المالديف جنة من الرومنسية وصديقة للبيئة
صحيح أنه زمن الكورونا وثمة مخاوف كثيرة من السفر بسبب احتمال التقاط عدوى فيروس كورونا المستجد. لكن عندما تلقيت الدعوة من منتجع Soneva Fushi في جزر المالديف لقضاء أربع ليالٍ فيه، لم أتردّد أبداً في قبول الدعوة رغم انتشار فيروس "كوفيد 19". وافقت على الفور وعاهدت نفسي على اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء وجودي في المطارات والطائرة لتفادي التقاط العدوى بهذا الفيروس. لا شك في أن زيارة جزر المالديف حلم بالنسبة إلى الكثيرين، فكيف لي أن أرفض دعوة إلى أحد أفخم منتجعاتها؟ وجزر المالديف هي المكان الأمثل لقضاء إجازة ممتعة تظل عالقة في الأذهان لسنوات طويلة، لا سيما أن تلك الجزر تشتهر بمياهها الفيروزية وشواطئها الرملية، إضافة إلى المناخ الرائع الذي يأسر القلوب...
بالفعل، توجّب عليّ الخضوع لفحص PCR قبل 24 ساعة من موعد مغادرتي بيروت، ثم خضعت لفحص PCR ثانٍ فور وصولي إلى المنتجع حيث طُلب مني حجر نفسي في الفيلا الخاصة بي لمدة 24 ساعة إلى حين صدور النتيجة. أما فحص الـ PCR الثالث فكان قبل مغادرتي المالديف كي يُسمح لي بالصعود الى الطائرة... وفحص PCR الأخير كان عند وصولي إلى مطار بيروت حيث يتوجّب على جميع الواصلين إلى الأراضي اللبنانية الخضوع لهذا الفحص قبل الخروج من المطار. غير أن ذلك كله لم يثبط عزيمتي، وكنت مصرّة على الاستمتاع برحلتي الأولى بعد تفشّي وباء كورونا.
تقع جزر المالديف في المحيط الهندي جنوب شبه القارة الهندية، وتتكوّن من عدد من الجزر المرجانية، وتشتهر بكونها وجهة غوص عالمية المستوى مع مياه بلورية زرقاء تعجّ بمجموعة متنوعة من الحياة البحرية. تعتبر هذه الجزر وجهة مثالية للاسترخاء على الشواطئ الرملية البيضاء بعيداً من روتين الحياة اليومية المعتادة...
وجهتي هذه المرة كانت إلى منتجع "سونيفا فوشي" حيث استمتعت بتجربة لا تشوبها شائبة من اليوم الأول لوصولي، وجرت تلبية كل احتياجاتي بمجرد أن وطأت قدماي المكان. وبخلاف ما هو معمول به في باقي المنتجعات، لا يحتاج الزائر الى الوقوف في منطقة الاستقبال لإنهاء إجراءات الحجز، بل يُعيَّن مدير خدمات خاص لكل فيلا، أو ما يُعرف بالإنكليزية بـ"كبير الخدم" (Butler) فيما يُطلق عليه في منتجع "سونيفا فوشي" اسم Mr/Ms Friday، حيث يُشرف على كل احتياجات النزلاء، وفي كثير من الأحيان يقوم بتلبيتها قبل أن يبادروا بطلبها، أو حتى ينتبهوا إليها. فلا عجب إذاً في أن يقصد هذا المنتجع عاماً بعد عام ضيوفٌ مشاهير أمثال المغنّي بول ماكارتني، وصوفي تورنر، وجو جوناس، وكريس مارتن، وسلمى حايك، ومادونا، وغوينيث بالترو، وزين الدين زيدان وغيرهم الكثير. ورغم ذلك يبقى منتجعاً يتّسم بالخصوصية التامة والبساطة.
منتجع راقٍ وصديق للبيئة
يعتبر منتجع "سونيفا فوشي"Soneva Fushi أحد أفخم المقاصد السياحية الممكن زيارتها في جزر المالديف. فهذا المنتجع المصنّف من فئة خمس نجوم يُبهر نزلاءه بجمال تصميم مرافقه وسحر شواطئه. إنه جنّة رومانسية لا تبعد سوى ساعات قليلة عن منطقة الشرق الأوسط، وهو الخيار الأمثل لكل من يريد الاستمتاع بإجازة استثنائية، حيث المياه النقية، والشمس الصافية، والمناظر بعيدة المدى، والطبيعة البكر، والضيافة المتميزة، والخصوصية المنشودة.
