Arab's Got Talent 'مواهب العرب'
تعددت البرامج التي تبحث عن المواهب في العالم العربي، خاصة بعد النجاح الكبير الذي شهدته العديد من هذه البرامج على بعض الفضائيات العربيّة والتي كان حصيلتها بعض نجوم الغناء الحاليين، كما كان ضحيتها العديد من المواهب التي لم تجد رعاية حقيقيّة وإنتاجاً فنياً جيداً في مرحلة ما بعد النهائيات. فلمع نجم بعضهم، وأصبح بعضهم الأخر طيَّ النسيان يجول في مكاتب شركات الإنتاج بحثاً عن فرص أخرى...
برنامج جديد إنضم إلى مجموعة برامج البحث عن المواهب التي هي في معظمها نسخ عربية لبرامج عرفت نجاحاً ورواجاً كبيرين وإستنسخت في العديد من الدول. فقد بدأت مجموعة MBC بإنتاج النسخة العربيّة من برنامج Got Talent الذي عرض في 27 نسخة مختلفة في العالم. وهو يتميز بأنه يفسح في المجال لكل من يمتلك موهبة حقيقية، بحيث لا تنحصر المشاركات ضمن فئة فنيّة معينة كحال برامج المواهب الاخرى التي عرفها المشاهد العربي والتي إنحصرت بالغناء والرقص والعزف في حالات نادرة... أما Arab's Got Talent فيرعى المواهب في كل أنواع الفنون، منها الغناء والتلحين والرقص الغربي والشرقي والعزف وتدريب الحيوانات ولعب الجمباز والأكروبات وألعاب الخفّة والتقليد وغيرها...
رافقنا فريق إعداد برنامج Arab's Got Talent في جولته على العديد من المدن العربيّة في المرحلة الأوليّة لإختيار المواهب، فحللنا ضيوفاً عليهم في بعض هذه المدن. البداية كانت من العاصمة اللبنانيّة بيروت حيث توافد مئات الأشخاص للتقدم بطلبات المشاركة في البرنامج وتقديم تجربة الأداء الأولى أمام فريق الإنتاج وعدسة الكاميرا، حيث تُعرض الأشرطة التي يتم تصويرها على لجنة تحكيم مؤلفة من أصحاب الإختصاص والخبرة في مختلف الفنون وبرامج المواهب ليختاروا المواهب التي ستنتقل في المرحلة الثانية إلى بيروت لتقديم تجربة الاداء أمام لجنة التحكيم النهائية في البرنامج والتي لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.
بيروت... البداية
كما أسلفنا، إنطلقت رحلة البحث عن المواهب من بيروت في السابع من آذار/ مارس الماضي من مسرح «مونو» في الأشرفيّة... مئات الأشخاص يتزاحمون أمام مدخل المسرح منذ ساعات الصباح الأولى، بعضهم يملأ طلبات الإشتراك، والبعض الآخر يتدرب إستعداداً وتمضيةً للوقت الذي يمر بطيئاً. داخل قاعة المسرح، وجوه خائفة تنتظر دورها، فتجربة الوقوف على المسرح لها رهبة خاصة رغم أن بعض من تقدموا هم فنانون يؤدون وصلاتهم في مقاهي بيروت ومسارحها. شهدت تجربة الأداء في بيروت تنوعاً ملحوظاً من حيث الفئات كماً ونوعاً، لكن الغالبية كانت للغناء الشرقي والهيب هوب رقصاً وغناءً. لفتني ابن السنوات السبع الذي جاء إلى مسرح مونو وبيده مقص، وموهبته «القص» بحيث يمسك الورقة ويقوم بطيها بطريقته الخاصة فينتج لوحة فنيّة متوازية. لعل ما جاء به إلى هناك ذلك اليوم لم يكن حلم النجوميّة، بل الرغبة في عرض موهبته على العالم كله. ولكن الأمر ليس نفسه مع تشارلي الذي تقدم عن فئة غناء الأوبرا، فكان واثقاً جداً من نجاحه لدرجة أنه طلب من المنتجة المنفذة للبرنامج سابين سرقس ان تحفظ إسمه جيداً لأنها ستحتاجه مستقبلاً، وهكذا الحال مع حلم النجوميّة الذي كان الدافع الأول لجميع من حضر وتقدم للبرنامج سواءً أكان يملك موهبة حقيقية أو لا...
