جيهان علامة.. 'أنا إمرأة نادرة حتى لو لم يعترف زوجي بذلك'
بقدر ما تلمع مجوهراتها وتسحرك ببريقها بقدر ما تجذبك ببريق عينيها وبالسكينة التي تتمتّع بها وهي تتحدّث إليك ... إنّها جيهان علامة زوجة الفنان راغب علامة ومصمّمة المجوهرات التي تروي ل«لها» خوضها هذا المجال، علاقتها مع المجوهرات وحكايتها مع راغب علامة عندما تعصف الرياح...
- حقّقت إنجازات عديدة أبرزها المشاركة في مهرجانات عالميّة آخرها ال«غرامي آوورد» إذ ارتدت نجمات عالميات من تصاميمك. كيف تستعرضين تجربتك؟
أدركت أن لديّ المؤهلات التي تخولني الدخول إلى هذا العالم سواء من ناحية دراستي أو من ناحية شغفي به. بدأت العمل على هذا المشروع وكان راغب الداعم والمشجّع الرئيسي لي لخوض مجال تصميم المجوهرات. والحمد للّه إستطعت خلال ستّ سنوات من بداية عملي أن أصنع مكانة أثبت فيها جدارتي في عالم صناعة المجوهرات. شاركت في العديد من المعارض والمهرجانات ومازلت في بداية الطريق لأحجز لمجوهراتي موقعاً على خريطة المجوهرات العالميّة.
- هل لك أن تتحدّثي لنا عن مشاركتك في مهرجان ال «غرامي آوورد»؟
كنت العربيّة الوحيدة التي شاركت في هذا المهرجان. إلتقيت مشاهير العالم وشخصيّات مهمّة وأصبح لديّ الكثير من العلاقات. كانت لي زاوية خاصّة لمجوهراتي يقصدها المشاهير ليتعرّفوا عليها. كانت تجربة فريدة من نوعها بعيدة عن الأجواء التي اعتدنا عليها في عالمنا. واستوقفني اهتمام الصحافة التي أجرت معي العديد من المقابلات. بالفعل عندما تنخرطين في معارض ومهرجانات ذات مستوى عالميّ يدفعك ذلك إلى إبراز أفضل ما لديك ويحثّك على التقدّم.
- كيف قوبلت تصاميمك في أميركا؟
لاقت إستحساناً كبيراً خاصّة من المشاهير الذين قصدوا التعرّف على مجوهراتي. الفنان «ايكون» أحبّ كثيراً التصاميم وابتاع قطعاً لزوجته. وهناك العديد من المشاهير الذين ابتاعوا تصاميمي كأليشيا كيز وميراندا لامبرت وكاتي بيري...
- مَن مِن مشاهير نساء العالم زادت بريق مجوهراتك؟
كاتي بيري إمرأة غريبة ومميّزة وضعت أقراطاً غريبة تتلاءم مع أسلوبها الخاص، حتّى أنّها أرسلت لي رسالة إعجاب وتقدير لفرط ما بدت لافتة للأنظار. ميراندا لامبرت وضعت أقراطاً زرقاء عكست جماليّة مع لون عينيها الزرقاوين. ليس هناك من إمرأة معيّنة فكلّ عكست مجوهراتي عليها بطريقة مختلفة وكلّ أضفت بما تتمتّع به من جماليّة لمعاناً على مجوهرات.
- الماركات العالميّة تدفع للمشاهير كي يضعوا مجوهراتها كنوع من الدعاية. هل هذا ما حصل معك؟
أنا لا أدفع لأحد كي يضع مجوهراتي. ليس من السهل أن تلاقي المجوهرات إستحسان المشاهير والناس. ولو لم يقدّروا مجوهراتي لما وضعوها. هذا الأمر يضيف إلي الكثير كما يضيف إلى الشخص الذي يضع هذه المجوهرات، وهنا تكمن المنافسة.
- تصمّمين المجوهرات وتعرضينها بنفسك. لو طلب منك اختيار سيدة لتعرض تصاميمك من تختارين؟
أحبّ كثيراً مونيكا بيلوتشي رغم أنها تعرض لـ «كارتييه».
