خالد أمين: طريقي الفني لم يكن مفروشاً بالورد
حقق خالد أمين نجومية كبيرة خلال سنوات قصيرة لانه يمتلك ملامح مريحة تدخل القلب واداءً عفويا وضعه في صف ممثلين الدرجة الأولى متسلحاً بدراسته الأكاديمية، فهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية. يرفض مقولة انه تأثر بوالده المخرج امين الحاج لانه يرى ان الفن ليس وراثة.
- والدك كان فناناً ومخرجاً وأنت أثبت وجودك كممثل ناجح هل يكون الفن وراثة أحياناً؟
لا طبعاً. ليس لوالدي أي علاقة بالأمر. أبي كان خريج المعهد العالي للفنون المسرحية وكان فناناً ومخرجاً للمنوعات وابتعد عن الدراما والتمثيل الا في تجارب قليلة. الفن ليس له علاقة بالوراثة و كل انسان لديه جانب فني بداخله ويمكن ان يكتشفه ويطوره، ولهذا قررت أن أطور نفسي.
والدي لم يتدخل يوما في توجيهي نحو الفن. ودائماً يكون طموح الآباء ان يكون ابناؤهم أما مهندسين أو اطباء أو ضباطاً، وهي الوظائف التي تعتبر مشرفة بالنسبة إليهم. والفنان لا يريد لولده خوض المجال حتى لا يتعذب، لأن حقل الفن شاق و متعب كثيراً. ولكن الحمد لله انني استطعت أن اثبت وجودي.
- في أول اعمالك شاركت الفنانة سعاد عبدالله البطولة فلفت الأنظارعلى الفور. هل كان طريق البداية مفروشاً بالورد؟
أبداً لم يكن كذلك. أنا مؤمن بكلمة قالها استاذي عند تخرجي وهوالمخرج السوري فايز قزق: «الانسان اذا أحب أن يحقق النجومية يبدأ بها من مكانه». وأنا بدأت من مكاني وهو المعهد العالي للفنون المسرحية حين شاركت في مهرجان القرين الثقافي الأول عبر مسرحية قدمناها أنا والمعيد مجيد عبدالرحيم والمرحوم علي السميري. وأديت شخصية قيس بن الملوح، ونجح هذا العمل وطلبوا اعادة عرضه في نهاية المهرجان. ومن خلال هذا العمل رأتني الفنانة سعاد عبدالله التي كانت تجلس في صفوف المتفرجين واختارتني للقيام بدور ابنها في «وسمية تخرج من البحر». لذلك أقول انه لا يوجد شيء صدفة. أنت تعمل وتجتهد والله سبحانه يبارك لك ويجازيك خيراً في أمور حياتك حتى تنتقل من مرحلة إلى أخرى جديدة. ولا شك ان الفنانة سعادعبدالله كان لها الفضل في وجودي على الشاشة الصغيرة، وأساتذتي في المعهد كذلك لهم الفضل في وقوفي على خشبة المسرح. الكل له دوره البارز والخاص في حياتي.
- من الصعب على أي ممثل وسيم أن يخرج من هذا الأطار. هل كسرت هذا القالب أم لا؟
أنا أكره أن يلقبني احد بالجميل، فهذا يعطيني الشعور بأنه يعني شكلك حلو ولكن تمثيلك فاشل وأنا ارفض هذا لأن الكثيرات من الفنانات يعتمدن على جمالهن ولكنهن لا يملكن أي مؤهلات فنية تمكنهن من تقديم شيء لنا، وهؤلاء أعمارهن قصيرة لأنه متى ما لوح الجمال مغادرا انتهى عملهن في الوسط الفني. لذلك أنا مصر على أن أكون فناناً، أما الوسامة فهي نعمة من الله قد تخدمني في الفن لكن لااعتمد عليها.
- الدراما تكرر القصص والادوار تتشابه ما رأيك؟
الممثل اذا أعجبه الدورعليه أن يعمل على أن يغير شكله وأداءه بالتنسيق بينه وبين الكاتب والمخرج. فدوري في مسلسل «أيام الفرج» مثلاً كان مكتوبا بشكل مختلف عما قدمت سابقاً.
