تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

راغب علامة في حديث شامل عن حياته وفنّه وزملائه...

يعترف بأنه يفكر في الاعتزال لكن في الوقت المناسب، ويقول: «عندي خطط لحياتي بعد الاعتزال». إنه المطرب راغب علامة الذي جاء إلى القاهرة لتسجيل إحدى أغنيات ألبومه المقبل، فالتقيناه ليخص «لها» باعترافات جريئة. تحدث عن اتهامه بأنه السبب في إلغاء حفلة عمرو دياب في بيروت، وكشف حقيقة خلافه مع فضل شاكر وهيفاء وهبي، وتفاصيل الصلح الذي حصل مع محسن جابر، ورفضه عرض «روتانا». وتحدث أيضاً عن ألبومه المقبل وبحثه عن أغنية خليجية وسبب استعانته بالحرس له ولزوجته ولولديه.

- لماذا تأخرت كل هذه الفترة في تحضير ألبومك الجديد؟
لأنني كنت أشعر بقلق شديد طوال الوقت بشكل ربما يفوق قلقي في التحضير للألبومات السابقة. ولأنني لاحظت في الفترة الأخيرة تشابهاً في الأغاني المطروحة، أبحث عن الجديد ليقنعني في البداية، وبعدها أقدمه بشكل يُقنع جمهوري.

- وما هي الملامح التي تبحث عنها في أغاني ألبومك الجديد؟
أبحث في الأساس عن الأغنية المفرحة التي تأخذ المستمعين الى حالة خاصة بعيداً عن هذا الواقع المؤلم، لأنني وجدت أن الأغاني الشعبية والحزينة لا تتناسب مع الوقت الحالي، خاصة مع كثرة الأحداث المؤسفة والأحداث التي تُسبب الاكتئاب للناس فلابد أن أساعدهم بفني ليخرجوا من الحالة السيئة التي تسيطر على أغلبهم.

- هل سجلت أياً من الأغاني التي سيتضمنها الألبوم؟
سجلت أغنيتين حتى الآن من ألحان الفنان محمد ضياء، الأولى بعنوان «بوعدك» والثانية بعنوان «طمنيني»، وهما من الأغنيات المميزة التي استمعت اليها في الفترة الأخيرة. وأنا في طريقي لتسجيل أغاني الألبوم، وأفكر في تصوير واحدة قبل إصداره.

- من هم الشعراء والملحنون الذين تعاونت معهم في هذا الألبوم؟
التوزيع الموسيقي لمدحت خميس الذي استحوذ على أغلب أغاني الألبوم، والحقيقة أني وجدت في طريقته مذاقاً مختلفاً. وتعاونت مع خالد البكري ومع اللبناني طلال ممتاز، كما تعاونت من جديد مع الملحن محمد ضياء وأحمد يحيى، الى جانب عدد كبير من الشعراء والملحنين المميزين من أنحاء العالم العربي. والألبوم متنوع بين اللهجة المصرية وهي الغالبة على أغاني واللهجة اللبنانية.

 - هل سيتضمن الألبوم أغنيات خليجية؟
أفكر في هذا لكن حتى الآن لم اختر أي أغنية خليجية لتكون ضمن أغاني الألبوم الجديد. أعشق هذه النوعية من الأغاني، لذلك أتمنى أن أعثر على أغنية خليجية أو أكثر لأضمها أثناء تسجيل الألبوم، خاصة أنني أجد في اللون الخليجي مشاعر وأحاسيس مختلفة لم تعد موجودة في الأغنية المصرية أو اللبنانية، وهي معاني الخجل. في الخليج يحافظون أكثر على العادات والتقاليد لأنها طبيعة البلاد فيعزلون النساء عن الرجال، وهذا يجعل اللقاء صعباً بعض الشيء ويترك مجالاً أكبر لأحاسيس الحياء والخجل، لذلك تجدين الشاعر يكتب كلمات ومعاني جميلة عن اللوعة والشوق والخجل.

