المخرج الإماراتي راكان
«راكان» اسم لمع في عالم الفن والإخراج في الساحة الفنية العربية لشاب طموح اتخذ من هذا الاسم نقطة لمشوار فنه الذي بدأه بجهده الشخصي ليتمكن في غضون عامين من إخراج ما يزيد عن ٨٠ فيديو كليب لأبرز نجوم الغناء الإماراتي والخليجي، فضلا عن الفرق التراثية الغنائية الإماراتية. الطريف في الأمر أن بداياته كانت كمطرب واعد وعبر أغنيته الشهيرة «غيبوبة» التي دخلت قلوب عشاق الأغنية الإماراتية. وقبل ذلك قدم ألبوم «الشلات» الذي حمل عنوان «بحضر زفافك» والذي تصدر المبيعات عام ٢٠٠٣ في الإمارات. وبعد غياب طويل عن الغناء والعمل بشكل شبه دائم في عالم الإخراج، جاء حوارنا مع الفنان والمخرج راكان لنتعرف الى رحلته ومستقبله مع الأغنية الخليجية ورأيه في مخرجات الإمارات.
- يلاحظ جمهورك تغيبك عن الساحة الفنية بين فتره وأخرى ثم العودة من جديد فما السر في ذلك؟
غيابي هذا له مبررات عدة، أولها أنني مضغوط جداً بسبب عملي في مركز الأخبار في شركة أبو ظبي للإعلام. والعمل يسرق مني معظم وقتي وبمجرد حصولي على وقت استغله لتصوير الفيديو كليبات. لكني اعترف أني مزاجيّ معظم الأحيان، ودائماً تراودني فكرة ترك المجال الفني إنما سرعان ما أتراجع وأعود من جديد.
- يفهم من كلامك انك مستعد للابتعاد عن الساحة الفنية في أي وقت؟
بصراحة نعم لأني مشغول بأمور كثيرة غير الإخراج والغناء. وعملي في الإعلام فضلا عن بيتي ومشاغلي الخاصة جميعها تستنزف كل وقتي بشكل يومي. والشيء الوحيد الذي بمجرد أن ابتعد عنه أياماً ويريحني هو عملي الفني لأن عالم الفن يحتاج إلى تفرغ ووقت وجهد.
- من ينافسك في الساحة الفنية كمخرج وفنان؟
لا أحد ينافس أحداً، فالعمل الجميل يفرض نفسه بغض النظر عن اسم المخرج والفنان. ولو كانت هناك منافسة ستكون شريفة لا يتخللها أي عداوة لا سمح الله، فكلنا يتعلم بعضنا من بعض، ونحاول جاهدين تقديم كل ما هو جديد وممتع للمشاهدين. وأنا وكما يعرف الجميع أمارس هذه المهنة كهواية لا أكثر، ولا أعتبر نفسي محترفاً حتى الآن، خاصة في ظل عدم التفرغ للفن.
- كيف ترى مستوى المرأة الإماراتية في مجال الإخراج؟
بصراحة المخرجة الإماراتية تميزت كثيرا في الفترة الأخيرة، ورصيدها الفني بدأ بالتصاعد. وهو مؤشر يدل على نجاحها خلال فترة ليست كبيرة. وأتمنى إن شاء الله أن يصل مستواهن إلى العالمية. كما أن المخرجة الإماراتية وصلت الى خارج حدود بلدها إلى الوطن العربي بجدارة مثل المخرجتين نهلة الفهد وفاطمة محمد.
- هل يعني ذلك أنها وصلت إلى القمة باعتقادك؟
مشوار القمة بعيد. ونحن جميعاً لا نزال نتعلم، فكل كليب جديد نصوره نتعلم منه شيئا، وكل فكرة نقدمها تقودنا إلى فكرة أفضل، وهكذا تسير الأمور، لكن أنا على يقين أن كل المخرجين والمخرجات الإماراتيين إذا واصلوا العمل بالقوة التي هم فيها الآن سيصلون إلى مرتبة مشرفة ترفع إسم الإمارات عالياً وبقوة في هذا المجال.
- ماذا عن تعاونك مع المخرجات الإماراتيات؟
للأسف لم يحدث ذلك حتى الآن. ربما لم تكن هناك مبادرة بين الأطراف. وأنا شخصيا لم أفكر في التعاون ولا مرة معهن لأن مهنة الإخراج لا تتطلب هذا الأمر، فالإخراج إبداع يتطلب من المخرج أن يضع فيه لمساته الخاصة. ولهذا لم نفكر معاً في صيغة معينة للتعاون.
- لكن مؤكد أنكم التقيتم؟
المخرجة نهلة فهد أذكرها جيداً لأننا التقينا معاً في قناة «حواس» الفضائية، لكن فاطمة محمد لم أرها من قبل!
