هنا شيحا.. حضانة ولديّ انتقلت إلى أمي
بعد زواجها الأخير انتقلت حضانة ولديها مالك وآدم إلى والدتها، لكنها تؤكد أن ما يتردد عن حرمانها والدهما حق رؤيتهما غير صحيح وتقول: «لست بهذه القسوة». إنها الفنانة هنا شيحا التي تكشف حقيقة تفكيرها في الاعتزال، وعلاقتها بشقيقتها حلا منذ حجابها. كما تتكلم عن علاقتها بيسرا واعتذارها لنور الشريف، و«خداعها» لنجوم كثيرين. وتعترف بأنها تعيد حساباتها كثيراً، وأنها لا تعمل بنصيحة والديها رغم ما يسببه لها هذا من مشاكل..
- غيابك عن التمثيل فترة طويلة جعل البعض يتحدث عن اعتزالك خاصة بعد زواجك الأخير، فما ردك؟
بالفعل أنا بعيدة عن الفن منذ ثلاث سنوات عقب إنجابي مالك، وكان لايزال طفلاً صغيراً بحاجة إلى رعايتي، فقررت أن آخذ استراحة من الفن وأتفرغ لتربية ابني. ولذلك انتشرت شائعة اعتزالي، وهي فكرة مستحيل حدوثها لأن الفن يجري في دمي. أما موقفي من فكرة ارتداء الحجاب فأنا أرى أن الحجاب هو هداية من عند الله، لست ضده لكن الإيمان في القلب لا يعلمه إلا الله وليس بالظاهر في الملابس. ولا أستطيع أن أحكم على مدى تدين أي فتاة وأخلاقها من خلال ملابسها لأن هذا تفكير خاطئ.
- هل تغيرت علاقتك بشقيقتك حلا عقب وضعها الحجاب؟
إطلاقاً لم تتأثر علاقتي بحلا لارتدائها الحجاب. والحقيقة أنني نصحتها قبل إقدامها على هذه الخطوة بأن تعيد حساباتها، وتفكر بتأنٍ في اتخاذ هذا القرار لأنه صعب للغاية. وفي النهاية حجابها قرارها وليس لأحد حق التدخل فيه، وحلا ليست شقيقتي فقط وإنما هي صديقتي والأقرب إلى قلبي، واعتبرها قدوة لي في أمور كثيرة واستشيرها في تفاصيل حياتي سواء على المستوى الفني أو الشخصي، وهناك ترابط بيننا سواء قبل حجابها أو بعده.
- فاجأتِ الجميع بأدائك كمذيعة في "برنامج ١٠٠٫٧" الذي عُرض مؤخراً، فما مدى رضاك عن هذه التجربة؟
لم تكن أول تجربة لي فقد قدمت من قبل حلقة كمذيعة في برنامج «البيت بيتك»، وفعلاً حمستني هذه التجربة وحفزتني على تكرار التجربة، ولكنني انتظرت الفكرة الجيدة التي تُقنع الجمهور لأثبت جدارتي وموهبتي كمقدمة برامج. وعندما عُرضت هذه الفكرة عليّ أعجبتني للغاية، خاصة أنها مختلفة في مضمونها وموضوعها، فقد كنا نصور البرنامج على أنه إذاعي بدون كاميرات بينما هو برنامج تلفزيوني. كما أنني أعشق المقالب منذ الصغر، ووجدت أنني سأبدع في هذا البرنامج ووافقت على الفور، وسعدت جداً بردود فعل المقربين مني وزملائي والجمهور في الشارع تجاه البرنامج، وهو ما يجعلني أشعر بالرضا عن أدائي كمذيعة. كانت هناك بعض الأخطاء العفوية في البرنامج، إلا أنني استفدت منها، وسوف أتجنبها في التجارب الأخرى.
- البعض يرى أن هذه النوعية من البرامج لا تصنع مذيعاً حقيقياً بالمعنى المعروف كالبرامج الحوارية القوية، فما رأيك؟
هناك نوعية من هذه البرامج نجحت ومذيعوها حققوا نجومية وانتشاراً، ومنها البرنامج الشهير «الكاميرا الخفية» لإبراهيم نصر وبرنامج «حسين على الهوا» لحسين الإمام و«حيلهم بينهم» لعمرو رمزي، فالأمر يحتاج أيضاً الى مجهود من المذيع ليثبت براعته في خداع الضيف وهو أمر صعب للغاية. وعموماً الجمهور تستهويه هذه النوعية من البرامج، لذا مذيعوها ينجحون سريعاً ويحققون نجومية وانتشاراً من خلالها، وهذا ما شجعني على خوض هذه التجربة دون تردد.
