تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

محمد فؤاد...لست نرجسياً

أكثر من مرة يُعلن إطلاق ألبومه ثم يؤجله، وعندما سألناه عن السبب قال لنا: أزمة نفسية! إنه النجم محمد فؤاد الذي يتحدث عن أسباب تلك الأزمة، والليلة الصعبة التي عاشها هو وابنه، وعقده مع «روتانا»، ومنافسته لعمرو دياب. كما يبدي رأيه في شيرين وأنغام وحماقي، ويتكلم عن مسلسله الذي ينافس به نجوم رمضان. وعندما سألناه: هل ستقدم سيرتك الذاتية مثل ما فعله بعض المطربين؟ ضحك، وقال: لست نرجسياً.

- لماذا أجلت ألبومك الجديد أكثر من مرة؟
كنت مضطراً لذلك لأسباب كثيرة منها ما يتعلق بحالتي النفسية، فقد مررت في الفترة الأخيرة بأزمة نفسية عابرة. لأنني أحب أن أطلق ألبومي وأنا في حالة نفسية تجعلني أعيش فرحة نجاحه مع الناس.

- وما هي أسباب الحالة النفسية الصعبة التي تتكلم عنها؟
ما مررت به في السودان وأنا أشجع المنتخب المصري في مباراته مع الجزائر كان أمراً صعباً، خصوصاً أن ابني كان معي، وتعرضنا للإيذاء من بعض الجزائريين، وشعرت بأن ابني كان مهدداً بالقتل. كانت ليلة صعبة جداً أثرت في حالتي النفسية، وكانت من أهم أسباب تأجيلي للألبوم.

- هل اخترت عنوان الألبوم؟ وما هي ملامحه؟
بالفعل اخترت أغنية «بين إيديك» لتكون اسم الألبوم الذي يتضمن مفاجآت للجمهور من حيث نوعية الموسيقى. وسوف يجد جمهوري ما تعوّد عليه من كلمات جيدة وصادقة، مثلما تعوّد أن يجد في ألبوماتي السابقة التي بنت رصيداً من الثقة بيني وبين جمهوري.

- الكليب أصبح من أهم عوامل نجاح الأغنية والألبوم، والجمهور أصبح يستمع بعينه وأذنه، ومع ذلك أنت مقل جداً في تصوير أغنياتك، فما السبب؟
أنا مؤمن بكل هذه الأقاويل، ولكن قررت أن أقلل من الكليبات حتى وإن كانت هي سر نجاح الأغنية، خصوصاً بعدما وجدت الكليبات الأخيرة مليئة بالعري. ولذلك قررت أن ابتعد عن هذا العبث الذي أصبح يسيء الى الذوق العام ويتنافى مع مبادئي وأخلاقي، فأنا في النهاية حريص على مشاعر الجمهور الذي أحبني وأعرف جيداً الأصول، وأقدر مسؤولية الكلمة والأغنية حرصاً على جيل الشباب والأطفال وحتى الأسر التي تشاهد التلفزيون، ففضلت الابتعاد.

- وهل تنوي تصوير أغنية من ألبومك الجديد بطريقة الفيديو كليب؟
أفكر في ذلك جدياً، وأنتظر طرح الألبوم في الأسواق حتى يتاح للجمهور التعرف على الأغنيات، ليرشح لي الأغنية التي يريد أن أصورها. وسوف تظهر بشكل مميز ولائق بالجمهور كعادة أعمالي السابقة.

- هل حدثت خلافات كبيرة بينك وبين شركة «روتانا» المنتجة لألبوماتك مما جعلك تفسخ عقدك معها؟
بالعكس لم تحدث مشاكل بيني وبين شركة «روتانا»، ولكن الأمر كله هو أن عقدي مع الشركة ينتهي مع طرح هذا الألبوم ولن أجدد العقد، فقد قررت أن أكتفي بهذه الفترة معهم ومن حقي تغيير كثير من الأمور في عملي، فأنا أبحث عن أفكار جديدة لتخرج ألبوماتي بشكل مختلف.

- ولكنك تمضي فترة طويلة في تحضير ألبوماتك، ألا تقلق أن يأخذ غيرك مكانك؟
لم أفكر يوماً بهذه الطريقة، لأن جمهوري والحمد لله من كل الشرائح والطبقات، وهو ذواق جداً وحريص على متابعتي. وطوال فترة غيابي دائماً يشغل نفسه بالاستماع الى أغنياتي وألبوماتي السابقة، وهذا يعود الى قدرة أغنياتي على الاستمرار والبقاء، لأنها تحمل كلمة لها معنى ولحناً قادراً على البقاء، لأنه ليس تقليداً لألحان أخرى، وأبذل في اختياره مجهوداً كبيراً مع فريق عمل ضخم.

