تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

داليا البحيري وحقيقة صراعها على كليوباترا

غابت عامين كاملين بسبب الزواج والإنجاب، وقررت العودة أخيراً وقالت لنا: «لو لم اتخذ قرار العودة الآن قد لا أستطيع أن اتخذه في أي وقت آخر». وبالفعل وقعت عقد بطولة مسلسل «ريش نعام» مع المخرج خيري بشارة، وهو العمل الذي تتحدث عنه، وتتحدث أيضاً عن استفادتها من هند صبري، وخلافها مع محمد خان، وحقيقة صراعها مع سُلاف فواخرجي على كليوباترا، والتغيير الذي حدث في حياتها بعدما أصبحت أماً. وعندما سألناها عن هجومها الدائم على النجوم العرب قالت: أريد أن أحسم هذا الموضوع من خلال «لها».

- هل الزواج والإنجاب هما سبب غيابك عامين عن التمثيل؟
غيابي عامين كان أمراً طبيعياً لانشغالي بحياتي الزوجية ثم ظروف الحمل والإنجاب، وبعد ذلك العناية بابنتي قسمت في شهورها الأولى وهي فترة صعبة جداً. وكان لا بد كأم أن  أكون خلالها بجوار ابنتي في كل لحظة. وبعد أن مرت شهور قسمت الأولى وشعرت بالاطمئنان إليها بدأت أخرج من المنزل، وجاءتني عروض سينمائية وتلفزيونية، وحالياً أمارس بعض التمرينات الرياضية حتى أنقص وزني الذي ازداد بعد الإنجاب.

- هل شعرتِ بقلق من زيادة وزنك؟
نعم لأن الزيادة كانت تقريباً ٣٠ كلغ، بينما الزيادة الطبيعية في وزن أي امرأة بسبب الحمل والإنجاب تتراوح ما بين ٩ و١٢ كلغ، ولذلك لم أكن راضية عن شكلي وضغطت على نفسي بالرياضة والريجيم حتى نجحت في إنقاص وزني ما يقرب من ٢٦ كلغ، ولن أهدأ حتى أتخلص من بقية الزيادة.

- خلال فترة غيابك من كان على اتصال بكِ من أصدقائك في الوسط الفني؟
أصدقائي في الوسط الفني قليلون، وكانوا يطمئنون إليّ بالهاتف، ولم تكن بيننا أي لقاءات لأن حالتي الصحية لم تكن تسمح بخروجي من المنزل، حتى إن هناك عدداً من المناسبات لم أتمكن من حضورها .

- رغم أنكِ كنت غائبة كممثلة، إلا أن هناك نشاطاً مارستِه بعضويتك في لجان تحكيم مهرجانين سينمائيين هما «دمشق» و«القاهرة»، ما هي تفاصيل هذه التجربة؟
بالفعل هناك وقت كبير أمضيته وأنا عضو لجنة تحكيم في مهرجاني القاهرة ودمشق، وهو نشاط استفدت منه كثيراً، وعندما تم اختياري كعضوة في لجنة تحكيم في مهرجان دمشق ذهبت لهند صبري لأنني أعرف أنها سبقتني في هذه التجربة، وتناقشنا حول تفاصيلها وأخذت منها فكرة عن هذه التجربة، وكنت سعيدة لأنني استغليت الوقت في تجربة مهمة جداً، وتعلّمت من مهرجان دمشق أن أبدي رأيي في الأعمال كمشاهدة واستحسن الأفلام من حيث التكنولوجيا والموسيقى والأداء، واكتشفت أشياء كثيرة جديدة، وأنا أشارك أيضاً كعضو لجنة تحكيم في مهرجان القاهرة.

- وما الذي تعلمتِه على وجه التحديد؟
أدركت مدى الاختلاف في الثقافات. فكل دولة لها أسلوبها في تناول الأعمال الفنية. والمشاركة في المهرجانين مجهدة لأنني كنت حاملاً وكنت أشاهد حوالي أربعة أفلام في اليوم، خاصة في مهرجان القاهرة لكنني اكتسبت خبرة سينمائية كبيرة ولم أشعر بإرهاق التجربة.

- وهل واجهتك مشاكل في التقاء الأفكار بينك وبين بقية أعضاء لجنة التحكيم؟
بالعكس، كنت أشعر بالتجاوب معهم والتقاء الأفكار بيننا. فقد كان هناك مقدار كبير من التفاهم والتجانس بين الأعضاء وإن كان هذا لم يمنع اختلاف وجهات النظر أحياناً، وهو ما حدث بيني وبين المخرج محمد خان. فرغم حبي الشديد له كمخرج، اختلفنا في وجهات النظر وحدثت مشكلة، إلا أنني فوجئت به يقول لي: لا تغضبي. وعرفت بعد ذلك مدى روعة هذا المخرج.

- وما هو سبب خلافكما؟
اختلفنا حول شيء له علاقة بنظام التحكيم وكان الموقف مضحكاً، لأن كلاً منا كان متشبثاً برأيه. لكن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، وهذا لا يمنع أنني أحب هذا المخرج وأتمنى العمل معه .

- بعد الغياب هل كانت هناك صعوبة في العودة؟
الصعوبة تكمن في أن حياتي اختلفت لأنني أصبحت مسؤولة عن ابنتي قسمت، ولا أستطيع أن أصف لك مدى ضيقي وأنا أفكر في أنني سأتركها في المنزل وأخرج للعمل. لكنني أعود لأقول إنني مكثت معها عاماً كاملاً قبل أن أتركها من أجل العمل، ولو لم اتخذ هذه الخطوة الآن بالعودة الى التمثيل لن أستطيع أن اتخذها في أي وقت آخر.

- ما الذي غيرته الأمومة في شخصيتك؟
هناك أشياء كثيرة تغيرت، فالآن أصبحت أخاف أكثر من قبل. واختلفت قراراتي في أبسط الأمور الى درجة أنني عندما أسير بسيارتي في الشوارع أخشى من كل شيء حولي، وكان في الماضي وقتي ملكي فقط، فكنت أذهب إلى التمرين في النادي والتقي أصدقائي، وهذا لا يحدث الآن. فعندما أخرج إلى الشارع أشعر بالحنين للعودة إلى المنزل وأحسب الدقائق حتى أكون أكثر بجوار ابنتي، رغم أن والدتي معها طوال الوقت في حالة غيابي. وحالياً أصبحت أضع نفسي في المرتبة الرابعة من الاهتمامات، فأول اهتماماتي قسمت ثم زوجي وبعدهما عملي ثم أنا.

- لماذا لم تعلني خطوبتك بشكل رسمي وقتها؟
هذه أشياء تخصني وحدي والمهم أنني أعلنت زواجي ولم يكن زواجاً سرياً. وبصراحة في فترة الخطوبة لم أكن أعلم ما الذي سيحدث بها، وهل سأصل الى الزواج أم لا، ففضلت أن تكون سرية حتى أتأكد أنها ستنتهي بالزواج. ولأنني وزوجي مررنا بتجارب زواج سابقة قررنا ألا نضيع الوقت ونعقد القران سريعاً.

- فترة الخطوبة استمرت ما يقرب من ٩ أشهر فمن أقرب الناس الذين كانوا يعلمون بها؟
هذه الفترة التي تتحدث عنها لم تكن خطوبة بأكملها بل كان جزء منها للتعارف، وبعدها تأكدنا أن هناك مشاعر بيننا واتفقنا على على الزواج. والمقربون فقط هم الذين كانوا يعلمون بخطوبتي ومن بينهم اثنان من أصدقائي من خارج الوسط الفني كانا يعلمان أن هناك إعجاباً بيننا وصداقة، الى درجة أننا كنا نصطحبهما معنا أثناء خروجنا.

- تعودين بعد فترة الغياب بمسلسل «ريش نعام»، فما هي تفاصيل دورك؟
المسلسل تأليف فداء الشندويلي وإخراج خيري بشارة، وهو فكرة جديدة ومختلفة ووافقت عليه دون تردد، وأقوم فيه بدور امرأة ثرية وتضيع ثروتها لتعيش حياة الفقر. ونشاهد كيف تتدهور حالتها. وتمت كتابة المسلسل وتبقى خمس حلقات فقط. وحالياً نحن في مرحلة ترشيح بقية الممثلين. وهو من إنتاج ممدوح شاهين.

- من النجوم الرجال المرشحون للبطولة أمامك؟
لا أستطيع أن أصرح بأسماء بعينها لأن المنتج لم يتعاقد مع أحد حتى الآن، فربما يكون أحد مشغولاً بعمل آخر أو يرفض المسلسل، ولذلك أفضل أن ننتظر حتى تحدث التعاقدات بشكل نهائي.

- وهل هناك عمل في السينما وافقتِ عليه أم أنك تؤجلين هذه الخطوة الآن؟
حتى الآن لم أعثر على سيناريو سينمائي يشجعني على العودة الى السينما. وبصراحة أركز كل جهدي على المسلسل، واذا جاءني فيلم مهم لن أوافق عليه لأنني لا أستطيع أن أترك بيتي وابنتي وقتاً طويلاً، ويكفي أن ارتبط بعمل واحد لتبقى لديّ قدرة على الاهتمام بابنتي وزوجي وبيتي.

- هناك أقاويل كثيرة تناثرت في الفترة الأخيرة حول صراعك مع سُلاف فواخرجي على تجسيد شخصية «كليوباترا»؟
هذه شائعات ليس لها أساس من الصحة، ولم يخطر ببالي أبداً أن أقدم شخصية «كليوباترا» لأنها شخصية تناولتها السينما كثيراً، وقد تقدَّم بشكل مختلف وجديد في التلفزيون لكنها ليست من بين أحلامي الفنية.

- صرحتِ من قبل أن حياتك تسير بالبركة، فهل هذه الجملة تنطبق على حياتك العملية أيضاً؟
عندما قلت إن حياتي تسير بالبركة لم أكن أقصد أنني عشوائية أو فوضوية، بالعكس أنا منظمة جداً في حياتي وفي عملي أيضاً. ولكنني أقصد أنني أنظم حياتي وأجتهد وأترك أمري لله في النهاية. وللعلم أنا أخطط في التمثيل دائماً حتى أصعد، وهذا يظهر في اختيار أدواري.

- أنتِ من الفنانات اللواتي بدأن حياتهن مذيعات. ألم تشعري بالغيرة من اتجاه بعض الفنانات الى تقديم البرامج؟
لم أشعر بتلك الغيرة لأنه لا توجد فنانة قدمت برنامجاً يمكن أن نقول انه قنبلة إعلامية، فغالبية تجارب الفنانات في تقديم البرامج عادية ومسلية فقط. من الممكن أن أقدم برنامجاً وأحب أن أفعل ذلك، ولكن لابد أن يكون مختلفاً وجديداً ولا يشبه ما يقدمه الآخرون.

- قدمتِ بعض الأدوار والمشاهد الجريئة، فهل اختلف تفكيرك بعد الإنجاب؟
أين المشاهد الجريئة التي يتكلم عنها البعض؟ لا يمكن مثلاً أن نعتبر ظهوري بالمايوه في فيلم «محامي خلع» مع هاني رمزي مشهداً فيه جرأة لأنه عادي جداً. الجرأة في الموضوع هي ما أحبه، وأنا لم أقدم فيلماً واحداً فيه جرأة أخشى على نفسي منها، لأنه في حياتي العادية ابنتي ستشاهدني بالمايوه وعندما تشاهدني على الشاشة لا أظن أن هذا الموقف سيصيبها بالإحراج بأي شكل، ولكن هناك بعض المشاهد الجريئة الأخرى لا أقدمها سواء كنت أماً أو لا.

 - وما رأيك في مقولة السينما النظيفة؟
لا أعترف بأي مسميات للسينما، فأنا أعرف فقط أن هناك سينما جيدة وأخرى ضعيفة، أما غير ذلك من تصنيفات فلا أؤمن بها.

- لماذا تطلقين كثيراً تصريحات تهاجمين فيها وجود الفنانين العرب في مصر؟
في حياتي لم أهاجم الممثلين العرب. بالعكس أنا عملت مع بعض النجوم العرب مثل غسان مسعود وإياد نصار، وبعض الممثلات السوريات أيضاً، فعلى أي أساس أهاجم الممثلين العرب، أنا لست بهذا الغباء ولا عمري فعلت أو سأفعل ذلك، وأنا مندهشة لأنه كثيراً ما يقال إنني أهاجمهم ولم يحدث هذا فعندما كنت مذيعة قيل إنني أهاجم المذيعات اللبنانيات. وأرى أن من يفبرك هذه التصريحات لديه فراغ يريد أن يسده على حسابي، لكنني من خلال مجلة «لها» أحب أن أحسم هذا الأمر وأقول: أنا لم أهاجم النجوم العرب.

- هناك بعض الفنانات من جيلك أصبحن بطلات لأعمال مثل هند صبري ومنى زكي. ألم تلاحظي أنك تأخرتِ في هذه الخطوة؟
أنا قدمت البطولة المطلقة في الدراما ولكن في السينما لا تزال مشكلة البطولة النسائية قائمة، مثلاً أين هند صبري فمنذ سنتين لم تقدم فيلماً جديداً، وأنا منذ عام ونصف العام منقطعة عن التمثيل. لكن عموماً لا أرى أنني بعيدة عن البطولة وإن شاء الله عندما أجد موضوعاً مهماً سأقدمه فوراً ولن أتردد.

- ما رأيك في اتجاه بعض الفنانات الى الغناء في الفترة الأخيرة؟
هذا حقهن طالما أصواتهن جميلة ويرين أنهن يستطعن تقديم شيء يحبه الجمهور. ولكن ما أعرفه أن سمية الخشاب في الأصل تغني، ولكن دخلت التمثيل أولاً ثم وجدت أنها تريد أن تكمل حلمها القديم فما العيب في ذلك؟

- من تتمنين العمل معهم من النجوم؟
هناك كثيرون أتمنى العمل معهم مثل السوري عابد فهد، ومحمد صبحي ويحيى الفخراني ونور الشريف.

- من المطربون الذين تفضلين سماعهم؟
كثيرون، منهم سميرة سعيد وراغب علامة وشيرين وأنغام وعمرو دياب ومحمد حماقي، ومحمد منير بلا منازع لأن منطقة منير لم يتطرق إليها أحد، ومن القديم فيروز وأم كلثوم وعبد الحليم.

- هل تهتمين بالقراءة؟
أنا قارئة جيدة وأقرأ في كل شيء وإن كنت في الفترة الأخيرة قد ركزت على قراءة ما يتعلق بمعاملة الأطفال في شهورهم الأولى، وغيرها من الكتب التي يمكن أن تفيدني في مسؤوليتي كأم.

نفرتيتي
«منذ أن كنت أدرس في الجامعة وأنا معجبة جداً بشخصية «نفرتيتي» وكان من أحلامي الفنية أن أقدم تلك الشخصية يوماً ما، وأشعر بأن هذا الحلم بدأ يقترب بالفعل من التحقق بعد أن اتفقت مع إحدى شركات الإنتاج على تقديم تلك الشخصية في عمل درامي، لكنه يحتاج إلى فترة تحضير طويلة. ولا أريد أن أكشف تفاصيل أكثر الآن لكن ما استطيع أن أقوله الآن أن هناك خطوات إيجابية في تجهيز هذا العمل الضخم، وعن نفسي استغل بعض أوقات فراغي الآن في التحضير لتلك الشخصية».

اسم ابنتي
«أحب الأسماء القديمة، وعندما بحثت مع زوجي عن اسم قديم وغير تقليدي، ولا يوجد بين أفراد عائلتينا من تحمله كان أمامنا أكثر من اسم، لكننا استقررنا في النهاية على اسم «قسمت» لأنه من القسمة والنصيب وفيه نوع من الرضا بالمقسوم، وأعجب به زوجي جداً وشعرت بأن هذا الاسم فيه رقي أيضاً».

فستان الفرح
في ليلة زفافي لم أرفض ارتداء فستان الفرح، ولكنني في البداية لم أكن أشعر بأنه ضروري، خاصة أنني كنت أفضل أن يكون هناك بعد عقد القران عشاء بسيط للعائلتين والأصدقاء المقربين فقط. ولكنني في النهاية ارتديته لإصرار عائلتي وعائلة زوجي على ذلك، وبصراحة شعرت بأنهم كانوا محقين لأن فستان الفرح له إحساسه الخاص حتى وإن لم يكن الزفاف ضخماً».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078