ميغ... مصرية متزوجة من ياباني تصحّح الخرافات عن اليابان بقالب عائلي
ميغ تنقل تجربتها في اليابان عبر السوشيال ميديا
تحدثت ميغ أو ميغومي ياسو باللغة اليابانية، لمجلة "لها" عن تجربتها المميّزة في توثيق حياتها الشخصية ونقل تجربتها في اليابان عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أنها قبل عملها على قناتها في موقع "يوتيوب"، كانت تعمل ككاتبة في مواقع خاصة بوزارة السياحة اليابانية، وتقدّم من خلالها معلومات مفيدة باللغة الإنكليزية للمهتمين بالسياحة في اليابان، وبعد فترة انتابتها رغبة قوية في الكتابة باللغة العربية، وذلك بعد ملاحظتها أن عالمنا العربي يحتاج إلی معلومات حقيقية وواقعية عن دولة اليابان، لأن الشائعات والقصص الخرافية التي يُطلقها البعض عن اليابان مزعجة، لا سيما أن هناك من يبجّلها ويشيد بابتكاراتها أو يبالغ في ذمّها. ومن هنا بدأت رحلتها في محاولة لتغيير المعتقدات الخاطئة من خلال مدوّنة "كوكب اليابان"، والتي حوّلتها في ما بعد إلی قناة لإظهار الصورة الحقيقية عن الحياة في اليابان.
ويعتقد الكثير من الأشخاص أن لقب "كوكب" الذي يردّدونه عن اليابان جاء لأنها أكثر تقدّماً تقنياً من باقي دول العالم، لكن في الحقيقة ترجع التسمية الى كونها جزيرة معزولة، وهو شيء نادر جداً في العالم، لأن أغلب الدول لها حدود رسمها حكّامها مع الدول المجاورة لهم، أما اليابان فإن موقعها الجغرافي كجزيرة معزولة ومنغلقة علی نفسها جعل سكانها مختلفين تماماً في التفكير والعادات عن باقي دول العالم، ومن هنا جاءت تسمية "كوكب اليابان".
الحقائق والمعلومات الصحيحة عن الثقافة اليابانية
نجحت ميغ بثقافتها وعفويتها في توثيق جزء من حياتها الشخصية داخل منزلها الزوجي وخارجه، مع زوجها الياباني ريوتا وطفلتهما الوحيدة "لونا". وهي تحاول دائماً من خلال مقاطع الفيديو أن تنقل الحقائق والمعلومات الصحيحة والتفاصيل الدقيقة عن الثقافة والحياة في اليابان، وتتحفّظ عن جزء كبير من حياتها الشخصية كي لا يضيع الهدف الذي بدأت من أجله عملها كـ"يوتيوبرز"، ولذلك تسعى دائماً إلى مشاركة متابعيها على تطبيق "إنستغرام"، ومشاهديها الذين يتخطّى عددهم السبعة ملايين مشاهد على "يوتيوب"، أكبر مقدار من المعلومات المهمّة والقيّمة.
وتعزو ميغ السبب الرئيس في انتشار مقاطعها المصوّرة بسرعة والتفاعل الكبير معها على السوشيال ميديا، إلى أنه "توفيق من ربّ العالمين"، كما أن تطوّر الوعي لدى المُشاهد العربي واختياره المعلومة الصحيحة، سهّلا عليها مهمّتها الصعبة في تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة والأكاذيب عن اليابان من طريق قناتها.
ويعود الفضل في نجاح موقع "كوكب اليابان" إلى طريقة التقديم العفوية للمواضيع في أجواء عائلية بسيطة، كعرض مجموعة من أشهر الوصفات اليابانية سهلة التحضير، والتي يمكن تطبيقها في أي مطبخ عربي. كذلك نشر المواضيع التثقيفية، كإرشادات ضرورية للمسافرين والطلاب المنتقلين إلى اليابان، إضافة إلى إعطاء دروس للمشاهدين في اللغة والتعريف بالثقافة اليابانية من طريق الرحلات الاستكشافية والزيارات التي تقوم بها ميغ وزوجها الداعم الأول لها، من خلال تصويرها وشرح المفاهيم الخاصة بالعادات والأعياد والمناسبات اليابانية الشهيرة، والتي تختلف في تحضيراتها عن البلدان العربية.
نصائح ميغ للمُقدمات على الزواج من ياباني
وتحرص الشابة المصرية على تقديم النصائح والإرشادات ومقاطع الفيديو التعليمية للمسافرين الى اليابان، وترى تشابهاً كبيراً بين تفكير المرأتين اليابانية والعربية، مع الأخذ في الاعتبار حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المرأة المُقيمة في اليابان، بحيث تتولّى بمفردها تربية الأولاد وتدبير شؤون المنزل، بدون دعم من الأهل والأقارب والأصدقاء، وهو أمر يحتاج الى الكثير من الوقت للتكيّف معه.
وللاندماج السريع في المجتمع، تنصح ميغ كل شابة عربية مُقبلة على الزواج من ياباني بتعلّم اللغة اليابانية، لأن في اللغة يكمن سرّ التعايش والتكيّف والاندماج في مجتمع تختلف عاداته وتقاليده عنها في باقي المجتمعات. ومن المهم أيضاً مراعاة الجانب الثقافي المختلف، والذي تُصدم به الكثير من الشابات بعد الزواج، مثل عادات وآداب تناول الطعام الياباني، والتي تُعتبر في غاية الأهمية. فكما هو معروف، الياباني لا يأكل بالملعقة والشوكة، بل بالعيدان الخشبية، وبالتالي إذا كانت أداة الأكل مختلفة، اختلفت الآداب والأنواع وطريقة تناول الطعام.