- هل وقع اختيارك على شركة لإنتاج ألبوماتك المقبلة؟
حتى الآن لم أقرر مع من سأتعاون، ولا أعرف الشركة التي سوف أنتمي إليها الفترة المقبلة، ولكن أدرس مجموعة من العروض والعقود التي تطرحها عليّ بعض الشركات لاختيار الأفضل منها والمناسب لمشواري وتاريخي ومزاجي في العمل، ووقتها سأعلن التفاصيل لجمهوري.

- هناك أزمة حقيقية يعاني منها المنتج الغنائي بسبب كساد سوق الكاسيت، هل من الممكن أن تنتج لنفسك في ظل هذا الكساد؟
لا أتعامل مع الغناء أبداً على أنه «بيزنس»، ولذلك لم أفكر في الإنتاج لنفسي، خصوصاً أنني لم أكن مضطراً لذلك، فقد كانت أمامي دائماً عروض كثيرة، فلماذا انتج لنفسي؟ ولكن مع تطور الظروف، في الفترة المقبلة قدأفكر في الإنتاج لنفسي من أجل التواصل مع الجمهور الذي يسأل عني ويطالبني بالوجود المكثف.

- الجمهور يقارن دائماً بينك وبين عمرو دياب، فهل تعتبر نفسك في منافسة معه؟
الفنان عمرو دياب من أهم نجوم جيلي وأبرزهم من دون جدال، ولكن الحقيقة أنه لا تعنيني هذه المنافسة، ولا أعتبر نفسي في منافسة مع أحد، فأنا لا أنظر الى غيري. وما يهمني في النهاية هو رأي الجمهور في أعمالي، لذلك أركز كل جهودي على ألبوماتي لأقوم بتطويرها وتجديدها، خصوصاً أنني أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه جمهوري.

- ما رأيك في هؤلاء:

  • شيرين عبد الوهاب؟
    أفضل مطربة في مصر بلا منافس، ولو تكررت موهبتها فذلك سيكون حدثاً غنائياً.
  •  أنغام؟
    فنانة حقيقية وصاحبة صوت حساس الى أقصى درجة، فهي موهوبة حقاً.
  •  عمرو دياب؟
    نجم بكل المقاييس ويتمتع بذكاء فني جعله يحافظ على نجاحه في الغناء.
  • محمد حماقي؟
    صوت جميل.

- ما حقيقة خضوعك لعملية جراحية في الحنجرة أخيراً؟
عانيت آلاماً في الحنجرة وهذا طبيعي عقب الأحداث التي تعرضت لها خلال وجودي في السودان، وهذا أثر على صوتي وكنت أجد صعوبة في الكلام. ولكن الأمر انتهى بالعلاج من دون اللجوء الى السفر وإجراء عمليات جراحية في الخارج.

- أثناء غيابك قام مطرب بتقليدك تماماً حتى ظن البعض أنه محمد فؤاد الأصلي، كيف تعاملت مع هذه الواقعة؟
لم أجد في ذلك مشكلة بل بالعكس فهمت ذلك جيداًَ ووجدت أنه إيجابي جداً، خصوصاً أن هذا المطرب تعلم مني وتأثر بي حتى أصبح تلميذاً في مدرستي. ولكن الجمهور تمكن من التمييز بين الصوتين، وهذا لم يؤثر عليّ بالسلب، بل أصبح بمثابة تأريخ لأغنياتي على غرار ما حدث مع عمالقة كبار ومطربين مصريين حاول الكثيرون تقليدهم، ولكن الأصل هو الذي بقي في النهاية.

- انتشرت أخبار كثيرة أخيراً عن اعتزامك تقديم مسلسل تلفزيوني، فما حقيقة ذلك؟
هذا حقيقي، فقد انتهيت منذ فترة من تأليف قصة تصلح لأن تكون مسلسلاً تلفزيونياً، وعقدت جلسات عمل مع صديقي الفنان تامر عبد المنعم الذي يعكف حالياً على وضع اللمسات الأخيرة للسيناريو والحوار تمهيداً لاختيار باقي فريق العمل بعد أن عثرت على شركة إنتاج مميزة تكفل لي تقديم المسلسل في أفضل صورة.

