مجوهرات "ديور" وقوة الألوان
اللون الأحمر "روج ساتان"، والأخضر "فير فيرتيج"، والزهريّ "روز بونور"، والأصهب "بارب دو بيبي" في إشارة إلى اللون الخاص بـ "كريستيان بيرار"، الأزرق "بلو سيال دو باري" والبنفسجي "فيوليه فيرفين"... منذ عروض أزيائه الأولى عام 1947، اعتمد السيد "ديور" Dior الألوان بشكل خاص به، من دون أي درجات لونية غير مناسبة. ألوان صادقة ومشرقة. أتت كلّ ألوان الحقول والحدائق لتبعث فيها الفرح والسعادة...
تأقلمت "فيكتوار دو كاستيلان" مع هذا المانيفستو عام 1999 عندما كشفت النقاب عن أول مجموعة لمجوهرات "ديور" Dior التي قلبت هذا العالم رأساً على عقب. وفي بداية الألفية الجديدة عام 2020، لم تظهر الألوان في ساحة فاندوم حيث فرضت الأحجار "الثمينة" الأربعة نفسها: أحمر الياقوت، أزرق الصفير، أخضر الزمرد وأبيض الألماس. وبخلاف هذا المعتقد السائد، اعتنق "ديور" Dior على الفور أسلوباً متحرّراً في مجال الألوان إذ اعتمد مجموعة ألوان متعدّدة وشاملة بحيث ألغى التراتبية الهرمية بين الأحجار الكريمة. سواء كانت ثمينة، كريمة، للزينة أو مفعمة بالألوان، شكّلت الأحجار عائلة واحدة. في هذا المجال الجيولوجي الذي لا ينضب، كل شيء ممكن ضمن مجموعات المجوهرات، وكذلك في مجموعات الساعات. وبالتالي فإنّ أول ساعة صمّمتها "فيكتوار دو كاستيلان"، هي ساعة "لا ديه دو ديور" La D de Dior، التي ظهرت عام 2003 مع قرص من الملكيت وفي إطلالة من الذهب الأصفر.
وهي تتجلّى اليوم بالألوان المتدرّجة الدافئة والرسوميّة لعين النمر أو بنعومة الأوبال الزهريّ. في بعض الطرازات ذات الأسرار، تختفي قراءة الساعة وراء سماء من الصفير باللون الأزرق الداكن. في إصدار الألعاب النارية، تكشف لنا مجموعات الساعات "ديور غران بال بلوم" Dior Grand Bal Plume و"ديور غران بال ماسكيه" Dior Grand Bal Masqué كنوزاً تضمّ تركيبات من المواد والدرجات اللونية من خلال مزج الريش متعدد الألوان والسيراميك بالألوان الزاهية والأوبال المتقزّح والأحجار ذات الألوان الهادئة...
في ما يتعلّق بالمجوهرات، نجد عقد "ميلي لا فوريه" Milly-la-Forêt المستوحى من حديقة السيد "ديور" Dior حيث تترافق حبّات البازيلاء المصنوعة من العقيق الأخضر مع حبّات العنب من الجمشيت والكرز من المرجان المرصّع بالألماس. وبإصدار هائل الحجم، لدينا الخواتم من مجموعة "آنكروايابل إيه ميرفيوز" Incroyables et Merveilleuses، التي تتميّز بلمسة من الجمشيت البنفسجي أو حجر الفانتا الليمونيّ... أو هذه القطع الفريدة من مجموعة "كوفريه دو فيكتوار" Coffret de Victoire حيث نجد ضفدعاً من الزمرد يجلس على غصن من الياقوت، في انتظار أن يتحوّل إلى الأمير الساحر...
ويسمح استخدام البرنيق بإعطاء أبعاد جديدة لتجسيد الطبيعة. هو يأتينا بلمسة ربيعية مرهفة على مجوهرات مجموعة "ديوريت" Diorette، وبطابع مفعم بالقوّة في مجموعة المجوهرات الراقية "بيلادون آيلند" Belladone Island وعلى الخواتم "روز ديور بوب" Rose Dior Pop حيث يتحوّل المعدن النبيل من خلال الورود بألوان زاهية وبألوان الأخضر الحمضي والأزرق الكهربائي الساطع على غرار الفينيل.
كما تتعزّز الدرجات اللونية من خلال مزيج من الأحجار الكريمة والمواد المتنافرة. مجموعة "لو بال دي روز" Le Bal des Roses تعطي بتلاتها للون الأزرق للعقيق الشفّاف الذي يتخلّله الإشراق الباهر لأحجار الصفير الأزرق. هذا الاستكشاف اللوني، غير المسبوق في عالم المجوهرات الفرنسية، تزداد حدّته في مجموعة "دير ديور" Dear Dior حيث نجد الخواتم وأطواق المعصم مشبعةً بالألوان مع أحجار الأوبال التي تتّقد عند ملامسة العقيق الأخضر والسبينل الكرزيّ اللون والتنزانيت البنفسجي. تقول "فيكتوار دو كاستيلان" في هذا الصدد: "أحب الجمع ما بين الألوان، سواء كانت متناسقة أو متنافرة من خلال إطلاق العنان لبريق كلّ واحد منها.
والتحلّي بالجرأة لاعتماد هذه التركيبات اللونية هو أفضل طريقة لإزالة الإجهاد والتوتّر في العالم! هذا يمنحنا الطاقة. من الضروريّ بالنسبة إليّ أن تبدو المجوهرات نابضة بالحياة." هذه اللمسة الرائعة للتركيبات ما بين الأحجار الكريمة والألوان نجدها أيضاً في مجموعة "ديور إيه موا" Dior et Moi حيث تتغطّى اللآلئ والأوبال بالبرنيق متعدّد الألوان من أجل تعزيز رونقها، كما تتلاعب الخواتم بالتباينات من خلال الدمج ما بين بريق الزمرد وعمق الملكيت الأخضر. يتمّ التعامل مع هذا الحجر نفسه بفخامة في مجموعة "ليفز أوف لوف" Leaves of Love التي تسلّط الضوء على أوراق اللبلاب المصنوعة من الملكيت على قطع من المجوهرات من الذهب الأصفر اللمّاع. نجدها أيضاً في "روز دي فان" Rose des Vents حيث تتزيّن القطع بالنجمة، وتضمّ الأحجار الكريمة المفعمة بالألوان، اللازورد والفيروز والأوبال الزهريّ...
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024