أحمد رمزي.. لم أعتزل الفن
اختار أن يبتعد عن ضوضاء القاهرة ويعيش في الساحل الشمالي مع ذكريات مشوار فني طويل استحق فيه لقب «فتى الشاشة الشقي». إنه النجم أحمد رمزي الذي سألناه لماذا لا يعمل مثل بعض نجوم جيله؟ ففاجأنا بقوله: «لم أعتزل لكن الوسط الفني هو الذي اعتزلني»!
تكلم عن هَوس ابنه بنانسي عجرم، والفنان الذي يُذكّره بشبابه، وكشف حقيقة زواج سعاد حسني وعبد الحليم حافظ. وتحدث أيضاً عن علاقته بفاتن حمامة وعمر الشريف، ورفض لقب «الزعيم» لعادل إمام، وأبدى رأيه في أحمد حلمي ومحمد سعد ومنى زكي. وكشف السبب الذي جعله يتعلم الطهو، متحدثا أيضا عن علاقته بأولاده وأحفاده وشؤون أخرى...
- كيف تمر عليك الأيام حالياً؟
اخترت الإقامة هنا في الساحل الشمالي بهدف الاستجمام والترويح عن نفسي بعيداً عن ضوضاء القاهرة وزحمة المواصلات التي تُزعجني كثيراً، فأنا أعشق الهدوء الذي يُساعدني في التأمل والاسترخاء، واستمتع بأوقاتي هنا حيث أحرص على الجلوس في حديقة المنزل أمام الخُضرة والورود والطبيعة الساحرة، وأحياناً أمشي على شاطئ البحر أثناء غروب الشمس حتى أشاهد منظر الغروب الجميل، بالإضافة إلى جلوسي أمام التلفزيون بشكل دائم، فأنا مدمن مشاهدة المسلسلات الأجنبية والأفلام المصرية وبعض البرامج التلفزيونية. كما أنني أمضي وقتا في سماع الموسيقى، خاصة الموسيقى الغربية التي تُعجبني كثيراً.
- تردد أنك قبلت تسجيل قصة حياتك في برنامج «الجذور» الذي عُرض اخيرا بسبب الحاجة المادية، فهل هذا صحيح؟
لا أحد يستطيع أن يعيش من دون المال لكن موافقتي على الظهور في برنامج كهذا وكشف الستار عن تفاصيل حياتي لم يكونا من أجل المادة فقط، وإنما لأنني اشتقت الى جمهوري ووجدت أنه يحق له أن يعرف من هو أحمد رمزي الإنسان. فالكثيرون يجهلون الجانب الإنساني في شخصيتي ويعرفونني كممثل فقط من خلال الشاشة، وهو ما شجعني على تقديم البرنامج الذي تحدثت فيه بكل صراحة ومصداقية. وقد سعدت جداً بردود فعل الناس وبعض الزملاء ومنهم فاتن حمامة التي اتصلت بي وهنأتني على البرنامج.
- لك تصريح مثير قلت فيه: «لم أحب التمثيل يوماً ما». فما الذي كنت تقصده من هذا التصريح الغريب؟
لم أقل إنني لا أحب التمثيل، لكنني لم أخطط يوماً لأن أصبح فناناً، ولم يكن حلماً لي كما يتصور البعض، وإنما صديقي عمر الشريف هو الذي كان مهووساً بالتمثيل، ولم أشعر بغيرة عندما اختاره يوسف شاهين لفيلمه «صراع في الوادي» كأول عمل له حتى أنني لم أذهب معه ولا مرة إلى الاستديو، ولم أكن حريصاً على مشاهدته في موقع التصوير وتمنيت له التوفيق.
عندما رشحني المخرج حلمي حليم لفيلم «أيامنا الحلوة» لم يكن يعنيني التمثيل أو الفن نهائياً، ووجدت نفسي داخل المجال بالمصادفة واعتبرت الفن مهنة كأي مهنة اعتمدت عليها في بدايتي لكسب الرزق. وبعد ذلك تعاملت مع الفن باعتباره مهنة ليس لديّ غيرها، واكتشفت أنها مهنة صعبة للغاية وعانيت كثيراً، خاصة أن التمثيل في حد ذاته يتطلب مجهوداً كبيراً يُرهق الفنان وينعكس سلباً على صحته فيجعله يصل الى الشيخوخة قبل الأوان. ولعل عمر الشريف هو من فتح شهيتي على التمثيل وجعلني أحبه.