- ما هي أهمّ المحطّات في مسيرتك المهنية؟
هذه السنة من أهمّ السنوات في حياتي لأنها شهدت نقلة نوعيّة خاصّة مع مشاركتي في «الغرامي آوورد» وأتخيل أن الناس أدركوا ما استطعت أن أنجزه في فترة قصيرة، إذ وفي ستّ سنوات حقّقت جزءاً من أهدافي التي أصبو إليها... وكلّما يحقّق المرء إنجازات يسعى إلى تقديم الأفضل وإلى توسيع نطاق الحلم في ابتكار أفكار جديدة.
- ما الذي حقّقته وما الذي تسعين إلى تحقيقه؟
بقدر ما تقدمين من أعمال تشعرين بأنّك لم تحققي شيئاً. الطموح يكبر والمسؤوليّة تكبر معه. فأنا أعمل على صقل إسم «دي جيهان» لكي يصبح له مكانة في عالم تصميم المجوهرات.
- كيف تتعاملين مع الأحجار الكريمة؟
بشغف وحبّ. أقول سبحان الخالق على قيمة الحجر الذي أتناوله بين يديّ.
- تتحدثين عن الأحجار كما يتحدّث العاشق عن معشوقة؟
كثيراً ما أحضر من أفريقيا وبلاد أخرى أحجاراً مميّزة وأنحتها بيديّ، فهل لك أن تتخيّلي العشق الذي ينشأ بينك وبين هذه الحجارة! أثناء عمليّة النحت تأخذني مخيّلتي لتصوّر عمليّة التحوّل وأنا بفارغ الصبر، كيف لهذا الحجر أن يصبح قطعة مميّزة. تقولين بينك وبين نفسك سبحان الخالق كم يجهل الإنسان أموراً عديدة! ما هي قيمة هذا الحجر كي يتهافت الناس للحصول عليه؟ إنّه لسرّ عظيم!
- ماذا قدّمت جيهان للمجوهرات وماذا اكتسبت منها؟
قدّمت تصاميم جديدة وجريئة. كنت دافعاً قويّاً لبنات جيلي كي يدخلن هذا العالم. وهناك الكثير من الأشخاص الذين تشجّعوا لخوض هذا المعترك تأثراً بتصاميمي. كما اكتسبت القوّة المعنويّة من المجوهرات وذلك لوجودي بين أشياء قيّمة تعطيني شعوراً قيّماً. تشعرين بأنّ المجوهرات متعلّقة بك وأنت مسؤولة عنها وتبحثين عن تطويرها.
- من أين تستوحين تصاميمك؟
ما من شيء معيّن. هذا مرتبط بالحالة التي يعيشها الإنسان وبالبيئة التي يختلط بها. أحياناً تتوارد بعض الأفكار إلى رأسك وترسل إليك إيحاء أو تصوّراً معيّناً قابلاً للتنفيذ.
- هل تتأثّر تصاميمك بالحالة التي تعيشينها؟
لا أربط الحالة التي أعيشها بالأعمال التي أقوم بها. أحياناً عندما أشعر بالحزن أقدّم تصاميم أجمل بكثير مما أقدمه عندما أشعر بالسعادة. وأحياناً أعيش فترات لا يسعني رسم أو تقديم أي شيء فيها.
- ما هي الأوقات المفضّلة لديك لرسم التصاميم؟
ليلاً في المنزل. وكما تلاحظين هيّأت أجواءً هادئة في مكتبي تخوّلني الإنعزال عن الخارج وتساعدني على التركيز لإعطاء أفضل ما لديّ أثناء العمل. خلال فترة الظهيرة أحاول ترجمة الأفكار على ورق.
- أوّل تصاميمك كانت «المكعّب» الذي شاهدناه في كليب «نسّيني الدنيا» لراغب علامة. هل أردت تزيين حياة زوجك بالمجوهرات؟ وماذا أردت أن تثبتي؟
لم أخطّط يوماً لدخول عالم المجوهرات لهدف ما. الأمور جاءت بشكل طبيعيّ جدّاً. وراغب كان الدافع الرئيس لي لخوض هذه التجربة. كنت أفكّر دائماً ماذا لامرأة فنّان أن تعمل؟ كيف لها أن تنجز عملاً مميّزاً؟ راودتني فكرة تصميم المجوهرات وأقنعني راغب بجماليّة هذا العالم وبإمكان نجاحي في هذا المجال لأن لديّ حسّاً خلاقاً.
