تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الفنانة سوسن أرشيد: علاقتي بمكسيم كلها حب ورومانسية

فنانة صاحبة حضور لطيف، فهي من الوجوه ذات الملامح الخاصة التي تأسر مشاهدها بما تملكه من قَسَمات طفولية معجونة بالشقاوة والدلال فتبلور خصوصية في الجمال تميزها. وتبرز سوسن أرشيد مع كل عمل جديد تقدمه كفنانة تدرك تماماً ماذا تريد من عملها في عالم الفن، فأكدت وجودها في الوسط الفني رغم المنافسة القوية ورغم أنها مقلة في أعمالها نتيجة شروطها الخاصة التي تنقي وتصطفي عبرها الأفضل والأكثر تميزاً من الأعمال والأدوار التي تبعدها عن التكرار وها هي حاضرة عبر أعمال سورية ناجحة بامتياز بدءاً من «خلف القضبان»، «أنا وأربع بنات»، «بقعة ضوء»، «كسر الخواطر»، وغيرها... حول أدوارها وأعمالها وحياتها الأسرية كان لنا هذا اللقاء مع الفنانة الشابة سوسن أرشيد.


- أعمالك قليلة قياساً ببقية الفنانات من بنات جيلك، هل شروطك صعبة في اختيار أدوارك؟
شروطي ليست صعبة لكن يهمني أن تستفز تلك الأدوار ما بداخلي وتقدمني بالشكل الذي أريده كفنانة تترك ملامحها الخاصة على أدوارها لذلك أكون مقلة في بعض الأحيان. وقد لاحظت في الفترة الأخيرة أنني أكاد أكون محاصرة بأدوار البنت الطيبة والتي تتكرر دوماً معي إلى حد بات يزعجني، إذ أسعى إلى أدوار مختلفة تقدم شيئاً نوعياً، لذلك أعتذر في أحيان كثيرة عن أعمال تضعني في الإطار نفسه.

- من هو المخرج الذي استطاع أن يخرج ما بداخل سوسن من موهبة وإبداع؟
تختلف أساليب المخرجين الذين عملت معهم، فكل مخرج كان له أسلوبه الخاص وقد استفدت من كل التجارب والأساليب وإن كنت أرغب في أدوار نوعية تستفز ما بداخلي.

- هل تتوقين الى ادوار البطولة المطلقة، ولماذا لم تحظي بالدور الأول حتى الآن؟
أتوق إلى أدوار متميزة لافتة تحقق البصمة الخاصة والأداء المتجدد الذي يقدم الجديد ويضيف القيمة الفنية الى اعمالي، لأني لا أرى أهمية الدور بعدد المشاهد وإنما الدور اللافت بخطه الدرامي وفاعليته الدرامية وخصوصيته، خاصة أن غالبية الأعمال السورية تبتعد عن البطولة الفردية المطلقة.

- هل بت تطالبين بالمزيد من الرومانسية في حياتك الزوجية بعد أن أدى زوجك الفنان مكسيم خليل دور مهند في المسلسل التركي نور؟
لا أطالب بذلك، وعلاقتي بمكسيم أصلاً كلها حب ورمانسية. ومن جهة ثانية لا يمكنني أن أتأثر إلى هذا الحد بعمل فني رأيته حتى أسقط تفاصيله على حياتي بمبرر وبغير مبرر، ثم أن لكل حياة تفاصيلها وجمالياتها.

- هل شجعت مكسيم على خوض تلك التجربة؟ وهل أنت مع خوض تجربة الدبلجة؟
تبقى الدبلجة تجربة فنية خاصة تحديداً بكون فن الدبلجة فناً متميزاً له خصوصيته الفنية. وبصراحة لا أحبذ هذه التجربة ولا أرغب أن يظهر أدائي الصوتي مع شخصيات أخرى، لذلك لست متحمسة لهذا اللون الفني.

- لو وضعت في موقف نور في المسلسل وشاءت الأقدار أن تظهر علاقة قديمة في حياة مكسيم، كيف كنت ستتعاملين مع الموقف؟
علينا قبول الحالات المنطقية والطبيعية في الحياة. وهل يعقل أن أحاسب زوجي على علاقة قديمة سابقة حصلت في حياته؟ لكن إن ظهرت تلك العلاقة واستمرت هذا يزعجني، أما إذا لم تكن مستمرة فلماذا أتأثر، إنه مجرد ماض.

