تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

جمال سليمان.. لا أشبه نور الشريف

ينفي ما تردد عن تشابه بين الشخصية التي يلعبها في مسلسله الجديد «قصة حب» وبين الشخصية التي لعبها النجم نور الشريف في مسلسل «حضرة المتهم أبي». ويتحدث عن تفاصيل مسلسل «قصة حب»، الذي يخوض به منافسات رمضان المقبل. إنه النجم السوري جمال سليمان الذي يتكلم أيضاً عن عمله مع مخرجة جديدة، وعلاقته بالتدريس ورأيه في الهجوم على صفاء سلطان، وسبب انسحابه من «أهل الراية»، وقيام عباس النوري بدوره. وبعيداً عن الفن يتكلم عن الأصوات التي يُفضّل سماعها وقراءاته وعلاقته بزوجته وابنه، واعترافات أخرى في حوارنا معه.

- ما الذي حمّسك لبطولة مسلسل «قصة حب»؟
لأنه يُلقي الضوء على كثير من المشاكل العائلية والاجتماعية، مشاكل يتحدث عنها الناس طوال الوقت مثل قضايا التطرف والتعليم ومشاكل الجيل، وقضايا وظواهر اجتماعية أخرى. لكن التركيز الأساسي على أزمة التعليم والعقبات التي يجدها الطلاب في تلقي تعليم حقيقي ومستوى المدارس السيئ، كل هذا نقدمه من خلال عمل درامي مختلف وجديد.

- ما الذي تقصده بالاختلاف؟
لأن التصوير يتم بطريقة سينمائية كاملة، وهذا يُسعدني. وأرى أن هذا الاتجاه التقني يضمن مستقبلاً أفضل للدراما التلفزيونية، حيث تستخدم كاميرا واحدة في التصوير، وهي الطريقة نفسها التي تُستخدم في تصويرالأفلام.

- هل هي طريقة الإخراج السوري؟
لا، هي ليست سورية فقط ولكنها طريقة التصوير السليمة. قبل 25 عاماً السوريون كانوا يصورون في الاستوديو، وكان التصوير بثلاث كاميرات، ولكنه في الفترة الأخيرة أصبح بطريقة السينما، وهذا ميّز الدراما السورية وجعلها متطورة. وربما هناك الكثير من البلدان التي تحاول أن تتعلم منها وتستخدم التقنيات نفسها لتحقيق النجاح الذي حققته الدراما السورية.

- لكن هذا قد يعتبره البعض محاولة منك لتشويه نظام التعليم المصري خاصة أنك ممثل تحمل الجنسية السورية؟
هذا الكلام غير صحيح. فرغم أن الأحداث تدور داخل مصر وأبطال العمل مصريون والمدرسة مصرية، هذا لا يعني أننا نتحدث عن أزمة التعليم التي يعانيها المصريون فقط، ولكن في الحقيقة العالم العربي كله يُعاني أزمة كبيرة في التعليم سواء في مصر أو سورية أو حتى دول الخليج رغم أنها تعيش ظروفاً اقتصادية أفضل ولا تعرف الانفجار السكاني الكبير الذي تُعانيه مصر وغيرها من الدول العربية. غير أن هناك أسباباً كثيرة ساهمت في انفجار الأزمة وجعلت الوضع المتدهور في التعليم متشابهاً في كل الدول العربية وليس مصر وحدها، وهذا يدل على أننا لا نقصد أبداً تشويه التعليم في مصر.

- تُقدم خلال الأحداث شخصية مدرس في المرحلة الثانوية. هل تعرّفت على نظام التعليم الثانوي في مصر؟
طبعاً حرصت على درس أوضاع التعليم في مصر، وتعرّفت على نظام الثانوية العامة المصري وعيوبه وملامحه، وهو تقريباً يُشبه نظام التعليم الثانوي في سورية في أشياء كثيرة، ومن بينها العيوب والسلبيات. وبالمناسبة نحن لا نتعمق في التدقيق في أزمة مرحلة دراسية معينة، ولكن نتحدث عن أوضاع التعليم في المدارس بوجه عام. وعندما يُشاهد الجمهور الأحداث سوف يكتشف أن المسلسل يتناول التعليم ومشاكله بشكل مختلف عن الأعمال السابقة.

