تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الإعلامية جيزيل خوري

جيزيل خوري نجمة حوار لبنانية طبعت أسلوبها الهادىء بكلماتها التي تتحول إلى همسات نهائية، والمنفعل بمكنون مهني وحنكة تقنية محترفة وخلفية تثير السجال. هي مقدّمة برنامج شاشة «العربية» البكر «بالعربي» الذي حقّق خبطاتها الإعلامية. عادت أدراجها اليوم لتمسك الملف اللبناني في «ستديو بيروت» الذي إمتثل للتخصّص واختزال الطرح. أكثر واقعية وإغفالاً لنزعة النجومية التي تتلاشى على شاشة العربية، وأقل إيماناًً بإحقاق العدالة... جيزيل خوري اليوم بعد أكثر من عقدين على الشاشة وخمس سنوات من الرحيل الحاضر و ٣٠ دقيقة مع «لها»..

- بات الشأن اللبناني عنوان إطلالتك في برنامج «ستديو بيروت» أخيراً، هل تشعرين بأن مساحتك الإعلامية قد تقلّصت عربياًً أم تكثّفت في قلب السجال اللبناني؟
هناك أكثر من رؤية مرتبطة بإطلالتي الأخيرة. أولاً، وجهة نظر سياسة المؤسسة التي قرّرت أن تعرض برامج متخصّصة، وكان منطقياًً أن أتناول الشأن اللبناني عقب هذا القرار. أظن أننا نعيش تجربة ولا بد من إنتظار ثلاثة أشهر لإستخلاص ما إذا كان الإختصاص في البلدان هو أفضل من إمتلاك الفضاء العربي. كما علينا معرفة نسبة إهتمام الجمهور العربي بالشأن اللبناني. لا يمكن أن أعطي رأيي قبل أن أغوص في هذه التجربة، يجب التريّث قليلاً. لكن في النهاية، لن أغيب عن الشأن العربي لأنني سأطل عبر «مقابلة خاصة».

- ستعوض «مقابلة خاصة» غيابك العربي؟
نعم، إستقبلت ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أخيراًً. كما أن البرنامج اللبناني سيتناول الملفات العربية من وجهة نظر لبنانية، كالملف الإيراني النووي وتأثيره على لبنان أو العلاقات السورية -السعودية وإنعكاسها على الداخل اللبناني.

- كنت تتمنين المواصلة في تقديم «بالعربي»؟
لقد عرض هذا البرنامج طوال ست سنوات ونصف، وسياسة «العربية» تتعارض مع العرض الطويل. «بالعربي» هو أوّل وأطول برنامج عرضته العربية. وهنا تكمن أهمية هذه القناة السبّاقة في التجدد والتحدي والإستراتيجيا المختلفة.

- «أستديو بيروت» عنوان رواية للكاتبة اللبنانية هالة كوثراني مديرة تحرير مجلة «لها»..
لم أكن أعلم. مدير عام تلفزيون «العربية» عبد الرحمن الراشد هو من إختار إسم البرنامج.

- هل سيستقبل «ستديو بيروت» ضيوفاً غير لبنانيين؟
نعم، إذا كان لهم علاقة بالعنوان المطروح. هناك إحتمال كبير أن تحل شخصية كالسفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان مثلاً ضيفاًً في «ستديو بيروت».

- في الحلقة الأولى إستقبلت ثلاثة ضيوف. ألم تشعري بأن العناوين المطروحة لم تأخذ حقها خصوصاً أن وقت البرنامج ستون دقيقة؟
أوافقك الرأي، لأننا لو هدفنا إلى إرساء نقاش مثمر نحتاج إلى المزيد من الوقت وطرح عنوان أو عنوانين على الأكثر. لكن المسؤولين في «العربية» لهم وجهة نظر أخرى، فهم يفضلون الطرح السريع على الطريقة البريطانية، ففي الBBC أطول برنامج لا يتعدّى ٢٢ دقيقة. أشعر بأنهم على حق أحياناًً خصوصاًً أن المشاهد ملّ السجال ويتطلع إلى تلقي المعلومات الأساسية، لكن أيضاًً هذا قد يكون على حساب طرح عميق لأي ملف.

