تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

رودني حداد: لم أتوقّع نجاح دوري في "أولاد آدم"

رودني حداد

رودني حداد

رودني حداد

رودني حداد

يجمع رودني حداد بين الكتابة والتمثيل والإخراج، فهو قدّم العديد من الأعمال التي لاقت نجاحاً في السينما والتلفزيون، وقد تابعه المشاهدون في رمضان الماضي بمسلسل "أولاد آدم" الذي حقق نجاحاً كبيراً، كما كانت له مشاركة في مسلسل "العميد" الذي يُعرض على منصة Shahid، وفي حواره مع "لها" يتحدث حداد عن كل نشاطاته الفنية.


- كيف تصف الحادث الأليم الذي وقع في مرفأ بيروت؟

لست من سكان تلك المنطقة، لكنني أتواجد فيها باستمرار، وفي لحظة وقوع الانفجار كنت متجهاً إليها، لكن الله لطف بي. أما تعليقي على هذا الحدث الأليم فأقول إن من لا يتوقع هذا الأمر فهو أعمى البصيرة، لأن الفساد المستشري في الدولة اللبنانية منذ 30 سنة كان حتماً سيوصلنا الى هذه المأساة، ونحن نحتاج الى حُكم عسكري لنضع كل الفاسدين في السجن.

- كيف جاءت مشاركتك في مسلسل "أولاد آدم" الذي عُرض في رمضان الماضي؟

مشاركتي في مسلسل "أولاد آدم" جاءت من طريق الصدفة إذ كنت أشارك في مسلسل "عهد الدم"، وقبل أن أنتهي من التصوير سألت المنتجة المنفِّذة في شركة "آيغل فيلمز" جويل بيطار ما إذا كان لديها أي عمل جديد، فأخبرتني عن "أولاد آدم"، وذلك من باب الصداقة التي تجمعنا، فأرسلت لي النص وعرضت عليّ دور الضابط "نبيل"، فقبلته، ورغم أن مساحته ليست كبيرة في العمل، أحدث ردود فعل جيدة عند الناس.

- ما سبب نجاح هذا المسلسل من وجهة نظرك؟

يعود نجاح المسلسل الى القصة المطروحة وطريقة المعالجة الدرامية الجيدة، إلى جانب وجود ممثلين في الأدوار المناسبة والإنتاج السخي.

- لماذا أُطلق على المسلسل اسم "أولاد آدم"؟

لم أكن أعلم سبب تسميته بـ"أولاد آدم" إلا بعدما اطّلعت على أكثر من 15 حلقة منه، وتبيّن أن المغزى هو "كل الناس خطّاؤون".

- مَن أكثر شخصية نالت إعجابك في العمل؟

أحببت دور الممثل طلال الجردي، فهو قدّم شخصية بطريقة لافتة... والجميع قدّموا أدوارهم بإتقان.

- ماذا تقول عن ماغي بو غصن؟

سمعت الكثير من الأخبار عن ماغي بو غصن قبل أن أشارك في العمل، لكن اكتشفت عكس ما يُقال ويتردّد عنها، فهي تلتزم بالحضور في الموعد المحدّد، ولها أسلوب راقٍ في التعاطي مع الآخرين.


- يحكى عن جزء ثانٍ من المسلسل، هل أُخبرت بذلك؟

لم أتبلّغ أي شيء بهذا الخصوص من الشركة المنتجة حتى الآن.

- أثبتّ نفسك كمخرج وتركت بصمة في كل الأعمال التي قدّمتها وشاركت فيها، فهل يعود الأمر إلى حبّك للمجالين؟

يجب ألا ننسى دور العلم أيضاً، فالموهبة ضرورية وكذلك العلم، لأنه لا يمكن العمل في مجال لمجرد أننا نحبّه أو موهوبون فيه، بل يجب أن نملك المعرفة بما نفعله، وفي المقابل هناك أشخاص درسوا الإخراج لكنهم لا يجيدون تطبيق ما تعلّموه، وهنا يأتي دور الموهبة.

- وكيف استطعت أن تحقق التوازن بين الإخراج والتمثيل في حين أن هناك فنانين درسوا الإخراج ولكنهم فضلوا الوقوف أمام الكاميرا وليس خلفها؟

الأمر يتعلق بأسلوب عيش كل شخص، لذلك فمن يعمل في الإخراج يجب أن يكون مخرجاً بطبعه. أنا أحب التمثيل والإخراج، لكنني أفضّل الثاني لأنه يتيح لي الفرصة للتحكم أكثر بكل شيء، وهذا التحكم يساعدني على إبراز الأشياء التي تشبهني أكثر، أما في التمثيل فيكون التحكّم محدوداً وعلى مقاس الدور فقط، ولا يحق لي أخلاقياً ولا مهنياً تخطّي الدور، بينما يحصل العكس في الإخراج، سواء على مستوى النص أو التمثيل أو أي شيء آخر.

- الشهرة والنجومية يحققهما من يقف أمام الكاميرا وليس خلفها، ومن يلمع اسمه أكثر هو الممثل وليس المخرج، فما رأيك؟

هذا الأمر يحصل في الدول العربية فقط، لأنهم يعتقدون أن الممثل هو كل شيء، وهذا غير صحيح لأن العمل يقوم على فريق عمل كامل متكامل، من دونه لا يرى العمل النور، ولكن في الدول العربية البعض يدفع للممثل ثلثي الميزانية والثلث الباقي يُترك للأشياء الأخرى، وهذا التصرف غير سليم، فلكل شيء حقه، ولا يمكن تشبيه ذلك بما يحصل في هوليوود لأنهم عندما يدفعون للممثل 20 مليون دولار، تكون تكلفة العمل 200 ألف دولار أميركي.