- هل لاحظت أدنى تغيّر في شخصية مكسيم بعد دبلجته لدور مهند؟ وهل تأثر بشيء من شخصية مهند بعد عمله الطويل على دبلجة دوره؟
لا لم ألحظ أي تغير في شخصيته بعد قيامه بالدبلجة، والفنان يقوم بأداء أدوار مختلفة، فهل يعقل أن يتأثر بكل شخصية يجسدها! لكن الحالة الإنسانية بشكل عام يفترض أن تكون حاضرة في حياتنا بغض النظر عن وجودها في الأعمال الفنية التي نشارك فيها.

- بماذا تختلف الأم الفنانة عن الأم العادية؟ وكيف تستطيعين تحقيق التوازن بين العمل والعائلة؟
طبيعة عمل الفنانة تفرض نفسها، فساعات التصوير الطويلة والغياب لوقت طويل عن البيت والعمل ودقته، كل هذا يسبب اختلافاً ما بين الأم الفنانة والأم العادية. لكن يمكنني تحقيق التوازن ما بين العمل والعائلة، لأنني أعطي الجانبين حقهما في الاهتمام والرعاية، ولا أقبل أن يغلب جانب على آخر في حياتي، والتوازن بين مهنتي وحياتي الأسرية هو الأهم.

- هل يمكن أن تعتمد الفنانة على نفسها في أمومتها كأي أم أخرى أم لا بد من مساعدتها الدائمة في حياتها؟
على العموم ونتيجة لعمل المرأة الفنانة وغير الفنانة فقد أمست الأم في حاجة الى من يساندها.

- هل حملتك الأمومة مسؤولية إضافية في حياتك الفنية من خلال انتقائك للأدوار والأعمال التي تشاركين فيها؟
لابد لأي تجربة حياتية من أن تترك أثرها علينا بشكل من الأشكال، فكيف بهذه التجربة العظيمة. الأمومة مسؤولية مطلقة في الحب والحنان والرعاية. كما أن شخصية الفنان من جهة أخرى تتطلب الاهتمام بكل تفاصيل الحياة، وأهمها الأسرة التي تشكل الأساس في المجتمع، هذا عدا عن اهتمامي الخاص بانتقاءاتي لأدواري في أن تكون نوعية بما يترجم مسؤولية الفن. وقد ازدادت المسؤولية أكثر كوني أماً تدرك أهمية دور الفن ومسؤوليته التربوية والاجتماعية والثقافية.

- هل ترين أولادك فنانين مستقبليين أم أنك تحاولين إبعادهم عن الوسط كما يقول معظم الآباء الفنانين؟
لا يمكنني أن أقرر عنهم أو أفرض ما أريده عليهم، لأنني أصلاً ضد هذه الفكرة. إذا أرادوا أن يكونوا فنانين أو العكس وبغض النظر عن أن معظم الفنانين يريدون إبعاد أبناءهم عن الوسط الفني، فإنني شخصياً ضد مبدأ الإملاء أو السيطرة والتأثير على ميولهم ورغباتهم، إذ يعود الأمر الى مام يريدون ويرغبون. واذا كان عندي نصيحة ما أقدمها فقط لأن ذلك يتعلق بخياراتهم الحياتية.

- أنت أم لولدين جميلين، هل تفكرين في إنجاب أخت لهما؟
لا أفكر حالياً في هذا الأمر.

- هل جاء قرار الزواج سريعاً؟ وماذا عن الزواج الفني وما يقال عن مشكلاته ونسب فشله؟
لا لم يأت قرار الزواج بيني وبين مكسيم سريعاً. أما الزواج الفني فلا يختلف عن غيره كثيراً، ويرتبط نجاحه أو فشله بمجموعة معطيات حياتية وشخصية، كما أن ما يراه البعض سبباً للمشكلات في الزواج الفني فقد يراه البعض الآخر ميزات قد تحقق له الكثير، بدءاً من معرفة الإثنين لتفاصيل العمل الفني وقبوله بما يعزز فرص التعاون والاستيعاب والتفاهم. والزواج تجربة إنسانية تتعلق مباشرة بالأشخاص الذين نسجوا هذه الشراكة وثقافتهم وانسجامهم.

- هل واجهتك مشكلات لإتمام هذا الزواج وكيف تجاوزتها؟
لا لم يكن هناك أية مشكلات لإتمام هذه العلاقة من محيطنا.