- هل من عنوان لم يتح لك الوقت الدخول في عمقه وكنت تودين الوقوف عنده أكثر؟
القرار ١٥٥٩ في الحلقة الثانية كان يستحق مزيداًً من الوقت في الطرح (ينصّ على دعوة جميع القوّات الأجنبية الباقية إلى الإنسحاب من لبنان، وحل ونزع سلاح جميع الميلشيات اللبنانية وغير اللبنانية ودعم بسط سلطة حكومة لبنان فوق جميع الأراضي اللبنانية).

- هل يمكن أن يصار إلى تعديل في فكرة البرنامج؟
لا تعديل بل تحسينات طفيفة. يمكن أن نضيف تقارير قصيرة، فهو مساحة لبنانية قد تتعدّل دون تغيير جذري.

- يحتسب على جيزيل خوري إستحالة الموضوعية بالنظر إلى خلفية الأمور كونها أرملة الراحل سمير قصير، واليوم تتعاطين الشأن اللبناني. كيف ستقنعين المشاهد اللبناني بالمرتبة الأولى بتوازن الطرح من منظار إعلامية لا زوجة ولا مواطنة؟
لم يطرح هذا السؤال على جيزيل خوري الصحافية بل زوجة سمير قصير، إذاً أنت أيضاً لا تنظرين إلى مهنتي بموضوعية. دوري اليوم أن أتحدى وأتمسّك بمهنيتي. أتمنى أن أحاسب كصحافية لا كزوجة شهيد، فأنا أترك هواجسي وأحلامي ومبادئي ومخاوفي عادة خارج الأستديو وأدخل بمهنية. أحرص على ذلك جيّداًً، حتى أنني أتجنّب الأسئلة التي تحمل إنحيازاًً.

- كيف تلقّيت أصداء الحلقات الأولى؟
إعجاب بميزتي الجدّة والسرعة في البرنامج، كما أن البعض لم ترقه فكرة طرح ثلاثة عناوين.

- هل شعرت بأنك «سيّدة طاولة ستديو بيروت» في الحلقة الثانية أكثر؟ بدوت أكثر إرتياحا ً من الحلقة الأولى التي ظهر فيها نوع من الإرتباك.
لم يحصل أي نوع من الإرتباك في إدارة الحوار بل قلق على الأمور التقنية كعرض الشريط التصويري. أنا أعارض الغالبية التي فضلت إطلالتي الثانية كونها تخلّلت جدالاً بين الضيوف في الأستديو. لقد أحببت الحلقة الأولى، لأن أسلوبي الحواري بعيد عن سمة النقاش المشاكس.

- هل لا تزال جيزيل خوري تشعر بالرهبة الإعلامية بعد كل هذه السنوات؟
لا، بل هناك رهبة اللحظة الأولى والمسؤولية أمام الكاميرا.

- تعبثين بالخاتم غالباً، هل الأمر متعلق بالإرتباك؟
هذه عادة أقوم بها أثناء التحدّث مع أي إنسان، قد أعبث بالخاتم أو بالقلم. أتصرف أمام الكاميرا بتلقائية دون إخفاء بعض جوانب شخصيتي ولا علاقة للأمر برهبة الأستديو.

- لم لمْ تقدّمي النشرات الإخبارية إلى جانب البرامج فأنت وجه تحبه الشاشة؟
لا يمكن ذلك بعد مشواري الإعلامي، كما أنني لست في بلد مركز القناة. أفضل تقديم برنامج إخباري. لم أقدم يوماً على قراءة الأخبار ولا أجد نفسي في هذا المجال. في العادة، يُسأل مذيع النشرة لم لا تقدّم برامج؟

- بماذا يشعرك إختيارك واحدة من أفضل الإعلاميات في العالم دون ورود إسم عربية أخرى في تصنيف عالمي نشرته صحيفة «النيويورك تايمز»؟
وقع التكريم مرتبط بالتوقيت، وهو بلا شك يمنحني السرور والثقة بالنفس أحياناً غير أني لا أقف عنده كثيراًً. إعتبرت تصنيف «النيويورك تايمز» أمراًً عادياًً لأنني تلقيته في مرحلة كنت أعيش فيها سعادة مطلقة. وقد إهتم سمير بالتصنيف أكثر مني ووزّعه على الصحافة وعبر الإنترنت. سأمنح في شهر شباط/فبراير جائزة إحدى أفضل الإعلاميات العربيات في بروكسيل من مؤسسة مركزها إيطاليا.