دمشق... فرصتي للنجوميّة
المحطة الثانيّة كانت في العاصمة السوريّة دمشق في المركز الثقافي الروسي صباح التاسع من شهر آذار/مارس، وصلنا وحشود الناس تتجمع على الشارع العام قبل الدخول إلى قاعة الإستقبال لتقديم الطلبات... الحال كما في بيروت، مئات الأشخاص توافدوا الى المركز، مواهب متنوعة تدفعها رغبة شديدة في تحقيق النجاح وحلم كبير بتحقيق النجوميّة. مايكل جاكسون، حضر بشكل واضح في دمشق شكلاً وأداءً، حيث تقدم للمسابقة العشرات من محبي رقص البوب أو كما يسمون أنفسهم «مقلدي جاكسون» وكان من بينهم بعض الفتيات اللواتي أردن أن يعبرن عن فكرة أساسية وهي أن «جاكسون للجميع» كما قالت عبير التي قدمت رقصة على أنغام إحدى أغاني مايكل جاكسون. ولعل أطرف ما صادفنا خلال وجودنا في الكافيتيريا داخل المركز حيث يتجمع المتسابقون بإنتظار الدخول إلى المسرح، إحدى رسائل البلوتوث وكتب فيها عبارة My Time to Shine أو بالعربيّة "فرصتي للنجوميّة"، وهذا يدلّ على حلم النجوميّة الذي يعيشه الشباب العربي نتيجة الظروف المعيشيّة والإجتماعيّة الصعبة ورغبتهم في إبدال سلم الحياة بمصعد كهربائي سريع يختصر عليهم الوقت ويوصلهم الى الشهرة والمال والسلطة.
عمان... فأبو ظبي والبحرين
في 13 آذار/مارس قابلنا فريق Arab's Got Talent في مركز الحسين الثقافي في العاصمة الأردنيّة عمان. وكالعادة وصلنا لنجد المشتركين وقد تجمهروا قرب المدخل منتظرين بدء التسجيل، كاميرتنا إلتقطت بعض الصور بينما وجدنا فرصة للجلوس مع أحد منتجي البرنامج حسين جابر من مجموعة MBC وأجرينا معه حديثاً قصيراً حول Arab's Got Talent، وشروط الإشتراك، فقال إن شروط الإشتراك تتلخص بأمريين أساسيين: أولاً إمتلاك موهبة متميزة وثانياً الرغبة في الفوز وتحقيق النجاح والشهرة بغض النظر عن الجنس أو السن أو الفئة الفنيّة. وأضاف أن برنامج Arab's Got Talent يعتبر أحد أكبر إنتاجات مجموعة MBC لهذا العام ومن المنتظر أن يُعرض نهاية العام الحالي، كما أكد أن اختيار هذا البرنامج جاء بعد دراسة كبيرة للعديد من برامج المواهب الغربية، لافتا الى ان تقديم برنامج مواهب على MBC هدفه الافساح في المجال للمواهب الأخرى غير التقليديّة وإظهارها للعالم كله، وخاصة تلك التي تتميز بأصالتها وإرتباطها بالتراث المحلي العربي.
بعد عمان، شدّ فريق العمل الرحال إلى العاصمة الإماراتيّة أبوظبي في الخامس عشر من الشهر عينه، وكان التجمّع في منظمة أبو ظبي للفن والفولكلور. لم نتمكن من لقائهم هناك، غير أننا علمنا أن تجربة الأداء كانت غنية بالكثير من المواهب وإن كانت الأغلبيّة العظمى ممن يملكون موهبة الغناء الشرقي والغربي...
تجربة الأداء في البحرين لها خصوصيتها، ففي 17 آذار/مارس كان الموعد في فندق غراند إليت في المنامة. عشرات الأشخاص جاؤوا من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين طبعاً، بعضهم يحمل آلته الموسيقيّة أو كرة قدم، ومن بينهم مجموعة من الشباب السعودي موهبتهم «الستاند اب كوميدي» أو العرض الكوميدي الفردي.
القاهرة... يوم واحد لا يكفي
في حديثنا مع حسين جابر في الأردن تساءلنا عن سبب تخصيص يومين للقاهرة فأجاب: «بناء على تجاربنا السابقة في برامج البحث عن المواهب أؤكد لكم أن يوماً واحداً في القاهرة لا يكفي». وفي الحقيقة أن يوماً واحداً لم يكن كافياً ولا حتى يومين، فقد توافد مئات المشتركين إلى مسرح العتاب في الهرم في 19 و 20 آذار/مارس الماضي وسط حضور بعض الصحافيين. المشاركة المصريّة كانت أكثر من جيدة والمواهب التي تقدمت مفاجئة من حيث الفئات العمريّة وكذلك من حيث تنوع المواهب.
