أنغام بعد أن خاضت تجارب صعبة في حياتها
تقول إن هناك من حاولوا إحباطها وإزعاجها وكانوا يستهلكون وقتها وطاقتها، ولذلك قررت إسقاطهم تماماً من حساباتها. وتعترف بأنها خاضت تجارب صعبة في حياتها، تعلّمت منها، ورغم أنها دفعت ثمناً للدروس التي خرجت بها من تلك التجارب، فإن المهم أنها تعلّمت في النهاية.
إنها النجمة أنغام التي تتحدث عن القلق الدائم مع كل ألبوم، والنوم المتقطع مع كل حفلة جديدة، وألبومها الجديد، ومشروعها المقبل بعيداً عن الفن، وإحساسها الذي يقودها في اختيار أغنياتها. كما تتكلم عن خوفها من الغناء لفيروز، وتبدي رأيها في أحلام وشيرين وهيفاء ونانسي وسميرة سعيد وإليسا.
- ما الذي يشغلك في الفترة الحالية؟
أعمل الآن على إنجاز تسجيل وتصوير أغنية من ألحان ماجد المهندس، وأتمنى الانتهاء منها مبكراً وتقديمها للجمهور في أقرب وقت.
- تحضرين لأغنية منفردة، فهل يعني هذا أنك لم تحددي بعد أغنيات ألبومك المقبل؟
أعمل حالياً على اختيار مجموعة أغانٍ جديدة حتى أضمها إلى ألبومي المقبل بإذن الله، لأنني لم أتعاقد مع شركة إنتاج كاسيت جديدة بعد نهاية تعاقدي مع شركة «روتانا»، وهو ما يُعطيني فرصة أكبر للتحضير للأغاني الجديدة دون أي تعجل.
- هل النجاح الكبير لألبومك الأخير «نفسي أحبك» يجعلك تشعرين بخوف أكبر وأنت تحضرين لألبومك الجديد؟
القلق يلازمني مع كل ألبوم لأنني حريصة على أن أهدي جمهوري أفضل كلمة ولحن وأداء وأهتم بتقديم الأشكال الغنائية الموسيقية المختلفة في كل ألبوم جديد، فهذا هو أسلوبي الذي اعتدت عليه.
وألبومي الأخير ضم ١٢ أغنية تعاملت خلالها مع الشعراء بهاء الدين محمد وأمير طعيمة ونادر عبد الله، ومن الشعراء الشباب عصام حسني ومحمد عاطف والملحن محمد الطوخي أيضاً، وتعاونت لأول مرة مع الملحن وليد سعد، أما الملحن خالد عز فكان له النصيب الأكبر من تلحين الأغاني. كما تعاملت مع الموزعين طارق مدكور وحسن الشافعي وعصام الشريطي ونادر حمدي ووليد فايد، وأيضاً تعاونت مع الموسيقار الكبير عمار الشريعي في أغنية «عشت سنين» كلمات بهاء الدين محمد وتوزيع وليد فايد، وهي المرة الأولى التي نتعاون فيها من خلال ألبوم ، لأنني غنيت من ألحانه الجميلة في تترات المسلسلات التلفزيونية والمناسبات الوطنية والدينية المختلفة.
وهناك أكثر من شكل موسيقي جديد حرصت على تقديمه، أضف إلى ذلك الاستعانة بأوركسترا سمفونية عالمية، علما أنني سبق ان قدمت هذا الشكل الموسيقي من قبل مع الموزع أمير عبد المجيد في دار الأوبرا من خلال أغنية «ساعدني وأساعدك».
- ولماذا سجلت الماستر الخاص بالألبوم في لندن؟
أحسست بأن تجربة السفر إلى لندن مفيدة لي، وتمت الاستعانة بأوركسترا كاملة خلال أكثر من أغنية، كما قدمت أغنيتين مع إيقاعات الأوركسترا السمفونية العالمية الكبيرة «براغ» المكونة من مئة عازف. ولذلك كان الصوت الخاص بالأغاني مختلفاً، بالإضافة إلى صوت الموسيقى عامة لأن إجراء «الماستر» في الغرف المخصصة لذلك في الخارج يمنح الألبوم جودة مختلفة. ولذلك سأكرر الرحلة الى لندن عندما أصدر ألبوماً جديداً.
