تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

بينيلوبي كروز: أطالب بالمساواة في الأجور بين الجنسين ووقف العنف الجسدي ضد النساء

بينيلوبي كروز: أطالب بالمساواة في الأجور بين الجنسين ووقف العنف الجسدي ضد النساء

بينيلوبي كروز

الحوار مع النجمة العالمية الموهوبة والجميلة بينيلوبي كروز ممتع وشيّق، ويبدأ من فيلمها المقبل 355 وصولاً الى أسرار جمالها ورشاقتها واحتفالها بمرور عشر سنوات على شراكتها مع دار "لانكوم" الفرنسية، كما يتطرق الى أهمية تمكين المرأة، ومفهومها للسعادة والحياة المترفة.

قدوة نسائية

- فيلمك المقبل 355 الذي تشاركك التمثيل فيه جيسيكا شاستينولوبيتانيونغو عبارة عن فيلم تشويق جاسوسي. ما الذي دفعك للمشاركة في هذا العمل؟ وهل كان لطاقم الممثّلين والشخصيات النسائية الرئيسية دور في القرار الذي اتّخذته؟

التصوير جرى في لندن خلال صيف 2019 وامتدّ لفترة طويلة دامت ثلاثة أشهر. لقد خطّطنا للتصوير في الصيف لتمضية الوقت معاً،

لأن غالبية الممثّلات في الفيلم أمّهات لأطفال صغار. لا بدّ لي هنا من ذكر المخرج سيمون كينبرج، فهو رائع وكاتب عظيم أيضاً، وأنا على ثقة بأنّ الفيلم بفضله سيكون مبهراً. يعرض الفيلم قصّة جاسوسية تتّسم بذكاء حادّ ولا تشبه سواها، فالنساء فيها يعملن على إنقاذ العالم ولا يحتجن الى مساعدة أيّ رجل. أؤدي في الفيلم شخصية امرأة تنضمّ فجأة إلى المهمّة، لكنّها تشعر أحياناًوكأنّها سمكة خارج الماء... وهذا أكثر ما جذبني إلى الشخصية. فهي لا تعرف كيف تتعامل مع الوضع من كل جوانبه، لأنّها ليست عميلة، بل طبيبة نفسية تعالج العميلات. أعتقد أنّها قصّة مميزة وخارجة عن المألوف.

- مع انطلاقنا في عقد جديد، يتمّ التداول كثيراً في موضوع تمكين المرأة، فما رأيك؟

لقد حدث تحوّل ملحوظ في السنوات الأخيرة، لكن هذه ليست سوى البداية. أوّلاً، يُطرح دائماً هذا السؤال على النساء في قطاعنا، وعليهنّ التحدّث بلسان النساء في القطاعات الأخرى،واللواتي لا أحد يسألهنّ ما إذا كنّ يعملن في أجواء من المساواة والاحترام. العالم يشهد تغييراً، لكن لا يمكننا القول إنّنا وصلنا إلى الهدف المنشود. علينا قطع شوط كبير لتحقيق المساواة. من المهمّ أيضاً أخذ خطوات جدّية لحماية النساء اللواتي يعانين سوء المعاملة. كذلك من المحقّ المطالبة بسدّ فجوة الأجور بين الجنسين، لكنّ ثمّة قضايا أخرى أكثر خطورةًاليوم، ويجب إيلاؤها الأهميّة، كالعنف الجسدي.

- لك سجلّ حافل بالانخراط في الأعمال الخيرية عبر اتّباع نهج عملي مباشر. ماذا يعني لك ذلك؟ وما هي القضايا الأعزّ على قلبك؟

أريد الاستمرار في دعم مؤسّسة Unoentrecienmilالتي تجمع الأموال لبحوث تُعنى بسرطان الأطفال، ومتابعة العمل مع مؤسّسةRED o ONEعندما يحتاجون إليّ، فهم يقومون بعمل رائع. كما أتأثّر بالقضايا البيئية وكلّ ما يتعلّق بطفلَيّ.


أخبار في الأفق

- فيلم WaspNetworkللمخرج أوليفيير أسايا سيعُرض في مهرجانَيْ "البندقية" و"سان سيباستيان" السينمائيين وقد حصلت على مراجعات ممتازة من النقّاد...حدّثينا عنه؟

يحكي هذا الفيلم قصّة مبهرة للغاية. لقد أحببتُ السفر إلى كوبا، ولعب دور كوبية مع العمل على اللهجة. بالنسبة إليّ، كانت التجربة رائعة بكلّ معنى الكلمة.