- ما رأيك بالمستوى التمثيلي في لبنان، وهل يمكن القول إن الدراما المشتركة ساهمت في رفع مستوى الدراما المحلية؟

أنا لست ضدها إذا كان الموضوع واقعياً، وإذا لم يكن المسلسل المشترك مبنياً على نص يتم إلصاقه من هنا وهناك. عموماً، في كل أنواع الدراما هناك الجيد والرديء، ولكن التلفزيون ليس هو المقياس، وعندما تتحدث الصحافة عن الدراما يكون المقياس عندها هو التلفزيون لكنه الأدنى وليس الأعلى.

- هل السينما هي المقياس الأعلى في الدراما؟

لا شك في أن السينما هي المقياس الأعلى. في المجال المرئي والمسموع لدينا أفضل الممثلين على مستوى العالم العربي كله، بل يمكن القول إن مستواهم عالمي ولكنّ عددهم ليس كبيراً بسبب انخفاض عدد السكان في لبنان، وهؤلاء لا يحبّون العمل في التلفزيون ولكنهم يفعلون ذلك لكي يتمكنوا من الوصول إلى السينما. المستوى يرتبط بنوعية التلفزيونات، وهي في النهاية شركات تسعى إلى الربح من خلال تقديم أعمال تتميز بالنوعية. أعتقد أن النوعية تحسّنت لكنها لم تصل إلى مرحلة يمكن مثلاً المواطن البريطاني أن يشاهدها.

- كيف تقيّم مستوى الأعمال السينمائية في لبنان؟

لا شك في أن الأعمال التي نقدمها مع المخرجة نادين لبكي على مستوى معين من الاحترام للنفس وللآخرين، وعندما تُعرض في 64 دولة فهذا يؤكد أنها ليست تجارية. وفي المقابل، لا بد من الاعتراف بأن الحرب شكّلت مفصلاً في تاريخ الصناعة السينمائية في لبنان. واللافت أن المخرجين الذين درسوا الإخراج في الخارج يطبّقون نظريات الغرب في أعمالهم التي لا تشبهنا في غالبيتها. من هنا قد يغيب واقعنا عن غالبية الأعمال السينمائية، وهذا ما نحاول تفاديه.

- إلامَ كنت تهدف من تجربة الكتابة والإعداد لمسلسل إذاعي بعنوان "أدوار واليس"؟

التجربة بالنسبة إليّ كانت بمثابة الخطوة الى ما سأقدمه لاحقاً، وكلّفت نوعاً من المصداقية والشفافية مع الجمهور.

- بما أنك كاتب، إذا طُلب منك أن تكتب نصاً بسرعة قياسية، هل كنت لتفعل؟

لا، فأنا أتمهّل في كتابة النصوص.

- هل تعلّق أهمية على المدة الزمنية للدور لدى اختيارك له؟

لا يهمّني طول مدة الدور، بل تأثيره في سياق الأحداث ومحوريته في تطورها.


- ما الدور الذي ترفضه؟

أرفض الدور الذي يعجز عن تلبية رغبة ما في داخلي أو حين أجده مكرراً لأعمال قدّمتها سابقاً، وبالتالي لن يضيف شيئاً إلى شخصيتي ومسيرتي في عالم التمثيل. الموافقة على الدور تعني الالتزام بتكريس وقتي وأحاسيسي وأفكاري وكل مخزوني في خدمة الشخصية التي أجسّدها لتكون النتيجة جيدة.

- كيف تحدّد الممثل؟

الممثل هو الذي يعيش كواليس عمله في حياته اليومية ويوظّف موهبته وإمكاناته في سبيل مهنته. من هنا أقول إن التمثيل مهنة متعبة وصعبة، وليس كل شخص أدى دوراً في كليب أو صوّر إعلاناً ما أصبح ممثلاً.

- تقول إن الكتابة "وجعة رأس"، لماذا؟

من خلال تجربتي في الكتابة، أجد أن من يفرح أثناء عملية الكتابة يعني أنه لم يتطرق إلى أي موضوع جدّي. يشعر الكاتب بالارتياح بعد أن يفرّغ أفكاره على الورق ليعود ويحاول جاهداً صياغة هذه الأفكار بالشكل الصحيح والمناسب. لا يهمّني أن يحقق عمل لي انتشاراً وجماهيرية وصخباً إعلامياً لفترة محددة بمقدار ما يهمّني أن يحفظه المُشاهد ويبقى خالداً في ذاكرته. أحاول فرض نفسي من خلال النوعية وليس الكمية، مع علمي اليقين أن تحقّق الأهداف والطموحات يستغرق وقتاً طويلاً في بلدنا.

- ماذا تقول عن تجربتك في مسلسل "العميد" الذي يُعرض على منصة "شاهد"؟

بصراحة، لم تكن تلك التجربة مميزة، علماً أنني قدّمت دوري في هذا المسلسل بإتقان، لكن النص لم يخدمنا جيداً، وكان يُحكى عن جزء ثانٍ، لكن الأمر توقّف.


المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079