- وهل سيكون المسلسل غنائياً استعراضياً كما تردد؟
لا هو عبارة عن قصة درامية إنسانية من واقع المجتمع المصري والحياة التي نعيشها وسط الكثير من المشاكل والظروف الصعبة. لكن لا يخلو المسلسل من وجود عدد من الأغاني المناسبة لبعض الأحداث الدرامية.

- ولماذا تأخرت خطوة الأعمال التلفزيونية كل السنوات الماضية رغم تحول كثير من نجوم السينما الى التلفزيون؟
لم أكن معترضاً على فكرة تقديم مسلسل تلفزيوني، والأمر كله كان يتوقف على وجود التجربة المميزة والظروف المناسبة لخوض هذه التجربة، وكنت أشترط أن أجد المسلسل الذي يضيف الى نجاحاتي في الأعمال السينمائية.

- ما هي طبيعة الشخصية التي تقدمها؟
أقدم في المسلسل دوراً جديداً، وهو الشقيق الأكبر لأسرة مكونة من أربعة أشقاء بينهم ثلاث بنات. وهذا الشاب يواجه حملاً ثقيلاً جداً، فهو يعول هذه الأسرة. والمسلسل يحمل رسائل كثيرة ويذكرنا بواجبات وأخلاق كادت تتلاشى من خلال تضحيات هذا الشاب من أجل مستقبل أشقائه وسعادتهم، حتى ولو أدى ذلك الى تأخير أحلامه وتعطيل طموحاته.

- هل صحيح أن هذا السيناريو تم تحويله من فيلم الى مسلسل، خصوصاً أنك كنت تجهز لفيلم مع تامر عبد المنعم؟
لا هذه التجربة مختلفة وبعيدة عن تجربة الفيلم التي تحدثت فيها من قبل مع تامر عبد المنعم. وبالمناسبة تامر صديقي منذ فترة طويلة بعيداً عن الفن والتمثيل، ولكن كما قلت وجدت الفرصة مناسبة للاتجاه إلى التلفزيون من خلال هذا السيناريو المختلف.

- لكن ألم تخش التنافس مع المسلسلات الكثيرة خلال شهر رمضان خصوصاً بعد عودة كثير من النجوم والمطربين الى التلفزيون هذا العام؟
لا أستطيع أن أنكر أن هناك كثافة كبيرة جداً في عدد الأعمال الدرامية التي تُعرض في شهر رمضان، إلا أني مع ذلك أجد أنها ليست ظاهرة سلبية خصوصاً مع كثرة الفضائيات وقدرة الجمهور على تمييز الأعمال الجيدة، فالمشاهد يتمتع بمقدار كبير من الوعي، كما أن العمل الجيد يفرض نفسه سواء كان مسلسلاً أو فيلماً أو حتى أغنية.

- هل تشعر أن تمثيلك في التلفزيون يختلف عن السينما؟
أعتقد أن التمثيل لن يختلف كثيراً بين السينما والتلفزيون، وربما قد تختلف طريقة التصوير. ولكن على المستوى الآخر أشعر بقلق من استقبال جمهور البيوت لي، خصوصاً أن جمهور التلفزيون له طبيعة مختلفة عن جمهور السينما الذي يغلب عليه الشباب.

- وهل ستختار أبطال مسلسلك الجديد بنفسك؟
لا أنكر أنني أفكر في كل كبيرة وصغيرة تخص هذا المسلسل لأنه تجربة مهمة في حياتي، وأحرص على أن يكون ناجحاً جداً. لذلك أفكر مع السيناريست تامر عبد المنعم في كل صغيرة وكبيرة من حيث العمل بمبدأ التشاور وليس مبدأ الديكتاتور. ولا أخفي عليكم أنني أفكر في الاستعانة بالمطرب الشاب هيثم شاكر فهو فنان جميل، وأتمنى أن نجد الدور الملائم لشخصيته. غير ان اختيار الأبطال هو مهمة المخرج في النهاية ويبقى رأيي استشارياً.

- ولماذا ابتعدت عن السينما في السنوات الأخيرة؟
لست بعيداً عن السينما تماماً ولكن لا أحب أن أظهر لمجرد الظهور في أعمال ذات مستويات متواضعة. ولذلك أعكف على اجراء كثير من التحضيرات لفكرة فيلم بعنوان «تيفا وتوما»، وهذا الفيلم كتبته عقب كتابتي لفيلم «إسماعيلية رايح جاي»، ولكنه ما زال يواجه عراقيل تؤجل خروجه الى النور.

