مروى..لا أغار من ماريا
رغم أنها رفضت في البداية المشاركة في فيلم «أحاسيس» فإنها عادت وقبلته. ورغم أنها كانت قد اتخذت قراراً بالابتعاد عن المشاهد المثيرة، فإنها تعترف بتقديمها لها في هذا الفيلم. إنها الفنانة اللبنانية مروى التي تتحدث عن أسباب رفضها للفيلم في البداية ثم قبوله، وحقيقة خلافها مع ماريا وعلاقتها بعلا غانم. كما تعترف بأنها تفكر في وضع الحجاب لكنها تربطه بالاعتزال، وترد على شائعة الزواج السري، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معها.
- لماذا تأخرتِ في إعلان موافقتك على المشاركة في فيلم «أحاسيس»؟
لأنني كنت مترددة جداً، وبمجرد قراءتي للسيناريو اتخذت قراري بالرفض مباشرة. وبعدها تركت السيناريو في المنزل لمدة شهرين، وكنت كلما حاولت أن أقنع نفسي بالعودة لقراءته أجد أن الدور لا يناسبني، مما جعلني أخشى الفشل ورد فعل الجمهور فأقرر الاعتذار من جديد. إلا أنني فوجئت باتصالات مكثفة من المخرج هاني فوزي الذي بذل كل جهده لإقناعي بالدور، وتأكيده لي أنني الوحيدة القادرة على تقديم هذه الشخصية بجدارة فاستسلمت ووافقت على قبول المغامرة.
- وما سر الخوف من شخصية «داليا» التي تقدمينها في الفيلم وكيف أقنعك هاني فوزي بها؟
كان عندي هاجس كبير في بداية الأمر، خاصة أنني قرأت السيناريو ونظرت اليه فقط من خلال مشاهد الإغراء، ووجدت أنها ساخنة بشكل زائد عن الحد. وكنت قد اتخذت قراراً بالابتعاد عن هذه المشاهد حتى لا يتم حصري فيها، ولا يراني المخرجون والجمهور على أنني متخصصة في هذه النوعية من الأدوار. ولكن بعد جلسات مع المخرج هاني فوزي أقنعني بأهمية هذه المشاهد، خاصة أن الدور يعتمد كثيراً على المشاعر والأحاسيس الإنسانية لدى المرأة العربية التي يهملها زوجها ويفرّط بحقوقها، وخاصة حقوقها الزوجية مما يضطرها للخيانة. لهذا المشاهد أهمية كبيرة.
- وهل نجحتِ في اجراء التعديلات التي طلبتها من المخرج وحذفتِ بعض المشاهد الساخنة؟
كنت قررت تقديم الأدوار التي تعتمد على الرومانسية بعيداً عن المشاهد الساخنة، وبالفعل طلبت من المخرج أن يحذف بعض المشاهد الساخنة، وتخفيف جرأة بعضها. ولكنه شرح لي كثيراً من الأمور أهمها أن قصة الفيلم واقعية، وتتحدث عن حقائق في حياة المرأة العربية وأحاسيسها، بالإضافة الى الجوانب الاجتماعية والرومانسية. وبعد هذا كله نجحت في إقناعه بتقليل طفيف لبعض المشاهد، ونجح هو في إقناعي بباقي المشاهد الجريئة الموجودة لأنها تحمل رسالة في مضمون الفيلم.
- ولكن حتى الآن لم توضحي السبب الحقيقي الذي جذبك الى الدور؟
أكثر شيء جذبني هو أنني لم أشاهده من قبل في تاريخ السينما المصرية، خاصة أنني أخذت عهداً على نفسي ألا أقبل سوى الأعمال الجديدة والأدوار المختلفة التي تنجح في كشف مواهبي الحقيقية التي لم يرها الجمهور. كما أنني وجدت أن الدور يعبر عن مأساة حقيقية لكثير من النساء في الوطن العربي فمن يعانين إهمال الأزواج لهن الأمر الذي يجعل بعضهن يقعن في الخطأ.
