تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

شيماء سعيد ..عادت بعد غياب ثلاث سنوات

غابت عن الغناء ثلاث سنوات حتى تردد كلام عن اعتزالها. لكنها فاجأت الجميع بعودتها بفيديو كليب جديد، وقالت: «غيابي كان وراءه ثلاثة أسباب: الزواج والأمومة ومطربات العري». إنها المطربة شيماء سعيد التي تتكلم عن عودتها وانفصالها عن المنتج طارق عبد الله، وعرض محسن جابر الذي رفضته، ورأيها في شيرين وأنغام وآمال ماهر، وتشبيهها الدائم بالنجمة باسكال مشعلاني. كما تتحدث عن شائعة انفصالها عن زوجها والبرنامج الذي قدمته، والسينما التي تخافها، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معها.

- اختفاؤك ثلاث سنوات عن الساحة الغنائية جعل البعض يردد كلاماً عن رغبتك في الاعتزال. هل هذا صحيح؟
لم يخطر في بالي أبداً الاعتزال، وفترة غيابي سببها أنني تزوجت وأنجبت ولدين هما حسن والحسين، وشعرت في تلك الفترة بأنني لا أستطيع أن أوفق بين عملي كمطربة ودوري كأم وزوجة، فقررت أن أمكث في بيتي فترة كنوع من الاستقرار والتفرغ للاهتمام بأسرتي. بالإضافة إلى أسباب أخرى جعلتني ابتعد، فقد كنت مستاءة مما يجري على الساحة الغنائية، وأشعر بحالة من الاستنكار تجاه سيطرة كليبات العري، والأغاني التي تحوي الكلمات الإباحية والخارجة، ووجدت أنها موضة سيئة سائدة في الوسط الغنائي، وبالتالي لم أكن راضية عما يدور وشعرت بأنه ليس لي مكان وسط هذه الهوجة. لذا اختفيت وأصبحت أشاهد ما يجري كمتفرجة وأدوّن ملاحظاتي، وعندما شعرت باشتياق لجمهوري وفني قررت العودة. 

- هل أنتِ راضية عن عودتك من خلال كليب أغنية «في يومين»؟
بالتأكيد راضية عنه بنسبة ٩٩ في المئة، وقد تلقيت انطباعات جيدة من الكثيرين عنه على عكس كليب «خدني» الذي قدمته من ألبومي الأخير ولم أكن راضية عنه. أنا صريحة مع جمهوري ومع نفسي أولاً، لذا اعترف بأنني نادمة على هذا الكليب ولكنني أعتز جداً بأغنية «في يومين» وهي من كلمات نادر عبدالله، وهو شاعر جميل يعرف كيف يعبر عن أحاسيس المرأة، وقد أعجبتني للغاية كلماته ولمست وجداني وأحسست بها. أما اللحن فكان لأشرف سالم الذي تعجبني ألحانه، والإخراج لمحمد يونس الذي أخرج الأغنية بشكل مختلف واستخدم الغرافيك بشكل رائع، وخرجت الأغنية بهذه الصورة.

- من الذي أقنعك بظهور ابنك معك في الكليب؟
لم أقصد أن يظهر ابني كموديل في الكليب، وإنما وافقت بصعوبة أن يظهر في آخرالكليب. لن أكرر ذلك ولكنني فقط أحببت أن يكون أول ظهور لي عقب فترة غياب طالت ثلاث سنوات مع حسن ابني، وأن يكون الكليب بمثابة ذكرى له عندما يكبر.

- ما حقيقة خلافك مع المنتج طارق عبد الله وما السبب وراء رفضك تجديد التعاقد معه؟
لا خلاف بيني وبين المنتج طارق عبدالله بل بالعكس تربطني به وبزوجته علاقة طيبة، واعترف بأن شركته «هاي كواليتي» لم تُقصر معي منذ بداية تعاقدي معهم، وأصدرت لي ثلاثة ألبومات وحققت نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى تصوير «خدني» و«لسه الليالي». لكنهم تجاهلوا ألبومي الأخير ولم يهتموا بحجم الدعاية له، كما ان  مدة العقد الموقع بيننا انتهت. لهذا قررت عدم تجديد التعاقد معهم.

- وماذا عن تعاقدك مع شركة «عالم الفن» على إنتاج ألبوماتك الغنائية ؟
تلقيت عروضاً كثيرة من شركات إنتاج كبيرة وتحمست في البداية لشركة «عالم الفن»، خاصة أن محسن جابر منتج مخضرم في سوق الإنتاج وصديق عزيز أيضاً ولا يحب المشاكل التي ازدادت بين المطربين وشركات الإنتاج في الفترة الأخيرة. وأنا شخصياً لا أستطيع أن أغني في ظل أي مشاحنات. تفاوضت مع «عالم الفن» لكنني وجدت أن عرضهم غير مجزٍ لي، فقد كانوا يريدون احتكاري لمدة عشر سنوات، وأنا ضد الاحتكار بشكل عام، بالإضافة إلى شروط أخرى في التعاقد أرى أنها ظالمة للمطرب، وتمنح شركة الإنتاج صلاحيات مبالغاً فيها، ومنها النسبة التي تحصل عليها الشركة مقابل ظهور المطرب في برامج أو حفلات أو مشاركته في أفلام وأعمال تلفزيونية، وهذا غير معقول، خاصة إذا كان للمطرب نجومية ومكانة كفيلتان بحمايته من هذه الشروط المتعسفة. وأمامي حالياً عرضان أفاضل بينهما، وعندما استقر على أحدهما سأعلن تفاصيله فوراً.