- البعض أكد زواج عبد الحليم حافظ وسعاد حسني، فعلى أي أساس تنفيه أنت؟
العندليب وسعاد حسني لم يتزوجا وأنا كنت مقرباً منهما فترة طويلة، وكنت أشاهدهما لحظة بلحظة ولا يفارقانني أبداً. ربما كانت هناك علاقة بينهما لا أعلم مسماها، «قصة حب» أو غيرها، لكنني أجزم بأنهما لم يتزوجا لا عرفياً ولا رسمياً كما أشاع البعض. هذه كذبة.
- كيف تسير علاقتك حالياً بفاتن حمامة؟
فاتن هي أقرب فنانة إلى قلبي من جيلي وأعتز بها للغاية ونتبادل الزيارات والاتصالات الهاتفية، واعتبرها من أكثر الفنانات تلقائية وطبيعية. وغالباً ما تأتي إلى الساحل الشمالي كل صيف فتزورني، ونستعيد ذكريات الزمالة والصداقة، وهذا يُسعدني كثيراً.
- هل صحيح أنك كنت تغار بشدة من رشدي أباظة؟
بالعكس هو كان صديقي وأنا التقيت رشدي أباظة للمرة الأولى في فيلم «تمر حنة» واقتربت منه كثيراً كإنسان، وامتدت علاقتنا 10 سنوات كنا نخرج يوميا خلالها ونسهر معاً. وهو كان «جدع» وابن نكتة ويتمتع بروح مرحة، لكن علاقاته العاطفية كانت كثيرة، لأنه لم يكن يستطيع أن يعيش من دون امرأة.
- البعض يؤكد أن الفن مهنة غدارة فهل كان لديك هذا الهاجس؟
بالتأكيد الفن مهنة ليس لها أمان، فهي على كف عفريت وليست مضمونة طبعاً. لذا كنت أعمل في مجال التجارة الى جانب الفن. ونفذت كثيراً من المشاريع ولكنني فشلت فشلاً ذريعاً، فأنا رجل أعمال فاشل، ولكنني ناجح في الادخار من دون أن يكون هذا بخلاً، وعمري ما اعتمدت على دخلي من الفن ولو كنت فعلت ذلك لكنت أعاني الجوع الآن.
- وهل نجحت في أن تؤّمن حياتك مادياً بعيداً عن التمثيل؟
لا أستطيع أن أقول إنني أمنت حياتي مادياً لأن الحظ لم يوفقني في مشاريعي التجارية لذا خسرت أموالاً طائلة، وكنت سأسجن بسبب ذلك. ويمكنني القول إنني مستور الحال وأعيش حياة كريمة ولا ينقصني شيء، وأتمنى الستر والصحة من الله ولا اريد غير ذلك. فأنا قنوع جداً و راضٍ بما قسمه الله لي.
- هل يمكن أن تمثل الآن أم أنك في حالة اعتزال؟
أكشف للمرة الأولى أنني لم اعتزل ولكنهم اعتزلوني بمعنى أنني لم أعد أتلقى أي عروض من أي نوع، ووجدت تجاهلاً غريباً من قبل المنتجين والمخرجين لذا فضلت العزلة وليس الاعتزال، وابتعدت تماماً رغم أنني لم أفرض أي شروط خاصة بالأجر أو بطبيعة أدواري أو حجم نجوميتي أو شيء من هذا القبيل. شعرت بالغربة فانتحيت جانباً وانعزلت.
- إذا كانت لديك الرغبة في التمثيل فمع مَن مِن المؤلفين والمخرجين والنجوم تحب أن تعمل؟
شاهدت فيلم «حين ميسرة» للمخرج خالد يوسف وأعجبني كثيراً، فهو مخرج مبدع ومتميز وله رؤية صائبة في أعماله، ويشرفني العمل معه. وأيضاً تُعجبني المخرجة إيناس الدغيدي، وسبق أن عملت معها في فيلم «الوردة الحمرا» واستمتعت. وللأسف لا يلفت نظري آخرون من المؤلفين والمخرجين في الساحة. أما من النجوم فقد أعجبني أداء أحمد السقا في أفلام عدة مثل «تيتو» و«حرب أطاليا». وتعجبني منى زكي، وأجد أنها والسقا يتمتعان بكاريزما خاصة تميزهما عن غيرهما من نجوم هذا الجيل.