يقع منتجع "سونيفا فوشي" على جزيرة عذراء، تدعى كونفونودو (Kunfunadhoo)، لا تزال على طبيعتها كما كانت على مدى آلاف السنين. ويعتبر المنتجع تجسيداً واقعياً لمعنى الاسترخاء المطلق في أحضان الطبيعة، بحيث تتوزع فيلاته الشاسعة على واحدة من أكثر جزر المالديف العذراء خضرةً وجمالاً. وتم تشييد فيلات المنتجع ومرافقه على نحو يضمن أقل أثر بيئي، باستخدام مواد صديقة للبيئة ومستدامة تتكامل مع الوسط الطبيعي المحيط كلوحة فنية متقنة.
بالفعل، تتوزّع فيلات "سونيفا فوشي" على شاطئَي الجزيرة، مغربها ومشرقها. ورغم تشابه الشاطئين من حيث طابعهما المالديفي، إذ تبدو الجزيرة كما لو أنها تمد ذراعين من الرمل الأبيض الناصع لتعانق المياه اللازوردية المتلألئة على جانبيها، هناك بعض الفروق بين الشاطئين.
فإذا كنت ترغب في الغوص مثلاً، عليك التوجّه إلى حيث تغوص الشمس في البحر، أي إلى الشاطئ الغربي. يتميز هذا الشاطئ بوجود 3 منصات تتيح القفز مباشرةً في المياه اللازوردية فوق الشعاب المرجانية الغنية بالأحياء البحرية، ناهيك عن احتمال مصادفة الدلافين في القناة الموجودة في تلك البقعة. بالإضافة إلى ذلك، يتميز الشاطئ الغربي بإطلالته على الجزيرة المجاورة، أيدافوشي، التي لا تبعد أكثر من 650 متراً.
وإذا كنت تسعى إلى الخصوصية، توجّه إلى الشرق حيث يمكنك التمتع بإطلالات خلابة لا تحجبها أي تضاريس. وتشكّل هذه الناحية من الجزيرة موقعاً مثالياً إذا كنت من محبّي الاستيقاظ الباكر للتنعّم بالسكينة والهدوء، اللذين يرافقان مطلع خيوط الشمس الأولى.
وبفضل التناغم الذي يوفره منتجع "سونيفا فوشي" بين الترف والفخامة والطبيعة البكر، يمكن الزائر أن يختبر الحياة في الجزر الاستوائية العذراء، ويتعرف على ما تضمّه من أشجار ونباتات وحيوانات بحرية. ويمكن الزوار رؤية حيوانات بحرية مثيرة للاهتمام أثناء ممارسة الغوص، أو "السنوركلينغ" على بُعد بضعة أمتار من الشاطئ، وفي مقدّمها الدلافين والسلاحف البحرية، والمرجان بمختلف ألوانه وأشكاله، وأسماك المانتا (Manta Ray)، وقرش الحوت (Whale Shark).
يُذكر أن منتجع "سونيفا فوشي" ينظّم خدمة النقل بالطائرة المائية ذهاباً وإياباً من وإلى مطار مالي الدولي، وتهبط الطائرة المائية على منصّة المنتجع لينتقل الضيوف منها بقارب بخاري إلى رصيف المراكب الصغيرة في الجزيرة. تجدر الإشارة إلى أن الرحلة بالطائرة المائية تستغرق قرابة 30 دقيقة.
فلل متنوعة تلبّي كل الأذواق
يضم المنتجع فيلات فاخرة مباشرة على شاطئ البحر، ولكل منها شاطئها الخاص لضمان أعلى درجات الخصوصية والاسترخاء للنزلاء، خصوصاً أن المنتجع يستقطب شخصيات عالمية شهيرة وبارزة. وتتوافر الفيلات بطُرز وأحجام متنوعة، ابتداءً من غرفة واحدة ولغاية 9 غرف، وكلها مشيّدة من الخشب، حيث تشبه في تصميمها الشاليهات الشهيرة في منتجعات التزلّج السويسرية.