- وما رأيك في مستوى الغناء حالياً؟
أشعر بالحزن للمستوى الذي وصلت اليه الساحة الغنائية أخيراً، خاصة بعد انتشار ظاهرة عمليات تجميل الأصوات على غرار تجميل الوجه والجسم للمطربات. وبالتالي تجدين المطربة تغني في الكليب بصوت جميل لأنها خضعت لعمليات التجميل وتحسين الصوت عبر أجهزة الكمبيوتر واستخدام الأدوات التكنولوجية، ولكن عندما تضطر للغناء «لايف» تتضح المأساة ويكون صوتها بمثابة الفضيحة، وكل هذا نتيجة الغش أو التجميل الذي تلجأ اليه الكثيرات من أجل اقتحام مجال الغناء وهن لسن مطربات ولا يمتلكن الموهبة.

- أنت ضدّ استخدام التقنيات الحديثة وأجهزة ضبط وتحسين الصوت؟
لا أطالب بالانعزال عن التطورات التكنولوجية الحديثة، ولكني مع استخدام كل ما هو جديد ومتطور والانتفاع به ليس لخداع الجمهور وتقديم ما هو رديء على أنه جيد وقادر على المنافسة أيضاً. هذا غير ظاهرة التقليد والمسخ، فتجد المطرب يغني باللغة العربية وحوله بنات أجنبيات شقراوات وأماكن تصوير أجنبية وموسيقى أجنبية وتصوير أجنبي، فتشعر بأنك أمام مطرب غربي والشيء الوحيد العربي في الموضوع هو اسم المطرب، لذلك أطالبهم بضرورة تغيير أسمائهم! وأريد التشديد على ضرورة الابتعاد عن التقليد حتى نعيد رونق الأغنية العربية ومجدها لأننا اليوم نقلد ولا نبتكر.

- كيف حصل الصلح بينك وبين المنتج محسن جابر بعد فترة طويلة من المقاطعة له ولشركته «عالم الفن»؟
بالفعل كنت قد قررت قطع كل تعاملاتي مع المنتج محسن جابر من فترة طويلة، وهذا السبب سوف أذكره لأنه حقيقي ومازلت أرى أنني صاحب حق فيه، وهو أنه في آخر ألبوماتي مع شركة «عالم الفن» اتفقت مع المنتج محسن جابر على أن يصور أغنية بعد طرح الألبوم فوافق ووعدني بتصوير الأغنية. وبعد إطلاق الألبوم فوجئت به يرفض تصوير الأغنية وهذا الموقف أزعجني كثيراً، إلا أنني أحب أن يكون الكلام محدداً وموحداً، لذلك أعلنت موقفي الغاضب وانهيت العقد مع شركته، ولكن نحن اليوم نتحادث وعلاقتنا جيدة.

- هل اتفقت مع محسن جابر على العودة إليه لينتج ألبوماتك من جديد؟
محسن جابر من القلائل الذين يعملون في مجال الإنتاج وفي الوقت نفسه يتمتعون بحس فني عالٍ جداً وتذوق للفن بشكل راقٍ، وأنا أحترم هذا الرجل جداً وأقدر موقفه القوي ويكفي أنه الوحيد الذي استطاع أن يصمد أمام منافسة شركة «روتانا» في الوقت الذي تراجع فيه المنتجون الآخرون أمامها. والصراع الصعب الذي فرضته هذه الشركة على الجميع سببه أنها كانت تدفع أكثر حتى لو خسرت أموالاً، ولكن محسن جابر ظل صامداً أمام المنافسة حتى استطاع أن يُحافظ على شركته، وهذا الموقف يجعلني أقدره واحترمه أكثر. أما عن العودة فهذا الأمر لم نتحدث فيه بشكل رسمي حتى الآن.