- وما رأيك في نجمات مثل منة شلبي وحنان ترك ونيللي كريم؟
لا أعلم عنهن شيئاً. ورغم وجود صداقة بيني وبين الفنانة الراقصة زيزي مصطفى، وهي إنسانة رائعة وطيبة جداً، لا أعلم أن لديها ابنة اسمها منة شلبي دخلت الفن وأصبحت نجمة. ولم أسمع أبداً عن حنان ترك وربما لم أشاهد أي أعمال لها على الإطلاق.
- هل شاهدت الأفلام الجديدة التي عُرضت حديثا في دور العرض؟
لست من هواة الذهاب إلى السينما ومشاهدة الأفلام الجديدة. قد يقع نظري على إعلاناتها في التلفزيون فقط، ولكنني لا أتذكر أسماءً بعينها. ما يلفت نظري هو الابتذال والإسفاف في الأفلام التي لا ترقى إلى المستوى الفني المطلوب.
- من يستحق لقب الفتى الشقي الآن؟
يُعجبني أحمد السقا في أدائه التمثيلي ونشاطه الفني الذي يُذكرني بشبابي، ولكن لا أرى أن هناك فناناً يُشبهني كأحمد رمزي. فلكل فنان ما يميزه عن غيره، وإلا أصبحنا نسخا بعضنا من بعض.
- ما هو الفيلم الذي قدمته وتُحب أن تراه أكثر من غيره؟
لا تستهويني مشاهدة نفسي في أفلامي بل أكره ذلك للغاية وأشعر بملل فظيع ولا أفعل ذلك نهائياً. لكن أقرب الأفلام إلى قلبي هو «ثرثرة فوق النيل»، خاصة أنني سعدت بالعمل مع المخرج العبقري حسين كمال في أول تعاون بيننا. وأذكر أن العمل أحدث ضجة في الوسط الفني بسبب المشكلات التي واجهته مع الرقابة، إلا أنه نجح نجاحاً كبيراً.
- الفنان عمر الشريف في إحدى حفلات تكريمه قال: «الفن ليس له قيمة والفنانون لا يستحقون هذه الملايين من الجنيهات والأولى بها المخترعون والعلماء»، فهل توافقه الرأي؟
عمر صديقي فعلاً ولكننا افترقنا ولم نعد نلتقي بسبب ظروف العمل والسفر ومشاغل الحياة وهمومها. اختلف معه في هذه المقولة، فالفن مهنة شاقة والفنان يبذل مجهوداً كبيراً لكن الأجور التي أسمع عنها الآن مبالغ فيها بالفعل. وبالمناسبة أنا كنت أول فنان يرفع أجره بين نجوم جيلي حين كان كل فنان يتقاضى 400 جنيه، إلا أنني أصررت على 800 جنيه عن دوري في فيلم «غريبة» مع نجاة. ورغم رفض المنتج نجيب رمسيس في البداية فإنه وافق على طلبي في نهاية المطاف.
- وما رأيك في عادل إمام؟
عمري ما شاهدت له مسرحية أو فيلماً، ولا اعترف بلقب «الزعيم» الذي يُطلق عليه.
- وهل شاهدت أياً من نجوم الكوميديا الجدد؟
شاهدت فيلم «زكي شان» لأحمد حلمي وأعجبني جداً لأنه يُقدم كوميديا حقيقية تعتمد على التفكير وليس الحركة فقط كما يحدث هذه الأيام. وقد شاهدت أفلاماً للفنان محمد سعد خاصة فيلم «اللمبي»، ووجدت أنه مبالغ في إفيهاته وحركاته ولم يُعجبني إطلاقاً، فأنا أفضل الضحك بالعقل.
- هل تتابع المطربين وما رأيك في تامر حسني وعمرو دياب ونانسي عجرم؟
لا أعلم من هو تامر حسني، ويُعجبني صوت عمرو دياب وأحب سماع أغانيه لأنه موهوب فعلاً، وهاني شاكر يتمتع أيضاً بصوت عذب، وقد قابلته كثيراً في باريس وعرفته عن قرب فهو إنسان مهذب ومحترم. أما نانسي عجرم فأنا أعرفها لأنها مطربة ابني المفضلة. ابني معاق ومتعلق جداً بنانسي عجرم ويحرص دائماً على شراء ألبوماتها الغنائية، وهو مهووس بها للغاية خاصة أغنيتها «شخبط شخابيط» التي قدمتها للأطفال. وأرى أن المطربين تزايد عددهم بشكل كبير وغريب مقارنة بالماضي ولا يوجد تمييز بين الأصوات. كما أن كثيراً من المطربين يغنون بأجسامهم وليس بأصواتهم أي أنهم يستعرضون أنفسهم وليسوا موهوبين، وهذه كارثة في عالم الغناء.