- كيف استطعتِ إقناع الضيوف بأن البرنامج إذاعي وخداعهم بهذا الشكل؟
بالتأكيد كانت مهمة صعبة للغاية لي، خاصة أن أغلب الضيوف نجوم وفنانون زملاء في مهنة واحدة ومجال واحد. تخوفت في البداية من التجربة ولكن نجحت في إقناعهم بأن البرنامج إذاعي وأننا نسجل في استديوهات الإذاعة، في حين أننا في التلفزيون وأخفينا الكاميرات بعيداً عن أعين الضيوف، واستطعت بذلك خداعهم، ولم يشك أحد منهم أنه مقلب خاصة حنان مطاوع ورجاء الجداوي وإدوارد ونهال عنبر ومحمد نجاتي وعصام كاريكا. وأنا اكتشفت شخصيات هؤلاء النجوم لأول مرة في هذا البرنامج، رغم أنهم أصدقائي إلا أنني لمست طيبتهم المتناهية ورقة قلبهم، وتوطدت صداقتي بهم أكثر بعد نجاح البرنامج.
- من هو النجم الذي فشلت في خداعه بالبرنامج؟
تضحك قائلةً: بصراحة خالد أبو النجا الذي تربطني به صداقة قوية منذ وقت طويل، وأنا أعلم أنه ذكي للغاية فقد استطاع أن يكشف أمرنا، وعرف أنه مقلب أثناء الحلقة.
- ما حقيقة اعتذار بعض النجوم الذين كان من المقرر مشاركتهم في البرنامج بحجة ضعف ميزانيته؟
نعم هناك بعض النجوم الذين رفضوا المشاركة بسبب أجرهم في الحلقة وضعف ميزانية البرنامج، وأنا أحترم رغبتهم لذا لم نضغط عليهم بأي شكل للحضور. ولا أستطيع أن أفصح عن أسمائهم حتى لا أسبب لهم أي نوع من الحرج، وهم ليسوا أصدقائي بالمعنى المعروف، ويكفيني النجوم الذين جاملوني وشاركوا معي في البرنامج وكان لهم فضل في نجاحي.
- البعض انتقد تكرارك للشخصية التي تعاني حالة نفسية في مسلسلي «خاص جداً» و«العيادة»، فما ردك؟
فعلاً جسدت في مسلسل الست كوم «العيادة» شخصية مريضة نفسية تقتحم عيادة طبيبها الخاص وتحاول قتله، كما لعبت في «خاص جداً» دور فتاة تعاني من مشكلات نفسية نتيجة مشاداتها مع خطيبها بشكل مستمر، وتلجأ الى صديقتها (يسرا) لتحل لها المشكلة. والظاهر أن الشخصيتين متشابهتان، ولكنني أرى أنهما
مختلفتان تماماً في تفاصيلهما داخل أحداث كل عمل، وأنا شخصياً تُجذبني الشخصيات المركبة والمعقدة لأنها تُظهر إمكانات الفنان الحقيقية وأي فنان يتشوق لهذه النوعية من الأدوار ويبحث عنها، لذا أعتقد أنني محظوظة لنيل هذه الفرصة.
- شاركتِ كضيفة شرف في مسلسل «خاص جداً » في ثلاث حلقات فقط، فهل أنتِ راضية عن ذلك؟
أولاً هناك علاقة صداقة قوية تربطني بالفنانة الجميلة يسرا، وأنا أعتز بها ونحن قريبتان من بعضنا وأعتبرها أختاً كبيرة. لذا عندما رشحتني للعمل وافقت على الفور، فالوقوف أمام نجمة مثل يسرا متعة في حد ذاته ويُغري أي فنانة شابة، لذا قبلت خاصة أن مضمون الشخصية يتطلب قدرات تمثيلية عالية في الأداء، ورغم صغر مساحة دوري في المسلسل فإن كثرا أشادوا بأدائي ووجدت ردود فعل جيدة جداً أسعدتني كثيراً.
- ما حقيقة انسحابك من مسلسل «ماتخافوش» بسبب خلافات خاصة بالأجر؟
لست مادية ولم يحدث أنني اعتذرت عن عمل بسبب أجري. كل ما هنالك أنني وافقت على المشاركة في بادئ الأمر ثم انسحبت بعد أن اعتذرت للمنتج والمخرج والفنان نور الشريف الذي كنت أحلم بالعمل معه فعلاً، ولكن هناك سوء تفاهم حدث بيني وبين فريق العمل، لذا وجدت أنني لا أستطيع أن استمر في عمل وأنا أشعر بعدم الراحة فقررت أن انسحب. وكان من المفترض أن يُعرض مسلسل آخر لي بعنوان «الدنيا لونها بمبي»، ولكنهم استبعدوه بسبب كثرة الأعمال الدرامية على الشاشة الرمضانية.