- هل اضطررت للاستعانة ببعض المراجعة والاستذكار لبعض دروس النحو خاصة أننا نعرف مدى تميزك في اللغة العربية؟
الحمد لله أنا أحب اللغة العربية ولديّ القدرة التي تمكنني من شرح دروس النحو للطلاب حتى المرحلة الثانوية مثل الحال والمفعول المطلق والمفعول لأجله، وغيرها من القواعد لكنني عقدت جلسات عمل مع المؤلف الدكتور مدحت العدل لتحضير بعض الدروس حتى تظهر الأدوات والحصص التي أقوم فيها بالشرح للطلاب في قمة المصداقية ليصدقها الطلاب والمدرسون في المنازل والجمهور العادي، وابتعد في الوقت نفسه عن النمطية والتشابه بين الأعمال التي كانت تبرز المدرس بأن يقول للطلاب افتحوا الكتاب على صفحة ما ويقوم بتحفيظهم المنهج.

- لماذا وقع الاختيار على مادة اللغة العربية ليتخصص فيها هذا المدرس وليس غيرها؟
مدرس مادة اللغة العربية يُعتبر حالة خاصة، وهي مادة تتطلب مدرساً يتمتع بثقافة وعمق من طراز خاص. ولأننا أردنا أن نقدم نموذجاً لمدرس مبدع يحب مهنته وطلابه اخترنا مدرس اللغة العربية، وبالفعل نجد الأستاذ «ياسين» الذي أقوم بدوره يُدرّس الطلاب الأدب والبلاغة، ويشرح لهم بعمق شديد الفرق بين شعر أحمد شوقي شاعر السلطة والقصر وشعر حافظ إبراهيم شاعر الناس، هذا الى جانب تقديمه أمثلة كثيرة من شعر المتنبي والمعري وأبو فراس الحمداني، ليستطيع أن يوصل المعلومة بعمق، بعكس باقي المواد العلمية التي نجدها محدودة بعض الشيء، ولا توجد فيها مساحة لتبرز أهمية الشرح وليس الاعتماد على الحفظ السريع كما يحدث الآن.

- ألا تخشى اتهامك بأنك تقدم نموذجاً مثالياً للمدرس الذي لا وجود له في الواقع؟
بالفعل أقدم نموذجاً لمدرس مثقف وملتزم ومتزن ومخلص في عمله، ولا يبخل على الطلاب بعلمه بل هو مبدع ومحب لعمله، يسعى للنهوض بالطلاب بكل الطرق ويؤمن بما هو صحيح. وهو يقترب من نموذج الرجل الملتزم والمستقيم، ولكنه ليس مثالياً بالمعنى الحقيقي للكلمة. والدكتور مدحت العدل مؤلف العمل أراد أن يُسلط الضوء على هذا النموذج من المدرسين ليؤكد أن هذه النوعية من المدرسين المخلصين مازالت موجودة، وإن كانت نادرة، فمن الضروري أن نقدم هذه النماذج ولا نتجاهلها ونصدر كل ما هو سلبي. ومن جانب آخر أراد أن يوضح أن هذا هو الشكل الحقيقي للمعلم الذي نريده أن يدرس لأبنائنا.