- إذا عرض عليك العودة هل تقبل أم سترفض؟
هذا لم يحدث بعد ولكن لي الشرف أن أتعامل مع هذا الرجل ولكن بشرط ألا يُملي عليّ شروطاً من بينها الاحتكار، فأنا أكره الاحتكار ولا أستطيع التعامل مع شركة أشعر بأنها تحتكرني وتربطني بعقودها. وفي حالة عدم الاحتكار سوف أرحب بالعودة للعمل مع محسن جابر. وبالمناسبة هذا الرجل عرف أنني أسجل إحدى أغنياتي عند الملحن محمد ضياء ووجدته يتصل بي ويقول لي: «أحب أن استمع الى أغنياتك وأشاركك الرأي»، فقلت له: «أهلاً وسهلاً». وهذه مشاعر جميلة من رجل يعشق الفن بصدق، لذلك أحترم مواقفه وأؤيده وأتحدث عنه بالخير دائماً.

- ولماذا رفضت في الفترة الماضية التعاون مع شركات عربية ومن بينها شركة «روتانا» وتعاونت مع شركة إنتاج فرنسية؟
بالفعل رفضت عروضاً إنتاجية بعقود ضخمة من كثير من شركات الوطن العربي، ومن بينها شركة «روتانا» التي عرضت عليّ مبالغ كبيرة مقابل الانضمام اليها، ولكنني رفضت لأنني أكره الاحتكار وأعشق الحرية ولا أستطيع أن أعطي عقلي لأحد وأتركه يتحكم فيَّ ويحدد لي متى أغني ومتى أسكت أو متى أتحدث الى الإعلام ومتى أختفي. هذا ليس فناً ولا أستطيع أن أعيش في ظل هذا المناخ الخانق، فالمطلوب أن يشعر المطرب بأنه حر وبذلك يقدر على الإبداع. وفضلت العمل مع شركة «باك ستيج» الفرنسية، ولم أفكر في جنسيتها ولكنني شعرت براحة في التعامل معهم بعيداً عن الاحتكار.

- ولكن شركة «روتانا» تمنح أجوراً عالية جداً لنجومها هل منحتك الشركة الفرنسية القيمة نفسها؟
الفلوس ليست هدفي، فأنا أرفض التضحية براحتي وحريتي مقابل مبلغ أكبر في حالة الاحتكار. وقتها لن أشعر بأهمية الفلوس لذلك لم تغرِني، كما أنني مستور جداً والحمد لله، وأملك الفلوس التي تجعلني أعيش مرتاحاً مع أسرتي بعيداً عن الاحتكار ودون أن أبيع صوتي مقابل مبلغ مالي أكبر. ولهذا السبب تعاونت مع عدد كبير من شركات التوزيع في العالمين العربي والغربي، ومن مصر تعاونت مع شركة «ميلودي» لتوزيع الألبوم في الداخل، خاصة أنني أرى أن المطرب يبحث عن انتشار أغانيه وليس جعلها حكراً على مصدر واحد وكيان بعينه دون الآخرين، فذلك يكون عكس مصلحته ورغبة جمهوره.

- من ينافس راغب علامة؟
كل مطرب مجتهد يصنع أغنية جميلة منافس قوي لراغب علامة. ومن الأغاني التي أعجبتني جداً أخيراً أغنية«ستة الصبح» لحسين الجسمي، وأغنية «الناس الرايقة» للمطرب رامي عياش والفنان الجميل أحمد عدوية، وأغنية «كتر خيري» للمطربة شيرين عبد الوهاب وهي فنانة مميزة وموهوبة جداً، وكل هذه الأغاني تنافس أغنياتي لأنها مميزة.

- تردد أنك وراء إلغاء حفلة عمرو دياب في بيروت؟
لا أعرف لماذا يُردد البعض هذا الكلام وهو ليس حقيقياً، خاصة أنني معروف في الوسط بأسلوبي ومبادئي، ولا أحب أن يُزج اسمي في هذه الأحداث الغريبة. روّج البعض هذا الكلام ربما لأن حفلتي كانت مميزة جداً هذا العام ونفدت كل التذاكر منذ أول أيام الإعلان عنها. واعتاد الجمهور أن تكون حفلاتي ناجحة ومملوءة على آخرها كل عام. لكن عمرو دياب لم يُقم حفلة في لبنان منذ أكثر من سبع سنوات، وفي النهاية الجمهور يُساندني وأعتمد على منظمين مميزين لضمان نجاح الحفلات.