- كيف تختارين أغنياتك؟
منذ سماعي لها عندما تُعرض عليّ، أترك إحساسي يقودني في هذه المسألة لأن لي ذوقي الخاص كأن تذهب لشراء ملابس بناء على ذوقك الشخصي. فأحياناً أجد المؤلف والملحن متحمسين لأغنية ما وأسمعها من خلالهما وتجدني أختار أغاني أخرى!
- كيف؟
مثلاً أغنية «والله حلوة» من كلمات محمد عاطف وألحان محمد يحيى وتوزيع حسن الشافعي في ألبومي الأخير «نفسي أحبك» لم تكن لي أصلاً، والقائمون عليها فكروا في مطربين شبان لعرضها عليهم لغنائها خلال شهر رمضان لأنها تمس علاقتنا بالله والدنيا، وعندما فشلوا في ذلك وجدوا أن اللحن الخاص بالأغنية جميل جداً، ومن هنا فكروا في عرضها عليّ من خلال حسن الشافعي، وفوجئت به يقول لي وقتها: «لا مانع لو تريدين تغيير الكلام الخاص بالأغنية» فقلت له: «لحن الأغنية حلو ولكن كلماتها تعجبني أكثر».
وأذكر أنني قلت للقائمين على هذه الأغنية: «أنا أفتش بإبرة عن الأفكار الغنائية المختلفة». كما أحب أن تشاركني أمي سماع الأغاني الجديدة قبل نزولها إلى الناس، كما أتفاءل بابني الصغير عبد الرحمن لأنه عاشق للموسيقى بجنون، خاصة عندما يحفظ جملة ويغنيها من أغنياتي الجديدة، فأشعر ساعتها بأن هذه الأغنية ستعجب الناس. وأكثر أغنية في الألبوم الجديد أعجبته وحفظها قبل نزول الألبوم اسمها «حبيبي مالك» من كلمات أمير طعيمة وألحان خالد عزو وتوزيع طارق مدكور لأنها أغنية راقصة.
- لماذا لم تستجيبي للمنتدى الخاص بك على الإنترنت عندما اختاروا أغنية «مهزومة» لتكون عنواناً للألبوم بدلاً من «نفسي أحبك»؟
قبل نزول الألبوم الى السوق انتشرت أخبار كثيرة عن اختياري لأغنية «مهزومة» لتكن عنواناً للألبوم وهو الأمر الذي لم أكن حسمته بعد. وأعترف بأن هذه الأخبار «زنقتني»، كما أن الجمهور على المنتدى الخاص بي على الإنترنت كان يُفضل بالفعل اختيار اسم «مهزومة» لتكن عنوان الألبوم، ولكنني كنت أبحث عن اسم يُعطي إحساساً بالبهجة. وعندما فكرت في الاستعانة برأي مجموعة من الأصدقاء من حولي لاختيار اسم الألبوم وجدتهم محتارين مثلي تماماً، وكانت هذه أول مرة احتار فيها هكذا في اختيار اسم ألبوم ، الى أن حسمت الأمر لمصلحة «نفسي أحبك» لأنها أغنية فرحة.
- كيف تنظرين إلى مشوارك الغنائي الطويل الذي يمتد ٢١ عاماً؟
المرحلة الحالية في حياتي أستطعم فيها كل شيء أفعله، وأفهم قيمة كل خطوة أقدم عليها. كما أنني مسؤولة عن كل شيء أقوم به. في السابق كان من الجائز ألا يلومني الناس على تقديمي عملا ما لأنني كنت مطربة صغيرة لا تمتلك سوى القدرة على الغناء، أما الآن فالمسألة اختلفت تماماً وأحاسَب على كل خطوة أقوم بها. و«الحمد لله لا شيء أخجل منه أو أندم عليه واختياراتي أصبحت أفضل منذ ألبوم «وحدانية»، وكذلك أغنيات «تيجي سيرتك» و«مش عارفة» و«عمري معاك» كان فيها توفيق كبير من الله.
- وما هي الفترة التي تعتبرينها الأجمل في مشوارك الفني؟
التي أعيشها حالياً. وصلت الى مرحلة جميلة مع الناس ومرتاحة من ناحية رصيدي من الأعمال والثقة المتبادلة مع الجمهور.