كذلك على أي شابة قادمة إلى اليابان أن تطوّر مهاراتها في التنظيم والتخطيط، لأن الشعب الياباني معروف بتقيّده بالنظام والتزامه بالدقة الى حد المبالغة. وأخيراً، يجب ألاّ تنسی ثقافة بلدها، فهي متزوجة من شخص مختلف عنها، ولذلك عليها الاندماج والوصول إلی حلّ وسط يرضي الطرفين.
أصعب تجارب ميغ في اليابان
أما عن الطريقة التي يمكن الأم استخدامها لتعليم أطفالها اللغة العربية في اليابان، فترى ميغ أنها بسيطة ولا تحتاج الى كثير عناء. يكفي أن تتحدث الأمّ بلغتها الأساسية أمام أطفالها، لأن الطفل لا يتعلم من فراغ، بل يقلّد المحيطين به، ومع الوقت سيتشجع حُكماً علی فهم هذه اللغة الجديدة، لأنها لغة أمّه.
وتروي ميغومي أصعب مرحلة عاشتها في اليابان، وقامت بتوثيقها بكامل تفاصيلها عبر قناتها، وهي مرحلة الحمل والولادة، لأنها مرّت بالتجربة بعيداً من أهلها، وقد نشرت مقطع فيديو على "يوتيوب" تحت عنوان "جولة في غرفتي بعد الولادة في اليابان" شرحت من خلاله الاختلافات بين غرف المستشفى في البلدان العربية واليابان، إضافة إلى حقيبة الولادة وغيرها من التفاصيل، التي لاقت اهتماماً كبيراً من المشاهدين. وللتخفيف من حدّة المرحلة الصعبة التي عاشتها بمفردها في اليابان، عملت ميغ على توثيق روتينها اليومي مع طفلتها "لونا" منذ ولادتها وحتی يومنا هذا، حيث احتفلت بمرور مئة يوم على ولادة الطفلة، وهو يوم ضروري في التراث الياباني، ويجب الاحتفال به. كذلك احتفلت نهاية العام الماضي بعيد ميلاد طفلتها الأول في فندق مجهّز خصيصاً للأطفال، ونقلت الأجواء من خلال فيديو بعنوان "جولة في أجواء حفلة ميلاد لونا". وتسعى الشابة لمشاركة مشاهديها بهذه اللحظات النادرة من نمو طفلتها ليتابعها في مصر أهلها الذين حُرموا من رؤيتها عن قرب بسبب إقامتها في بلد بعيد.
وأكدت ميغ أن المتزوج من امرأة عربية يعيش أيضاً صراعاً قاسياً وقلقاً كبيراً في البداية خوفاً على زوجته من عدم اندماجها في مجتمع غريب عنها، ومن صعوبة تكيّفها مع عاداته وثقافته... ولا يرتاح له بال إلا بعد اطمئنانه الى أن زوجته باتت مندمجة في مجتمعه وتشعر بالأمان والراحة في بلده.
العودة إلى مصر ومنتجات العناية بالبشرة
تؤكد الشابة التي أصبحت عنصراً مؤثراً في عدد كبير من المتابعين على السوشيال ميديا، أنها لا تهدف الى الربح الشخصي من خلال قناتها، وكل العائد المادي الذي تحصل عليه كونها "يوتيوبر" تستخدمه لصنع محتوی مفيد وقيّم من خلال السفر إلى أماكن يطلبها منها المشاهدون، أو تدفع الرسوم في مناطق غير مسموح فيها التصوير. لذا، أي عائد مادي تحصل عليه، تستغله في تطوير أدواتها ومحتوی القناة. وتسعى ميغ جاهدةً للعودة إلی مصر قريباً، ولتعريف طفلتها على بلدها الأم. وستقدّم الهدية التذكارية التي طلبتها منها والدتها، وهي منتجات العناية بالبشرة، لأن اليابانيين يتصدّرون قائمة الأطول عمراً علی مستوی العالم، فكان لا بدّ من إيجاد حلول لمكافحة علامات الشيخوخة المُبكرة من خلال منتجات العناية بالبشرة التي تتميّز بجودتها العالية.
وميغومي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية، ولكن أثناء ثورة 2011 في مصر لم تجد عملاً مناسباً لها فقررت دراسة اللغة اليابانية، ومع الوقت زاد شغفها بالتعرف أكثر على ثقافة هذا البلد. ثم تعرفت على زوجها المهندس ريوتا في مصر، أثناء تطوعها لتنظيم فعالية احتفال الخريف للتعريف بالثقافة اليابانية، وعرض عليها الزواج بعد سنتين من تعارفهما ووافق أهلها على طلبه، أما عائلة ريوتا فقد فوجئت في البداية بهذا القرار الغريب على المجتمع الياباني، ثم ما لبثت أن رحبّت به. وبسبب صعوبة الإجراءات القانونية الخاصة بالزواج من أجنبي في مصر، قرّر الثنائي إقامة حفل عائلي بسيط في اليابان ارتدت فيه العروس الفستان الأبيض والكيمونو الياباني.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024
شؤون الأسرة
اقتراحات تمييزية للتشويش على حق الأمهات اللبنانيات بإعطاء الجنسية لأطفالهن
شؤون الأسرة
عائلة حسام ورولا تنقل تفاصيل دقيقة عن الحياة في هولندا بكل صعوباتها وإيجابياتها
شؤون الأسرة