في رحاب المغرب
رحلة برنامج إكتشاف المواهب Arab's Got Talent وصلت إلى المغرب، حيث إستقبل فريق الإعداد مئات المشتركين في الدار البيضاء يوم 22 آذار/مارس في قاعة المركزالثقافي والإجتماعي ثرية السقاة، قبل الإنتقال في اليوم التالي إلى مراكش، وهي المحطة الثانيّة في المغرب. الجدير بالذكر أن القيمين على البرنامج إختاروا أن يجروا تجارب الأداء في مدينتين مغربيتن على عكس الدول الأخرى التي زاروها منذ مطلع الشهر الحالي، وقد أوضح ذلك حسين جابر بقوله: «لا يمكن أن تبحث عن المواهب المغربية دون أن تمر على الدار البيضاء ومراكش، ونحن في مجموعة MBC دأبنا دائماً على إعطاء المغرب العربي عامة والمملكة المغربيّة على وجه الخصوص حصة كبيرة في برامج المواهب التي ننتجها، إيماناً منا بما يملكه الشعب المغربي من مواهب متعددة». واضاف أن تجربة الأداء في الدار البيضاء ومراكش خير دليل على ذلك، فقد تقدم الى البرنامج مئات الأشخاص الذين يتمتعون بموهبة حقيقيّة. بدورنا لاحظنا التنوع الكبير في المواهب التي تقدمت في الدار البيضاء ومراكش، وكذلك الحال بالنسبة الى التنوع العمري للأشخاص الذين تقدموا لتجربة الأداء.
فاطمة الزهراء إبنة السنوات الثماني فاجأت الموجودين بموهبتها الفريدة، الليونة، حيث تتعامل مع جسمها بشكل رائع جداً بحيث تلتف حول نفسها وتتقلب وكأنها خالية من أي عظام. وقد أبدت رغبتها الكبيرة في الفوز بعدما أدت تجربة الأداء أمام فريق العمل ووسط تصفيق كبير من الموجودين في القاعة. وكذلك عبد الرزاق الحكواتي في مراكش الذي أراد بعد أن فاق عمره الستين أن يجد له فرصة معتمداً على خبرته الكبيرة ونجاحاته السابقة في المهرجانات المغربية. وقد تميز المشاركون المغاربة بتنوع المواهب وأصالتها، بحيث تقدم عشرات الأشخاص بعروض خاصة لم تشاهد من قبل، معتمدين في ذلك على موهبتهم في الإبتكار وإبداع كل ما هو جديد. وقد أعرب القيمون على البرنامج عن رضاهم العام عن المواهب التي تقدمت للإشتراك. وبدورنا لمسنا حرصهم الشديد على إفساح المجال أمام جميع من يرغب في التقدم من أصحاب المواهب، حيث يعمد كلٌّ من السيد حسين جابر والمنتجة المنفذة لبرنامج Arab's Got Talent الأنسة سابين سرقس إلى التعامل بحرَفيّة عالية مع المشتركين، فيطرحون عليهم العديد من الأسئلة في محاولة منهم لإكتشاف مكامن شخصياتهم...
في مراكش كان لنا حديث مع سابين سرقس إستكملناه بعد ذلك بإتصال هاتفي عقب عودة فريق العمل إلى بيروت من تونس، محطتهم الأخيرة في هذه الجولة. وعن لجنة التحكيم الخاصة بالبرنامج قالت سابين: «لن نعلن الآن عن لجنة التحكيم المؤلفة من ثلاثة أشخاص من ذوي الخبرة الكبيرة في عالم المواهب والفن، بل نترك الأمر مفاجأة لمشاهدي MBC في أولى حلقات البرنامج.
ولكن يمكنني أن أقول الآن إنهم جميعاً عرب على خلاف ما قيل في بعض الصحف» وعن مراحل البرنامج والجائزة الأولى أضافت: «هناك جائزة مالية كبرى للفائز في البرنامج سنعلن عنها لاحقاً، أما بالنسبة الى مراحل البرنامج فهي تماماً كما في النسخة الأميركيّة.
ما نقوم به الآن ليس سوى تجربة أداء بحيث تختار لجنة التحكيم خلال الشهر المقبل مجموعة كبيرة من أصحاب المواهب الذين سيتم الإتصال بهم للذهاب إلى بيروت وتقديم تجربة أداء أخرى أمام لجنة التحكيم، وعلى أساسها يتم تحديد من سيشارك في المسابقة». وأكدت سابين أن الجولة التي قام بها فريق العمل خلال آذار/مارس كانت مثمرة جداً، فقد خاض تجارب الأداء المئات من الأشخاص من ذوي المواهب الحقيقية واللافتة. وشددت على أن المشاهد العربي سيُفاجأ حتماً بتنوع المواهب عند العرب، وأضافت: «نحن راضون تماماً عن نتائج هذه الجولة، كما أن المشتركين الذين لم يتمكنوا من ملاقاتنا إلى إحدى الدول وقاموا بالتسجيل عبر الإنترنت كانوا على سويّة عاليّة كماً ونوعاً. الموعد في بيروت إن شاء الله مع بدء تصوير البرنامج، وأعدكم بمواهب فريدة لم نرها من قبل في برامج البحث عن المواهب في العالم العربي».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024