تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ليلى غفران.. بعد شائعة مقتلها

بينما كانت تتابع الفنانة ليلى غفران جلسات محاكمة قاتل ابنتها، فوجئت بشائعة عن مقتلها وهي خارجة من قاعة المحكمة، وتلقت سيلاً من الاتصالات سعى أصحابها للتأكد من حقيقة الأمر، وكان ردها على الاتصالات بنفسها كافياً للرد على الشائعة. التقيناها فتحدثت عن تلك الشائعة الغريبة، ومن وراءها، كما تكلمت عن حقيقة تلقيها تهديدات بالقتل، وتأكيدها أن قاتل ابنتها مجرد منفذ للجريمة، وأن هناك مخطِّطاً تتمنى كشفه قريباً، وأبدت دهشتها من اتهامها بنسيان ابنتها لمجرد استمرارها في الغناء، وقالت لنا: سأكتب مذكراتي وأريد أن أبعث رسالة لمن يطالبونني بارتداء الحجاب.


- كيف تلقيتِ شائعة مقتلك التي انتشرت أخيراً؟

شعرت بالحزن والاستياء لأنها شائعة سخيفة جداً، ولا أعرف سببها أو من يكون وراءها، وتأكدت أن هناك أشخاصاً لا يريدون أن يتركوني في حالي، وكأنهم لا يشعرون بقسوة الصدمة التي تلقيتها بعد مقتل ابنتي، خاصة أنني مازلت عاجزة عن كشف الحقيقة.

- هل انتابك شعور بالخوف؟
لا أخاف سوى من ربي، لكن أعترف لكم بأني مررت بلحظات بعدما سمعت تلك الشائعة تمنيت فيها لو كنت قتلت بالفعل وتخلصت من حياتي لأرتاح من العذاب الذي أصبحت أعيش فيه منذ أن فقدت ابنتي. من يراني أُغني أو أحضر مناسبة ما يظن أنني تخلصت من العذاب، لكنهم لا يعلمون ما بداخلي، وأن كل ما أفعله الآن هو محاولة للتخلص من حزني الكبير لكن دون جدوى.

- كيف كان رد فعل المحيطين بكِ على الشائعة؟
فوجئت بعدد كبير من الاتصالات من أصدقائي وأقاربي، ومن الجمهور أيضاً، يريدون الاطمئنان إليّ وهم يشعرون بحالة فزع، وهذا جعلني منزعجة جداً بسبب ما تعرضوا له من ألم بسببي، وإن كنت لا أفهم ما السر وراء هذه الشائعة ومن له مصلحة في ترويجها. هذا إلى جانب حرص وسائل الإعلام والصحافيين على الاتصال بي، مما جعلني أضطر لأن أرد بنفسي على جميع الاتصالات لأنفي الشائعة.

- هل تتهمين شخصاً معيّناً بالوقوف وراء هذه الشائعة؟
لا أعرف من له مصلحة في ترويج هذه الشائعة عني، خاصة أنني لا أؤذي أحداً ولا افتعل المشاكل والخلافات مع الناس. وما أستطيع تأكيده هو أن هناك أيادي خفية تعبث، ولها مصلحة في نشر أخبار سلبية وخاطئة عني.

- هل تلقيتِ تهديدات بالقتل عقب ظهورك في برنامج «بدون رقابة»؟
لم يحدث لأنه أصلاً لم تصدر مني تصريحات تسيء إلى أحد خلال البرنامج، ولكن ما ذكرته كان عبارة عن حقائق لا يمكن أن أخفيها، عندما أكدت أن هناك اتهاماً لوالد المتهم بقتل ابنتي بالتواطؤ مع طرف آخر قام بالتخطيط للجريمة، ويقوم حالياً بتمويل القاتل وعائلته.

- محاميك اتهم زوج ابنتك بالتخطيط لقتلها. هل لديكم ما يؤكد هذا الاتهام؟
مادام المحامي وجه هذا الاتهام إلى زوج ابنتي فمن المؤكد أن لديه أدلته. وأنا لا أريد سوى كشف الحقيقة، وأن يحصل من خطط للجريمة على عقاب مثل من نفذها تماماً.

- لكن خرجت بعض الأخبار تؤكد اهتمامك بالمتهم وأسرته، فما السبب وراء ذلك؟
هذه الأخبار كاذبة جعلتني أشعر بفزع حقيقي لأنني تأكدت أن هناك طرفاً آخر خارج أسوار السجن يقوم بالتخطيط وتحريك الأمور، وله مصلحة في أن يُصدر أخباراً تضعنا جميعاً في حالة حيرة. فأنا فوجئت بهذه الأخبار لكن لا يمكن أن يصدق الناس أنني أساعد المتهم بقتل ابنتي.

- لماذا تؤكدين دائماً أن العيسوي ليس القاتل الوحيد لابنتك؟
لم ولن أقوم بتبرئته من الجريمة بالكامل، ولكن الشواهد والأدلة التي اكتشفها يوماً بعد الآخر تؤكد لي أنه ليس الجاني الوحيد، لأنه إذا كان هدفه السرقة فكان من الطبيعي أن يدخل لسرقة الأشياء التي يقابلها في وجهه، وعندما يلتقي أشخاصا في المنزل ويخشى أن يكشفوه ويبلغوا الشرطة فمن الطبيعي أن يقوم بتوجيه ضربة لمن يلتقيه. ولكن ليس من المنطقي أن يقتل فتاتين ويقدم على التمثيل بجثة ابنتي بهذه الطريقة، وفي النهاية لا يسرق أشياء لها قيمة. ولذلك فقتل ابنتي كان بدافع الانتقام والتعذيب وليس السرقة.