- التقديم التلفزيوني في برنامج «الرجل» ماذا أضاف اليك؟
هي تجربة قيمة وجدتها جميلة. وكنت أسمع وأرى أن كثيراً من الفنانين أصبحوا مقدّمين برامج وفشلوا وكنت متخوفاً من خوض هذه التجربة ولكنني كنت مصراً على النجاح وأن أكسر القاعدة المتداولة التي تقول ان الممثل لا يمكن أن يصبح مقدم برامج ناجحاً. وأنا أقول بعد التجربة ان الممثل من السهل أن يصبح مقدم ولكن المقدم من الصعب ان يصبح ممثلا. هذه قاعدة تولدت لدي، وبرنامج «الرجل» يمكن ان يقدمه أي رجل وليس خالد امين فقط.
- لكنك كنت الرجل الذي يقف مع المرأة ؟
الحبكة الدرامية في البرنامج كانت تتطلب ان أقف مع المرأة في قضاياها وفيصل مع الرجل، حتى نترك مجال للتفاعل وللنقاش مع الجمهور. وتستمر لعبة اختلاف الرأي حتى يأتي الرجل المختص ويبدي الرأي الصحيح. والشخصيات التي كنت أقدمها لا تمثل خالد وانما البرنامج فقط.
- غالباً في كل رمضان تغيب رغم انه موسم التنافس الدرامي بين الفضائيات، لماذا؟
ليس كل رمضان، وإنما في رمضان السابق كان غيابي خارجاً عن إرادتي، اذ كان المفروض أن أكون ضمن عمل ولكن للأسف العمل لم يعرض، وأحياناً يتفق المخرج معنا على ان العمل لرمضان فيما تعرضه القناة بعد رمضان لأن هذه القرارات ادارية في أيدي القنوات. الآن مثلاً، عملت في مسلسلين، وفوجئت بأن احدهما سيعرض في رمضان.
- انتهى تصوير المسلسل البدوي، «وعد لزام» قبل أيام كيف تقوّم هذه الخطوة؟
خطوة جريئة اخوضها من باب التحدي. أنا وأحب أن أغير للتنويع وأطور شخصياتي ولا أحب أن أستمر في شخصية واحدة ونمط محدد. وكان دوري جميلاً في «وعد لزام»، هو دور الرجل البدوي البسيط وابن شيخ القبيلة. وركزنا في هذا العمل على الكلمة والوعد الذي يقطعه الرجل على نفسه ويعتبر ديناً في رقبته يؤثر في حياته الخاصة وفي كل شيء. فهو مضطر لأن ينفذ هذا الوعد. وبصراحة فقدنا هذا النوع من الالتزام هذه الأيام، وحتى أقوى الرجال لا ينفذون وعودهم أنا أقول إن هؤلاء ذكور فقط لا رجال، فالرجال قليلون.
- شاركت في المسلسل التاريخي «خالد بن الوليد». هل استهوتك الأعمال التاريخية؟
الأعمال التاريخية تستهوينني دائماً وهي ليست صعبة علينا نحن خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية لأننا كنا نقدم الأعمال بالعربية الفصحى. ولكن للأسف بعض الأعمال التاريخية تقدم بشكل خاطئ لأنها تطرح من وجهة نظر واحدة وهي وجهة نظر المؤلف الذي قد يخطئ او يتقاعس في البحث عن الوقائع والأحداث، وهذا أمر أساسي ومهم تتطلبه الاعمال التاريخية من باب الانصاف والموضوعية والجمهور لا تستهويه الأعمال التاريخية هذه الفترة بل يفضل الأعمال الخليجية.
- ما أقرب أعمالك إلى نفسك؟
أقرب عمل هو دوري في مسلسل «وبعد»، ذلك ان فارس هو أقرب دور قدمته لشخصيتي الحقيقية.
- فنان تحلم بالوقوف أمامه؟
في السابق كنت أتمنى أن أقف أمام الفنانين الكبار، والحمدلله انني وقفت أمام كثير من النجوم الخليجيين. والآن أتمنى أن امثل أمام العرب الكبار علماً اني شاركت مع حسن يوسف في مسرحية دينية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024