- وكيف شعرت بعد إلغاء حفلة عمرو دياب في لبنان ليلة رأس السنة؟
انزعجت طبعاً لهذا الخبر وتعاطفت مع عمرو دياب بل أشفقت عليه؛ لأنه إحساس ليس سهلاً ولكن في الحقيقة لم يحدث معي من قبل. في النهاية هذا شيء صعب ولكن الغريب هو أننا لم نسمع كلمة واحدة من عمرو دياب لتبرير ما حدث والتحدث عن سبب الإلغاء. وأنا أرى أنه في الغالب يكون السبب الأكبر هو المنظم لأن المنظم القوي يستطيع إنجاح أي حفل، ولكن المنظم الضعيف هو الذي يتسبب للمطرب بمواقف مُحرجة ويعرّضه للفشل في أحيانٍ كثيرة.

- ما رأيك في المقارنة بين تامر حسني وعمرو دياب؟
تامر حسني فنان موهوب وله أغانٍ مميزة ويجيد التنوع، وابناي يحبانه جداً ويستمعان دائماً الى أغانيه، والجيل الجديد يحبه وهذا دليل واضح على نجاحه، ولكن من الغريب حدوث مقارنة بينه وبين عمرو دياب لأن مقومات المقارنة غير متوافرة، فالفنان عمرو دياب من جيل وتامر من جيل آخر تماماً، بالإضافة إلى وجود فروق كبيرة في الخبرة والنجاحات. لذلك أرى أن المقارنة غير منطقية.

- صرحت من قبل أنك تنوي إعادة توزيع أغانيك القديمة التي حققت بها نجاحاً كبيراً في بداياتك، هل السبب وجود حالة إفلاس في الوسط الغنائي؟
بالفعل أفكر في العودة الى ألبوماتي القديمة، ولكن ليس لاختيار الأغاني التي حققت نجاحاً كبيراً فقط وكانت من أسرار نجاحي وشهرتي، ولكن أيضاً أفكر في اختيار عدد من الأغاني التي أحببتها كثيراً ولكن لم تحصل على حقها الكافي في التوزيع والانتشار، خاصة الأغاني اللبنانية.
فأنا قدمت عدداً رائعاً من الأغاني اللبنانية ولكن لم يستمع اليها الكثير من الشباب في الأجيال الماضية، لأن اللهجة اللبنانية لم تكن معروفة من قبل للمصريين ولباقي العالم العربي مثل الوقت الحالي بعد انتشار الفضائيات والإنترنت. وهذه الوسائل جعلت العالم قرية صغيرة، ولهذا الأمر أفكر في عودة توزيع هذه الأغاني لكي يكتشفها الجمهور. وبالمناسبة أغنية «سرجي» التي حققت نجاحاً كبيراً أخيراً أغنية قديمة ولكن لم تأخذ حقها أيضاً في الانتشار وقتها، لذلك أعدت توزيعها.

- وإلى أين وصلت الخلافات بينك وبين المطرب فضل شاكر؟
المشاكل لم تكن بيني وبين فضل شاكر بل كانت تجاوزات منه صدرت في حق شقيقي خضر علامة وقام بتكسير منزله وتحطيمه، ولذلك لجأ شقيقي الى القضاء وتقدم بشكوى ضد فضل شاكر نتيجة هذه التجاوزات. والمشكلة لم أكن طرفاً فيها بشكل مباشر، ولكن في النهاية عندما وجدت أن الأمور قد تطورت تدخلت لسحب القضية المرفوعة وتسوية الخلاف. ولكن لا أساس لصحة ما تداولته وسائل الإعلام عن أسباب كثيرة وهمية عن الخلاف بيني وبين فضل شاكر.

- كيف أصبحت العلاقة بينكما أخيراً؟
لا توجد بيني وبينه أي علاقة فأنا لا أعرف من فضل شاكر في الأساس، فالموضوع كله ليس مهماً. دعينا نتحدث في أمور أكثر أهمية خاصة أنني إذا التقيت فضل شاكر لن يكون بيننا أي حديث لا قبل هذه الخلافات ولا حتى بعدها، وكل الأمر يقتصر على التحية.

- البعض انتقد أغنية «ستة الصبح» التي غناها أخيراً حسين الجسمي وقال هي تنتمي الى الأغاني الشعبية وغير ملائمة لطبيعته؟
لست متفقاً مع من يهاجمه بسبب هذه الأغنية لأنها أعجبتني ووجدت أنها من الأغاني المختلفة. ومن المهم أن يُحدث المطرب تغييراً في نوعية الأغاني التي يقدمها لجمهوره حتى يكون متجدداً وعصرياً. والفيصل الوحيد في النهاية هو رأي الجمهور، وأرى أن الجمهور أحب هذه الأغنية التي حققت مبيعات أكثر لألبومه.

- ولماذا توقفت عن عمل الدويتوهات الغنائية؟
هذا ليس قراراً نابعاً مني، بالعكس أنا أحب هذه النوعية وقدمت عدداً منها قبل الدويتو الناجح الذي صورته مع المطربة إليسا عندما كانت في بداية المشوار، وحقق نجاحاً مهماً وقتها. ولكن في الحقيقة فكرة مشروع الدويتو ليست سهلة على الاطلاق لأنه لابد من حدوث توافق في الأصوات بينك وبين من سيشاركك الغناء. والأمر لا يقتصر على قرار الغناء مع شخص معين ولكن لا بد من حدوث توافق في أشياء كثيرة، وأتمنى أن أجد فكرة جيدة تستحق تقديمها في دويتو.

- وما حقيقة وجود خلافات بينك وبين المطربة اللبنانية هيفاء وهبي؟
هذا الكلام غير حقيقي ولم تحدث بيننا أي خلافات، على العكس علاقتنا طيبة جداً ببعض وأنا أحمل لها كل الاحترام والتقديرلأنها موهوبة وتحب الفن ولها لون خاص بها ينال إعجاب الجمهور. وكل الأخبار التي صدرت عن وجود خلافات لا أساس لها من الصحة ولا أعرف مصدرها وما الهدف منها.

- هل توافق على إعداد برنامج سيرة ذاتية عنك وعن مشوارك الغنائي على غرار برنامجي تامر حسني وعمرو دياب؟
لا أفكر في هذه النوعية من البرامج في الوقت الحالي، ولكن لن أمانع لاحقاً، خاصة بعد اعتزال الفن. ووقتها سوف أجد ما يستحق أن أقوله في مشوار طويل من بداية الهواية ثم الاحتراف منذ أن كنت متسابقاً في برنامج «ستوديو الفن»، وصولاً الى النجاحات التي حققتها أخيراً إلى لحظة اعتزالي الفن بعد رحلة طويلة مليئة بالأحداث الجميلة والحزينة والانتصارات، وغيرها من الأحداث التي سوف يتفاعل معها الجمهور الذي تابعني خلال مشواري والشباب الذين قد لا يكونون عرفوا عنه الكثير.

- وهل توافق على أن يقدم فنان دورك في مسلسل يجسد حياتك؟
لست من مؤيدي هذه النوعية من الأعمال، خاصة أنها أثبتت فشلها المحقق من خلال أعمال لعدد من النجوم والمشاهير، وأغلب هذه الأعمال ظهرت مشوهة وغير مميزة.

- هل أنت إنسان عاطفي؟
أنا إنسان عاطفي وقلبي هو البوصلة والموجه الأساسي لي، وإذا كان قلبي غاضباً تجدين كل حياتي غير سعيدة، وأكون عصبياً كثيراً وغير مرتاح، وعندما تجدين قلبي مرتاحاً تكون الحياة سعيدة جداً. وأكبر مشكلة تواجهني أنني أغضب وأتعذب من أجل الآخرين، فكثيراً ما أتفاعل مع أحزانهم حتى وإن لم تكن لي بهم صلة أو علاقة قوية، ولكن دائماً قلبي يشعر بالآخرين، وأحياناً أصاب بالاكتئاب بسبب إحساسي بتعرض أحد الأشخاص للقهر أو الظلم.