- تعاملتِ مع يحيي الفخراني في مسلسل «يتربى في عزو»، وأيضاً أشرف عبد الباقي في مسلسل «٧ السعادة»، فماذا لمست في شخصيتيهما؟
الفنان يحيي الفخراني يستطيع أن يحتوي أي فنان يقف أمامه، لذا استفدت كثيراً من خبراته دون شك. أما أشرف فهو شخصية اجتماعية جداً وخفيف الظل، ويصيبني بهيستيريا ضحك بمجرد أن أنظر إليه في الكواليس، حتى أننا كنا نعيد المشهد أكثر من مرة.
- أثبتِ أجادتك للأدوار الكوميدية في عدة أعمال ومنها مسلسل إذاعي مع الفنان الكوميدي أحمد حلمي بعنوان «صلاح الخير»، فما هو تقويمك لهذه التجربة؟
أعتز جداً بهذه التجربة مع نجم مثل الفنان أحمد حلمي الذي أعتبره أهم نجوم الكوميديا في مصر فعلاً، لأنه يمتلك الإمكانات التي تؤهله لذلك وجدير بهذا اللقب. وقد تحمست لهذه الفكرة لأنني وجدتها مختلفة ومبتكرة لذا أقدمت على التجربة. ولكن التمثيل في الإذاعة يختلف كثيراً عن السينما أو التلفزيون من حيث كيفية إقناع المشاهد بأدائي سواء تراجيدياً أو كوميدياً، خاصة أن الراديو يعتمد على خيال المستمع.
- ماذا عن موهبة كتابة السيناريو التي تتمتعين بها وما هو مصير فيلم «أنا عارف إني مجنون» كأول تجربة لكِ في هذا المجال؟!
للأسف لم تكتمل الفكرة رغم حماسي في البداية وتشجيع كل من حولي لى لتدعيم هذه الموهبة. والآن أكتب مقالات وأشعاراً وأحرص على نشرها في الصحف والمجلات، كما أن لديّ أفكارا كثيرة كقصص قصيرة تصلح كسيناريوهات أفلام أعطيها لأصدقائي ليكتبوها. إنما أن أكتب سيناريو كاملاً بنفسي فأمر صعب جداً بالنسبة إلي ويتطلب تفرغاً وتركيزاً، وأنا مشغولة برعاية ولديّ والقيام بأعمالي الفنية.
- رغم أنكِ خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية لم نشاهد لكِ عملاً واحداً على خشبة المسرح، فما هو سبب ابتعادكِ عنه؟
ابتعدت عنه لانشغالي بتربية ولديّ. أنا تعلّمت على يد رواد المسرح، وعلى رأسهم سعد أردش وجلال الشرقاوي، لكن ظروفي لا تساعدني على العمل فيه.
- لماذا لم تدخلي عالم الاستعراض رغم دراستك لفن الباليه؟
الجمهور لم ينبهر ويعجب بأي فنانة استعراضية إلا نيللي وشريهان، بالإضافة إلى أننا نفتقد الاستعراضات المكتوبة بشكل جيد يناسب الفنانة التي ستقدمها.
- هل كان لوالدك الفنان التشكيلي أحمد شيحا دور في حبك للفن؟
بالتأكيد فقد كنت أحرص على متابعة والدي وهو يرسم اللوحات، واستفسر منه عن نوعية الخامات التي يستخدمها في الرسم، وتعرّفت على ألوان المياه والزيت والفرشاة، وكنت أتامل طريقته الفنية في كيفية توزيع الألوان في لوحاته، وكان يستشيرني في أعماله وأبدي رأيي وكان ينبهر برؤيتي الفنية. لذا شكلت هذه البيئة الفنية وجداني وأثرت في شخصيتي، وجعلتني إنسانة رومانسية ومثالية أيضاً ومتفائلة، فالحياة وسط أسرة فنية مختلفة فعلاً عن أي نشأة أخرى.
- متى تشعرين بضرورة التوقف وإعادة حساباتك؟
كل يوم أعيد حساباتي مع نفسي وأقول: كانت هناك أشياء يجب أن أفعلها، وأخرى يجب عدم تكرارها. ومع الأسف في الماضي كنت أقوم بأشياء دون التفكير في عواقبها، واعترف بأنني كنت اتخذ قرارات متسرعة، لكن مع إعادة حساباتي لنفسي كل يوم اختلف الأمر كثيراً وأصبحت متصالحة مع نفسي تماماً.