- هل تتدخلان في خيارات أعمال كل منكما الفنية؟
السؤال والاستشارة ضروريان أحياناً، إذ نستفيد من آراء بعضنا خصوصاً أن لكل منا تجربته الفنية، كما أنني أثق جداً برأي مكسيم.

- هل تنتقدان بعضكما فنياً؟
طبعاً ننتقد أعمالنا من دون مجاملات، ولن يكون النقد جارحاً لأن الرأي الصحيح سيكون بناء، ويغني كل منا وجهة نظر الآخر.

- لا بد من سؤالنا عن الغيرة ووجودها في حياتكما، خاصة أنكما من الوسط نفسه، ومن يغار على الثاني أكثر أنت أم مكسيم؟
لا غيرة بمعنى الغيرة المبالغ فيها، لأننا فنانان وندرك أن أي فنان له معجبون ومحبون وهذه ميزة جيدة وأي فنان يفخر بها فكيف لها أن تخلق الغيرة.

- كيف تتجاوزان المشكلات الزوجية ومن يبادر بالمصالحة عادة؟
نتجاوزها بكل بساطة لأننا ندرك بأنه لابد للحياة الزوجية أن يتخللها بعض المنغصات، لذلك لا نقف عندها ونتجاوزها بكل بساطة.

- جسدت في مسلسل «خلف القضبان» دوراً متميزاً وجديداً بالنسبة الى الدراما النسائية في سورية، هل بتنا في مرحلة تتطلب المزيد من الجرأة في طرح مشكلات المرأة في الدراما؟
لا يحتاج العمل الفني والإبداع دوماً إلى الجرأة حتى يتسنى له تقديم الفائدة، لأنه إن غابت الجرأة ستغيب الموضوعية الضرورية للعمل وستكون المشكلات المطروحة سطحية حتماً تبتعد عن الواقع والحقائق، وبالتالي ما تقدمه الدراما هنا مجرد ثرثرة درامية لا معنى لها ولا فائدة.

- ما جديدك لهذا الموسم؟
أجسد شخصية متميزة في مسلسل «قيود عائلية»، ان أؤدي دور امرأة تمر في مراحل حياتية متنوعة وهذه ميزتها التي شدتني لتجسيدها اذ يتطلب الأداء التطور والتغيير من فترة الى أخرى، خصوصاً أن العمل يهتم بالعلاقات الاجتماعية بشكل متعمق وواسع ومتطور.

- هل الكوميديا قريبة من الفنانة سوسن أرشيد؟
الكوميديا فن جميل جداً، وقد كان لي مشاركات من خلال أعمال عدة كما في مسلسل «بقعة ضوء»، حيث الكوميديا الراقية. وأتمنى أن يكون عندي أعمال كوميدية ومشاركات أخرى، لكن على العموم يتراجع الإنتاج الفني في مجال الكوميديا يوماً عن يوم لأسباب عديدة منها قلة النصوص الكوميدية الجيدة.

- ما المجالات الحياتية التي ترين ضرورة للاهتمام بها؟ وما الاقتراح الذي تقدمينه في هذا السياق؟
العمل الجاد قادر على تقديم ما هو مفيد لأي قضية يطرحها، وهناك مجالات حياتية كثيرة تتطلب الاهتمام. وأتمنى التوجه إلى شريحة الشباب لأهمية تلك المرحلة ولسرعة تأثرها وتفاعلها، فالشباب يواجه الضخ الفضائي الذي يشوهه ويعرضه لتناقض واسع من الأفكار التي تشوش توجهاته.

- هل عرض عليك العمل في تجارب مصرية وعربية، وما رأيك في تلك المشاركات؟
التعاون بين الأوساط الفنية العربية حالة إيجابية، خصوصاً إن كانت التجربة جيدة فيتاح للفنان التعرف على فضاءات فنية جديدة. وعلى العموم أنا معجبة بالتعاون ما بين الدول العربية في مجال الإنتاج الفني لأنه التواصل. وبالنسبة إلي كان لي مشاركات فنية عربية استفدت منها كثيراً آخرها مسلسل «أقارب وثعالب».

- هل من دور خاص ترغبين في تجسيده؟
أحب أن أجسد الأدوار المركبة فهي تستفز ما بداخلي، كما أنني أجد أن أدوار الإعاقة تعطي الفنان فرصة فنية للإبداع لما تختزنه من عوالم خاصة وشخصيات لها صعوبتها الحياتية والأدائية، هذا عدا عن أهمية المعالجة التي تهتم بفئات كهذه.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079