- قبل خوضك تجربة تصميم المجوهرات كنت متفرّغة، وزوجك كثير السفر والإنشغال بحكم عمله. هل شجّعك على دخول هذا العالم تفادياً لجوّ المشاكل والغيرة التي يمكن أن تنتج عن حياة مماثلة؟
المرأة الملتزمة بعائلتها ليست متفرّغة. حياتنا أسهل من حياة غيرنا لأن لدينا أشخاصاً يعملون معنا ويساعدوننا في تربية الأطفال والحاجات المنزليّة. رغم ذلك، الطفل وإلى سنّ معيّنة في حاجة إلى رعاية دائمة وإلى وجود الأمّ إلى جانبه 24/24ساعة، لذا لم أفكّر في العمل إلى أن تخطّى ولداي عمر الست سنوات. هذا ناهيك بأن عملي يتطلّب منّي الوجود في المكتب لأربع أو خمس ساعات يوميًّا في وقت وجودهم في المدرسة. لم أقصّر 1% تجاه عائلتي. ما من شيء على حسابهم.
- هل تشعرين أحياناً بأنّك تخطّيت ومن خلال تصاميمك ومشاركتك في مهرجانات عالميّة شهرة راغب؟
ولا واحد في المئة... أوّلاً لأنّ طبيعة عملي تختلف عن طبيعة عمله ثانياً مهما توسّعت شهرتي لن يكون لديّ معجبون بل زبائن يحبّون تصاميمي ويشترونها. لا أستطيع أن أقارن شهرتي بشهرة راغب، وأعتبر نفسي نقطة في بحر راغب.
- كيف هو بحر راغب علامة؟
(تضحك) بحره من الجميل أن تسبحي وتغوصي فيه. أنت تعرفين راغب جيدّاً. هو الذي يعطي الرونق واللمعان في شخصيّته. ليس أنانيّاً، بل طيّب وما من أمر خفيّ لديه، لا يضمر الشر والأمور واضحة وصريحة عنده. عندما تزّوجت راغب كنت أدرك أنّني ارتبطت بـ «تسونامي» وبشخص غير عادي. كنت صغيرة، والزواج من فنان كبير في سنّ صغيرة يسهّل عمليّة الإرتباط. تتربّين على حياته وعاداته وتقاليده. ولكن لو تعرّفت على راغب وأنا في هذه السنّ، لكان من الصعب أن أرتبط به. المرأة الناضجة لا تتحمّل أكثر من طاقتها ولكنّني استوعبت الأمر لأنّني كنت صغيرة. راغب من الأشخاص الذين لا يسعك أن تتخطّيهم. ليس باستطاعتك تغيير راغب بل عليك أن تقبلي به كما هو.
- سبق وصرّحت بأنّك «تعيشين مع رجل «ما في منّو إلاّ واحد». هل تعتقدين أنّ راغب يقول أنّه «يعيش مع إمرأة «ما في منّا إلاّ وحدة»؟
حتّى لو لم يعترف بذلك ولكن هذه هي الحقيقة.
- هل يزعجك ذلك؟
على الإنسان أن يدرك مقداره. ومن يجهل مقدار نفسه الناس لن تقدّره. هذا ليس غروراً ولكن بعد أن يمرّ الإنسان بمراحل وتجارب من الجميل أن يتعلّم ويدرك قيمة نفسه.
- كيف تتعاملين مع راغب؟ هل تدلّلينه كما تدلّلين مجوهراتك؟
أكثر بكثير.
- تغارين عليه اكثر ممّا يغار عليك؟
كلا. أنا أظهر غيرتي أكثر منه ولكن ليس من السهل على راغب أن يظهر غيرته. راغب رجل شرقي محض لكنه لا يظهر غيرته. جميل أن يغار الرجل وإن لم يغر فهذه مشكلة كبيرة. والمرأة تنزعج إن لم تشعر بغيرة الرجل عليها وتبدأ الشكوك تدور في رأسها. المرأة كالطفل وهي الحلقة الأضعف في العلاقة لأنّ الرجل هو السلطة والحلقة الأقوى، ويشعر بثّقة أكبر لأنّه المسيطر في العلاقة.
- هل هذا الأمر يقلّل من ثقة المرأة؟
لا، يجب أن يحسّس المرأة بالأمان.
- متى تعصف الرياح في حياتكما؟
أثناء تسجيل الألبوم وفي خلال الصيف يشعر راغب بالضغط جرّاء كثرة الحفلات والمهرجانات. ليس هناك من وقت معيّن تشتدّ به الرياح ولكن يعتبر راغب أنّه يحقّ له أن يتدلّع. وهو يتدلّع على الأشخاص الذين يحبّهم. وكونه يحبّني فالحدّ الأدنى أن يتدلّل عليّ ويأخذ الأمر «بالمَونة». ولكن في النهاية هذا دليل حبّ.
- هل أنت أذكى منه؟
لا لست أذكى منه. «بيحكم بلد». لا تنسي أنّ بالقرب منّي راداراً هو إبني خالد وممنوع الخطأ معه.
- ما هي أصعب المطبّات التي واجهتها مع راغب؟
أعتبر نفسي مثلي مثل أيّ امرأة. قد ينظر إليّ بعض الناس من منظار مختلف بأنّني زوجة فنّان وحياتي قد تختلف عن الآخرين. حياتنا الخاصّة حياة طبيعيّة، نتخاصم ونتّفق... ولكن كوننا تحت الأضواء يتمّ تعظيم الأمور.
- هناك من حاول إيذاءك لأنّك زوجة راغب؟
كلا، لم ولن يستطيع أحد إيذائي. شخصيّة راغب كالأسد في الغابة، «حاضر ناضر» ممنوع لأحد أن يتخطّى عائلته وإلاّ أراه مخالبه.لا يسمح لأحد بأن يتخطّى مكاناً رسمه. فنّه ومعجبوه عالم بمفرده وعائلته وحياته الخاصّة حياة أخرى.
- من هي المرأة التي يحبّها فيك راغب؟ العاقلة، المقدامة، الخلاّقة، الصبورة والحنونة أم الثائرة المتمرّدة الغيورة؟
يحبّ أن يرى المرأة التي تختلف عن طباعه. كونه نشيطاً يريد أن يرى عكس طاقته كي يهدأ. إذا اجتمعت الطباع نفسها بين شخصين يثور بركان بينهما فمن الأفضل دائماً أن تستوعب المرأة زوجها.
- ما الذي يهدئك؟
لديّ ميزان. هذا الأمر يعود إلى كيف تعوّدين نفسك. وكَوني اكتسبت أموراً كثيراً من راغب ساعدني ذلك على التروّي وعلى مراجعة العديد من الأمور والنظر إليها من زاوية مختلفة.
- من هو الأقرب إليك بين ولديك؟ خالد أم لؤي؟
خالد حامي الحمى والعقيد، لؤي الطيبة والحنيّة. الإثنان ذكيّان ولكن كلّ بطريقة مختلفة. لؤي صريح ولا يخاف ولا يكترث لآراء الآخرين. خالد ديبلوماسي يسايرني ويساير والده. ذكيّ في عمليّة تواصل الأمور بيني وبين والده. خالد له دور مهمّ بيني وبين راغب، وهو يبلغ من العمر إثنتي عشرة سنة ولكنّه يتصرّف وكأنّه في الثامنة عشرة.
- أنت زوجة وأمّ وسيدة أعمال. أين نجحت وأين فشلت؟
(تجيب بسؤال) أتعتقدين أنني فشلت كزوجة بعد هذه السنوات؟ أنا أعتزّ حقيقة عندما أستعيد السنوات التي مرّت وأقول إن شيئاً ما سحرياً حصل. ومن هم داخل الوسط الفني يدركون فعلاً ما هي صعوبة الإرتباط بفنان. في الزواج هناك أمور مهمة لكن الأولاد أعظم وأهم. عندما تجلسين مع ولديّ وتتحدثين إليهما تدركين أني نجحت كأم، وفي عملي أيضاً.
- أين فشلتِ؟
أنا إنسانة وربما قصّرت لكنّني لا أعتقد أنّني فشلت.
- ما الذي تحضرينه في المرحلة المقبلة؟
قبل ثمانية أشهر تقريباً إفتتحت المتجر الخاص بي، وحالياً أحضّر لإقامة حفلة الإفتتاح الرسمي له كي يتعرّف إليه الناس وإلى موقعه. إضافة إلى إقامة معارض في سوريا والكويت ومعارض أخرى ما بين شهري أيّار/ مايو وحزيران/ يونيو. فضلاً عن عرض ضخم مع أهل الصحافة والإعلام أوائل الشتاء المقبل في نيويورك. يهمّني التركيز على الأسواق الأميركيّة، وقد تلقّيت عرضاً من أحد المتاجر العالميّة لتبنّي مجموعتي الجديدة وما زال الأمر قيد الدرس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024