- ماذا اختلف في هنا شيحا اليوم عن الأمس فنياً وشخصياً؟
النضج، فكل يوم يحدث تغيير لصالحي والدنيا علّمتني الكثير.
- ما هو برجك؟
الجدي، وبصراحة شديدة لا أعلم شيئاً عن هذا البرج، لكنني عنيدة جداً وأعشق عملي بجنون، ولا أبكي على أحد وراضية بما حققته.
- هل شعرتِ بالندم يوماً على قرار ما؟
لم أندم على شيء في حياتي، لأنني عندما اتخذ قراراً فمن المؤكد أن هذا القرار يكون هو الأفضل بالنسبة الي في وقته، وإذا كان خطأ، فأنا أتعلّم منه واستفيد لكنني لا أندم ولا أكرر أخطائي.
- ما هو الشيء الذي لا يمكنك غفرانه؟
الكذب والنفاق والخداع، ومع ذلك فهناك بعض الأشخاص بارعون في رسم صورة مخالفة لحقيقتهم تماماً، وبالتالي أصدقهم وعندما أفاجأ بحقيقتهم تحدث لي صدمة نفسية مؤلمة.
- إلى أي مدى أنتِ صريحة وهل صراحتك تجعلك تخسرين المقربين منكِ؟
أنا صريحة الى أبعد الحدود ولا يهمني من يغضب من صراحتي مهما كان قريباً من قلبي، لأنه في هذه الحالة لا يستحق أن تربطني به أية علاقة أو يكون صديقاً لي.
- ما هي العيوب التي لا تتحملينها في الرجل؟
الكذب والقسوة.
- أجمل ما منحته لكِ الحياة؟
الأمومة.
- ما حقيقة منعك لزوجك السابق فوزي العوامري من رؤية ولديه لمدة ٩ أشهر؟
هذا غير صحيح، فأنا لست قاسية إلى هذا الحد وكل المقربين مني يعلمون تماماً أنني لست بهذا الجحود لكي أمنع أبا من رؤية ولديه مهما كان حجم الخلافات بيني وبينه.
- وماذا عن حضانتهما بعد زواجك مؤخراً؟
الحضانة انتقلت الى والدتي عقب زواجي، ولكنه الآن يرى ولديه، فقد توصل مكتب تسوية المنازعات الأسرية الى حل، وهو تحديد المكان المناسب لرؤية ولديه مرتين في الأسبوع كل خميس وجمعة. وقد فوجئت بحملة أقامها على موقع الفيس بوك يتهمني بحرمانه من رؤية ولديه، ورغم ذلك اكتفيت بالصمت احتراماً لمشاعر آدم ومالك.
- ما هو الجديد في أجندتك الفنية؟
استعد لتقديم فكرة برنامج جديد، وأشارك حالياً في مسلسل بعنوان «مشرفة رجل من هذا الزمن»، قصة وسيناريو وحوار محمد السيد عيد وإخراج أنعام محمد علي، وبطولة الفنان أحمد شاكر وإنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي، وتدور أحداثه حول حياة العالم علي مصطفى مشرفة. وأتمنى عرض العمل في رمضان المقبل.
مشاجرة مع ولديّ
«أعيش أجمل أوقاتي مع ولديّ مالك وآدم اللذين يعشقان مباريات كرة القدم، ويتشاجران معي عندما أشاهد مسلسلاً على التلفزيون ويصران على أن ننتقل الى اي قناة خاصة بكرة القدم أو المصارعة. حياتي لا قيمة لها من دونهما، فأنا أشعر بأنهما سندي في الحياة ومصدر قوتي وسعادتي، ومن أجلهما اخترت أن انتقل للإقامة في فيللا بالطريق الصحراوي لحمايتهما من التلوث وضوضاء المدينة، فأنا أوفر لهما الآن حديقة جميلة يلعبان فيها على راحتهما. ويكفي أنهما يتعرضان للشمس في حين أن المدينة تغطيها السحب السوداء طوال 24 ساعة».
نصيحة
«صباح الخير يا جاري أنت في حالك وأنا في حالي»، هذه هي النصيحة التي أخذتها من أبي وأمي، لكنني تجاهلتها تماماً في علاقاتي مع الآخرين لأنني اجتماعية واندمج مع الناس الذين يعطون أنفسهم أحيانا حق في التدخل في حياتي وشؤوني الخاصة، وهو ما أرفضه تماماً. ولذلك أتذكر نصيحة أبي وأمي وأحاول العمل بها لأتجنب الصدام مع الآخرين.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024