يصح القول إن مستويات القيمة والتميز في الخدمة التي يحصل عليها النزيل في منتجع "سونيفا فوشي" استثنائية وتستحق التكلفة، ناهيك عن أن المنتجع يخصّص قسماً لا بأس به للمشاريع الخيرية والاجتماعية في المنطقة، بما فيها مشروع لإعادة الاستخدام والتدوير، والذي تأمل إدارة المنتج أن يتم تطبيقه لاحقاً في الجزر المحيطة. وهذه المسألة ذات أهمية كبيرة، خصوصاً للسيّاح الحريصين على الأثر البيئي، لأن جزر المالديف مؤلفة من أرخبيلات جزر صغيرة وتعاني من مشاكل الاحتباس الحراري لدرجة الخطورة، وليس فيها مساحة أو موارد للتخلص من النفايات، التي تتنامى كمياتها بشكل هائل مع ازدياد توافد السيّاح من مختلف دول العالم إليها.
يضم منتجع "سونيفا فوشي" 70 فيلا تتوزع على شاطئَي الجزيرة. ثمة فلل تشتمل على غرفة نوم واحدة، وفلل أخرى على غرفتَيّ نوم، أو أربع، أو خمس، أو ست، أو حتى 9 غرف نوم. إلا أنها تتميز كلها بمنفذ خاص مباشر إلى الشاطئ، وتشتمل على حمّامات في الهواء الطلق، وحديقة مرفقة بكل فيلا، ومنطقة خاصة خارجية للجلوس بالقرب من الشاطئ، ومكيفات هواء، ومجموعة من الدرّاجات الهوائية.
تشمل الفلل الكبيرة المخصّصة للعائلات في "سونيفا فوشي" أجزاءً للمعيشة وتناول الطعام وأركاناً للمشروبات، فضلاً عن المطبخ والجزء المخصّص للاستجمام ومنطقة جلوس منخفضة عمّا حولها، وأجنحة نوم مخصّصة للأطفال، وزحليقة مائية وساونا، وصالة رياضية.
أما الفلل المشتملة على غرفة نوم واحدة فهي مجهّزة أيضاً بمرافق ومنتفعات متكاملة، وتضم حمّاماً ومنطقة استجمام في الهواء الطلق وركناً خاصاً بالمشروبات ضمن الفيلا.
ويمكن القول إن كل الفلل في "سونيفا فوشي" أشبه بمنازل استوائية الطراز ورومانسية التصميم، مزوّدة بحمّام في الهواء الطلق وبركة سباحة خاصة، وركن خاص بالمشروبات. وتضمن كلها مستوى فائقاً من الخصوصية والاسترخاء خلال فترة الإقامة.
تجارب طعام مميزة
يضمّ المنتجع أربعة مطاعم هي: "ميهيري ميثا" (Mihiree Mitha)، حيث يُجرى تقديم وجبة الفطور، ومطعم "فريش إن ذا غاردن" (Fresh in the Garden)، الذي يتوسط حديقة عضوية تُستخدم منتجاتها في تحضير أطباقه المتنوعة والشهية. كما يوجد أعلى المطعم مرصد فلكي يستقبل النزلاء ابتداء من التاسعة مساءً. ويضمن نقاء الهواء وخفوت الإضاءة على الجزيرة وفي منطقة المالديف عموماً موقعاً جيداً لرؤية النجوم والكواكب. ولا ننسى طبعاً مطعم Shades of Green الذي تديره خبيرة الأعشاب جنيفر، والتي تحضر الأطباق النباتية من الحديقة العضوية المجاورة. ويبقى مطعم Out of the Blue الموقع النموذجي لتناول الغداء أو العشاء والاستمتاع بغروب الشمس، ومشاهدة الأسماك والحيوانات البحرية على بُعد أمتار قليلة. فالأسماك على اختلاف أشكالها تتجمع تحت منصّة الحانة، إذ تستقطبها الأنوار، كما تزور الموقع أحياناً الدلافين والسلاحف ومخلوقات بحرية أخرى مثيرة جداً للاهتمام.
