رابعة الزيّات: الإعلام شغفي... إنما عائلتي أولاً
إعلامية جمعت بين الجمال والثقافة واللباقة، وربّة منزل اختارت أن تضع عائلتها في سلّم أولوياتها. تحبّ عملها الذي سعت إليه طويلاً وإنما ترفض تقديم أي تنازل من أجله، تحرص على متابعة شؤون بيتها وزوجها وأطفالها وتطبخ لهم بيدها كأي أمّ متفرّغة لأنّها تعشق هذا الدور وتٌقدّره. تُقيم توازناً بين عملها الإعلامي في الصحافة والتلفزيون وبين مسؤولياتها كزوجة وأم لأربعة أطفال وبين عملها الجديد في المركز التجميلي الذي أنشأته من دون تقصير لأنّها تؤمن بأنّ قدرات المرأة لا تعرف حدوداً ما إذا تسلحت بالإيمان والثقة والشغف. إنّها رابعة الزيات وهبي التي فتحت قلبها وسمحت لنا بدخول عالمها الواسع للتعرّف إلى حياة إمرأة من حديد...
- متى تُصبح الحياة أحلى؟
الحياة أحلى عندما نُقرّر أن نراها أحلى عبر منظارنا الإيجابي. وكلّما كانت الحياة أقلّ قسوة وأقلّ عنفاً وأكثر عدالة ورحمة ورأفة لا بدّ أنّها ستُصبح أحلى.
- الإنسان قادر إذاً على جعل حياته أحلى؟
كان من المقرّر أنّ يكون عنوان برنامجي «الحياة حلوة»، إلاّ أنني صمّمت على أن يكون العنوان «الحياة أحلى» لأنني أؤمن أنّ الحياة هي يومٌ لك ويومٌ عليك وتحمل في طيّاتها الحلو والمرّ معاً. لذا وجدت أنّه ليس من الواقعي القول في شكل مطلق إنّ الحياة حلوة، ولكنّها تُصبح أحلى بعد إصرار الإنسان على جعلها أكثر جمالاً وراحة وإيجابية.
- لا شكّ أنّ الحياة حلوة مع الحبّ والصحّة والقوّة والجمال والأطفال والمال والذكاء والمعرفة... ولكن في أي وجه من هذه الوجوه تكون الحياة أحلى؟
كلّ الأمور التي أتيت على ذكرها تُمثّل الأهداف الأساسية التي يسعى إليها كلّ واحد منّا في هذه الحياة، إذ نركض جميعاً في شكل محموم وكأننا في سباق مع الزمن من أجل تحقيق هذه الركائز الأساسية ومن ثمّ المحافظة عليها ليُصبح وجه الحياة أكثر جمالاً وبهاءً ونضارة. وإضافة إلى الصحة والأمان والحب والعائلة والثقافة وكلّ ما ذكرته، أرى أنّ مذاق الحياة يحلو دون تمييز وفقر وظلم وفساد وعنف.
- من «سجال» إلى «الحياة أحلى»، ما الذي تغيّر فيك كإعلامية بين البرنامجين خصوصاً أنّنا شعرنا كمشاهدين أنّ «الحياة أحلى» يُشبهك أكثر من ناحية أسلوبه الأقلّ جديّة وثقلاً؟
لقد أصبت في أنّ «الحياة أحلى» يُشبهني أكثر من أي برنامج آخر قدّمته، وأرى أنني مرتاحة فيه كثيراً إلى حدّ أنّ هذا الشعور بالإئتلاف مع العمل الذي أقدّمه ينعكس إيجاباً على نفسية المشاهد. «سجال» كان عبارة عن برنامج إجتماعي مطعّم بالسياسة والثقافة، وله طابع أكثر جديّة، ورغم أنني كنت أشتغل على إعداد الحلقات من كلّ قلبي وأقدّم موضوعات مهمّة وغنية وقاسية أحياناً إلاّ أنّ الجمهور وجد في «الحياة أحلى» ربما وجبة خفيفة تُشعره بالمتعة والفائدة في آن واحد. وأجد أنّ هذا البرنامج هو في الواقع خلاصة تجارب «سجال» والبرنامج الجمالي الذي كنت أقدّمه «بيوتي إن»، كما أنّه يُشبه إلى حدّ كبير الحياة بتفاصيلها وحيثياتها وبساطتها، وفيه الكثير من الثقافة وإنما بمعناها الواضح والخفيف وليس الثقافة النخبوية. وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن كلمة خفيف لا تعني السخيف والفرق كبير بين المعنيين. ففي «الحياة أحلى» نطرح هموم المسرح وقضايا الشعر والكتابة والفن ولكن ليس بالمعنى الثقيل لكلمة ثقافة. فأنا ارتأتيت أن أستثمر الثقافة في برنامجي بمعناها الحياتي اليومي البسيط وليس المعنى الأكاديمي القاطع والشديد.