- وما الأسباب؟
لا أسباب معينة، لكن ربما الانشغال وحب العمل، فالإنسان الذي يعشق عمله يبذل قصارى جهده لإنجاحه. ربما تعمق كل واحد منا في عمله جعلنا بعيدين بعضنا عن بعض، خاصة ان كل مخرج موجود في إمارة معينة، لأني مقيم في أبو ظبي وأغلب أوقاتي هنا. وهن من دبي والشارقة وغيرهما.
- كيف ترى مستقبل الفن الإماراتي؟
ما نراه على الساحة جيد، لكني دائماً أتمنى أن أرى أبناء وطني في المقدمة. وما يزعجني اتجاه الكثيرين للإخراج دون دراسة أو وعي أو حتى حب لتلك المهنة الإبداعية، والأمر نفسه يحدث في ساحة الغناء، وهذا خطأ. فلا بد من وجود أسس ومعايير، لأن الهواء أصبح مفتوحاً ولا بد أن نعكس للآخرين ما وصلنا إليه من تقدم.
- أغنية «مجرم الحب» للفنان الإماراتي عيضه المنهالي كانت من إخراجك واحتلت الصدارة. ماذا تقول عنها؟
كانت أول عمل لي مع الفنان عيضه المنهالي ،وبصراحة نجاح تصوير «مجرم الحب» جاء من عمق حبي للفنان عيضه وحبي للتعاون معه. وحاولت خلال التصوير أن أظهر عيضه بشكل جديد يضيف الى قيمة الصوت واللحن والكلمات ومن خلال فكرة درامية فكاهية. وبالفعل نجحت في ذلك، ونالت الأغنية استحسان المشاهدين ولله الحمد.
- سبق ان صورت خمسة كليبات متتالية للفنان الإماراتي هزاع إلا أننا لاحظنا اتجاه هزاع في الفترة الأخيرة للتعاون مع مخرجين آخرين. فهل ثمة خلاف بينكما؟
لا خلاف بيني وبينه ، ومن حق الفنان هزاع أن ينوع في اختياراته, وأنا بالعكس أشجعه على ذلك، كما أبارك له، لأنه في نهاية الموضوع صديق. ولكن ربما قل التواصل بشكل مباشر بيني وبينه نظراً الى كثرة مشاغله ومشاغلي التي لا تنتهي.
- ومن هم المقربون في عملك الإعلامي والفني؟
أخي وصديقي الدائم الفنان الإماراتي فاضل المزروعي، والإعلامي أحمد صالح، والمخرج الإذاعي خالد المعمري.
- ومن يساندك دائماً في مشوارك الفني؟
والدي، والمخرج حسين عبد الرحمن وصديقي علي النعماني وطلال الجسمي.
- ما أقرب الكليبات التي صورتها إلى قلبك؟
أعمالي كثيرة ومتتالية ، ولكني أعتز بأغنية «يوم الأحد» للفنانة ميثاء ، و«مجرم الحب» للفنان عيضه ، و«هود ياهل الباب» للفنان هزاع ، و«الطارش» للفنان الوسمي، و«سافرت عنك» للفنان راشد الماجد، و«ياشوق» لفرقة الشواهين.
- يقولون أنك الأكثر تميزاً في الكليبات التراثية؟
قد يكون ذلك صحيحاً، لأن في داخلي إنساناً قديماً. أنا أعشق التراث ومتابع جدا للتاريخ.
- وماذا عن جديدك في عالم الغناء كمطرب؟
الكل يلاحظ ابتعادي عن الغناء منذ أعوام لانشغالي بالعمل والإخراج، ولكنني الحمد لله هذا العام قدمت أغنيتين لم أتصورهما حتى الآن، وهما «دنيا ما فيها أمان» و«الو الو» التي احتلت الصدارة في خدمة «جريتيون» على شبكة اتصالات.. وهو ما أعطاني الدافع القوي لاطلاق البومي الجديد خلال أسابيع في عودة لي كمطرب، وهو يضم ١٠ أغنيات ويحمل اسم «الحب رجعني». وكذلك سأطرح أغنية مصورة من كلماتي والحاني تحمل عنوان «وضعنا لا ما يطمئن».
- وإلى أين تمتد أحلامك؟ ومن هم الفنانون الذين تطمح الى التعاون معهم؟
أحلامي كبيرة وكثيرة، لكن أتمنى أن أحظى بدعم في المرحلة المقبلة لكي أتمكن من إخراج فيلم إماراتي يعرض في السينما المحلية والخارجية. وليس هناك فنان معين أطمح الى العمل معه، بل يشرفني ويسعدني أن اعمل مع أي شخص يقدر هذه المهنة ويحترمها.
- وهل هناك من لا يحترم الفن؟
تابعوا المحطات الفضائية الخاصة وستعرفون ماذا أقصد...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024