- ألهذا السبب اضطررتِ لإنتاج كليبك الأخير على نفقتك الخاصة؟
فعلاً أنتجت الكليب الأخير «في يومين» ووجدت أن فكرة إنتاج أعمالي بنفسي مريحة جداً وتوفر عليّ كثيراً من المتاهات التي أواجهها مع شركات الإنتاج، علماً بأنني جربت الإنتاج في بداية حياتي الفنية قبل سنوات، وعندما كلفت إحدى الشركات بتولي تفاصيل الإنتاج على حسابي الخاص، لكن تلك الشركة فشلت بسبب عدم خبرة القائمين عليها بالألبومات.

- هل يمكن أن تنتجي ألبوماً كاملاً بنفسك؟
أفكر في الأمر، حتى أنني دفعت أجور الشعراء والملحنين الذين يجهزون معي هذه الأيام لألبومي الجديد، ومازلنا في مرحلة انتقاء للألحان والكلمات، ومنهم الشاعر بهاء الدين محمد والملحن أشرف سالم. ولكنني اعترف بعدم قدرتي على تحمل عبء الإنتاج طوال حياتي الفنية لأنه قد يرهقني كثيراً ويشتت تركيزي وهو ما يؤثر سلباً على مستقبلي كمطربة. ولكنني أقوم بالإنتاج موقتاً الى حين التعاقد مع شركة إنتاج تتولى مسؤولياتي الفنية.

- رصيدك ٣ ألبومات و٨ كليبات على مدار عشر سنوات، وهو ما يؤكد أن خطواتك بطيئة مقارنة بغيرك من مطربات جيلك، ألا تشعرين بالغيرة منهن ؟
اعترف بأنني تأخرت فنياً بالمقارنة بمطربات جيلي، ولكنني لا أشعر بأية غيرة فنية منهن على الإطلاق بل على العكس أنا سعيدة بخطواتهن، وفي النهاية هن مطربات يفرضن وجودهن على الساحة، ويثبتن أنه مازالت هناك أصوات مصرية. ومن هؤلاء المطربة شيرين عبد الوهاب التي ظهرت بعدي وأصبحت الآن من أفضل الأصوات المصرية، وهي صديقة عزيزة جداً، وأنا فخورة بها وبالنجومية التي حققتها في مصر والوطن العربي.أنا لا أقارن نفسي بأي مطربة، وأقيّم نفسي فقط، ولا أفضل الوجود لمجرد الوجود، وأعلم أن الاختفاء له مميزاته وعيوبه ولكنه أفادني كثيراً لأنه صنع لي مكانة خاصة، وسعدت عندما وجدت ان الجمهور ما زال يحبني ويردد أغنياتي.

- البعض يرى أن المطربات العربيات سحبن البساط من تحت أقدام المطربات المصريات، بدليل أن هناك تراجعاً كبيراً لعدد المطربات المصريات، فما رأيك؟
يستفزني بشدة هذا الكلام الذي يتردد منذ سنوات. ولعل ذلك يرجع إلى تزايد أعداد المطربات العربيات في مصر بشكل كبير، رغم أنني لا اعترف وسط هذه الهوجة إلا ببعض المطربات اللواتي أثبتن وجودهن بأصواتهن الرائعة، وعلى رأسهن إليسا ونانسي عجرم ونوال الزغبي. واعترف بأنني لست مشاهدة جيدة لجميع القنوات الفضائية الموسيقية، لذا لا أتابع الأصوات الأخرى، ولكن أعتقد أن هذه الأسماء تربعت في قلوب الجمهور المصري. ولا ننسى أن الإنتاج الخليجي واللبناني أقوى بكثير ويفوق الإنتاج المصري، ورغم ذلك أرى أن هناك أصواتاً مصرية كثيرة رائعة ومميزة مثل آمال ماهر وأنغام وغادة رجب، ولكن للأسف شركات الإنتاج تهتم بالمطربين والمطربات العرب أكثر من المطربين المصريين.

- هل تنوين تكرار تجربتك كمذيعة بعد تقديمك لبرنامج «ليالي الشرق»؟
أنا سعيدة جداً بردود الفعل على البرنامج. والفكرة جاءت بناءً على اقتراح من معد البرنامج حسام فاروق، ولكنني دعمتها بشكل يخدمني كمطربة، فقد تحمست للغاية للفكرة التي تعود بنا إلى زمن الطرب الأصيل من خلال أغاني المطربين القدامى وإحياء التراث القديم. وسعدت بالكتابات النقدية عن البرنامج في الصحف والمجلات ورسائل الشباب التي تعبّر عن إعجابهم بفكرة البرنامج وطريقة أدائي كمطربة، والأزياء والماكياج والشعر. حتى إن وزير الإعلام أصدر قراراً بإعادة إذاعة البرنامج على القناة الفضائية. بعدما  كان يُعرض على القناة الثانية المصرية. واقترحوا عليّ تقديم جزء ثانٍ، ولكنني رفضت لأنني لا أحب التكرار حتى لا يمل الجمهور. قد أقدم فكرة جديدة ومختلفة تماماً لأنني متحمسة للتجربة بوجه عام.