- في الأعمال السابقة التي تناولت التعليم وجدنا أنها تحمّل الطلاب والجيل الجديد مسؤولية الفشل وتصوره جيلاً مستهتراً، فهل يوجد اختلاف في هذا العمل؟
طبعاً من خلال أحداث مسلسل «قصة حب» حاول السيناريست الدكتور مدحت العدل أن يصنع معادلة متوازنة، نحاول فيها تسليط الضوء على جذور المشكلة الأساسية وتقديم شهادة قد يستفيد منها المسؤولون عن إصلاح حال التعليم في مصر، فلا نحمّل المدرس المسؤولية الكاملة لأنه جزء من المشكلة، كما لا نحمّل الطالب أيضاً العبء كاملاً، ولكن المجتمع كله يتحمل المسؤولية لأننا لم نعد نحدد ما الذي نريده من التعليم، هل نريد مباني ومدارس شاهقة مبنية على أحسن طراز يذهب إليها الطلاب من الساعة المحددة لبدء اليوم الدراسي وحتى نهاية اليوم، أم نريد مدارس تعمل بنظام دراسي يجعل الطالب يواكب التطورات الثقافية والتكنولوجية تؤهل أبناءنا ليواكبوا العولمة، خاصة أنني أرى أن حدود كل دولة أصبحت وهمية والسيادة غير محكمة، وأصبح الطالب يتلقى مفاهيم وتعاليم وقيماً من كل أنحاء العالم دون رقابة.

- ما رأيك في الصورة الساخرة التي قدمتها الأفلام عن المدرس؟
هناك نماذج سلبية لصورة المدرس في الأعمال الفنية، وهناك أعمال تجعلني انزعج من جعلها المدرس مادة للسخرية، وإن كنت لا اعترض على الأعمال الكوميدية التي تتناول المدرس مثل تناولها للطبيب والمهندس والمحامي وغيره، ولكن على صناعها أيضاً ألا يركزوا كل المواقف الكوميدية فيها على السخرية من المدرس، مما يجعل الطلاب يتجرأون عليه. كما أننا مطالبون بأن نقدم في الوقت نفسه نماذج إيجابية أخرى لكثير من المدرسين الموجودين حالياً.

- كيف ستتغلب على أزمة اللهجة التي كانت محل انتقاد لك في أعمالك السابقة؟
حرصت على الاستعانة بأستاذة في مجال اللغة ومتخصصة في مجال التمثيل من حيث الدراسة، وهي تراجع معي كل مشهد قبل تمثيله. ونتابع أيضاً التصوير والنطق وتراجعني إذا وجدت كلمة أو حرفاً غير ملائم لطبيعة اللهجة المصرية ولا سيما لغة المدرس، لأنها أحياناً تكون مختلفة ولهم طريقة مميزة في النطق. وأنا لا أجد في ذلك عيباً، ولكن أرى أن العيب الحقيقي هو أن يزعم الواحد منا أنه يجيد كل شيء، ويبرع في أي شيء، وهذا ليس حقيقياً.

- البعض بدأ يربط بين دورك والدور الذي لعبه الفنان نور الشريف قبل أعوام في مسلسل «حضرة المتهم أبي» ما ردك؟
لم أشاهد المسلسل الذي قدمه النجم نور الشريف كاملاً وقت عرضه، بل شاهدت بعض الحلقات، وهذا جعلني متأكداً أن التشابه قد يكون فقط في وجود شخصية «مدرس» في الأحداث، ولكن الأحداث مختلفة تماماًَ فأنا لا أشبه أبداً نور الشريف في «حضرة المتهم أبي»، لأن كل عمل يُناقش مشاكل وقضايا مختلفة عن الآخر. وليس من العدل أن يحكم البعض بوجود تشابه بين مسلسلي ومسلسله أو دوري ودوره قبل أن يخرج المسلسل الى النور، لهذا اعتبر هذا الكلام مبكراً مع تأكيد احترامي وتقديري للفنان نور الشريف وأعماله الناجحة.

- فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» الذي قدمه الفنان الكوميدي محمد هنيدي ناقش أيضاً قضية التعليم، وقدم هنيدي دور مدرس لغة عربية. هل شاهدته لتتجنب التشابه؟
للأسف لم أتابع فيلم الفنان الكوميدي محمد هنيدي وإن كنت أتمنى مشاهدته، ولكن كل الناس أكدوا لي أنه فيلم كوميدي، ولهذا لا أعتقد أنه يتشابه مع العمل الذي نقدمه لأن لكل واحد منهما طبيعة مختلفة، كما أن العمل الدرامي التلفزيوني يختلف كثيراً عن السينما.