- من هي الفنانة العالمية التي تُعجبك وتحرص على مشاهدة أفلامها، وفي المقابل من لا تُعجبك؟
تُعجبني جوليا روبرتس ولا تُعجبني أنجيلينا جولي نهائياً، وأشعر بأن وجهها نحيف جداً.
- حدثنا عن زوجاتك وهل كنت تحبهن جميعاً؟
تزوجت ثلاث مرات. زوجتي الأولى كانت عطية الله الدرمللي وأنجبت منها ابنتي باكينام، وانفصلنا بسبب غيرتها الشديدة عليّ من المعجبات مما عكر صفو حياتنا. ثم تزوجت الراقصة نجوى فؤاد واكتشفنا أننا مختلفان كثيراً في الطباع فانفصلنا بعد عشرين يوماً من زواجنا. أما آخر زوجة فكانت سيدة إنكليزية تُدعى نيكولا وأنجبت منها ابني نواف وابنتي نائلة، وهي تعمل محامية. والواقع أنني أحببت كل واحدة منهن وحتى الآن أتذكرهن بالخير، وأكن لهن كل احترام وتقدير.
- هل كانت في حياتك قصة حب لم تنته بالزواج؟
قصص حب كثيرة. كنت شقياً للغاية منذ صغري، وفي الثامنة من عمري كنت أصادق الفتيات وأرتبط معهن بقصص حب، وكانت الفتيات يلاحقني في كل مكان ويرسلن إلي رسائل غرامية وأنا لا اهتم. وأذكر ان والدتي كانت صديقة لزوجة عبود باشا وكان لديه ابنة وكانوا يحلمون أن ارتبط بها لكن لم يحدث لأن الزواج قسمة ونصيب.
- كيف تسير علاقتك بأولادك؟ وماذا عن ابنك «المعاق»؟
أولادي هم أصحابي والأقرب إلى قلبي وعلاقتي بهم فيها نوع من الحميمية والصراحة والوضوح، فأنا أقيم في منزل ابنتي نائلة وهي وباكينام تزورانني من حين الى آخر وتطمئنان اليّ هاتفياً يومياً. أنا أب حنون وأحب أولادي ولم أحرمهم شيئا أبداً. وأحفادي هم الأهم في حياتي الآن، وخاصة حفيدي رمزي الذي يبلغ الثامنة من العمر فهو شقي للغاية ويكسر كل شيء في المنزل، وأنا أشعر بسعادة بالغة عندما أشاهدهم يلعبون ويجرون هنا وهناك بالمنزل. أما ابني المعاق نواف فقد علمني أشياءً كثيرة أهمها الصبر والتروي في الأمور فهو في الـ38 من عمره ويسافر بصفة دائمة إلى لندن حيث التسهيلات هناك أكثر للمعاقين.
- لماذا لم يتجه أي من أولادك الى الفن؟
ليس لديهم أي ميول فنية وليسوا مهتمين بالشهرة والنجومية بل يكرهون الأضواء، ولم أجبرهم على شيء أو أفرض عليهم مجالاً معيناً.
- ماذا تقرأ؟
أحرص على قراءة كتب الطهو واحتفظ بكتاب كموسوعة لجميع المأكولات الشرقية والغربية والحلويات بأنواعها المختلفة للطاهية نظيرة نيقولا. ويعد الطهو من هواياتي المفضلة، ولا أحد يتفوق عليّ في صنف الفيليه المشوي فأنا بارع فيه للغاية.
- ما الذي دفعك الى تعلم الطهو؟
الحكاية جاءت بمحض الصدفة بواسطة صديق أخي ويُدعى سيد. وهو فنان في الطهو وعلمني أصول الطهو وأكلات غريبة. ولكنني شخصياً قررت أن أتعلم الطهو حتى لا تذلني أي امرأة أيا كانت.
- هل توقفت عن التدخين؟
أنا إنسان قوي الإرادة وبالفعل قررت أن أتخلى عن كل شيء أشعر بأنه يحاول إخضاعي. كنت شرهاً في التدخين لكنني امتنعت عنه منذ عامين.
- ما حكاية اللوحات الثلاث التي تحتفظ بها في بيتك؟
لوحة من صديقي الفنان التشكيلي رؤوف عبد المجيد رحمه الله، ولوحة أخرى من صديقتى إيمي معتوق، ولوحة من صديق عزيز يقيم في اوستراليا. أعتز بهذه اللوحات للغاية واحتفظ بها منذ مدة طويلة كذكرى منهم.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024