- هل تحرص على كتابة أعمالك الفنية لوجود أزمة سيناريو كما يردد البعض؟
هذا ليس تعمداً مني ولا أرفض أبداً قراءة السيناريوهات التي يعرضها عليّ كل سيناريست يطلب مني ذلك، ولكن الأمر يتعلق بالعثور على العمل الذي يجذبني ويدخل رأسي. لذلك أجد نفسي ممسكاً بفكرة تراودني ولا أتردد في كتابتها، وعندما أعيد قراءتها أجد أنها تستحق التقديم، وهكذا تبدأ التجربة.

- البعض توقع أن تحقق نجومية كبيرة في السينما عقب النجاح الضخم لفيلمك «إسماعيلية رايح جاي»، ولكن ما حدث أن أبطال الفيلم الآخرين أصبحوا نجوم شباك خصوصاً. محمد هنيدي، فما الذي حدث؟
نجاح هذا الفيلم كان فاتحة خير على كل من شارك في بطولته، وهذا شيء أسعدني جداً، لأنه كان بمثابة التحدي الكبير لي شخصياً. ومحمد هنيدي أصبح من أهم نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي، وهذا أسعدني، ويشرفني أنه وآخرين انطلقت نجوميتهم من أفلامي، خصوصاً أنني حرصت منذ بدايتي على أن أمنح من يشاركني فرصة للنجاح ومن بينهم حنان ترك ومي عز الدين التي قدمتها للسينما في فيلم «رحلة حب»، وأيضاً أحمد حلمي في الفيلم نفسه. أما أنا فأرى أن ما وصلت اليه شيء مميز جداً، والحمد لله يكفيني حب الجمهور واحترامه لفنيً.

- فيلم «إسماعيلية رايح جاي» أحدث انقلاباً في السينما المصرية. لماذا؟
الحمد لله هذا النجاح كان توفيقاً من الله ومجهوداً ضخماً تم تقديمه للجمهور في صورة فيلم أحدث انقلاباً بالفعل لأن الجمهور كان محتاجاً الى هذه النوعية من الأفلام التي تعبر عن مشاكله وتتحدث عنه، وهو بمثابة مرحلة مهمة وجديدة في السينما. وبعد ذلك جاء الفنان محمد سعد واستطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً بفيلمه «اللمبي».

- وهل تحرص على مشاهدة الأفلام السينمائية أم تنشغل بأعمالك الغنائية؟
أحرص على متابعة الأعمال السينمائية وأجد أن هناك أعمالاً كثيرة تحقق مقداراً من التنوع المطلوب والمبشر. وبالمناسبة أعجبتني تجارب سينمائية عدة وأهمها فيلم «ولاد العم»، وأرى أن كريم عبد العزيز ومنى زكي وشريف منير قدموا أفضل أدوارهم في هذا الفيلم، الى جانب تميز المخرج شريف عرفة.

- هل تنوي تقديم سيرتك الذاتية في مسلسل أو عمل تلفزيوني مثل نجوم كثيرين؟
لم أتحمس لهذه الفكرة، لأنني أعتبر أن من يقدم سيرته الذاتية يعاني النرجسية. وأنا، الحمد لله، لا أعانيها.

- البعض قالوا إنك كتبت قصة حياتك في فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، فما صحة ذلك؟
لا طبعاً، هذا الكلام غير حقيقي، وأنا تعجبت عندما سمعته، فليس لي علاقة ببطل الفيلم ولا يشبهني إلا في الطموح والحلم. ولكن أحداث القصة وظروفها وملامح أبطالها بعيدة عن حياتي تماماً.

- ولماذا أنت مقل في الظهور على الفضائيات؟
للأسف معظم الذين يكثفون ظهورهم في برامج الفضائيات يثيرون المشاكل لأنفسهم وغيرهم. ومسألة التحدث عن نفسي وإمكاناتي والثرثرة عن الآخرين وافتعال المشاكل مع باقي زملائي في الوسط ليست من صفاتي، ولا أحب أن أشغل نفسي إلّا بمحمد فؤاد.

- كيف تمضي أوقاتك بعيداً عن الفن؟
معظم أوقاتي البعيدة عن عملي تكون مع أبنائي فهم ما زالوا صغار السن وأحرص على ان أكون معهم لنكون بمثابة أصدقاء فيسهل عليّ توجيههم من دون أن أفرض عليهم شيئاً. وأنا أحب بيتي وأسرتي، وفي أوقات فراغي أمارس هوايتي الأولى، وهي لعب كرة القدم مع أصدقائي من داخل الوسط الفني وخارجه.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078