- لا يعرف الكثيرون أنه كانت لك تجربة حقيقية مع التدريس فماذا عنها؟
كانت تجربة ممتعة جداً. هذه المهنة شاقة جداً، إلا أنها ممتعة ومسلية جداً، خاصة أنها تحتاج الى انسان بمواصفات خاصة وثقافة عالية جداً، ولكنها في الوقت نفسه مهنة صعبة. وأنا استمتعت بها خاصة أنني أشعر بأن نجاح كل طالب هو نجاح جديد لي، واعتبر كل الطلاب أبنائي وبناتي.

- ولماذا تركت مهنة التدريس؟
لأنني أردت التركيز على مجال التمثيل، خاصة أنني لم أتعود أن أقدم أعمالاً غير ناجحة أو أقوم بعمل غير متقن، لذلك قررت أن اكتفي بعملي كمدرس كل هذه السنوات والتخصص في العمل كممثل لأقدم أعمالاً مميزة بتفرغ وتركيز.

- ألم تقلق من التعامل في هذا المسلسل مع مخرجة ليس لها أي تجارب من قبل؟
على العكس، أنا متفائل جداً بالعمل مع المخرجة إيمان حداد فهي تمتلك طاقة كبيرة لتقديم عمل مميز، عملت مساعدة لمخرجين كبار جداً في السينما والتلفزيون، لذلك أنا مطمئن الى أنها سوف تستجمع كل حماستها ليخرج المسلسل في أفضل صورة بعد أن تخرج طاقتها في هذا العمل. وأنا تعاملت مع مخرجين كبار ومعروفين جداً، ولديهم خبرة ورؤية واستمتعت بالعمل معهم كما استمتع بالعمل مع مخرجين حديثي التجربة.

- البعض لاحظ اعتذار عدد من الفنانات عن عدم مشاركتك البطولة في المسلسل ومن بينهم روبي، فما السبب؟
هذه أمور طبيعية تحدث كثيراً في المراحل الأولى لتحضير الأعمال الفنية، وبالفعل هناك بعض الأسماء كانت مرشحة للبطولة، والمخرجة هي المسؤولة عن اختيار أبطال العمل وأنا لست مسؤولاً عن اعتذار أو استبعاد أي فنانة من هذا المسلسل.

- لكنك اعتذرت في البداية عن بطولة هذا المسلسل؟
لأنني كنت مرتبطاً بتصوير مسلسل آخر هو «ذاكرة الجسد»، وخفت من الارتباط بعملين في الوقت نفسه لإني أحب التركيز على عمل واحد حتى يخرج بشكل مميز. ولكن بعد تفكير وجلسات مع المنتج والمؤلف وجدت أن لدي فرصة التنسيق بين العملين.

- ألم تخش من وجودك على شاشة رمضان بعملين في الوقت نفسه؟
هذا الموضوع لا يُزعجني إطلاقاً لأنني أقدم دورين مختلفين في العملين، كما أن المسلسلين يتناولان موضوعين مختلفين تماماً، فالأول «قصة حب» يناقش قضية التعليم، أما مسلسل «ذاكرة الجسد» فيتحدث عن الثورة الجزائرية وتفاصيل كثيرة مختلفة تماماً.

- لماذا تراجعت عن المشاركة في الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية» رغم نجاحك في الجزء الأول؟
أسعدني جداً نجاح الجزء الأول من المسلسل، ولكن بعد فترة اكتشفت زيادة انتشار الأعمال الشامية بصورة كبيرة وبشكل لافت مما قد يصيب المشاهد بالملل، خاصة بعد تكرار وجود ممثلي الأدوار الأولى والثانية في كثير من المسلسلات، وهذا يُحدث خلطاً لدى الجمهور مما يسبب التشويش.

- هل يقلقك قيام ممثل آخر بدورك في المسلسل وهو الفنان عباس النوري؟
لماذا أقلق؟ فأنا حققت نجاحاً كبيراً في الجزء الأول، والجمهور أحب الجزء الأول من المسلسل، وما يهمني هو نجاح العمل الذي أشارك فيه. وفي الوقت نفسه الفنان عباس النوري ممثل قدير وله جمهور كبير أيضاً.