- ما الذي تمتلكه جيزيل خوري ليرد إسمها في لائحة تصنيف عالمية؟
لا أدري ولا أعرف الصحافي الذي حرّر المقال ولا اللجنة التي كانت وراء تسميتي. لكن برنامجي «بالعربي» كان يحتل المرتبة الأولى في الوطن العربي حين فكروا في إمرأة عربية في مجال الإعلام السياسي.

- يقول البعض أن هذا الإختيار تدخل فيه إعتبارات اللغة الإعلامية المنحازة أحياناًً بوضوح؟
يضحكني من يفكر بهذا المنطق، هناك من يرسخ في ذهنه أن العالم الغربي يصحو وينام وفي باله سيرة لبنان. هناك من لا يعرف هذا الوطن على خريطة العالم! لا اظن أن من إختارني يهمّه رأيي في السياسة اللبنانية والعالم العربي. كما أن إسمي ورد في التصنيف قبل تشكيل قوى ١٤ آذار، كل ما في الأمر أن ثمة سيّدة عربية برز برنامجها ضمن برامج تعرضها الفضائيات العربية، ما الغرابة في الأمر؟

- يشعر المشاهد بأنك أحياناً في جلسة أصدقاء مع بعض السياسيين اللبنانيين مع رفع الكلفة أحياناً. هل هذا سببه عمر مشوارك الإعلامي؟
أنتقد الإعلامي الذي يتصرّف من هذا المنطلق، فأنا جدّية كثيراً في عملي. إذا تناولت العشاء مع شخصية سياسية لا يؤدي ذلك إلى أن يحظى ب«مَوْنتي» إذا حل ضيفاًً في برنامجي. لا رفع للكلفة أبداًً رغم أن ثلثي ضيوفي هم أصدقاء. أتوجه بالحديث إلى شخصية صديقة تماماًً كمن أقابلها للمرة الأولى داخل الأستديو. لكن حواري مرن لأني أحتفظ بلهجتي اللبنانية التي نصفها ب«المهذبة والسهلة»، أي تغيب عن حواري كلفة اللغة الفصحى فقط. كما أنني تعلمت ضرورة أن أكون والضيف على المستوى نفسه من الحوار.

- هل كان يرافقك الراحل سمير قصير بصوته إلى أستديو «بالعربي» ويسدي النصائح بطرح أسئلة معينة؟
كان يرافقني سمير أينما كان كما كنت أفعل. كانت تربطه الصداقة مع المخرج والمنتج في برنامج «بالعربي» الذي كان يحضر تصويره حين باتت علاقتنا رسمية. ومن الطبيعي أن يحصل تبادل في الأفكار بين الثنائي المتماسك. أعلم جيداً أن كل سيّدة ناجحة في العالم العربي هناك دائماً رجل يكتب لها ويضبط مواعيدها ويعمل عنها بالسر. أتمنى لو أن سمير لا يزال على قيد الحياة، لكن أسأل من يشكك بنجاحي من يدعمني اليوم يا تُرى؟ نحن النساء على الأقل يجب أن نتعالى عن هذه الشائعات. لقد تعرّفت على سمير وأنا ناجحة ومشهورة، وكل منا كان في قمة مهنته.

- نقطة التحوّل في حياة جيزيل خوري؟
إستشهاد سمير.

- مهنياًً؟
دخولي إلى قناة «العربية»، فسياستها مختلفة تماماً عن القنوات الأخرى. شعرت أنني في مكان آخر حيث النجومية للقناة وليست لي، حيث المهنية المتطوّرة السريعة والحداثة. تعاملت مع مجموعات من مختلف الجنسيات في لبنان وفي دبي، عالم لا يمتّ بصلة إلى القنوات اللبنانية.

- كيف تقوّمين فكرة برنامج «نقطة تحوّل» على شاشة mbc والذي حللت ضيفة في إحدى حلقاته؟
فكرة جديدة من «حوار العمر»، «منحور ومندور» ونعود إلى هذا النوع من الحوار الشامل الذي لا يزال محبباًً لدى المشاهد.

- برنامج «حوار العمر» الذي عرض على شاشة «اللبنانية للإرسال» أم «بالعربي» أضاء على مهنية جيزيل خوري؟
«حوار العمر» كان صعودي المهني، تعرّفت من خلاله على شخصيات هائلة ثقافية وسياسية وفنية.
سمير هو من سمى البرنامج. أما «بالعربي» فأبرز مهنيتي التي مارستها بشكل أفضل، كان هناك تكريس لمعنى التوك-شو. أحب كثيراً هذا البرنامج وإسمه.

