تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

أيمن زيدان .. يوجه سؤاله الى الآخرين

بأدواره المتميزة استطاع أيمن زيدان أن يمثل القاسم المشترك في الدراما السورية في العام الفائت، فقد رأيناه في مجموعة أدوار ضمن أهم الأعمال، بينها دوره القاسي في «قاع المدينة»، ودوره الجميل في «الدوامة»، ودوره في المسلسل التاريخي والديني «صدق وعده»، وغيرها من الأعمال ومن ضمنها مسلسل «مرسوم عائلي» الذي جسد فيه دور البطولة. وقد صرح الى «لها» أنه حتى اليوم لا يعرف السبب الحقيقي لوقف عرض العمل. خلال حوارنا مع النجم أيمن زيدان، استثاره سؤال حول زواجه، فوجه سؤالا ًعاماً الى جميع المهتمين بحياته الشخصية، عن السبب وراء الاهتمام المستمر بزيجاته بما يفوق الاهتمام بزواج غيره من الفنانين. واستغرب كثرة الأقاويل التي ترافق زواجه بشكل دائم. ومن جهة أخرى، تحدث عن أعماله الأخيرة وأهميتها الفنية، وعن عمله الحالي في التقديم، وعن إمكان عودته الى الإخراج، أو الإنتاج...

- قدمت في مسلسل «قاع المدينة» شخصية قاسية جداً لفتت الانتباه وحازت الإعجاب. هل كان هذا الدور أقرب اليك أكثر من دورك في مسلسل «الدوامة»؟
لكل دور خصوصيته إن كان في «قاع المدينة» أو «الدوامة»، فدوري في الأول ركز على الفساد الاجتماعي والفقر واهتم بمشاكل الناس وقضاياهم بشكل دقيق درامياً وفنياً، ومهما كان قاسياً فقد أنجز مهمته بتصوير قضايا واقعية وهي مسؤولية الفن بشكل عام، مثلما هو دوري في «الدوامة» الذي يرصد مرحلة من تاريخ سورية. وبما أني اخترت هاتين الشخصيتين فهذا يعني ان الدورين قريبان مني وإلا لما قمت بتجسيدهما.

- خرج مسلسل «الدوامة» بطرحه عن السائد في الأعمال الدرامية السورية لهذا العام، لكن البعض وجدوا أنه لم ينل حظه من النجاح، هل السبب أن هذا النوع من الأعمال لم يعد يرضي ذائقة الجمهور اليوم؟
لا أعرف ما هي المقاييس المعتمدة في هذا السياق، لكن على العموم عرض عمل الدوامة ضمن كثافة أعمال درامية كثيرة وهذا قد يلعب دوره في المتابعة الجماهيرية النموذجية إن صح القول، لكن لا يمكننا إنكار أهمية العمل وتميزه وخصوصيته الدرامية والفنية، فهو كان جاداً بمضمونه وطروحاته ومعالجاته خصوصاً أنه يهتم بمرحلة مهمة جداً في تاريخ بلادنا. وقد تختلف أحياناً الأمزجة في الرضا عن عمل أو لا، وليس بالضرورة أن تتطابق الآراء، ولذلك ومن زاوية أخرى نجد الكثير من المهتمين الذين نظروا إلى مسلسل «الدوامة» بعين الإعجاب لما يمتلكه من فرادة في المضمون وآلية المعالجة.
ومن جهة ثانية، كيف يمكننا أن نجزم بنجاح عمل أو فشله وعلى أي أساس يمكننا تقويمه. هل نعتمد على المتابعة الجماهيرية، أم الجوائز، أم النقاد؟ وبصراحة لا أسس ثابتة يمكننا الركون إليها، لذلك لا يمكننا الجزم بأن «الدوامة» لم ينل حظه من النجاح.

- هل نستطيع أن نصنف مسلسل «قاع المدينة» على أنه الأفضل بين الأعمال الاجتماعية المشابهة التي عرضت، كمسلسلي «زمن العار» و«تحت المداس»، وسواهما؟
لكل عمل أهميته وعالمه، فالمهم في أي عمل درامي هو الاقتراب من القضايا الجادة بمهنية فنية وحرفية عالية حتى يوصلها بالشكل الصحيح. وأعتقد أن الاهتمام بمشاكل الناس وأوجاعهم وهمومهم أمر ملح على أي عمل فني الاهتمام به.