- إحدى مميّزاتك التمثيل بلغات مختلفة واعتماد أيّ لهجة، مهما كانت. هل هذا تحدٍّ تواجهينه؟

أن أمثّل بلغات ولهجات مختلفة غير لهجتي أو لغتي الأم، هو تحدٍّ مثير للاهتمام ويستلزم بذل جهد أكبر بكثير، لكن هذا أجمل ما في الأمر. عندما يتوجّب عليّ القيام بذلك، أعلم أنّ عليّ تكريس ثلاثة أشهر لأستعدتماماً وأتمكّن من الارتجال في تلك اللغة أو اللهجة. لقد أدّيت أدواراً تمثيلية بأربع لغات مختلفة ولهجات متعدّدة، ولا يزال أمامي الكثير...

- تصوّرين حالياً فيلم Official Competition لمخرجَيْ The Distinguished Citizen، ماريانو كون وجاستوندوبرات، ماذا عن هذا العمل؟

أستمتع بتصوير هذا الفيلم. كنت أتوق لتأدية دور كوميدي بالإسبانية بعد مرور السنوات وبمشاركة شخصين رائعَين، وأعني بهما ماريانو كونوجاستوندوبرات، وممثّلَين مبهريَن هما أوسكار مارتينيز وصديقي أنطونيو بانديراس. وجدت أنّ السيناريو ممتاز وطريف، أمّا شخصيّتي فمجنونة وغريبة الأطوار...هي عبارة عن مخرجة أفلام تظنّ أنّهادائماً على حقّ.


عقد من الزمن مع Lancôme

- ما الذي تعنيه لك العلاقة التي تربطك بدار Lancôme بعد مرور 10 أعوام على اختيارك سفيرةً للعلامة؟

علاقتي بـ Lancôme مفعمة بالسعادة منذ البداية. أول حملة شاركت فيها لـ Lancôme كانت لعطر Trésor،وكان ذلك رائعاً بالنسبة إليّ. أُعجبتُ بحملات عطر Trésorمنذ أن شاهدت لقطات بيتر ليندبيرغ لإيزابيلا روسيللينيحين كنت بعد في سنّ المراهقة. Trésorكان عطري الأوّل: فبعد متابعتيللحملة، رأيته في المتجر وطلبت من والدَيْ أن يشترياه لي. 2020 عام مميّز جدّاً لأنّني أحتفل فيه بمرور 10 أعوام على انطلاق شراكتي مع Lancôme،كما يشهد على مرور 30 عاماً على تدثّري بـTrésor، فهو عطري المفضّل.

- هل تشعرين بمفهوم الجمال، وهل تغيّرت المعايير المحدّدة للمرأة الجميلة بحسب المجتمع خلال العقد الذي مثّلت فيه علامة Lancôme كسفيرة لها؟

تمّ إحراز تقدّم كبير في هذا الجانب خلال العشرين سنة الأخيرة. فقد فُتحت أبواب كانت مغلقة، إلاّ أنّ الطريق أمامنا ما زالت طويلة. وهذا انعكس أيضاً في قطاع صناعة الأفلام. لقد كان من الصعب جدّاً أن تلعب ممثّلة لاتينية دوراً لم يُكتب لها خصيصاً. لكن الآن يعكس القطاع ما تشهده الشوارع بشكل أكبر. في السابق، لم نكن نرى التنوّع الحالي في حملات مستحضرات التجميل، على أغلفة المجلاّت أو في أيّ مكان آخر. لقد تغيّر ذلك تدريجياً في الفترة الماضية، لكن ما زال علينا تحسين الكثير... لطالما كانت Lancômeرائدة في هذا المجال، فللعلامة سفيرات من كل الأعمار (بين 20 و 60 سنة أو أكثر) ومن جنسيات وأعراق مختلفة. يجب أن يكون ذلك عادياً وطبيعياً، ومن بين الأمور الكثيرة التي تجعلني أفتخر بانتمائي إلى عائلة Lancôme.