- ما الذي يجعلك متأكدة من هذا الاتهام؟
أشياء كثيرة من بينها النقلة التي أصبحت تعيش فيها أسرة القاتل، وهذا ظهر واضحاً من ملابس والدة القاتل أثناء ظهورها أخيراً في البرامج لتتحدث عن القضية، فهي أصبحت تبدو أفضل حالاً من الفترة السابقة. وأعتقد أن المتابعين للأحداث لاحظوا الفرق مثلي تماماً، هذا إلى جانب تغير حال المتهم بالقتل داخل السجن، اذ تحسنت حالته الصحية ويتلقى الطعام الفاخر في السجن. كل هذه أمور تؤكد وجود طرف آخر له مصلحة في حدوث هذه الجريمة، أما المتهم الأول المحبوس على ذمة القضية فهو مجرد منفّذ.

- هل قررتِ كتابة مذكراتك لفضح الجاني الحقيقي الذي قتل ابنتك هبة؟
حياتي فيها أمور كثيرة لا أستطيع أن أكتمها بداخلي وأشعر بأن كتابتها على الورق سوف تجلعني أكثر راحة، خاصة أن مشواري مليء بالأحداث المثيرة منذ بدايتي وصولاً إلى هذه الأيام التي أعيشها، وهي من أسوأ أيام حياتي. أما فضح الجاني الحقيقي فهو ليس هدفي من المذكرات، خاصة أن ما عندي حتى الآن شكوك لا أعلم صحتها.

- لماذا طلبتِ من إحدى الصحف عدم نشر مذكرات ابنتك؟
ابنتي كانت تتمتع بأخلاق عالية جداً، ولم أر في حياتي من هو في أدبها، وكانت تحب الخير وتكره الشر. ولكن في النهاية هي فتاة صغيرة قررت أن تكتب مذكراتها وأسرارها على سبيل الفضفضة، ولم تمنح أحداً تصريحاً بنشر هذه المذكرات بعد وفاتها، وليس من المقبول أن يتاجر أحد بأسرار ابنتي وأمورها الشخصية، لذلك طلبت منهم أن يعيدوا النظر في هذا القرار.

- لماذا قاطعتِ الحفلات أخيراً؟
أتلقى عروضاً كثيرة لإحياء حفلات في أماكن مختلفة، ولم أتعمد المقاطعة، ولكن انتقي من هذه الحفلات ما أرى أنه يليق باسمي ومكانتي، خاصة أن بعض متعهدي الحفلات لا يقدّرون تاريخ الفنان. وعندما تكون هناك فنانة كبيرة تحيي حفلة مع مطربة شابة أجد الدعاية تتركز على المطربة الشابة التي ربما تُغني بفستانها ولا تملك أي موهبة، وهذه الأمور تُصيبني بالحزن الشديد، وتجعلني أخاف أكثر على اسمي مما يجعلني أرفض معاملتي بهذا الأسلوب.

- لكن رفضكِ للحفلات يجعلك تخسرين مادياً؟
لن أبيع نفسي من أجل المال لأنني لا أفكر بمنطق مادي، وما يهمني هو الفن، كما أنني أعيش في مستوى مادي جيد، ولديّ إحساس بالرضا يجعلني أشعر بأنني ثرية.

- هل فكرتِ في اعتزال الغناء؟
أحياناً كثيرة أفكر في اعتزال كل شيء، خاصة عندما ينتابني إحساس بعدم الرغبة في الاستمرار على قيد الحياة، لكن لا أعرف لماذا يهاجمني البعض ويطالبونني باعتزال الغناء! هل يظنون أنني عندما أغني أكون قد نسيت ابنتي؟ كيف يفكرون بهذه الطريقة؟ أنا لا أنسى ابنتي لحظة، ولا أشعر بطعم السعادة، ولكن ماذا بيدي؟ لا بد أن أرضى بقضاء الله، وقد يستطيع الغناء أن يخرجني من الهموم التي أعيش فيها.

- ما هي حقيقة نيتك ارتداء الحجاب؟
فوجئت بمطالبة البعض لي بأن ارتدي الحجاب لأن ابنتي قتلت، ولا أعرف من أعطاهم الحق في أن يتدخلوا في أموري الشخصية، وكأن كل واحد قد نصّب نفسه ولي أمري، ولكنني لن ألتفت الى هذا الكلام لأن علاقتي بربي لا يعلمها غيره.

- ماذا عن ألبومك الجديد؟
مازلت أختار الكلمات والألحان لأنني أريده أن يكون مميزاً ولا يقل نجاحاً عن ألبومي السابق، ولكن انتظر حالياً عرض كليبين صورتهما في الفترة الماضية، من بينهما أغنية بعنوان «فيها إيه»، من إخراج جميل جميل المغازي، أما الأغنية الثانية فللأسف لا أتذكر اسمها حالياً!

- هل صحيح أنك ستصدرين ألبوما يضم مجموعة من الأغاني القديمة؟
هذه الفكرة تشغلني منذ فترة طويلة، وبالفعل قررت أن أشرع في تنفيذها  في أقرب وقت ممكن. وسوف أعيد تقديم أشهر عشر أغانٍ لكبار المطربين والمطربات، خاصة أنني عندما أعدت من قبل غناء أغنية «جبار» لعبد الحليم حافظ  نجحت بشكل كبير.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079