- البعض يرى أن مسلسل «حدائق الشيطان» لا يزال أنجح أعمالك، ما رأيك؟
من يجد أن «حدائق الشيطان» هو أفضل مسلسل قدمته فهذا رأي احترمه كثيراً، لأنني أصبحت مقتنعاً بأن لكل شخص ذوقه واختياراته، وأتفق مع رأي كل واحد من جمهوري. فهناك من يرى أن «الفصول الأربعة» وهو مسلسل اجتماعي أفضل مسلسل، وآخرون يرون أن «ملوك الطوائف» هو الأفضل، وهناك من يرى أن الأعمال التاريخية ليست من هواياته ولا تجذبه وهكذا، لذلك في النهاية أكون أنا أيضاً الكسبان لأنني صانع هذه الأعمال، وصاحب هذه البطولات، وليس عندي سوى أن اجتهد أكثر من أجل إرضاء جمهوري. وأتمنى أن ينال مسلسل «قصة حب» النجاح نفسه.

- هناك من يرى أن نجاحك في مسلسل «حدائق الشيطان» عرّف الجمهور المصري بك وفتح الباب أمام نجوم سورية للعمل في مصر. هل توافق على هذا الرأي؟
هذا الكلام صحيح لأن الجمهور المصري لم يكن يتابع الدراما السورية، وهناك عدد قليل جداً كان يتابع الأعمال السورية عبر الفضائيات. لكن انتشار القنوات الفضائية وتزايدها جعلا الجمهور منفتحاً على الأعمال الدرامية السورية وأصبح الجمهور يعرفنا أنا وغيري. وجاء نجاحي في مسلسل «حدائق الشيطان» ونجاح الفنان تيم الحسن في «الملك فاروق»، وكذلك سلاف فواخرجي والمخرج حاتم علي، ليشجع الآخرين على العمل معنا، خاصة أن الجمهور يُشاهد ما يحبه بغض النظر عن جنسية صانعه.

- ألم تقلق من وجود تشابه بين مسلسل «أفراح إبليس» ومسلسل «حدائق الشيطان»؟
كنت في البداية قلقاً ومتردداً من هذه الخطوة، وبالفعل ناقشت المؤلف محمد صفاء عامر، ولكنه شجّعني على قبول التحدي بأن أقدم شخصيتين صعيديتين فيهما الكثير من الملامح المشتركة، ولكن مع اختلاف بين الشخصيتين. وبعد تقديمي المسلسلين أصبحت أحب اللهجة الصعيدية.

- كيف ترى لقب زعيم الدراما السورية الذي منحك إياه الكثيرون؟
عملت في الدراما السورية وبذلت مجهوداً كبيراً بإخلاص حقيقي ودافعت عن قيمة الفنان السوري أمام كل الجهات، وتفانيت في كل عمل قدمته ولم أسع للحصول على هذا اللقب. لكنني اعتبر حب الناس لي شرفاً كبيراً. وأعتقد أن الفنان دريد لحام من أهم مؤسسي الفن الدرامي السوري هو والفنان نهاد قلعي وغيرهما.

- الدراما السورية متهمة بالسعي لسحب البساط من تحت أقدام الدراما المصرية ولذلك تلقى دعم الدولة المادي، كيف ترى هذا الاتهام؟
غير صحيح، فالدراما السورية بالفعل مميزة ومتفوقة والدولة تُعطي تسهيلات مهمة لتخرج الأعمال الدرامية في أفضل صورة في ما يتعلق بتصريح التصوير والوجود في الأماكن التاريخية، ولكن هذا ليس له علاقة بالإنتاج الذي يعتمد على المنتج وليس الدولة. وهذا لا يقلل من الدراما المصرية أو يسيء لها، فهي ذات مكانة مميزة منذ فترة طويلة والعالم العربي يعلم ذلك جيداً.