- ما هو مفهومك للثقافة؟
الثقافة هي كيفية الحياة وماهيتها وأسلوبها. فالثقافة من وجهة نظري هي ماذا نأكل وماذا نقرأ وكيف نتصرّف..
- هل تشعرين في قرارة نفسك بأنّك إعلامية مميّزة بين زميلاتك من بنات جيلك لكونك تجمعين بين الثقافة والجمال الخارجي والتمرّس المهني؟
إذا كنت وجدت فيّ بعين الناقدة المحبّة هذه المواصفات فأنا أشكرك لأنني في الحقيقة أسعى إلى أن أكون إعلامية تجمع كل هذه المواصفات.
- نلاحظ أنّ الجانب الإنساني موجود دائماً في مجمل برامجك؟
هذا صحيح لأنني أحبّ التركيز على الإنسان في كلّ قضية أطرحها وموضوع أختاره أو ضيف أستضيفه. فالسياسة والثقافة والفن والحياة كلّها بأدق تفاصيلها تتمحور حول هذا الكائن المسمّى «إنسان» والذي يجب ألاّ يُستثنى في أي نوع من الممارسات مهما كانت.
وفي «الحياة أحلى» أراني ألقي الضوء على جوانب إنسانية عميقة من حيوات ضيوفي، فمثلاً نواف الموسوي تكلّم معي عن الحب وغسان بن جدّو عن طفولته وتعدّد انتماءاته ووائل أبو فاعور عن علاقته بالموضة والكتاب والمرأة... فأنا أستضيف الإنسان وليس الفنان أو السياسي أو الكاتب والشاعر.
الحياة المهنية
- بعد «سجال» استطاع «الحياة أحلى» أن يُكرّس اسمك كإعلامية موجودة على الساحة اليوم. هل تشعرين بالمنافسة مع زميلاتك الإعلاميات؟
كلّ إعلامي يطلّ على الشاشة سواء كان رجلاً أو امرأة وفي أي برنامج هو ينافسني. ولكن من الطبيعي أن تكون هناك إعلامية معينة تلفتني وأخرى تعجبني أكثر من غيرها، وليس لدي مشكلة في أن أعطي أسماء لأنني لا أرى في الأمر عقدة ولا أتحفّظ عن تسمية الزميلات الناجحات.
- من يعجبك منهنّ إذاً؟
أحبّ هيام أبو شديد ويعجبني أسلوبها البسيط والعميق وكذلك منى أبو حمزة التي أرى فيها إعلامية ناجحة تجمع بين الجمال والذكاء والتلقائيةّ وبتول أيوب لأنّها محاورة مرنة وذكية ورانيا بارود لأنها محترمة ومتمرّسة. وعلى المستوى العربي تعجبني منتهى الرمحي وليلى الشيخلي وايمان عيّاد...
- ما هي معايير الإعلامية الناجحة في عصرنا؟
أنا أحرص على أن يتحلّى الإعلامي بالأخلاق العالية والإحترام قبل أي شيء آخر وقبل التفكير في المعايير المهنية مع احترامي لها. فأنا أقدّر المدرسة الإعلامية التي تهتم وتُراعي الجانب الإنساني لدى الضيوف أكثر من اهتمامها بأخذ سبق صحافي مثلاً. وأعتقد أنّ الإعلاميات اللواتي ذكرتهن ينتمين إلى هذه المدرسة التي ترتكز على معايير معينة مثل الإحترام والثقافة والتلقائية وسرعة البديهة والذكاء.