- رافق مسلسل «صدق وعده» التاريخي الديني الكثير من الدعاية. ما رأيك في المتابعة التي حظي بها العمل وهل كنت تأمل في انتشار أوسع له؟
مسلسل «صدق وعده» كان عملاً تاريخياً دينياً مهماً لأسباب عديدة، بل ومن أميز الأعمال خلال الفترة الأخيرة والتي تدور في هذا السياق. نعود لنقول أن متابعة أي عمل تتبع لمعايير عديدة بدءاً من توقيت العرض، إلى الفضائية التي تعرضه وزحمة الأعمال التي تجاوره وغيرها من الأسباب التي نعجز بوجودها عن إعطاء التقويم الصحيح لأي عمل فني.

- ماذا حل بمسلسل «مرسوم عائلي» ولماذا لم يتم عرضه ضمن أعمال رمضان؟ هل السبب أنه عمل كوميدي خارج دائرة الموضة الاجتماعية السائدة لهذا العام؟
لا أعتقد أن السبب هو موضة العمل الاجتماعي، وما المانع أن تحضر كل الألوان الدرامية جنباً إلى جنب، كما أنني لا اعرف سبب عدم عرض مسلسل «مرسوم عائلي» رغم أن العمل توافرت له معطيات متميزة بدءاً من كاتب النص محمود جعفوري إلى المخرج ونخبة من الممثلين السوريين المتميزين، أمثال سلمى المصري، نضال سيجري، شكران مرتجى، سامية الجزائري، وغيرهم.
وقد نفذته شركة «أكشن» لصالح تلفزيون دبي، وكان من المأمول عرضه خلال الفترة الماضية لكني حقيقة لم أدرك حتى الآن السبب الحقيقي لعدم عرضه.

- أما زلت مصراً على تقديم الكوميديا في أعمالك رغم ابتعاد الكثير من الفنانين عن هذا النوع من الأعمال، وهل تجد في الكوميديا مجالاً للهروب من الرقابة؟
تبقى الكوميديا الفن الأكثر قدرة على التأثير والتواصل مع الناس واستنباط أوجاعهم ومشاكلهم تحت شعار شر البلية ما يضحك. ومن خلال الكوميديا يمكن الغوص في أعماق الناس، وربما خياري في الكوميديا يعود لإمكاناتها في التعبير عن هموم الناس، فهي تدافع بامتياز عن الناس البسطاء وأرى من واجبي الدفاع عنهم من خلال تسليط الضوء على مشاكلهم وهمومهم وتطلعاتهم وإنكساراتهم وأحلامهم. وتبقى الكوميديا من الفنون الصعبة لأكثر من سبب، فلديها قوة تأثير لا تضاهي. ورغم هذا فهي لا تنال الاهتمام الذي تستحقه وتعاني دائماً من الأزمات مما ينعكس على حضورها وإنتاجها، وأنا مصر على تقديمها لأنني أحبها وخصوصاً في الفترة الأخيرة، وقد تقلصت الأعمال الكوميدية بشكل كبير.
أما عن كون الكوميديا مجالاً للهروب من الرقيب، فأنا أرى على العكس أن الكوميديا أكثر صدامية مع الرقابة، والعمل الكوميدي يتعرض للتدقيق من اللجان الرقابية إذ تدرك خطورتها كونها تشير بالبنان إلى مكامن الوجع وبشكل مباشر.

- هل أنت منحاز نحو الكوميديا بشكل أكبر من باقي الأنواع الدرامية، وما هو المشروع الفني الأهم في حياتك؟
لا أستطيع القول أنني أسير في هذا الاتجاه. وكما يمكننا الحديث عن المسلسل الكوميدي «يوميات مدير عام»، والمسلسل الكوميدي «بطل من هذا الزمان»، وكذلك مسلسل «الوزير وسعادة حرمه»، يمكننا الحديث أيضاً عن مسلسل «الجوارح»، ومسلسل «هولاكو». فأنا أنحاز الى المشروع الجيد بغض النظر عن نوعه، وهو المشروع الذي يمتلك جرعة معرفية وجمالية، وبتوافر هذين الشرطين لا يكون لدي مشكلة اذا كان العمل كوميديا أو تراجيديا.

- باتت فكرة عمل الممثلين في التقديم التلفزيوني ظاهرة منتشرة بشكل كبير، كيف تقوّم تجاربك المختلفة في مجال التقديم؟
أعجبتني البرامج التي عرضت علي. أما برنامج «سوبر ديو» الأخير فقد شدني لأكثر من سبب، كونه يركز على الصراع بين الأجيال في اتجاهات عديدة منها اجتماعية وثقافية وتربوية وغيرها، وأعتبر هذه القضية بالذات من القضايا الراهنة المهمة التي تستوجب الوقوف عندها والتعمق فيها وطرحها بأساليب عديدة للفت النظر إلى أهميتها.