ويضم منتجع "سونيفا فوشي" في فريقه مجموعة من أبرز الطُهاة العالميين، بعضهم مصنّف ضمن قائمة "ميشلين" (Michelin) لأرقى المطاعم والطُهاة عالمياً. وينظّم المنتجع أياماً عدة في الأسبوع موائد مفتوحة، تقدَّم فيها ألذ وأشهى الأطباق من أبرز المطابخ حول العالم.
كما يستضيف المنتجع بين الحين والآخر أسماء لامعة في مجالات أخرى، مثل باز أولدرين، رائد الفضاء وثاني إنسان مشى على سطح القمر، والذي يُلقي محاضرات في المرصد الفلكي مرات عدة في العام، وبطل العالم في الغطس الحر كين كيرياما، الذي يقدّم برامج تدريبية على الغطس الحر في مدرسة الغطس في المنتجع.
تعلّم فن نفخ التحف الزجاجية
ما رأيك في تعلّم النفخ في الزجاج أثناء وجودك في منتجع "سونيفا فوشي"؟ فتلك الحِرفة تضرب جذورها عميقاً في تاريخ الإنسان، ويمكنك في هذا المنتجع تعلُّم مبادئها الأساسية وابتكار تحفتك الخاصة، أو الاكتفاء بدور المصمّم ومراقبة الحياة وهي تدبّ في تصوراتك. واللافت أن كل القطع الفنية التي يتم إبداعها في استوديو سونيفا لنفخ الزجاج تُصنع من قوارير زجاجية معاد تدويرها، جُمعت من "سونيفا فوشي" وغيره من المنتجعات المجاورة في أرخبيل با.
نادي الصغار
يتوافر في المنتجع نادٍ خاص للأطفال، "ذا دن" (The Den)، حيث يمكن الأطفال من مختلف الأعمار تمضية النهار بأكمله فيه. وهو يزخر بمرافق الأنشطة والألعاب، وفيه فريق متخصّص للإشراف على الأولاد والأطفال وتسليتهم وتعليمهم، ومسبح خاص بالصغار مزوّد بزلاقات.
ينظّم هذا النادي أنشطة متنوعة تُلهم مخيلة الأطفال، وتضم ألعاباً وبرامج ترفيهية وتثقيفية مختارة بعناية، يشرف عليها اختصاصيون في رعاية الأطفال. في ذلك النادي، يمكن تعلّم الطبخ وتحضير العصائر والكوكتيلات، إضافة إلى الحِرف اليدوية والدروس الموسيقية وغيرها. كما يضم نادي الصغار حوضَيّ سباحة، مع زلاّقة مميزة جداً تصب في حوض السباحة، وغرفاً مخصصة لهوايات التمثيل والمسرح وألعاب الطاولة وغيرها.
المرصد الفلكي
ما رأيكم في عيش تجربة رائعة في أول مراصد جزر المالديف وأضخمها على الإطلاق؟ يضم منتجع "سونيفا فوشي" مرصداً فلكياً مفتوحاً للنزلاء، حيث توفر الجزيرة موقعاً جيداً جداً لمشاهدة النجوم بسبب انخفاض مستويات تلوث الهواء والإضاءة. خضتُ التجربة بنفسي، وأؤكد لكم أن متعة تأمل النجوم برفقة الفلكي المقيم في "سونيفا فوشي" مذهلة بكل معنى الكلمة. فبمجرد النظر عبر المنظار المتطور، يجد المرء نفسه وهو يحصي حلقات زُحل أو أقمار المشتري في تجربة علمية وترفيهية منقطعة النظير.
السباحة مع أسماك المانتاراي
يوفر منتجع "سونيفا فوشي" رحلات إلى منطقة خليج هانيفارو، وهي محمية بحرية طبيعية تؤمّها أعداد كبيرة من أسماك المانتاراي في أوقات معينة من العام، حيث يمكن مشاهدتها بالعين المجردة والسباحة معها، إذا سنحت ظروف الرؤية تحت الماء. وتضم منطقة الخليج عدداً من مواقع تجمّع أسماك المانتاراي، ولذلك يمكن التنقّل بين هذه المواقع لمشاهدة الأسماك. وتعدّ الفترة ما بين حزيران/يونيو وتشرين الثاني/نوفمبر أفضل الأوقات لمشاهدة أسماك المانتاراي الرائعة.