- ما رأيك في الهجوم على السورية صفاء سلطان بعد تقديم مسلسل «ليلى مراد»؟
أعتقد أنه كان هجوماً قاسياً. المسلسل لم يكن سيئاً وأستطيع القول إنه كان أفضل من مسلسلات كثيرة، وأبطال هذا العمل بذلوا مجهوداً كبيراً ليخرج بشكل جيد. لكن الهجوم كان غريباً، وفي الوقت نفسه وجدت بعض النقاد الذين تناولوا الموضوع بمنطق في النقد.

- لماذا لم تحقق في السينما النجومية نفسها التي حققتها في التلفزيون؟
أنا من عشاق السينما، وبالفعل قدمت في السينما المصرية فيلمين مهمين الأول «حليم» مع الفنان أحمد زكي والثاني «ليلة البيبي دول» مع نور الشريف ومحمود عبد العزيز، وهذا الفيلم حقق نجاحاً كبيراً، وكان يُناقش مواضيع مهمة وعندي مشاريع سينمائية أخرى لم تدخل حيز التنفيذ، وهذا ليس لتقصير مني ولكن لظروف بعيدة عني. وأنا لا أسعى لمجرد الانتشار في السينما، ولكنني أبحث عن أعمال لا تقل أهمية عن المسلسلات التي قدمتها في تاريخي. كما قدمت في سورية فيلمين الأول بعنوان «الترحال» والثاني «المتبقي»، ولديّ مشاريع للفترة المقبلة.

- ألم يقلقك تصنيفك كممثل تلفزيوني؟
على العكس اعتبر هذا شرفاً لي ويُسعدني أن أكون بطل مسلسلات مثل «خان الحرير» و«الثريا» والمحكوم« و«صلاح الدين» و«عصي الدمع» و«حدائق الشيطان». وغيرها من الأعمال المؤثرة في الناس. والى جانب ذلك لا أرفض العمل في السينما بل أبحث عن الأفضل.

- هل ترى أن الهجوم على مسلسلك الجديد «ذاكرة الجسد» قبل عرضه يعود إلى أنه مسلسل جزائري؟
هذا المسلسل يناقش موضوعاً مهماً، ويتحدث عن الثورة الجزائرية، ولكن في الوقت نفسه يصور أخطاء بعض قادة هذه الثورة. فكثيراً ما يتحول أصحاب الثورات عن أهدافهم السامية ويتحول محاربو الظلم الى ظالمين ومحاربو الفساد الى فاسدين. وهو مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه واستعد لعرضه في شهر رمضان، ولا يوجد هجوم عليه خاصة أنه لم يعرض بعد.

- البعض يرى أن مجيئك الى مصر كان متأخراً!
الفرصة تأتي في الوقت المناسب ولا أرى أنني أتيت في وقت متأخر، ولكن البداية كانت عندما طلبني المخرج إسماعيل عبد الحافظ والمؤلف محمد صفاء عامر لمسلسل «حدائق الشيطان» ومن ضمن الأسباب التي جعلتهما يطلباني تفوق الدراما السورية وشهرة فنانيها في العالم العربي، وحضرت الى مصر عندما وجدت عملاً محترماً ومخرجاً كبيراً.

- من المطربون الذين تحرص على الاستماع الى أغانيهم؟
 فيروز وأم كلثوم وعبد الوهاب وآمال ماهر وميادة الحناوي، وأحب صوت شيرين عبد الوهاب.

- ما نوعية الكتب التي تقرأها؟
أحرص على قراءة الروايات وقرأت مؤخراً رواية بعنوان «الطربوش» وأخرى بعنوان «مزاج»، وأعكف على قراءة مذكرات عبد الرحمن الشهبندر حالياً.

- حدثنا عن علاقتك بزوجتك وابنك.!
أحترم زوجتي وأقدّرها  لأنها حريصة على إسعادي، وهي تحب عملها الأسري وتدير المنزل بجدارة. وأعشق ابني ولا أجد كلمات تصف حبي له وسعادتي به طوال حياتي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078