- بعض النقاد اعتبروا موسم رمضان الحالي هو موسم دراما الكآبة والخيانة الزوجية وغيرها من أمراض المجتمع. كيف تقوّم الدراما السورية وما قدمته من أعمال لهذا العام؟
أعتقد أن التعمق في هذه القضايا وبأشكال مختلفة يجسد القيمة الحقيقية لأي عمل فني متميز، فالتركيز على هموم الناس ومشاكلهم، آمالهم وطموحاتهم، وحياتهم هو الأهم لأية معالجة درامية، وعلى الفن أن ينجز مسؤوليته تجاه المجتمع.
أما الدراما السورية فهي تتطور وتقدم النوعي عبر أعمالها، وما أود قوله هنا أنه علينا أن نتمسك بالأسس التي تحقق الاستمرارية لها في هذا الاتجاه كي تتحول إلى صناعة حقيقية تمتلك المؤسسات والبنى التحتية وخلق الركائز والأسس التي تبقيها قوية بعيدة عن تأثير مزاج رأس المال، ثم تحويل انتصاراتها الجزئية إلى استراتيجية مبنية على الصناعة الحقيقية والقوانين التي تحميها بحق حتى تكون دراما قوية وتستمر على أسس قوية تضمن مستقبلها إلى أمد طويل.

- هل أصبحت الدراما السورية لعبة في يد المنتج وما تمليه عليه المحطات العربية من شروط؟
الحضور اللافت للدراما السورية يؤكد أنها بخير وإن كنا نطالب دوماً بإرساء أسس تضمن استمرار هذه القفزات النوعية. ولكن لابد من الاعتراف بأن للإنتاج تأثيره على العمل الفني ولابد من التوضيح في هذا السياق أننا لا يمكننا إنكار دور المنتج السوري تحديداً أو إغفال مساهمته في النهضة الدرامية السورية.

- ألا تفكر في تأسيس شركة إنتاج خاصة بك من جديد؟
حالياً لا فكرة في هذا السياق، رغم أن لي تجربتي الخاصة وخبرتي في هذا المجال.

- عملت مخرجاً لعملين متميزين في الدراما السورية لكنك لم تكرر تلك التجربة. هل من مشروع جديد بهذا الخصوص؟
الإخراج أعقد بكثير مما نراه في السياق القائم رغم ظهور مخرجين لهم إبداعاتهم نسبياً، وهو أحد أهم الشروط في العملية الفنية. وأقول انه في المدى المنظور ليس لدي أي مشروع يخص العودة إلى الإخراج خصوصاً أن آلية عملنا في التمثيل هي كل متكامل إذ تتماذج عبرها كل عناصر العملية الفنية. ومن المحتمل أن تجد بعض الرؤية الفنية طريقها عبر الأداء التمثيلي.

- كان لك تجارب زوجية عديدة داخل الوسط الفني وخارجه. هل الزواج الفني هو الأنجح؟
الزواج مؤسسة حياتية لها عوالمها وتفاصيلها ولا يمكننا أن نسقط عليها أحكاماً جاهزة، وما يمكنه أن يكون جيداً لفنان ما قد يكون سيئاً للآخر. لكنني أود التساؤل هنا لماذا زواج أيمن زيدان يستوقف الآخرين أكثر من غيره إذ ترافقه الأقاويل والتكهنات دوماً رغم أنها حالة أقل من عادية؟

- هل من تعاون ممكن أن يجمعك وزوجتك في عمل واحد؟
لا فكرة عن عمل مشترك قد يجمعني مع زوجتي في الوقت الحاضر.

- أين أيمن زيدان من الدراما المصرية هذا العام؟
قدمت أكثر من تجربة في مصر سابقاً، وقد أحببت تلك التجارب ووجدتها جيدة كتجربة فنية وكإطلاع على عمل الآخرين في أوساط فنية أخرى عربية.

- ماذا عن آخر مشاريعك الفنية الجديدة؟
لي أكثر من مشاركة فنية في الوقت الحالي وقد انتهيت أخيراً من تصوير دوري في مسلسل «رايات الحق»، وهناك عمل كوميدي جديد قيد الإنجاز، إضافة الى مشاركتي في الفيلم السينمائي «مطر أيلول» من إخراج عبد اللطيف عبد الحميد...

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078