- تظهرين بلا ماكياج في كثير من المشاهد، ألم تخشيَ ذلك؟
دوري في هذا الفيلم كان يتطلب مني أن أكون على طبيعتي أغلب الوقت، خاصة أن هذه السيدة لديها أوقات كثيرة تعاني فيها وتشعر بألم شديد وصولاً الى مرحلة كبيرة من عذاب الضمير ثم التوبة والرجوع إلى الله بعد أن تقع فريسة للخيانة اذ تسوقها مشاعرها تجاه رجل آخر تظن أنها وجدت لديه الحنان الذي افتقدته لدى زوجها. لذلك استجبت لتوجيهات المخرج ولم أخش الظهور في بعض المشاهد دون ماكياج، خاصة أنني لست وجهاً جديداً أريد أن أبرز جمالي للجمهور. كما أن المعجبين أصبحوا يعرفونني جيداً، وما يهمني في هذه المرحلة أن أثبت أنني ممثلة فعلاً.
- البعض ظن أنك لن تقدمي سوى البطولة المطلقة بعد فيلم «دكتور سيلكون»، ولكن فوجئنا بك تقدمين البطولة الجماعية في فيلم «أحاسيس»، ما السبب؟
ليس عندي مشكلة في حجم الدور فالأهم قيمته وتأثيره في أحداث الفيلم. أما دوري في فيلم «أحاسيس» فلا يمكن قياسه بالمساحة، لأنني أقدم قصة منفصلة تماماً عن قصص باقي أبطال الفيلم، وقد تكون هذه من ضمن مميزات هذا الفيلم، فهو يقدم مجموعة من القصص التي تسير في اتجاهات متوازية، لذلك أعتبر دوري بطولة في حد ذاته، فأنا بطلة قصة «داليا» منذ البداية وحتى النهاية.
- تعاونتِ في هذا الفيلم مع أربع فنانات هن علا غانم وماريا وراندا البحيري ودينا عبدالله. أي منهن كانت الأقرب اليك؟
علاقتي بهن جميعاً كانت طيبة والكواليس كانت ممتعة مع أن التصوير كان مجهداً جداً، ولكن في الحقيقة كانت الأقرب إلي الفنانة علا غانم، خاصة أن قصتها كانت تشبه قصتي من حيث المضمون فكنا صديقتين خلال الأحداث، ولجأت إليها لأجد حلاً لمشكلتي عندما وقعت في فخ الخيانة. وبالمناسبة أعجبتني نهاية قصة علا غانم في أحداث الفيلم.
- خرجت بعض الأخبار عن وجود خلافات بينك وبين المطربة اللبنانية «ماريا» فما السبب؟
هذه الأخبار ليست صحيحة وهى مجرد شائعات كاذبة، لأنه كما قلت لكل واحدة قصتها المنفصلة خلال الأحداث. كما أنني والحمدلله لا أعاني من مشاعر الغيرة. ورغم وجود وجوه نسائية كثيرة في العمل كانت الكواليس لطيفة جداً واستطاع المخرج هاني فوزي أن يشيع حالة من التفاهم والحب بين كل نجمات الفيلم.
- ولكن يتردد أن الفنانات اللبنانيات يتنافسن في إبراز جمالهن وجاذبيتهن مما يزيد الخلافات؟
هذا الكلام ليس حقيقة فاللبنانيات لسن ذوات طبيعة مختلفة، ولسن من عالم آخر. وطبيعة كل الفنانات تكون متقاربة وكل امرأة لديها جمالها الخاص، ولكن عليها فقط أن تعرف كيف تبرزه. وأنا مؤمنة بأن الجمال الداخلي هو الأهم لأنه ينعكس على الشكل الخارجي، ولذلك ماريا لها جمالها وأنا لي جمالي، ولا يمكن أن يكون هذا سبباً للخلاف.
- وهل يتضمن الدور مشاهد استعراضية وغنائية كعادة أفلامك؟
هذا الدور مختلف عن باقي الأعمال التي قدمتها، وهذه كانت رؤية المخرج الذي أكد لي أنه سوف يقدمني في إطار مختلف بعيداً عن الأدوار الكوميدية والاستعراضية التي تعود الجمهور أن يراني أقدمها. لذلك تعهدت أن أقدم دوراً ينسى فيه الجمهور أنه يشاهد مروى الفنانة الاستعراضية والمطربة، بل يتأكد أنه أمام امرأة عربية تعيش معاناة حقيقية.