ركمجة صديقة للبيئة
يمكن تعلّم مبادئ الركمجة، أي التزلج على الأمواج، مع مدرّب متخصص في هذه الرياضة. وتُعدّ الفترة ما بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر أفضل أوقات السنة لممارسة الركمجة في أرخبيل با. ولا بدّ من الإشارة إلى أن كل المعدّات المستخدمة من جانب فريق منتجع "سونيفا فوشي" هي صديقة للبيئة ومن مواد مُعاد تصنيعها، بحيث يعتبر هذا البرنامج أول برنامج مستدام لتعليم الركمجة في العالم.
أنشطة ورياضات مائية
يوفر "سونيفا فوشي" مركزاً للأنشطة والرياضات المائية بحيث يستطيع الضيوف الاختيار بين باقة شاملة ومتنوعة من الأنشطة المائية، مثل ألواح التجديف وقوفاً، وقوارب الكاتاماران، وألواح التزلج الشراعي وقوارب التجديف. كما يوفر المركز دروساً خاصة في السباحة والغطس ومراقبة الأسماك يقدّمها مدربون متخصصون.
وتتوافر في هذا المركز عنفات فردية تتيح الغطس والتحرك تحت الماء بخفة وسرعة عالية لمشاهدة مساحات واسعة تحت الماء، وهي توافق أعلى معايير الاستدامة البيئية.
مدرسة الغوص
يضم المنتجع مدرسة للغوص تفتح أبوابها على مدار العام، وتعطي دروساً صباحية ومسائية في الغوص، حيث يحصل المشترك على شهادة دولية في هذا المجال. كما توفّر هذه المدرسة معدّات سباحة وغطس للإيجار. يستطيع زوار منتجع "سونيفا فوشي" المشاركة في دورة الغوص الحر التي تتيح للشخص الاستمتاع والاسترخاء والتعلّم في الوقت نفسه. خلال هذه الدورة، يمكن مشاهدة الأسماك والمرجان البحري والاسترخاء.
تجربة الغوص في المحيط الهندي
تشتهر جزر المالديف باحتضانها أكثر اختبارات الغوص روعةً في العالم. ويتبع منتجع "سونيفا فوشي" نهجَ فلسفةٍ مميزاً يقضي بالحفاظ على الحياة البحرية.
اختبرتُ تجربة الغوص بنفسي وانطلقت في مركب صغير للوصول إلى مساحة غنية بالشعاب المرجانية والكائنات البحرية المنوعة. نزلت إلى مياه المحيط وبدأت استكشاف عالم آخر. بحيرات ضحلة ومنحدرات عميقة غنية بالشعاب المرجانية الملونة المتناغمة مع السلاحف البحرية والأسماك في مشهد مذهل بكل معنى الكلمة. بدت الشعاب المرجانية كأنها حدائق طبيعية تحت الماء، وتحلّق فوقها أسراب من الأسماك الملونة. كانت تجربة الغوص بمثابة فرصة للتمتّع بتناغم عناصر الطبيعة والشعور بقيمة الروابط الإنسانيّة التي تنمو وتتجدّد في الأماكن التي تغفو في حناياها جماليّات الطبيعة.
سينما "باراديسو"
يستطيع زوار منتجع "سونيفا فوشي" الاستمتاع بمشاهدة فيلمهم المفضل تحت سماء المالديف المرصّعة بالنجوم المتلألئة في سينما "باراديسو" مرتين في الأسبوع، وهي أول دار سينما في الهواء الطلق في جزر المالديف. حظيتُ شخصياً بمشاهدة فيلمThe Intouchables وكانت الأجواء في السينما المفتوحة رائعة، تخلّلها تناول الفوشار والمشروبات الباردة... إنها تجربة استثنائية بكل معنى الكلمة.
ليلة حالمة على جزيرة خاصة
يستطيع زوّار منتجع "سونيفا فوشي" إقامة حفل زفاف أو قضاء أمسية حالمة لا تُنسى على جزيرة رملية خاصة Sand Bank تحت قبّة سماوية تتزيّن بنجوم كأنها لآلئ. يمكن قضاء الليلة في خيمة توفر لنزلائها كل ما يلزم وفق أرقى مستويات الترف والرفاهية. يُحضِر أفراد طاقم الخدمة كل ما يحتاجه نزلاء الجزيرة الخاصة من مستلزمات ومأكل ومشرب، ومن ثم يغادرون ليستمتع النزلاء بليلتهم بأعلى مستويات الخصوصية والرفاهية. وفي صباح اليوم التالي، يعود أفراد طاقم الخدمة مصطحبين وجبة فطور شهية ومغذّية تضمّ أنواعاً كثيرة من الأطباق.