- بعد أن نجحت في إثبات نفسك في محطّة NBN ، هل تطمحين إلى العمل في محطّة أخرى؟
منذ بدايتي عملت في محطة NBN التي أعطتني هامشاً من الحرية وارتحت في تعاملي معها، وأنا من الأشخاص الذين يُفضلّون العمل في المكان الذي أرتاح فيه نفسياً ومعنوياً وليس الذي يُقدّم لي عرضاًَ مادياً أحسن. علماً أنّ عروضاً كثيرة تأتيني وفي شكل مستمرّ، إلاّ أنّ المشكلة تكمن في أنّ العروض التي تأتيني تتعارض وشروطي أو بمعنى آخر ظروفي العائلية. فأنا مثلاً لا أسافر إلى الخارج من أجل العمل ولا أترك عائلتي يوماً من أجل تصوير أو لأي سبب مهني آخر، وهذا قد يحدّ من إمكانية تطوّر عملي إلاّ أنّني وزوجي اتفقنا على أنّ هذا هو النمط الذي يتناسب مع حياتنا العائلية. وأنا مرتاحة لهذا الخيار وأيّ عرض مغرٍ يأتيني متوافقاً مع شروطي سأدرسه وأوافق عليه.
- هل تُفضلّين أن تكوني الإعلامية النجمة في محطة محدودة الشهرة والأهمية أم إعلامية محدودة الصلاحيات في محطّة- نجمة؟
لا شكّ أنني أحظى في محطّة NBN بفرصة تقديم برنامجي في وقت الذروة، وهذا أمر مهمّ ويُسعدني على الصعيد الشخصي. وأنا من الإعلاميات البارزات على شاشة NBN وهناك الكثير من الإعلاميات الناجحات اللواتي استطعن تحقيق النجومية لهنّ ولبرامجهنّ على محطات متوسطة الإنتشار. ولا أخفي عليك أنّه عندما يُعرض عليّ العمل في محطّة أخرى سأهتم لنوعية البرنامج الذي سأتولّى تقديمه ولتوقيت عرضه وكلّ هذه التفاصيل، لأنني بكلّ صراحة وأقولها بصوتٍ عالٍ أنني صرت اليوم قادرة على تحمّل مسؤولية برنامج كبير ومهم في محطة كبيرة ومهمّة. ولا أقول ذلك من باب المديح لنفسي وإنما لأنّ قدراتي باتت تؤهلّني لذلك.
- ماذا تقصدين بقدراتك؟
قبل سنتين مثلاً لم أكن أتجرأ على البوح بمثل هذا الكلام لأنني لم أكن أملك خبرة اليوم. فأنا منذ أن بدأت العمل في الحقل الإعلامي لم أكن يوماً مجرّد مقدّمة برنامج وإنما كنت أقوم بمهمات فريق عمل متكامل من الإعداد والتقديم والتنسيق وكلّ ذلك. فأنا أرى البرامج الأخرى وأعرف أنّ ثمّة إعلاميات يدخلن الإستوديو كأميرات لا يُطلب منهنّ سوى التقديم، وهناك من تُعدّ برنامجها وإلى جانبها عدد من المعدّين المساعدين. أمّا أنا فاعتدت التحضير لعملي في شكل منفرد، إذ أقوم بتحضير الحلقة وإعدادها واختيار الضيوف والإتصّال بهم ولا أحد معي سوى فتاة تُساعد أحياناً في الإتصالات وما شابه. وهذا العمل المنفرد يتطلّب مجهوداً مُضاعفاً وإنما في الوقت نفسه يُساعد الإعلامي في صقل معارفه وبلورة قدراته الفكرية والذهنية والثقافية، لذا أقول إنني صرت اليوم قادرة على تحمّل مسؤولية أكبر البرامج وعلى أهم الشاشات.
- وماذا عن العمل التجاري الذي دخلت فيه أخيراً؟
الإعلام شغفي وعملي الأساسي ولكنّه ليس عملاً مستقرّاً، لذا فكّرت في عمل ثابت وخاص بي فأنشأت بالتعاون مع شريكتي الدكتورة ندى سويدان والسيد عمر أورو وغيره من الشركاء مركزاً تجميلياً كبيراً «نيو يو» تحت إشراف أطباء مختصين يقومون بعلاجات طبية وتجميلية على أعلى المستويات وبأحدث التقنيات. وأقمنا حفلة الإفتتاح في فندق «فور سيزونز» بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والفنية والإعلامية. وربطنا الإفتتاح بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة» لنُبرز ثقافة الجمال ونربط بين جمال الشكل وجمال الروح والفكر. وهذا ما ينقصنا في عالمنا العربي لأننا نعيش اليوم سباقاً على الجمال دون إدراك المعنى الحقيقي والثقافي لكلمة جمال. لذا نجد الكثيرات من ضحايا الجمال في مجتمعاتنا اليوم لأنهن يعمدن إلى إدخال مواد معينة إلى أماكن معينة من وجوههن وأجسادهن من دون أي معرفة عن نوعية هذه المواد وكيفية وضعها والنتائج غير المرغوب فيها ما إذا تمّ حقنها في أماكن أو أشكال خاطئة.
- بين العمل في الإعلام المرئي والصحافة المكتوبة والعمل التجاري والعائلة... هل أنت قادرة على تنظيم حياتك في هذا الإطار دون أن يؤثّر انشغالك في مكان معين على الآخر؟
أعتقد أنّ الله سبحانه وتعالى منح المرأة قدرة استثنائية على القيام بأكثر من عمل في آن واحد. يكفي أنّها تحمل وتولد وتُربّي وتقوم بالأعمال المنزلية وترعى زوجها وعائلتها، ما يجعلها أمام مسؤوليات كبيرة تتحدّاها المرأة دائماً بإصرار وعناد. وإلى جانب القدرة الفطرية التي منّ الله بها على المرأة يأتي دور الشغف الذي عندما تشعر المرأة به تتحدّى كلّ صعاب الحياة وتنجح وتُبدع. فالحبّ هو الدافع الأوّل بالنسبة إليّ، إنّه حب الحياة بالدرجة الأولى وحبّ العمل وحبّ العائلة... وأعيش حياتي بمعادلة واحدة هي أنّني طالما أتمتّع بالشباب والصحة الجيّدة عليّ ألاّ أقصّر في شيء وأن أسعى جاهدة لتقديم كلّ طاقاتي في العمل والمنزل والحياة عموماً. ولكني أعيش أحياناً حالات من الضغط والتعب والشعور بالذنب تجاه أولادي أحياناً أو عملي في أحيان أخرى. ولأكون واقعية لا بدّ للعمل في أكثر من مجال أن يؤدّي الى تقصير معين في مكان ما، وإنما أحاول أن أُقيم توازناً حتى لا أسقط في مرحلة معينة.
- في أيّ مجال من مجالات عملك المتنوّعة يُصبح التقصير أمراً مرفوضاً عندك؟
في العائلة لأنني أضعها دائماً في المرتبة الأولى وقبل أي شيء آخر. بيتي وزوجي وأولادي هم الأساس في حياتي والأولوية لهم. وأتذكّر أنّه عرض عليّ العمل في محطة لبنانية معينة إلاّ أنني رفضت بسبب بعد المسافة عن منزلي لأنني أرفض أن أغيب أكثر من الوقت اللازم عن عائلتي. ولكن هذا لا يلغي حبي للعمل الذي أعطيه الكثير من جهدي ووقتي وأراه أساساً في حياتي كإمرأة.
زوجة الشاعر
- استضفت الكثير من الضيوف المعروفين في مجال السياسة والثقافة والفن ولكن من هي الشخصية التي تتمنين محاورتها ولم تلتق حتى الآن؟
لديّ حلم اللقاء بزياد الرحباني كمبدع عبقري من لبنان لأقول له انّه مطالب كفنان عبقري بأن يقدّم إلينا أعمالاً مسرحية نحن في أمسّ الحاجة إليها في هذه المرحلة خصوصاً أنّ أعماله طالما كانت متنفّساً لنا في أصعب الظروف وأقساها، إذ كان اللبناني يستنجد بجمل زياد وكلامه وأرائه في مختلف مواقفه اليومية. وأحب أن أتوجه إليه كواحد من المعجبين به بالسؤال عن السبب الذي جعله مقّلاً في أعماله الموسيقية والمسرحية. ولديّ رغبة شديدة في أن أستضيف زاهي كشاعر لبناني في حوار جدّي وموضوعي على مدار أكثر من حلقة لأنني أرى أنّ زاهي لم يُحاوَر حتى الآن كشاعر له شأنه ومكانته.
- كيف تقرأين زاهي وهبي كشاعر وليس كزوج؟
أنا أعترف به كشاعر كبير وأؤمن بأعماله وأحبّ كتاباته، وتعلّقت به شاعراً وإعلامياً قبل أن ألتقيه وأتزوجه.
- ما أكثر القصائد التي تحبينها لزاهي؟
أحبّ القصائد التي كتبها لي مثل «ماذا تفعلين بي» و«دمية روسية» و«أضاهيك أنوثة» التي أشعر بأنها كُتبت لي رغم أنّها لم تُكتب لي.
- من هو الشاعر المفضّل لديك؟
زاهي وهبي... وطالما عشقت محمود درويش منذ الطفولة.
- هل أنت إعلامية معروفة لأنّك زوجة زاهي وهبي أم لأنك تملكين القدرات الكافية لتكوني إعلامية مميزة؟
الإثنان معاً، فلا يمكنني أن أفصل بين قدراتي الشخصية في أن أكون زوجة شاعر وإعلامي معروف وبين قدراتي الشخصية ورغبتي في تحديد ذاتي واثبات نفسي وإيماني بقدراتي كامرأة طموحة.
- ماذا أكسبك زواجك من زاهي؟
بعيداً عن الحبّ الكبير والإستقرار والأمان ساهم ارتباطي بزاهي في تعميق نظرتي إلى الحياة وأثرى تجربتي الإنسانية والمهنية، فضلاً عن أنّه أثّر في خياراتي ووجّهها الصواب. وأنا أعتقد أنّ زواجي أثّر إيجاباً على أدائي المهني، علماً أنّ تحوّلي من البرامج الصباحية والجمالية نحو البرامج الأكثر جديّة وثقافية لم يكن بإيعاز من زاهي رغم الدور الذي لعبه في بلورة أفكاري الإنسانية والمهنية.
- هل أنت سعيدة لأنّك زوجة الإعلامي المعروف صاحب «خليك بالبيت» أم الشاعر؟
أنا سعيدة بزوجي لأنّه إعلامي ناجح طبعاً، وإنما فخورة به أكثر لأنّه شاعر أولاً وأخيراً.
- نشعر أحياناً أنّك متأثّرة إلى حدّ ما بزاهي وهبي إعلامياً...
إلى حدّ كبير، فلا شك أن الحياة مع شاعر وإعلامي بحجم زاهي يؤثّر عليك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وأحياناً عندما أُشاهد نفسي على الشاشة أقول لزاهي من الذي يسأل ويحاور أهو أنا أم أنت، وهذا طبعاً من شدّة إعجابي به وتأثري به.
- كيف كنت تنظرين إلى زاهي وهبي قبل التعرّف إليه والإرتباط به؟
لا تصدّقي كم كنت معجبة به ومتعلّقة به من قبل أن أراه وأتعرّف إليه. كنت أعيش في بلد آخر وجوّ مختلف كلياً إلاّ أنني كنت أتابعه وأشعر بأن ثمّة شيئاً لا أعرف تحديده يجمعني به ويشدّني إليه وكأني أعرفه رغم أنّه لم يكن هناك أمل ولو ضئيل بلقاء زاهي. كنت أقرأ شعره وأحبّ كل ما يكتب وأتابع برنامجه وانتظر ظهوره وكأنّ هناك رابطاً يجمعني به كإعلامي وشاعر وإنسان. كنت أثناء وجودي في أفريقيا أطلب مقالاته وأُحضرها وأقرأها وأحتفظ بها وكأنّه شخص قريب مني ويعنيني. وأخبرك حادثة طريفة، هي أنني سمعت في إحدى المرّات عندما بدأت العمل في التلفزيون عن شائعة ارتباط زاهي بإحدى الإعلاميات، فلم أستطع أن أخفي امتعاضي أمام الزميلة التي كانت تخبرني بذلك وشعرت بغيرة كبيرة عليه رغم أنني لم أكن قد قابلته بعد.