- هل ترين أنّك تغيّرت خلال السنوات العشر الأخيرةمن حيث المظهر وطريقة التفكير؟

من غير الطبيعي ألاّ أتغيّر. فالحياة تغيّرنا كلّ يوم، داخلياً وخارجياً. لكن عندما ننظر إلى أنفسنا في المرآة طوال الوقت، نعجز عن ملاحظة التغيّرات التي تطرأ علينا. فمن حيث المظهر، الصحّة هي الأهمّ، وبعدما أصبحت أمّاً، صرت أهتمّ أكثر فأكثر بمجال التغذية. قبل الأمومة لم أكن ألتفت الىالخصائص الغذائيةللأطعمة التي كنت أتناولها، أما حالياً فأحرص على ذلك.

- "لانكوم"علامة متجذّرة في الإرث الفرنسي. لكنّك، مثلالكثيرات من سفيرات العلامة، لست فرنسية. هل ثمّة ما يجمعك بإرث Lancôme الفرنسي؟ ما الذي يلفت انتباهك في المقاربة الفرنسية للجمال؟ وماذا يضيف إرثك الإسباني إلى دورك كسفيرة للعلامة؟

لطالما كانت فرنسا قدوةً من حيث الأسلوب، الرقي والأناقة. في رأيي، تمثّل نساء مثل أنوك إيمي، كاترين دونوف، جولييت بينوش، وجاكلين بيسيه نوعاً ملهماً جدّاً من الجمال. ومن جهة أخرى، تتأثّر كلٌّ من السفيرات بالمكان الذي تأتي منه، وهو يخبر عنها الكثير. من هذا المنظار، تضفي كلّ واحدة منّا نفحةً من ثقافتها الخاصّة. وأنا أجد تنوّع خلفيات سفيرات Lancômeمثرياً جدّاً.

- مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في العقد الأخير، لاحظنا تغيّرات جذرية في كيفيّة الاطّلاع على آخر الصيحات في عالم الجمال وأحدث المنتجات المطروحة. كيف هي مقاربتك لوسائل التواصل الاجتماعي؟

ارتباطي بوسائل التواصل الاجتماعي محدود؛ فأنا أستخدم تطبيق "إنستغرام" لمواضيع متعلّقة بالعمل، لكنّني أشعر بتأثيره خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بقضايا محددة، عزيزة جدّاً على قلبي، مثل الترويج لمؤسّسات ومنظّمات غير حكومية معيّنة، أو جمع الأموال لبحوث متعلّقة بـ"لوكيميا" الأطفال، وزيادة الوعي بهذا المرض، كما نفعل فيالحملة الخاصّة بوثائقي Soy unoentrecienmil من إخراجي. كذلك أتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بما هي وسيلة فعّالة لنقل رسالة مباشرة من دون الحاجة إلى تمريرها عبر طرف آخر.

لكنّ لوسائل التواصل الاجتماعي جانباً مظلماً أيضاً علينا تجنّبه. يخيفني كثيراً التأثير المؤذي لبعض الشبكات الاجتماعية غير الخاضعة للرقابة، بخاصّة على الأطفال والمراهقين. يجب على وسائل التواصل الاجتماعي أن تنشئ آليات حماية لأصغر المستخدمين العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم، والذين هم الأكثر عرضةً للأذى. وبما أنّ معظم المتقدّمين في العمر لم ينشأوا في ظلّ وسائل التواصل الاجتماعي، أعتقد أنّ الكثير منهم غير مجهّز لتفادي هذا الخطر وإنشاء أساليب دفاعية فعّالة ضدّه. أرى أنّ عواقب بعض الشبكات الاجتماعية غير الخاضعة للرقابة أكثر خطورةً بكثير ممّا نتخيّله، إلاّ أنّني على ثقة بأنّنا سنشهد قريباً ظهور أشكال وطرق حماية ليست موجودة الآن.

- من هنّ الأيقونات اللواتي تأثّرتِ بهنّ في مقاربتك للأزياء والجمال؟ هل تساورك فكرة أن تكوني أيقونة؟

أودريهيبورن ومارلين مونرو هما أيقونتاي المفضّلتان منذ صغري. لقد أثّرت فيّ أودريمن خلال أفلامها مثل Roman Holiday، Love in the Afternoon، Sabrina، Two for the Road، وWait Until Dark. وإلى جانب أنّها إحدى الأيقونتين المفضّلتين بالنسبة إليّ، أحببتُ مارلين مونرو في أفلام مثل ThePrince and the ShowgirlوSome Like It Hot. لطالما اعتقدت أنّه تمّ التقليل من شأن مارلين كممثّلة. فقد كانت ظاهرة اجتماعية، وأظنّ أنّ ذلك ساهم في حجب موهبتها.

عندما يدعونني "أيقونة"، لا آخذ الأمر على محمل الجدّ، فأنا لا أستطيع أن أرى نفسي كذلك، بل أعتبر أنّني طالبة لا تتوقّف عن طلب العلم؛ ممثّلة تقبل تحدّياً جديداً وتبدأ من الصفر في كلّ واحد من أفلامها. في هذه المهنة، يخطئ من يعتقد أنّ الممثّل يصل إلى مستوى معيّن يصبح فيه متمكّناً بامتياز. آمل أن يبقى هذا شعوري على الدوام، فهذا التفكير يضمن حفاظي على احترامي لذاتي وصحّتي العقلية.


الجمال

- كيف تصفين العادات الجمالية اليومية لبينيلوبي كروز؟وما هو نظامك الصباحي والمسائي للعناية بالبشرة؟

أتّبع نظام العناية بالجمال نفسه صباحاً ومساءً، بحيث أنظّف بشرتي وأطبّق عليها المستحضرات المرطِّبة. لا أضع الماكياج كلّ يوم،لكن دائماً أضيف لمسة لون ناعم إلى جانب الماسكارا، مرطّب الشفاه، وكريم الوقاية من الشمس إن كنت سأمضي وقتاً طويلاً في الخارج، كما أختار واحداً بدرجة حماية عالية إذا كنت متوجّهة إلى الشاطئ. وقبل أي شيء، أستخدم "سيروم"، كريم العيون وكريم الوجه من مجموعة Génifique. دائماً ما أزيل ماكياجي قبل الخلود إلى النوم، وهذا مهمّ جدّاً لبشرتي.

- هل من عادات جمالية اكتسبتها أنتِ وشقيقتك من والدتك؟

لقد أمضيت وقتاً طويلاً في صالون التجميل التابع لأمّي كطفلة ومراهِقة، وكنت أشاهدها هي والنساء العاملات معها. لقد تعلّمت هناك القيام بالقليل من كلّ شيء: القصّ، التجعيد، تمليس الشعر، إزالة الشعر بالشمع، التلوين، وضع لُفافات الشعر... إلخ. لذا، يمكن هذه المهنة أن تكون وظيفة بديلة لي.

- تحدّثت قبل قليل عن أهميّة الطعام الصحي وأسلوب الحياة المتوازن... هل ما زلت تعتمدين ذلك؟

لطالما اعتنيتُ جيّداً بنفسي وحافظتُ على أسلوب حياة صحّي. لم أحتسِ يوماً الكحول، لكنّني كنت مدخِّنة لسنوات معدودة، لأنّ أحد الأدوار التي أدّيتها استلزم ذلك، وراق لي التبغ لبعض الوقت، لكنّني أقلعت عن التدخين عندما قرّرت أن أصبح أمّاً. وكما سبق أن ذكرت، أُولي اهتماماً كبيراً للطعام الذي أتناوله. لقد أمضيت أوقاتاً طويلةفي القراءة والاطّلاع على موضوع التغذية لأفهم ماهية الطعام الصحي والمتوازن. آمل أن أنقل ذلك الى طفلَيّ. في نهاية المطاف، هما يتعلّمان ممّا يريانه، وليس فقط ممّا أقوله لهما.

- ما هو أسلوبك في التدثّر بالعطر؟

أضع العطر على معصمَيّ، أرشّ القليل منه على عنقي، وأحياناً على ملابسي وشعري.


عطر لا أتخلّى عنه

- تحدّثت عن الصلة القويّة التي تربطكبـLancôme، وبالأخص كيف أنّ عطر Trésorورائحة أقلام أحمر شفاه هذه العلامةيعيدان إلى ذهنك ذكريات الطفولة والمراهَقة... بمَ يذكّرانك بالتحديد؟

أجل، أحبّ بالأخصّ رائحة أقلام أحمر الشفاه لأنّها تذكّرني بجدّتي. كما يعيد عطر Trésor إليّ الكثير من الذكريات الجميلة والقويّة من مرحلة دقيقة في حياتي، هي سنّ المراهَقة. كان هذا العطر الأوّل الذي حصلت عليه كهدية، والذي تعطّرت به معظم الأوقات.

- باعتبارك وجه عطرTrésor، كنت أيضاً نجمة حملات عدّة لنِسخ جديدة من هذا العطر. هل من إصدارات بقيت عزيزة على قلبك، أم ما زالت تجدين نفسك تعودين لاستعمال الإصدار الأصلي؟

أحبّ كثيراً La Nuit Trésor، لكن كلّ نسخ العطر رائعة فعلاً. في الحقيقة، الكثير من ذكرياتي مرتبط بالعطر الأصلي، لأنّه العطر الذي أضعه منذ المراهَقة.

- Trésor عطر يشيد باللحظات الثمينة. هل تُجيدين عيش اللحظة والاستمتاع بالأوقات المميّزة، أم أنك تدركين قيمة هذه اللحظات بعد انقضائها؟

إحدى أبرز الصفات الحميدة التي أتمتّع بها هي قدرتي على الاستمتاع وتقدير الأمور الجيدة في الحياة. وهذه ميزة أمتلكها منذ صغري. من هنا أستمدّ سعادتي. أنا متفائلة دوماً، وعندما لا تسير الأمور جيّداً، أستجمع قواي وأحاول إعادتها إلى نصابها، وأكون واثقة بأنّ كلّ شيء سيسير على خير ما يُرام. لكنّني أيضاً واقعية، فتفاؤلي لا يمنعني من رؤية الأمور كما هي. لقد استأنفت جلسات التأمّل أخيراً، وهذا يساعدني فعلاً على الاستمتاع باللحظة. وعلى غرار التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية في الجسم، تساعد جلسات التأمل على تعزيز الصحّة الذهنية. لذا، فإنّ ممارسة التأمّل يومياً تحسّن من قدرتي على عيش اللحظة والاستمتاع بها.

- منذ اختيارك سفيرةً لـ Lancôme شهدِت على إطلاق العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة... ما هي التي أحدثت فارقاً بالنسبة إليك؟

تشكيلة Génifique. فلا شكّ في أنّك ستشعرين بفارق كبير بعد أيّام عدة من استعمالها، ما يعني أنها من المنتجات الأكثر مبيعاً حول العالم. كذلك الأمر، أنا وجه ماسكاراHypnôseالمبهرة، والتي تعطي نتائج فعليّة مدوّية. كما أرى أنّ جماليات الحملات الإعلانية وجودة المستحضرات رائعة إلى أبعد الحدود. فهي لا تضلّل أحداً وتفي بوعودها، وهذا أمر مهمّ جدّاً بالنسبة إليّ.


السعادة

- هل ترين أنك إنسانة سعيدة؟

أرى نفسي سعيدة، وكماذكرت، أنا واقعية ومتفائلة.

- ما هو تعريفك للسعادة؟

هي القدرة على الاستمتاع بالأمور الجيّدة في الحياة، واستغلال الظروف على أفضل نحو، مهما كانت.

- إن كانت السعادة لوناً، فما عساه يكون؟

لون الشمس.

- إن كانت السعادة صوتاً، فما عساه يكون؟

ضحكة الأطفال.

- إن كانت السعادة رائحة، فما عساها تكون؟

Trésor.

- إن كانت السعادة صورة، منظراً، أو تحفة فنية، فما عساها تكون؟

البحر.

- إن كانت السعادة إحساساً، فما عساه يكون؟

الحبّ.

- إن كانت السعادة كلمة، فما عساها تكون؟

التناغم.

- متى كانت آخر مرّة شعرت فيها بالسعادة الغامرة؟

ليس منذ وقت طويل... عندما كنت أعانق طفلَيّ.

- من المستحيل أن نبقى سعداء طوال الوقت. ماذا تفعلين لتغيّري مزاجك وتصبحي أكثر سعادةً؟

أمارس التأمّل التجاوزي.

- متى تشعرين بأكبر قدر من السعادة؟

لديّ عمل أعشقه، وأستمتع بممارسته، لكننّي أحبّ أيضاً وقت فراغي، وأولويّتي تمضية أطول الأوقات مع عائلتي.

- عنادك هو من أكثر نقاط قوّتك وضعفك في آن معاً. هل لا يزال ذلك قائماً؟ وهل تتمكّنين من تحقيق التوازن بين المثابرة والمساومة؟

ربمايكون عنادي قد أثّر فيّ أكثر في سنّ المراهَقة، إذ لم يكن أمامي بعدها إلاّ أن أتعلّم الإصغاءلا إبداء الرأي فحسب. أعتقد أنّ السرّ يكمن في تحقيق هذا التوازن.