"سونيفا إن أكوا"
"سونيفا إن أكوا" Soneva In Aqua هو يخت شراعي مفرط في الترف، شبيه بفيلا فاخرة عائمة، تتهادى بضيوفها فوق مياه المحيط الهندي الدافئة انطلاقاً من منتجع "سونيفا فوشي". وتقوم فكرة هذا اليخت على إتاحة الفرصة لعشّاق العطلات الاستوائية لتخطّي محدودية المكان التي تتّسم بها الإجازات عادة، بحيث يطوف بهم اليخت بين جزر وأرخبيلات المحيط الهندي الساحرة، من دون المساومة على معايير الترف والراحة.
يصنّف "سونيفا إن اكوا" ضمن قائمة أرقى وأفخم اليخوت المعاصرة، وهو قارب كبير الحجم يوفر مساحات رحبة لضيوفه، إذ يبلغ طوله 23 متراً وعرضه 6.4 أمتار، وهو بذلك قادر على استضافة 4 أشخاص بالغين وولدين، مع كل معايير الراحة والترف والخصوصية. كما يوفر اليخت مساحات خارجية وداخلية للاستجمام والاسترخاء، إضافة إلى إمكانية تناول أشهى الأطباق التي يحضّرها كبير طُهاة يرافق الضيوف مع فريق خدمات كامل، أبرزهم كابتن متخصّص في الإبحار على اليخوت، واختصاصي في العلاجات الصحية والتدليك. واللافت في يخت "سونيفا إن أكوا" وجود جاكوزي قعره مصنوع من الزجاج، حيث يمكن الاسترخاء فيه ومشاهدة الأسماك والمخلوقات البحرية المذهلة في المحيط الهندي. كما يضم اليخت غرفة سينما تتيح الاستمتاع بأجمل الأفلام والبرامج التلفزيونية خلال الإبحار. يُذكر أنه تم تزويد يخت "سونيفا إن أكوا" بأحدث المحرّكات البحرية، بحيث يمكن طيّ الأشرعة والإبحار بسرعات عالية عند الرغبة بذلك. وتتميز ديكورات اليخت بالبساطة والترف في آن واحد، مع العديد من الأسطح والشرفات للاستجمام والاسترخاء تحت أشعة الشمس أو السماء المرصّعة بالنجوم.
إلى اللقاء...
أربعة أيام كاملة أمضيتها في منتجع "سونيفا فوشي" في جزر المالديف وتوجّب عليّ العودة إلى بيروت. تمنيت لو أنني أستطيع وقف الزمن قليلاً والبقاء في تلك البقعة الساحرة من الأرض. فالتجربة كانت مفعمة بالاستجمام والاسترخاء، خصوصاً أن فريق عمل "سونيفا فوشي" لا يترك أدنى تفصيل للمصادفات، بل لمست على الدوام حرص أفراده على تلبية تطلعاتي ورغباتي، بدءاً باختيار عطور صابون اليدين والاستحمام التي أحبّها، وصولاً إلى طراوة وسائد السرير. ذكريات رائعة حفرت في عقلي، وأنا على يقين من أنها سترافقني لسنوات طويلة. وقد عاهدت نفسي على أن أعود إلى منتجع "سونيفا فوشي" في أقرب فرصة، لأنه المكان المثالي لقضاء إجازة لا تُنسى.
معلومات مهمة عن جزر المالديف
الموقع الجغرافي: جنوب غربي سريلانكا والهند
المناخ: مداري حار على مدار السنة
اللغة: لغة الديفيهي للسكان المحليين، وإنما يتحدث الجميع اللغة الإنكليزية بطلاقة
العملة: روفيا مالديفية، وإنما يمكن استعمال الدولار أو اليورو في المنتجعات
الدين: الدين الرسمي هو الإسلام.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024