفة التدليك الخاصّة المطلّة بشرفاتها على البحر الأزرق مع نافذة زجاجية على أرضية الغرفة تطل على المحيط أو الشّعاب المرجانية التي تلجأ إليها الأسماك الملوّنة والمخلوقات البحرية. هكذا، يمكن مشاهدة تلك الكائنات والتمتع بروعتها إلى حين انتهاء جلسة التدليك.
واللافت أنه قبل الشروع في جلسة التدليك، يسألونك عن نوع الزيوت الطبيعية التي تلائم مزاجك، والموسيقى التي ترغب بسماعها، لتنفذّ بعدها اختصاصية التدليك طلباتك. وبعد انتهاء جلسة التدليك، يرافقك أحدهم إلى غرفة خاصة بالاسترخاء للإبقاء على تأثير التدليك ونتائجه لأطول مدة ممكنة.
معلومات مهمة عن جزر المالديف
الموقع الجغرافي: جنوب غربي سريلانكا والهند
المناخ: مداري حار على مدار السنة
اللغة: لغة الديفيهي للسكان المحليين، وإنما يتحدث الجميع اللغة الإنكليزية بطلاقة
العملة: روفيا مالديفية، وإنما يمكن استعمال الدولار أو اليورو في المنتجعات
الدين: الدين الرسمي هو الإسلام.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024