- لكن ألم تخشي أن يعود الهجوم عليك بعد مشاهدك الساخنة في هذا الفيلم؟|لم أكن أرغب في تقديم مشاهد جريئة، ولكن وجدت أن رؤية المخرج كانت صائبة، لأن هناك مشاهد تُبرز حجم المشكلة. وأعتقد أن الجمهور أصبح لديه الوعي الكافي الذي يجعله يتأكد أن هذه المشاهد ليس لها علاقة بالواقع، وهى مجرد تمثيل لقصص بعيدة عن حياتي الشخصية، ولا تعبر عن آرائي أو طبيعتي. وعلى سبيل المثال أنا أكره الخيانة جداً ولا أتصور أن أعيش مشاعر داليا نفسها في يوم من الأيام.
- فيلم «بدون رقابة» الذي قدمه هاني فوزي من قبل واجه هجوماً شديداً. ألم يجعلك هذا تخشين العمل معه؟
هذه تجربتي الأولى لي معه ووجدت أن الأمر مبشر. ومنذ أن قرأت السيناريو شعرت بأنه مكتوب بحرفية عالية جداً وحبكة جيدة. وعندما بدأ العمل وجدت المخرج هاني فوزي فاهماً وواعياً ومتحكماً في أدواته، ومقتنعاً بموهبتي ويريد أن يُخرج مني الجديد. وأعتقد أن الجمهور سوف يراني هذه المرة في شكل مختلف تماماً كممثلة بالدرجة الأولى. أما الهجوم فلا أخافه لأن الجمهور سوف يتفاعل مع الفيلم.
- لماذا تضعين الحجاب في بعض المشاهد؟
في نهاية الأحداث تتوب هذه السيدة وترجع الى الله وتلجأ الى الصلاة. وكان من الطبيعي أن أرتدي الحجاب في تلك المشاهد التي استمتعت بها، خاصة أنها المرة الأولى التي أضع فيها الحجاب في السينما، وكنت أبكي بصدق خلال هذه المشاهد، مما جعل المخرج يثني عليّ لإعجابه بصدق الأداء.
- وهل فكرتِ في وضع الحجاب في الواقع بعد تجسيدك لهذا الدور؟
فكرة الحجاب تراودني دائماً وأتمنى أن يهديني الله الى هذه الخطوة، فالحجاب شيء جميل جداً وأحب أن أضعه ولكن الهداية تكون بيد الله في الوقت الذي يختاره، وبالنسبة إلي سوف أضع الحجاب بالطبع، ولكن في المرحلة الحالية أجد أني في حاجة الى العمل في الفن، وأرى أنه من الصعب أن تجمع الفنانة بين الغناء والتمثيل والحجاب، لذلك سوف أضع الحجاب عندما أعتزل الفن تماماً.
- أرى أنك تفاعلتِ الى درجة كبيرة مع مشكلة الزوجة التي تقومين بدورها. هل أصابك هذا الدور بآثار نفسية؟
بالطبع فأنا تفاعلت معها جداً وشعرت بتعاطف مع الشخصية مما كاد يصيبني بالاكتئاب، لأن الشخصية ضحية إهمال زوجها، خاصة أنني تفرغت بالكامل لتصوير الفيلم، وبعد انتهاء التصوير كان لا بد أن أسافر إلى أوستراليا، لكنني شعرت بإرهاق شديد مما جعلني أفقد توازني قبل السفر وإقلاع الطائرة بثلاث ساعات، فأحضر مدير أعمالي الطبيب الى المنزل وطلب نقلي الى المستشفى. لكنني رفضت الخضوع لأوامر الطبيب وسافرت واستعنت بالحقن المسكنة، برغم خوفي الشديد منها، وذلك لأنني كنت مرتبطة بحفلة في اليوم التالي في مدينتي «سيدني» و«كانبرا».