- هل تراودك فكرة اعتزال الفن؟
أحياناً كثيرة أفكر في الاعتزال لأنني مؤمن بأن هناك وقتاً محدداً لابد أن أعلن فيه اعتزالي الفن، وذلك الوقت سيأتي لا محالة ولن أتهرب منه، ولكن وقتها سوف أتخذ هذا القرار بناءً عن تفكير عميق ورؤية واقعية للمستقبل، خاصة أنني رسمت خطة للمستقبل المقبل بعد الاعتزال. وأعتقد ان لديّ مهمات أخرى وأموراً لا تقل أهمية عن الفن وحبي له تستحق أن أتفرغ لها بشكل كامل، فمثلما دخلت عالم الغناء والفن لعشقي الشديد لهذا العالم واعتبرته رسالة مهمة، لا بد أن استمر في العطاء ولكن قد تكون هناك أماكن أخرى أستطيع أن أعطي فيها دون انقطاع.

- ومتى ستتخذ قرار الاعتزال وما هو المجال الذي ستتجه إليه؟
كما قلت لكِ الاعتزال فكرة واردة ولكنها مؤجلة الفترة الحالية، خصوصاً أنني أملك ما أستطيع أن أعطيه في عالم الغناء، ولكن بعد فترة ليست بعيدة سوف أتخذ القرار بالتوقف وهذه الفترة ليست محسومة، ولكنها تتراوح بين السبع والعشر سنوات على الأكثر وسأعلن فيها قراري الابتعاد عن الغناء والاحتفاظ بتاريخي الذي صنعته عن حب وسأتخصص في العمل السياسي. وأنا بالفعل عُرض عليّ منصب مهم في الحكومة أخيراً ولكنني طلبت تأجيل الفكرة الى حين التفرغ الكامل للعمل السياسي لخدمة هذا البلد الذي أعطاني الكثير.

- وما هو المنصب الذي تتمنى أن تتقلده بعد اعتزال الفن؟
بعد اختياري للعمل كسفير نوايا حسنة للبيئة أصبحت مهتماً جداً بالبيئة، وبالفعل بدأت أجري دراسات وبحوثاً عن كوكب الأرض والعوامل المحيطة بنا وتأثير كل التجاوزات التي يرتكبها البعض منا في حق هذه البيئة. وأتذكر المقولة التي تؤكد أن البيئة أقوى بكثير منا، ولكنها أكثر عطفاً علينا، ولكنها عندما تغضب من كثرة التجاوزات في حقنا ستغدر بنا، بل تدمرنا بعد أن قمنا بتدميرها دون مراعاة لغضبها وبطشها. لذلك سأسعى لتقلد منصب سياسي يمكنني من اتخاذ قرارات حاسمة لصالح البيئة ولا سيما في لبنان بلدي الذي أحبه وأريد أن يكون أنظف وأرقى مكان في العالم.

- حدثنا أكثر عن أسرتك؟
عندي أسرة جميلة جداً مكونة من ولدين الأول خالد وهو الأكبر وهو جميل وحنون جداً، ويتميز بالعقل والهدوء، والثاني لؤي وهو شقي جداً ومرح ويذهلني بتصرفاته غير المتوقعة. وحبي لهما لا يمكن أن أصفه. نحن أصدقاء نلعب كثيراً ونتحدث في كل الأمور ونخرج معاً، وسأصحبهما قريباً في رحلة لتغيير الجو. أما زوجتي فهي سيدة جميلة تحبني جداً، وبالمناسبة هي من مواليد برج العقرب، والمرأة العقرب مميزة جداً.

- من الممثل الذي تحب أن تشاهد أعماله؟
أحب متابعة السينما وأحرص على اصطحاب ابنيّ إليها. وأحب عادل إمام ومحمود عبد العزيز، ومن النجوم الأجانب آل باتشينو وبراد بيت وتوم كروز وجون ترافولتا ونيكولاس كايج وشارون ستون وجوليا روبرتس وديمي مور.

- تتمتع بوسامة فلماذا لم تتجه الى التمثيل في السينما مثل كثير من المطربين أخيراً؟
أحمد الله على وسامتي ولكن في الوقت نفسه لا أجدها سبباً كافياً لأن أتجه الى التمثيل، ولم أجد في داخلي الدافع الذي يحفزني على خوض هذه التجربة ودخول مجال التمثيل. وفي الحقيقة أنا أخشى هذه الخطوة لأن النجاح فيها ليس مضموناً، واعتدت أن أحترم جمهوري الذي أعطاني الثقة وأنا أقدم له كل ما هو محسوب حتى لا يتلقى مني أي شيء أقل من توقعاته، لذلك لا أفكر في خوض تجربة التمثيل.

- من المطربون الذين تحرص على الاستماع الى أغانيهم وهل تضع C.D لأغانيك الخاصة في سيارتك؟
أسمع كل الناس إلا نفسي، لأنني أكون قد تعبت من الأغاني الخاصة بي وحفظتها وشعرت بالملل منها. كما أنني دائماً ما أوجه الى نفسي نقداً لاذعاً جداً، وكل مرة استمع الى احدى أغنياتي أنتقد نفسي. لكنني أحب صوت وائل كفوري واستمع الى أغلب أغنياته، وفي الغالب أكون حريصاً على الاستماع الى المطربين العرب كلهم أو أغلبهم حتى أتعرف على آخر التطورات وإصدارات النجوم وكيف يفكر الآخرون لأضمن أن أظل في تميزي وطريقتي المختلفة عن الآخرين. أعتقد أن هذا ضروري وليس من الذكاء أن يستمع المطرب الى أغنياته ويقاطع الآخرين.-

ذكريات مؤسفة
«أنا جريء ولا أحب أن أصمت أمام الظلم، فكان عمري لا يتجاوز الثلاثة والعشرين عاماً وكنت مدعواً لإحياء حفلة في جنوب لبنان، ووقتها كان يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي، وكان لابد من وجود تصريح لأستطيع دخول المنطقة، ولم استخرج هذا التصريح وبمجرد وصولي فوجئت بالجيش الإسرائيلي يقوم بخطفي واعتقالي. وبدأت التحقيقات معي ووقتها تعاملت معهم بغلظة شديدة، خاصة عندما سألوني لماذا لم استصدر تصريحاً وقلت لهم: كيف استخرج تصريحاً وأنا في بلدي وأنتم الأغراب؟ بعد وقت معين تم الإفراج عني ولكنها ذكريات مؤسفة بالفعل».

مناصب سياسية مرفوضة
«معروف أن علاقتي جيدة جداً بكثير من أعضاء الحكومة والسياسيين وخاصة الشيخ سعد الحريري فهو صديقي المقرب جداً، وكثير من المناصب السياسية في الحكومة تم ترشيحي لها وعرضها عليّ المسؤولون، ولكنني رفضتها لأن الوقت لم يكن مناسباً. وعندما تعرضت لمحاولة اعتداء ردد البعض أن علاقتي بالسياسيين هي السبب وهذا غير صحيح، خاصة أن الاعتداء كان من شاب «مختل» وتم القبض عليه والنيابة تولت الأمر كله. ومن وقتها لم أتابع ما حدث معه، ولكن هذا الحادث علمني كيف أهتم أكثر بأمني أنا وأسرتي، ودائماً يتبعني الحراس والحماية حتى من بعيد لبعيد، فالحرص أصبح واجباً».

أنا وبطل الرواية البرازيلية
«قرأت أخيراً كتاباً للروائي البرازيلي باولو كويلو، وهو قصة لراعٍ قرر أن يكتشف الحياة ويكتشف نفسه. وبصراحة وجدت نفسي أشبه هذا الراعي كثيراً، خاصة في أفكاره عندما قال: إن البيئة والطبيعة أقوى منا طوال عمرهما، وفي اليوم الذي تغضبان علينا ستدمراننا. نحن نؤذي البيئة وهي جميلة وفي اليوم الذي ستغضب ستقضي علينا».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079