- كيف تقوّمين أداء البرامج الحوارية اللبنانية كإعلامية؟
مساحة للنقاش الطويل. أتابعها حسب الحدث السياسي. لا يمكنني مشاهدة برنامج توك-شو أكثر من ١٥ دقيقة على أبعد تقدير.

- تشعرين بأن الموضوعية في لبنان لا مكان لها في البرامج الحوارية؟
لا يمكن تحميل الصحافي ذنباً خارجاً عن إرادته. في النهاية هو لديه منبر لضيوف يترك لهم مساحة التعبير. لكن ثمة فئات لبنانية ترفض إستضافتها لتطلّ عبر شاشات معينة. غباء الطبقة السياسية أفشل الموضوعية الإعلامية لا الصحافة، فعداء السياسيين لبعض القنوات ظاهرة لم يعرفها لبنان من قبل مطلقاًً. في النهاية، يفسح الصحافي منبره لمن يلبّي دعوته.

- هل تجدّدت المنافسة بينك وبين الإعلامي مارسيل غانم وإنتقلت من المكان (شاشة الLBC) إلى الزمان (مساء الخميس) يوم عرض «ستديو بيروت» بالتوقيت نفسه مع برنامج «كلام الناس»؟
تنحصر المساحة البرامجية على شاشة «العربية» في يومي الخميس والجمعة. تم تخصيص نهار الجمعة للملفات العراقية، كما أن يوم الخميس يناسبني أكثر بالنظر إلى أن المشاهد اللبناني يكون خارج المنزل ليل الجمعة.

- هل تشعرين بأن «كلام الناس» هرِم أم هَرَم في التوك-شو السياسي اللبناني؟
لا أستطيع أن أحكم على ذلك لأنني غالباً ما أكون داخل الأستديو أثناء عرضه. لكن أظن أن البرنامج لا يزال مشاهداً وهو من خيارات المواطن اللبناني الأولى بمعزل عن ما تعرضه القنوات العربية.

- كيف تقوّمين أداء مارسيل غانم اليوم كزميلة؟
"ليش بدك إحكي عن مارسيل غانم»، هناك مئة إعلامي غيره في الوطن العربي.

- ما هي البرامج التلفزيونية التي تقفين عندها؟
«إضاءات» على «العربية» و«بلا حدود» على الجزيرة وTalk of the town على شاشة «إم.تي.في» ومقدمته منى ابو حمزة مقدمة بارعة، كذلك «ستديو ٢٤ » لنديم قطيش.

- هناك تنافس خفي بين شاشتي «العربية» و«الجزيرة»... هل من إسم ينافسك في «الجزيرة»؟
كل الأسماء تنافس جيزيل خوري.

- هل لا تزالين شديدة الحماس تجاه «الخبطة الإعلامية»؟
بنسبة أقل من السابق، قد يعود السبب إلى أني قابلت كل الشخصيات المهمة. أعتقد أنه لم يبقَ سوى زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن لإحداث خبطة إعلامية عالمية. لقد تبدّلت لغة الإعلام وخفّ الإبهار في ظل كثرة الفضائيات والإنترنت.

- تحبين المغامرة؟
كثيراًً، لكن أسامة بن لادن لن يطلب مقابلتي. يمكن أن أحصل على «سكوب» بلقاء مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، عدا ذلك ما من هدف خارق أطمح إليه.

- شخصية يصح أن يكون لقاؤها «حوار العمر»..
أي شخصية قيادية عربية تحكمنا.

- لا أدباء؟
«عملتن كلن».

- هل تشاهدين برنامج الإعلامي زاهي وهبي «خليك في البيت»؟
أمارس اليوغا وقت بثّه. لكن إذا إستضاف شخصية تهمّني أشاهده طبعاً.

- هل بت تشبهين الراحل سمير قصير اليوم أكثر؟
لا، لقد كنا على وفاق كوننا نملك الطموحات والخلفيات المشتركة لكن طباعنا مختلفة.

