تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

القصة الكاملة لسفاح النساء في مصر

البطاقة الشخصية للمتهم

البطاقة الشخصية للمتهم

المتهم في إحدى حفلات زفافه الوهمية

المتهم في إحدى حفلات زفافه الوهمية


"قذافي فراج"، الذي اشتهر باسم "سفاح الجيزة"، وهزت جرائمه وجدان الرأي العام، حملت رحلته إلي محافظة الإسكندرية، مفاجآت ومفارقات مثيرة، ربما تصلح كسيناريو، لفيلم سينمائي.

رغم أنها أقل دموية من جرائمه في القاهرة، لكن كان لها الحظ الأوفر في احتراف النصب والتلاعب بالضحايا والتزوير بغزارة.

استخدم المتهم نفس أسلحته الماكرة، سخر ذكاءه كالعادة واحترافه في النصب وقدرته الشديدة على الإقناع للإيقاع بضحايا جدد، علاوة على امتلاكه لثروة طائلة كونها من المال الحرام، يمكن إغواء ضحاياه بها.

دس السم في الطعام لزوجته وصديقه وحول شقته لمقبرة، ثم قتل شقيقة إحدى زوجاته بطريقة بشعة، وقرر الفرار لا بحس الندم، ولكن لمزاولة نشاطه الإجرامي بمكان آخر.

غادر المتهم القاهرة، في أواخر عام 2015، ويده ملطخة بدماء ثلاث ضحايا متجهاً إلى الإسكندرية، عقب شعوره بالخطر وقرب افتضاح أمره، فوالد زوجته القتيلة فاطمة ساورته الشكوك، وأهل شقيقة زوجته أيضاً، وأقارب صديقه بدأوا البحث في أوراق ممتلكاته.

بدأ رحلته بأول جريمة انتحل صفة "صديقه" المجني عليه "رضا"، وهو يعلم نظافة سجله الجنائي، وأن أحداً لن يكشف سر اختفائه سواه.

استقر به الحال في بداية الأمر بحي المنتزه، وشرع في شراء سلسلة محلات تجارية متعددة النشاطات، بدأت شهوة النصب تراوده، لم يمض وقت طويل وسرعان ما نصب السفاح شباكه على أولى ضحاياه بحي المنتزه، بعد أن أوهم فتاة ثلاثينية، بحبه لها وظل يستنزف منها أموالها مقابل الوعد لها بالزواج، الضحية أعطته "تحويشة" عمرها 45 ألف جنيه ثمن شقة باعتها، ولا تعلم أنها في قبضة السفاح.

مع رفض الضحية ترك حقها والخيار ما بين الزواج أو إعادة المبلغ، أيقظت لدى السفاح شهوة القتل مرة أخرى وكعادته الغادرة أوهمها بأنه سيعطيها بحقها بضائع من مخزن أدوات كهربائية، وحينما توجها إليه قتلها بلا رحمة ودفنها بملابسها في المخزن.

كانت هذه آخر ضحايا السفاح المعلنة حتى الآن والوحيدة بمحافظة الإسكندرية، ربما حاول قتل "مي" آخر زوجة له التي فضحت أمره ولم يفلح.

الوقت كان قصيرا بين عمر جريمة القتل الوحيدة بالإسكندرية، وسقوط ضحية أخرى جديدة، طبيبة صيدلانية تدعى نهى، ابنة رجل ثري، أوهمها " قذافي" بحبه كالعادة، ثم تقدم لخطبتها ليس حباً فيها ولكن حتى تكتمل خطته لسرقة مجوهراتها الغالية، وتقدم لها منتحلاً صفة المهندس رضا.

والد الضحية استعلم عنه، ولا يدري أنه يبحث في السجل الجنائي لشخص مقبور، جرى عقد القران في الثاني من سبتمبر 2017 وأنجبت الطبيبة منه طفلاً، بدأت شهوة السرقة تراود السفاح من جديد، فكر ودبر وخطط وانتهى لسرقة المجوهرات في غياب زوجته وأهلها عن المنزل.

ارتدى نقابا ليتشبه بشقيقة زوجته، حتى لا تظهره كاميرات المراقبة التي يعلم بوجودها وذهب متخفيا ونجح في جريمته، ولكن خانه ذكاؤه في تلك المرة وذهب لبيع المجوهرات المسروقة لدى نفس تاجر الذهب لأسرة الطبيبة، زاعماً أن هذا بالاتفاق مع زوجته.

في أول مرة لم يتعجب بائع الذهب من الأمر، ولكن مع تكرار الأمر اتصل بوالد الطبيبة ليستفهم منه ما السر، هنا كانت المفاجأة التي نزلت على الطبيبة كالصاعقة، اتفق والد الطبيبة وصديقه التاجر على كتمان الأمر لحين مراجعة الكاميرات، وهنا فضح السفاح حذاؤه الرجالي.

أبلغت الطبيبة ووالدها الشرطة وحررت محضراً بالسرقة والمتهم لا يعلم، ثم اختلق مشاجرة مع زوجته وغادر المنزل قبل اكتشاف أمره وشرع في البحث عن ضحية جديدة، بينما صدر ضده حكم غيابي بالحبس ثلاث سنوات.

في 28 تموز (يوليو) 2019، بدأت شهوة إيقاع الفتيات تطارده مجددا، ولكن غير نشاطه من شرق الإسكندرية إلى غربها واستسلم لشيطانه كالعادة وعقد قرانه على آخر ضحاياه "مي"، ولكن باسم مزور "محمد مصطفي".

تعرف عليها من خلال والدها، عرف نفسه بأنه مهندس كهرباء، وفي المرة التالية حضر بمأذون مزيف وقسيمة زواج وهمية، وعقد قرانه، عليها وظلت هكذا حوالي تسعة أشهر، مثلها مثل باقي الضحايا.

في أيار (مايو) الماضي، أخذ السفاح مجوهرات الطبيبة المسروقة وراح يبيعها لتاجر الذهب نفسه، وهنا سقط في الكمين الذي أعدته له زوجته الطبيبة، جرى القبض عليه واقتياده إلى الحبس لتنفيذ حكم غيابي في الجنحة رقم 9963 لسنة 20 إداري سيدي جابر، سرقة، عقوبتها ثلاث سنوات.

بدأ المتهم في اتخاذ الإجراءات القانونية، للمعارضة في الحكم، سكرتيرته وجدت الفرصة سانحة للاستيلاء على مقتنياته، ولكنها تخشي بطشه، سارعت بالاتصال بزوجته مي التي لا تعلم سر اختفاء زوجها المفاجئ، وأخبرتها بحقيقة الأمر.

مبادرة السكرتيرة لتحذير الزوجة الأخيرة للمتهم ليست لكسب ودها، ولكن طمعاً في الاستيلاء على ثروته الحرام، ومن أجل ذلك أمدتها بالمستندات التي تثبت زيف زوجها، وكشفت لها حقيقته.

في اللحظات الأخيرة وقبل خروج السفاح من محبسه، حرر مصطفى جمال محامي الزوجة الأخيرة محضرا حمل رقم 5384 لسنة 20 إداري سيدي جابر اتهم فيه " قذافي" بانتحال صفة والنصب وهتك العرض.

أسرة المهندس رضا أحد ضحاياه بالقاهرة علمت بخبر القبض على "رضا" اعتقدت أنهم عثروا عليه، ولكن كانت الصدمة عقب التواصل مع جهات التحقيقات ومن هنا بدأت المفاجآت تتوالي ويتكشف أمر السفاح.

حاول المراوغة كثيراً لكنه اعترف بأن الواقعة بدأت عندما سافر صديقه "رضا" للعمل بإحدى البلاد العربية، وكون ثروة كبيرة، ووكله بالتصرف في ممتلكاته بمصر لثقته الكبيرة به باعتباره صديق الطفولة ومحامي العائلة، وعندما اكتشف أن صديقه خان الأمانة، واستولى على ممتلكاته، حضر لمصر لتصفية الخلافات المادية معه، إلا أن الأخير استدرجه وقتله بالسم، ثم دفن جثته بمقبرة داخل شقته في بولاق الدكرور"، ليتقدم وفي الدين فؤاد، محامي أسرة رضا ببلاغ للنيابة العامة يتهم فيه "قذافي" بأنه وراء اختفاء المجني عليها.

واعترف المتهم بأن المجني عليه اتصل به هاتفيا وأخبره أنه سوف يحضر للقاهرة للاستقرار وطلب تحضير المال لإنشاء شركة عقارات، وحضر واستقبله في منزله وطلب المال أكثر من مرة، ثم خطط لقتله بأن طلب من زوجته، إعداد طعام لهما في منزله ببولاق الدكرور والملحق به المكتبة.

ويقول: "وضعت له كمية من السم داخل الطعام، وبعدما توفي بالمكتبة قمت بحفر قبر بالشقة من الداخل، ودفنت صديقي بها، ولم تعلم زوجتي بما حدث إلا بعد مرور شهر من الجريمة"، وأشار إلى أن زوجته هددته بإبلاغ الشرطة واستولت منه على 350 ألف جنيه، ليخطط لقتلها بنفس الطريقة، ووضع السم في الطعام ، بعد أربعة شهور من الجريمة الأولى.

وجهت أسرة زوجته الاتهام له بقتلها ولعدم وجود جثة وإبلاغه بتغيبها نفت التهمة عنه.

كما اعترف المتهم بقتل عاملة بمكتبة خاصة به، وأخرى بمحل أدوات كهربائية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079