تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المصمم عبد محفوظ

لا يخجل المصمم عبد محفوظ اليوم من الاعتراف ببدايته المتواضعة في تصميم الأزياء، قبل أن يحقق ما حققه من نجاح وقبل أن يصل إلى مستوى العالمية. على العكس، ينظر إلى العرض الأول الذي قدمه بفخر واعتزاز لأن منه انطلق. مشى المصمم بخطى ثابتة وعمل بذكاء لأنه لطالما رأى نفسه إنساناً ناجحاً ومهماً في مهنة أحبها حتى العشق. كل من يتعرف إلى مسيرته الطويلة خلال أكثر من 30 سنة، يراه مثالاً للإنسان المجتهد الذي بدأ من الصفر وقاتل بشتى الطرق واستغل كل فرصة، ليصل إلى المستوى الذي هو فيه الآن.

- اتجهت إلى عالم الموضة والأزياء بعد تخصصك في الهندسة الالكترونية، ما سر هذه النقلة من مجال إلى آخر مختلف تماماً؟
نشأت في عائلة متخصصة في هذا المجال لكن في نطاق ضيق. فأهلي وأخوتي يعملون في مجال الخياطة، وكان لا بد لي من أن أتأثر بهذه الأجواء. صحيح أني تخصصت في مجال بعيد تماماً عن هذا المجال، لكن سرعان ما عدت إليه بعد أن قررت مع شقيقتي أن نشق طريقنا فيه. في ذاك الوقت لم يكن تصميم الأزياء مهنة رائجة وراقية، فيما كان ينتشر الخياطون بنسبة كبرى. كذلك كان عمل أهلي متواضعاً في الخياطة. لكن عندما بدأت العمل مع شقيقتي، تطورنا أكثر فيه وتفوقنا وصرت أصمم، إلى أن صار لنا محلّنا في بيروت عام 1983.

- ما الذي ساهم في وصولك إلى العالمية رغم كونك قد بدأت في الخياطة على نطاق ضيق؟
عندما بدأت العمل مع شقيقتي في محلنا في بيروت عام 83، شعرت بأن مهنة تصميم الأزياء في قلبي وأردت أن أمشي في هذا الطريق حتى النهاية. عندما كنت أتكلم مع شقيقتي عن عملي كان الأمر أشبه بمن يتكلم عن حبيبته وعشقه. لكن النقلة النوعية، لم تحصل إلا عام 95. عندها لم أقبل أن استمر بما كنت عليه، وقررت أن أتطور بلعبة الذكاء ومن خلال الإعلام. وكوني أملك أساسيات المهنة، قررت المضي في هذا الطريق لأبرز ما عندي. من العام 95 حتى عام 2000 أطلقت عروض الأزياء رغم عدم توافر الإمكانات المادية لدي. لكني أردت المجازفة لأتطور وأتقدم. قبل هذه المرحلة كنت أقيم عروضاً صغيرة وأصمم فساتين وعندما أجري مقابلة لم اكن أملك المال لأحضر عارضة بل كنت أحضر mannequin من الخشب، أما في هذه المرحلة فصرت أقيم عروضاً في الفنادق الفخمة في بيروت ما أن يتم افتتاحها. فأقمت العرض الأول في فندق Royal Plaza ثم لدى افتتاح فندق فينيسيا أنتركوننتيننتال وفي فندق متروبوليتان لأني كنت أعرف أن كثراً سيحضرون. وعام 2001 ، شاركت في عرض مشترك في ميلانو لأضع قدمي في طريق العالمية. وشارك في العرض المصمم فيكان ومجوهرات بونجا وغيرهما من المصممين اللبنانيين والأجانب. وكان المبلغ المطلوب كبيراً بالنسبة إلى إمكاناتي علماً أن المبلغ يحدد التراتبية التي يظهر فيها المصممون، لكني قررت خوض التجربة أياً كانت الوسيلة. بعدها توجهت إلى روما  طالباً مقابلة مع منظمي عروض Alta Roma ، لكن رفض طلبي مرتين وأخيراً تمت الموافقة وتحقق حلمي بالمشاركة وعرضت في روما ضمن أسبوع الموضة لأزياء الهوت كوتور.

- الكل عرفك في البداية من خلال فساتين الزفاف التي تصممها، لماذا انطلقت من خلالها؟
بدأت بفساتين الزفاف لأني كنت أعرف أنها الطريق الأسهل إلى الشهرة نظراً للأعداد الكبيرة التي تشاهد العروس في يوم زفافها وتكون محط الأنظار وتُسأل عن فستان زفافها أولاً. كانت هذه الوسيلة لألفت النظر إلى عملي.

- لكن حتى الآن لا تزال تخصص مجموعة كاملة لفساتين الزفاف هي مجموعة"حالمة"، ما الهدف من ذلك؟
اعتاد الكل على فساتين الزفاف التي أقدمها، فصارت كثيرات ينتظرنها. وهي تطلب بكثرة، لذلك أحرص على الالتزام، خصوصاً أنه يمكن حتى الحصول عليها عبر الانترنت، مما يسهل الاختيار على العروس التي لا يمكن أن تحضر إليّ. وأذكر أني بدأت أقدم مجموعة"حالمة" منذ عام 2000.

- من يرَ تصاميمك في بداية الطريقة يجد اختلافاً واضحاً عما تقدمه الآن سواء في الأسلوب أو الأقمشة، فصرت تميل أكثر إلى الأسلوب الأوروبي الراقي بنعومة وبساطة. ما سر الاختلاف والتغيير؟
أعترف بأن أسلوبي كان "بدائياً" عندما كنت في بداية الطريق لأن هذا ما كانت تسمح به إمكاناتي المادية المحدودة. كنت أعتمد على المواد الموجودة محلياً حتى لو لم تكن فاخرة، لكن هذا ما كان يناسبني من حيث الأسعار. عندما بدأت عروضي في أوروبا، صار الأمر بمثابة تحدٍ لي خصوصاً أن المجموعة الأولى رفضت في إيطاليا لعدم تناسبها مع المقاييس المطلوبة. عندها قررت ألا استمر بمفردي، وعرفت أني لن أحقق النجاح المطلوب دون فريق عمل متكامل. استعنت بمدير فني ومديرين عدة لأقسام مختلفة ومصممين وخياطين. كما بدأت أحضر المعارض العالمية للأقمشة التي تتميز بفخامتها. وهذا ما يفسر الاختلاف الكبير في الأسلوب والمواد المستعملة التي أصبحت راقية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079