- وما الذي أسقطتِه من حساباتك في العام الماضي؟
أشخاص كثيرون أسقطتهم من حساباتي كانوا يأخذون مني طاقة ويستهلكون صحتي التي أحتاجها لحياتي ولولديّ، فهؤلاء تسببوا بإحباطات وإزعاج لي خلال العام الماضي، ودون الدخول في تفاصيل من هم أو ماذا فعلوا فإنني بدأت أتعايش مع نفسي أكثر، وبدأت اهتم بصحتي وأوفر طاقتي للشيء الذي يستحق ذلك. كما أصبحت أحب القراءة وأجد الوقت الذي أجلس فيه وأستمتع مع ولديّ وأصبحت أكثر تنظيماً لحياتي.
- ما هي أحلامك في بدايات العام ٢٠١٠؟
لديّ مشروع أحتفظ به لنفسي خارج المجال الفني.
- كيف؟
مشروع ليس له علاقة بفني، قمت فيه بخطوات إيجابية جيدة وفعلية، وعندما يصير جاهزاً سأفصح عنه على الفور. لكنني عموماً لا أحلم بأكثر من الذي أنا فيه الآن، والحمد لله لا توجد عندي طموحات أو تطلعات غير عادية، سوى نجاح ولديّ عمر وعبد الرحمن. ابناي يحتلان المرتبة الأولى في حياتي من حيث اهتماماتي وبعدهما تأتي الأمور الأخرى، وأتمنى أن يُحسن ربنا «ختامي» في الدنيا وأخرج منها على خير وأترك من خلفي أشياء جيدة من خلال تربية سليمة لولديّ ، وأترك من بعدي فناً يشرّف.
- ماذا تقولين عن فيروز؟
السيدة فيروز - ربنا يمتعها بالصحة والعافية - كانت مثلي الأعلى في بداية مشواري الفني، وكنت زمان أقول «الله، نفسي أكون مثل فيروز». وتستطيع أن تقول إنها حركت أول شرارة غناء عندي، لأن فيروز هي المثل الأعلى، وكنت دائماً أقول لنفسي أتمنى أن «أقف مثلها على المسرح وهي تغني» لأن نوعية الغناء الذي تقدمه هو ما أحبه.
- هل صحيح أنها المطربة الوحيدة التي تخافين الغناء لها؟
بالفعل هي المطربة الوحيدة التي أخاف أغني لها، من الممكن ان أدندن كلمتين من أغنية خاصة بها إذا كنت ضيفة في برنامج ما، إنما لا أغني لها على المسرح. وخوفي هذا نوع من التقدير لها ولأدائها الرائع في تقديمها لأغانيها.
- هل حدث أي لقاء بينكما؟
للأسف لم يحدث أن التقينا. هذا أمل حياتي، ولكنني لا أعرف كيف أحقق ذلك إلى الآن. وحاولت وأنا في لبنان أن أتكلم معها هاتفياً من خلال أحد أصدقائها المقربين، أو يحصل لي منها على موعد وأقابلها وللأسف لم يحدث نصيب، ولكنني سأكرر المحاولة لأنه من أحلامي رؤيتها والجلوس معها والتحدث إليها.
- وماذا تقولين عن شيرين عبد الوهاب؟
حبيبتي وأختي وصديقتي التي أعتز بها جداً، فهي واحدة من أهم الأصوات والمطربات في مصر والعالم العربي - ربنا يحميها - قلبها أبيض، وتقول ما فيه بصراحة، ونحن نتزاور دائماً والمكالمات بيننا لا تنقطع أبداً.
- هل مازلتِ تخلدين الى النوم الطويل قبل إحيائك للحفلات؟
صحيح رغم أنه يكون نوماً متقطعاً يصاحبه قلق، لأنني أنام كثيراً في الأيام العادية التي لا توجد فيها حفلات أصلاً.
- ما هي حكاية السلسلة الخاصة بكِ التي تحمل حرفي A وO باللغة الإنكليزية؟
هما أول حرفين من اسمي ولديّ عبد الرحمن وعمر.
- هل يمكن أن تسلمي قلبك لرجل آخر؟
الله أعلم، فمن الممكن أن أعيش قصة حب جديدة تتوج بالزواج. هذا ليس عيباً أو حراماً وأنا لم أدع أنني سأكون راهبة في يوم من الأيام، ولكن ولديّ عمر وعبد الرحمن هما الرقم واحد في حياتي، والحب الذي يدعم ذلك ويحافظ على هذا الكيان أهلاً به.
- بماذا خرجتِ من تجاربك السابقة؟
الحياة تجارب، وكما يقول المثل الشعبي الدارج: «مافيش إنسان يتعلم ببلاش»، فالإنسان لا يعيش من دون تجارب أو أخطاء، لابد ان يقع ثم ينهض وينخدع بأناس ثم يعرفهم جيداً، وهكذا. أي يتعلم كل يوم شيئاً جديداً هذه هي الحياة.
- ماذا تقولين عن هذه الأصوات في «جملة واحدة:
- أحلام؟
أهم صوت نسائي في الخليج.
- سميرة سعيد؟
أستاذة في اختيار كلمات وألحان أغنياتها.
- نانسي عجرم؟
دمها زي العسل.
- هيفاء وهبي؟
زي القمر.
- إليسا؟
صوت ناعم وحساس، وأنا أريد تأكيد حبي وتقديري الخاص لكل هؤلاء النجمات.
- لماذا لم تقدمي دويتو مع أي مطربة أخرى بعد الدويتو الذي جمعك بالمطربة الراحلة ذكرى؟
لا أمانع على الإطلاق، ولكن المهم فكرة الدويتو ومع من؟ والدويتو الذي جمعني مع ذكرى كان له ظروفه عن الانتفاضة الفلسطينية.
- ما رأيك في ما يقدم الآن على الساحة الغنائية؟
كلٌّ يقدم وجهة نظره الخاصة والشكل الذي يرى أنه يناسبه.
- هل انتهى زمن الجمهور الذي يبحث عن سماع طرب أصيل؟
لا طبعاً من الذي قال ذلك؟ لا يجوز إصدار أحكام مطلقة هكذا على الناس، لأن «أصابعك ليست مثل بعضها»، وأعتقد أنه على سبيل المثال أن حفلات دار الأوبرا تثبت أن جمهور الطرب موجود.
- ما هي أهم كنوزك الفنية؟
لا أستطيع أن أطلق عليها اسم «كنوز» ولكن أسميها تجربة أو «مشاعر حلوة»، خرجت الى الناس في شكل أغنية سواء كانت مجنونة أو عاقلة في بعض الأوقات، وأحياناً تكون تجربة شخصية عبّرت فيها عن حالات غضب أو حب أو أشياء كثيرة أخرى. وجميع أعمالي التي قدمتها على مدار أكثر من عشرين عاماً هي حصيلة عمري الفني، اعتبرها جميعاً «كنوزي الفنية»، أما كنوزي الإنسانية فهي ولداي عمر وعبد الرحمن ووالدتي التي تشكل لي الأمان والحضن الكبير للعائلة.
- ما هو «الكنز» الذي تفتقدينه؟
لا أشعر بافتقاد شيء وفي كل الحالات أنا راضية على ما أنا فيه الآن.
- أي هذه الألقاب يُسعدك أكثر: «سلطانة الطرب»، «ملكة الإحساس»، «عصفورة الغناء»؟
كل هذه الألقاب عندما أشعر بصدق من يقولها أكون سعيدة بها، لأنني إنسانة في المقام الأول وأحب الاطراء، وهذا ليس عيباً.
- ما سبب تراجع نجومية أي فنان؟
أكيد «هو».
- ما هي معادلة نجاح أنغام؟
توفيق الله عز وجل، يليه الاجتهاد والتركيز والطموح.
حكايتي مع الصيدليات
«أحب شراء هدايا لولديّ من أي بلد أزوره، تكون لها علاقة بالدولة التي أنا فيها. وأرجو ألا يندهش البعض إذا قلت إنني أحب جداً دخول الصيدليات في الخارج لشراء أي شيء منها، ولا أعرف السبب وراء ذلك، ولكن أحرص على المطهرات الخاصة باليدين، علاوة على استخدامي لصابون معين خالٍ من الروائح، لأن عندي «حساسية» في هذه الجزئية، ولذلك أضع العطر على ملابسي وليس على جسمي. وللعلم العطور التي استخدمها في الشتاء تختلف عن عطور الصيف، كما استخدم منها ما يناسب فترات الصباح والمساء والسهرات والحفلات، وأفضل روائح الزهور، واشعل البخور و«الفواحة» كثيراً. ونظراً الى أنني أعاني كل أنواع الحساسية أفتح ساعتها كل نوافذ البيت»!
أنا وأحمد عز
«لا أعرف من وراء شائعة زواجي من أحمد عز، لكنني لم أتوقف عندها كثيراً فقد اعتدت ألا أتوقف عند الشائعات، وألا أسمح لها بالتأثير في عملي، خصوصاً أنني مقتنعة تماماً بأن هذه الشائعات سرعان ما ينساها الناس».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024