رابعة بين زاهي ودالي وكنز
- كيف تصفين اللقاء الأوّل مع زاهي؟
عندما عدت إلى لبنان أخبرت صديقاً مشتركاً يعمل في الحقل الإعلامي رغبتي في مقابلة زاهي لشدّة إعجابي به، وكنت في هذه الأثناء أتحضّر لدخول التلفزيون إلاّ أن اللقاء لم يتمّ إلاّ بعد فترة وفي شكل مفاجئ، إذ لم أكن متحضرّة وفجأة أتصلّ بي الصديق وأخبرني أنّه مع زاهي وذهبت لمقابلته في ملابس رياضية وبشكل طبيعي جداً، إلاّ أنّ الله شاء أن تكون هذه هي البداية.
- تمنيت مقابلة زاهي لساعة إلاّ أنّ القدر شاء أن يجعلك إلى جانبه العمر كلّه. هل تعتبرين نفسك محظوظة في هذا المقام؟
أحمد الله وأشكره لأنّه وفقني في حياتي وحقّق أمنياتي كلّها. فأنا كنت متزوجة وأماً لطفلين وأعيش في بلد آخر ولا تربطني بالوسط الإعلامي أو الثقافي أي صلة إلاّ أنّني كنت دائماً أقرأ وأغذّي روحي وفكري وثقافتي لأنّه كان لديّ حدس قوي بأنني سأكون إعلامية على الشاشة وسأستضيف نجوماً في مجال الأدب والفكر والمسرح. والحمدالله حلمي تحقّق ودخلت الحقل الإعلامي وحاورت من كنت أحلم بلقائهم مثل أحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودي ونضال الأشقر وروجيه عسّاف وجواد الأسدي وغيرهم... كذلك تمنيت مقابلة زاهي لساعة واحدة فتزوجته وأنا سعيدة جداً وأتمنى أن يُديم الله نعمته هذه عليّ.
- المعروف أنّ زاهي يحب ولديك من زواجك الأوّل ويُعاملهما كمعاملة كنز ودالي...صحيح؟
أعتقد أنّ زاهي رجل استثنائي في هذه النقطة بالذات، وهو يقول إنّه أكثر ما أحبّه فيّ أنني أم. وربما من شدّة تعلقه بوالدته لفته جانب الأمومة في شخصيتي وقدّر شدة خوفي وحرصي وحبّي لولديّ كريم وعلي وأحببته إنسانياً لأنّه احترم أمومتي وقدّرها. فزاهي واعٍ وناضج ومثقف بما فيه الكفاية ليتقبّل ولديّ ويحبهما ويرعاهما وطالما كان فخوراً بي لأنني أمّ حتى قبل أن نتزوّج.
- هل يعيش ولداك مع أخويهما دالي وكنز؟
هما يعيشان موقتاً مع والدهما خارج لبنان، إلاّ أنّهما خلال سنتين سيأتيان إلى لبنان لاستكمال دراستهما الجامعية وسيعيشان معي. ولكن في الوقت الحاضر يزورني ولداي في شكل مستمرّ، وكلّما حضرا إلى لبنان يحرص زاهي على إعطائي حريتي لأكون دائماً في جوار كريم وعلي إلى جانب دالي وكنز. وهو يُضحّي كثيراً من أجل أن يعطيني فرصة لكي أتفرّغ في شكل كامل للعائلة. ولا يمكن أحد أن يفهم حجم التضحية التي يقدّمها زاهي في كلّ زيارة لولديّ حتى لا يشغلني أي شيء عنهما ولأتمكّن من تعويضهما الوقت الذي لا أكون فيه إلى جانبهما.
- ما هي المعايير التي تحرصين على اعتمادها في تربية أطفالك؟
الصدق والتواضع وحبّ الوطن واحترام الإنسان.
- هل بدأت تلاحظين ميولاً معينًة لدى ابنك دالي؟
أعتقد أنّه يميل إلى كل ما هو فني وأتمنى أن يُصبح في يوم ما فناناً عظيم الشأن كأن يكون رساماً معروفاً أو شاعراً أو موسيقياً مبتكراً أو ما شاكل. ولكن في شكل عام يبدو أنّه قريب جداً من أبيه في شكله وشخصيته وميوله.
- بعد ثلاثة أبناء كيف وجدت شعور الأم تجاه الإبنة؟
إنّه شعور غريب ومميّز. علاقتي بابنتي كنز قائمة على الحب والحنان والغزل رغم أنّها متعلّقة بوالدها أكثر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024