رحلة في الماضي

- فلنتعرّف إلى بينيلوبي المراهِقة. في تلك المرحلة، كنت قد تلقيتِ دروساً في الرقص لسنوات، وعلى وشك البدء في مسيرتك التمثيلية. إذا كان في وسعك التكلّم إلى تلك المراهِقة الآن، هل من نصيحة تسدينها إليها؟

سأحضّها على الإيمان بنفسها وقدراتها، وأن تعمل جاهدةً. ومن المهم أن تخصّص وقتاً للراحة. لطالما عملتُ كثيراً ومن دون انقطاع، ولا بد من الراحة.

- ولنتحدّث إلى بينيلوبي في عشرينياتها. لقد خضت غمار التمثيل للمرّة الأولى مع بيدروألمودوفار، ومسيرتك العالمية على وشك أن تنطلق بطريقة مبهرة. ما الذي تقولينه هنا لبينيلوبي؟

إنّه لأمر غريب، ولكن سأتوجّه إليها بنفس النصيحة إذ أدعوها لتأخذ قسطاً أكبر من الراحة. لقد عملتُ وسافرتُ كثيراً في تلك الفترة،وكانت رحلاتي طويلة جدّاً، وأستيقظ في منتصف الليل لأردّ على رسائلي الإلكترونية. في ذلك الوقت، تمكّنت من تصوير أربعة أفلام في سنة واحدة.

- حان وقت التحدّث إلى بينيلوبي في ثلاثينياتها. حياتك المهنيّة حافلة جدّاً، وفي السنوات المقبلة ستتزوّجين وتؤسّسين عائلة. ما هي النصيحة التي تسدينها إلى نفسك الآن، بعين الخبرة، حول العلاقات والأمومة؟

هذه السنوات ليست بعيدة، فقد أصبحت أمّاً في سنّ الـ37. لم أكن يافعة ولا متقدّمة في السنّ أيضاً. وكأنّني كنت أخطّط وأتحضّر لهذه اللحظة طوال حياتي. لقد حلمت بأن أصبح أمّاً مذ كنت شابة. تفانيت كثيراً، علماً أنّ أحداً لا يمكنه أن يلعب هذا الدور على أكمل وجه، وأنا لا أحاول القيام بذلك، لكنّني آمل أن أنجح فيه وأقدّم كلّ ما في وسعي.

العائلة هي أولويّتي، وأنا سعيدة بقدرتي على تحقيق التوازن بين العمل والعائلة. لم أفارق طفلَيّلأكثر من ثلاثة أيّام متتالية، إلاّ أنّ ذلك كان مستحيلاً لولا التنسيق مع زوجي، فنحن ننظّم أوقاتنا لأنّنا نعمل في الوقت نفسه. وهذا يتطلب التنسيق والتخطيط لكلّ شيء، والتخلّيأحياناً عن أمور عدّة، لكن تضحياتنا تستأهل ذلك.

- ما هي الدروس التي علّمتك إيّاها الحياة، وكيف تعتقدين بأنّها ستحضّر بينيلوبي المستقبلية؟

لا بدّ لي من التأكيدأنّني ما زلت أرى نفسي طالبةً، وسيبقى الأمر كذلك دوماً. لا أتوقّف أبداً عن المطالعة والاكتشاف. وهنا لا أتكلّم فقط عن الجانب المهني،إنما عن مواضيع تهمّني كامرأة وأمّ. فالعلوم والطبّ والتعليم مجالات تثير اهتمامي كثيراً. ويجب التنويه بأنّ المطالعة والاكتشاف يجعلانني سعيدة فعلاً.

إطار

مفاجآت بينيلوبي

أكثر مهارة أفتخر بها، أنّني أجيد التنظيم وفي إمكاني تأدية مهمات عدّة في الوقت نفسه؛ كما أستطيع تحويل انتباهي من أمر الى آخر، وأتميز بسرعتي في اتخاذ القرارات.

سيُفاجأ الناس عندما يعرفون أنّنيفي خلال الأسبوع الأوّل من تصوير كلّ فيلم، ما زلت أفكّر أنّ القيّمين عليه سيستغنون عنّي في أيّ وقت.

سرّ حفلتي الناجحة يكمن في تناول العشاء مع بعض الأصدقاء في مطعم أحبّه والتحدّث إليهم بشكل متواصل.

ضيوف مهمّون على مائدتي (أحياء أم أموات) هم: بيلي وايلدر، أودري هيبورن، الأم تيريزا، سالينجر، برنس، مارلين مونرو وجون لينون.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079