- تشعرين بالحماسة لتكرار تجربة تقديم البرامج، فهل تشعرين بها أيضاً لتكرار تجربة التمثيل؟
تلقيت عروضاً سينمائية عديدة ولكنني رفضتها، وأعترف بأنني خائفة من تجربة التمثيل ولن أكررها إلا إذا اقتنعت بأهمية الدور والعمل ككل، وأنه سيضيف الى رصيدي. وعموماً أنا أفضل أفلام البطولة الجماعية أكثر من أفلام البطولة المطلقة، وأشعر بأنني لا استطيع أن أتحمل هذه المسؤولية بمفردي والقيام بفيلم بأكمله. وأعتقد أنني سأجمع بين الغناء والتمثيل في أي عمل سأقدمه، لأن هذا هو السائد الآن في كل الأفلام السينمائية. أما التلفزيون فلا يناسبني الآن اذ يستغرق تصوير المسلسل من ٤ إلى ٦ شهور ويكون العمل كل يوم تقريباً، وأنا لديّ طفلان بحاجة إلى كل دقيقة من وقتي، وإن كنت أتمنى تقديم دور في رومانسية الدور الذي سبق ان قدمته  في مسلسل «هوانم جاردن سيتي».

 - ما حقيقة الكلام عن انفصالك عن زوجك؟
هذه شائعة ضحكنا أنا وزوجي عندما سمعناها، فأنا مستقرة أسرياً ولم يحدث أي خلاف بيني وبين زوجي.

- هل تزوجتِ عن حب أم كان زواج صالونات؟
زوجي رجل أعمال وكان صديقاً لأخي وأعجب بي ثم تقدم لي، أي أننا تزوجنا زواج صالونات. ولكنني أحببته وتعلقت به بشدة فهو من مواليد برج العذراء مثلي تماماً، ونتفق في كثير من الطباع ونحن متفاهمان في أمور كثيرة والحمد لله.

- هل ترين أن جمالك كان سبباً لاتهامك بالغرور؟
معظم الجميلات متهمات بالغرور ولا أعرف لماذا يربط البعض بين الجمال والغرور، لكنني لست مغرورة وإن كنت لا اندمج مع الناس الذين أقابلهم لأول مرة، لذا يأخذون انطباعاً عني أنني متعالية أو متكبرة وهذا غير صحيح. وعندما يقتربون مني يصارحونني بأنهم كانوا يخالونني مغرورة ونصبح أصدقاء.

- كيف ترين تشبيهك الدائم بالمطربة اللبنانية باسكال مشعلاني؟
باسكال مشعلاني كانت ملكة جمال مدينة لبنانية، أي أنها سيدة جميلة وطبعاً أشعر بالفرحة لتشبيهي بها، ولكنني ظهرت فنياً قبل أن تأتي باسكال إلى مصر.

- ما الذي تغير فيكِ بعد أن أصبحت أماً؟
أصبحت أخاف على نفسي أكثر ليس من أجلي بل من أجل ولديّ حسن والحسين، وأصبحت مسؤولة أكثر، وطبعاً سعيدة أكثر، فهما كل شيء لي ولهما الأولوية في حياتي قبل أي شيء آخر.

- ألم تفكري في تقديم عمل للأطفال؟
طبعاً أفكر وأستعد حالياً لتقديم أغنية للأطفال، فأنا أحب الأطفال جداً ولي جمهور كثير منهم، وأكثر شيء يسعدني عندما يقابلني طفل ويقول لي: أنا أحبك. فالأطفال لا يعرفون المجاملة أو التكلف، ولذلك أنا سعيدة جداً لأن نسبة كبيرة من جمهوري أطفال.

- ومع من ستتعاونين في هذه الأغنية؟
مع الشاعر عوض بدوي والملحن أشرف سالم.

- ما هي العيوب التي تتمنين التخلص منها نهائياً؟
أتمنى التخلص من الصراحة الشديدة التي تضايق البعض مني خاصة المقربين مني ، فأنا أحاول أن أكون أكثر مرونة، وزوجي يلفت نظري الى هذا كثيراً.

- لو لم تكوني مطربة ما هو العمل الذي كنت تختارينه؟
صحافية خاصة أنني خريجة الجامعة الأميركية قسم صحافة وإعلام، ولكنني دخلت مجال الغناء مبكراً.

- ما هي الأصوات التي تحبين سماعها؟
المطربون القدامى مثل أم كلثوم ووردة وعبد الحليم حافظ، الى جانب الأصوات المميزة مثل شيرين عبد الوهاب وأنغام وأصالة وسميرة سعيد وإليسا ونوال الزغبي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079