- كيف تتطلعين إلى الحياة اليوم بعد نحو خمس سنوات من الرحيل؟
بت أكثر هدوءاً وواقعية بعد إغتياله. لا أريد القول كما سائر عائلات الشهداء أنه رحل من أجل قضية. حاول سمير أن يؤسس للبنان جميل جداً ومنطقة مزدهرة لكن كان هناك عقبات وفشل هذا الحلم. لقد حلم وحاول ومات من أجل هذا الحلم، ومن بعده ستأتي أجيال تحلم.

- أنت في صدد تحضير كتاب شخصي عنك وعن سمير، هل سيبصر النور قريباًً؟
تأخر صدور الكتاب لأنني أنتظر أموراً قد يتوصل إليها التحقيق، أنا في هذه المرحلة. الكتاب هو حياة سمير وجيزيل مثل أي ثنائي لبناني تمّ التعارف بينهما في التسعينات. يتعرّف القارىء من خلالهما على لبنان وعلى بيروت والعقلية الإجتماعية والسياسية، ورؤية البلد لهما وكيف عايشا القمع. الكتاب إجتماعي سياسي وقصة حب.

- هو أهداك أحد كتبه ستبادلينه المثل؟
أهداني أجمل كتاب عرفه تاريخ بيروت. وأظن أنه الكتاب الوحيد الشامل الذي أرّخ مراحل بيروتية والأحداث السياسية إلى جانب إضاءات على المجتمع والمطبخ والموضة البيروتية. من المؤكد أنني سأهديه هذا الكتاب.

- ماذا تترقبين من التحقيق؟
أنا متفائلة بمعرفة الحقيقة لكن أقل تفاؤلاً بإحقاق العدالة.

- هل أنت على تواصل مع حركة «اليسار الديموقراطي»؟
إبنتي في اليسار الديموقراطي. أنا على تواصل مع أصدقاء سمير دون أن يكون لي صلة بأي حزب سياسي قبل رحيله أو بعده.

- أين تكمن مهماتك في «مؤسسة سمير قصير الفكرية والثقافية»؟
أولاً مسابقة «جائزة سمير قصير لحرية الصحافة» تمنحها المفوضية الأوروبية بالتعاون مع المؤسسة، على الدوام يحصل لغط في الموضوع. نحن نشارك كمراقبين ولجنة تحكيم وفي الإحتفال، وهناك توقيع بروتوكول بيننا وبين الإتحاد الأوروبي على أن تعطى الجائزة للصحافة في البلدان الأورو-متوسطية. تهتم المؤسسة بمشروعين، الأوّل مركز حماية الصحافيين في المشرق العربي «سكايز» والثاني مشروع «ربيع بيروت» في شهر حزيران/يونيو في ذكرى إستشهاد سمير. خلال أسبوع تفتح المسارح أمام كل أهالي بيروت لرؤية أعمال ثقافية وفنية محلية ومن خارج الوطن.

- هل يمكن وصف سمير بغير الثائر؟
في هذا الموضوع بالذات أنا لست موضوعية، هو الرجل الإستثنائي الذي أحببته وعشقته لأنه سمير.

- ما الحافز اليوم؟
ضمان إستمراريتي في مهنة أحبها كثيراً قدر المستطاع والتطوّر معها.

- ستلزمك المصالحات اللبنانية بلهجة أكثر هدوءاً وعناوين منسجمة مع اللحظة السياسية الراهنة.
أنا مستعدة لتلقي إقتراحات لعناوين. لكن الإختيار سيكون مرتبطاً بالحدث. لن أطرح عنواناً فضائياً يرضي كل العالم، هناك أحداث سياسية سأعالجها مع ضيوفي. أتمنى أن يشاهد البرنامج بعين مجرّدة وليس عبر كل الخلفيات التي مزّقت لبنان في كل السنوات الماضية. لقد فتحنا صفحة جديدة في هذا البلد وبيروت تهم كل الوطن العربي. أنا هادئة جداً في برامجي وتغطية صيف ٢٠٠٦ دليل على ذلك.

- موضوعية «العربية» جعلت البعض يطلق عليها «عبرية».
أمر معيب أن تخرج السطوح اللبنانية إلى الفضائيات.

- «سجين في زنزانة» وثائقي عن قائد القوات اللبنانية سميرجعجع طغت عليه الملامح الدرامية.
هو تجربة DocuDrama التي إتبعها الإعلام العربي لاحقاًً. هو الأول في الوطن العربي ولم يسبقني أحد إلى هذه الخطوة التي كانت تجربة جديدة في مجال الوثائقيات وأعتقد انها ناجحة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079