- ما السر وراء تقديمك لأغنية «مصر أم الدنيا»؟
هذه الأغنية قدمتها من أجل مصر، خاصة بعدما شاهدت الأحداث المؤسفة التي وقعت بين مصر والجزائر. وهي من كلمات سمير مبروك وألحان وائل عامر وتوزيع محمد صادق، وأشعر بأنها شيء قليل بالنسبة الى الحب الكبير الذي أحمله بداخلي لهذا البلد وشعبه الطيب. فأنا أعيش منذ سنوات طويلة بين المصريين ولم أشعر بغربة بل أشعر بأنني وسط أهلي وأصدقائي.
- شاركتِ أخيراً في حفلة سبوع ابنة المطربة الشعبية هدى وحفلة زفاف السيناريست وليد يوسف، فما سر هذا النشاط الاجتماعي؟
أنا لا أستطيع أن أبخل بوقتي ومجهودي على زملائي في الوسط، خاصة عندما يحرصون على دعوتي لحضور مناسباتهم السعيدة، لذلك لبيت الدعوات وشعرت بسعادة كبيرة عندما وجدت الحب لديهم. وفي حفلة أسبوع ابنة هدى غنيت مع المطربة فاطمة عيد، وهي مطربة شعبية لها أعمال جميلة، وغنيت معها أغنية «أما نعيمة»، وغيرها من الأغاني الشعبية التي أعجبت الحضور.
- ألا تفكرين في تقديم عمل للتلفزيون؟
أتمنى أن أقدم مسلسلاً تلفزيونياً وبالفعل قرأت كثيراً من السيناريوهات والمسلسلات لأسماء مختلفة، ولكن حتى الآن لا أعرف لماذا لم أجد المسلسل الذي يجعلني واثقة من هذه الخطوة، لأنني لا أحب المغامرات غير المحسوبة، لذلك أبحث عن عمل جيد يحفزني الى الاتجاه للتلفزيون، خاصة أن الفنان سمير غانم شجعني على خوض تجارب التمثيل بكل أشكالها بعد تجربتي المسرحية معه.
- ما هو الدور الذي تتمنين تقديمه؟
ليس لديَّ شروط لدور معين، ولكن أتمنى تقديم الأدوار الرومانسية. وأحب مثلاً أن أقدم دور فتاة تعيش قصة حب حقيقية يتفاعل معها الجمهور.
- انتشرت أخبار كثيرة عن زواجك من رجل أعمال في السر، ما ردك؟
هذا الكلام ليس له أساس من الصحة. فمن قبل حرصت على أن أخبر قراء مجلة «لها» عن سعادتي بقصة حب جميلة أعيشها مع رجل أعمال مصري يحبني ويحتويني ويحترم فني ويقدره، ولكنني لم أخبركم بزواجي لأنه لم يحدث. وليس هناك داعٍ لأن أخفي خبراً مهماً مثل زواجي على جمهوري الذي يحبني، وأعدكم بأنه عندما يتطور الأمر إلى زواج أو خطوة رسمية سوف أخبركم فوراً.
- وما هي مواصفات هذا الرجل الذي تحبينه؟
أهم ما وجدته لديه أخلاقه ورجولته، وهو حنون بشكل كبير ويحبني من أجل نفسي، يحب مروى الإنسانة لا الفنانة المشهورة، كما أنه يحب فني ويقدره جداً خاصة أنه عرفني من خلاله.
- البعض يتهم الفنانات العربيات بالسعي وراء الزواج من رجال أعمال مصريين من أجل الجنسية والحصول على كارنيه «نقابة الممثلين»، ما ردك؟
أولاً أنا حصلت على كارنيه «النقابة الفنية» في لبنان قبل أن التقي هذا الرجل وأحبه، ولا يمكن أبداً أن أرتبط برجل مصري من أجل كارنيه النقابة أو الجنسية، فأنا لن ألعب بمشاعري من أجل الشغل ومثل هذا الكلام مضحك جداً.
- من الفنانات اللواتي تحبين أداءهن؟
أحب شريهان واستعراضاتها، وأحب هند رستم ونبيلة عبيد ونادية الجندي ونيللي وفوازيرها، وسعاد حسني، ولكنني لا أرى أنني أشبه واحدة منهن. أتمنى أن أتشبه بنجاحهن ولكنني أسعى أن تكون لي شخصية مختلفة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات