تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

لطيفة التونسية

على مدى سنوات، استطاعت المطربة لطيفة أن تحافظ على صورتها المميزة أمام الناس وعلى نجوميتها المشرقة التي لم يخففّ من وهجها شيء. أسماء كبيرة ومبدعة دُوّنت في مفكرة نجاحها، من عبد الوهاب إلى بليغ حمدي وصولاً إلى زياد ومنصور الرحباني ويوسف شاهين، وقريباً أحلام مستغانمي. وقريباً أيضاً تستعد لخوضّ أولى تجاربها الدرامية من خلال التلفزيون، بعد أن أنهت ورشة عمل ضخم نتج عنها أول ألبوم خليجي في مسيرتها بعنوان «أتحدّى» إنتاج «بلاتينوم ريكوردز». مع «لها» كان هذا الحوار الخاص.

- نتحدث بدايةُ عن تعاونك مع شركة «بلاتينوم ريكوردز» التي تنضمّين إليها بعد انفصالك عن روتانا؟
منذ أن بدأت مسيرتي وأنا أنتج أعمالي بنفسي من خلال شركتي «لاتي سول»، وأتعاون مع شركات أخرى تتولّى توزيع هذه الأعمال وتسويقها. أدرس مختلف العروض التي أتلقّاها وآخذ منها ما يناسبني، بمعنى أني أتعاون مع الشركة التي توفّر لي الشروط الأفضل للتوزيع ولتأمين مزيد من الإنتشار.
روتانا وزّعت لي ألبومين هما «معلومات أكيدة» و«الكام يوم اللي فاتوا»، وكنت راضية عن ذلك. أما بالنسبة إلى ألبومي الخليجي «أتحدّى»، فإن شركة «بلاتينوم» قدّمت لي العرض الأنسب والأفضل من ضمن عروض شركات متعددة ولهذا اخترتها. رحّبت كثيراً بالتعاون مع هذه الشركة لأنها محترمة وراقية، وهذا لا يعني طبعاً أن الشركات الأخرى ليست محترمة، لكن ما أقصد قوله إن عرض «بلاتينوم» كان مهماً.

- كنتِ مدعومة خلال تعاونك مع روتانا وكليباتك كانت تُصوّر إضافة إلى الحملات الإعلانية الكبيرة التي خُصصت لكِ. ما هي المغريات التي قدمتها «بلاتينوم» لتتفوّق في عرضها على روتانا؟
الدعم يأتي مني، لا من روتانا ولا سواها. حتى أن الكليبات التي صُوّرت كانت من إنتاجي. خلال فترة عقدي مع روتانا ساهمت الشركة في إنتاج ألبوم واحد، ولا تزال هناك أمور مادية عالقة بيننا بخصوص الألبوم الثاني. أما بنود عقدي مع «بلاتينوم» فأفضّل ألاّ أخوض في تفاصيلها.

- لا نريد التفاصيل، لكننا نسأل عن حجم الدعمين الإعلامي والإعلاني إن صحّ التعبير؟
ما أستطيع قوله إن شروط «بلاتينوم» ناسبتني أكثر لجهة تأمين أمور تهمني للحفاظ على صورتي وفني، خصوصاً أنه ألبومي الخليجي الأول، وكان يعنيني كثيراً أن أوليه أكبر قدر من الدعاية والرعاية والإهتمام من مختلف النواحي.

- ماذا تخبرينا عن ألبوم «أتحدّى»؟
يتضمّن ١٤ أغنية خليجية. بدايةً لم يكن في بالي أن أُنفّذ ألبوماً خليجياً كاملاً بصراحة. لكن ما حصل أني كنت في زيارة لدولة قطر للمساهمة في حملة «الفاخورة» التي كانت تُقام في الدوحة برعاية الشيخة موزة المسند. وكنت أنا من بين المطربين الذين شاركوا في هذه الحملة التعليمية الخاصة لأطفال غزّة. وكان يفترض أن أمكث هناك ٣ أيام، لكن إقامتي استمرت شهرين ونصف الشهر تقريباً دون أن أشعر.
لأنه خلال وجودي في مكتب السيد محمد المرزوقي، إلتقيت صدفة بالملحن القدير عبد العزيز ناصر الذي لم ألتقه ربما منذ ١٥ عاماً. سجلت معه قصيدتين للقدس لمناسبة إعلان القدس عاصمة للثقافة.
وبعدها بيومين إلتقيت بالملحن الفيصل أيضاً في مكتب المرزوقي، ومعروف طبعاً أن الفيصل من أبرز الملحنين في الساحة العربية.
أسمعني أغنيات عدة من كلمات الشاعر الكويتي علي الفضل ولم أشعر أني قادرة على الإنتظار أمام هذه الأعمال الرائعة، فقمت بالتسجيل سريعاً. وخلال مرحلة التسجيل في استوديوهات «صوت الخليج» سمعت بالصدفة أغنية «مملوح» من الملحن الجديد حسن حامد الذي كان برفقة شاعر الأغنية محمود الشمّري والموزّع المصري علي أباظة،
فقلت له إن الأغنية رائعة فقال لي: «إنها لكِ». فسجلتها إلى جانب أغنيات أخرى من الثلاثي ذاته ومنها «أتحدّى». وجلست أيضاً مع الفنان القدير علي مطر الذي اخترت منه أغنيتين وسجلتهما...
فوجدت نفسي أمام ألبوم كامل خصوصاً أني كنت مرتاحة كثيراً خلال التسجيل في استوديوهات قطر. وأعتبر أني نفّذت واحداً من أجمل الألبومات التي لطالما رغبت في تنفيذها، وأحلى ما في الموضوع أني لم أخطط له مسبقاً بل حصل كل ذلك بالصدفة، لهذا أسمّيه «ألبوم الدوحة».

- هو أول ألبوم خليجي في مسيرتك لكنك قدّمت سابقاً أغنيات خليجية؟
صحيح. قدمت قبل ١٥ عاماً أغنيتين لراشد الخضر، وغنّيت أيضاً مع المحن خالد بن حمد والشاعرة سهام الشعشاع، لكنها المرة الأولى التي أُصدر فيها ألبوماً خليجياً كاملاً.

- اعتاد منك الجمهور مع مختلف ألبوماتك على نمط موسيقي تُطلقينه فيصبح «موضة»، كما حصل مثلاً مع أغنية «الكام يوم اللي فاتوا». هل من أمر مماثل في ألبومك الخليجي؟
أشكرك على السؤال. وأستطيع القول إن كل الألبوم جديد بكلّ ما للكلمة من معنى، إن لناحية الألحان أو المواضيع والتوزيع الموسيقي. وأتمنى أن يكون فعلاً كذلك في نظر جمهوري. بصدق أقول إني أُفضّل ألاّ أُصدر أي عمل إذا شعرت للحظة أن ليس فيه أي جديد، أو أنه لن يترك بصمة وأثراً لدى الناس وفي الساحة الغنائية بشكل عام. وبالفعل، كلّ هذه الأمور موجودة في ألبوم «أتحدّى». وأذكر بالمناسبة أغنية «عينك لبرّا» (ألحان الفيصل)التي تعتبر تجربة رائدة تُنفّذ للمرة الأولى خليجياً. وأيضاً «أتحدّى» و«يا أناني» و«وينك تعال» (ألحان مطر علي) وهي تحمل شكلاّ موسيقياً مختلفاً.

- هل يحمل العمل مزجاً بين النمطين الخليجي والعربي؟
فيه كلّ شيء وكلّ ما قد يخطر على البال، من الجلوس أرضاً والغناء وصولاً إلى الموسيقى المتطورة والتي تحمل رؤية للمستقبل.

- اعتُبر ألبومك السابق من أجمل أعمالك على الاطلاق خصوصاً أغنية «في الكام يوم اللي فاتوا» التي أحدثت نقلة في الموسيقى العربية. هذه الأفكار التي تقدمينها، هل هي نتيجة خبرتك الطويلة أم تعاونك مع ملحنين وموزعين جدد؟
ليتني أجد أشخاصاً يقدمون لي أفكاراً جديدة سواء من ملحنين أو موزعين، وأعتقد أن قلائل يملكون هذه الروح أو هذه الثقافة المنفتحة. ولست هنا في وارد التقليل من شأن وأهمية أي شخص تعاملت معه، لكني أتحدث بصراحة. أنا أعتمد على نفسي في هذه الناحية، فأطرح أفكاري أمام الموزّع والملحن ونتشارك في البحث عن الجديد الذي يمكن إضافته من خلالها في شكل يتناسب طبعاً مع الموضوع الذي يطرحه الشاعر قبل كلّ شيء. هذه طريقتي في العمل.

- كيف تصفين هذه الطريقة؟
(تضحك) طريقة لطيفة... لطيفة من لطف ولا أعني إسمي.

- قيل إن الكليبات التي صوّرتها من ألبوم «في الكام يوم اللي فاتوا» لم تكن بمستوى كليباتك السابقة لناحية الإنتاج وتقنيات الصورة!
كلا، هذا غير صحيح. وإن أردتِ، أستطيع أن أُعدد لك كلّ الكليبات التي استنسخت من كليباتي الأخيرة. أو يمكن أن تراقبي مثلاً عدد الكليبات التي صُوّرت على الأوتوسترادات مع فرق العزف بعد كليب «لو فاكر» مع نهلة الفهد. سُعدت كثيراً بالتعاون مع نهلة وهي قدمت لي كليبات مختلفة أجمع عليها النقاد والجمهور. صوّرت أيضاً معها كليب «أنا عارفة» وكليباً ثالثاً لأغنية «روحي بتردّ فيّ» الذي لم يصدر بعد. بصراحة أنا منحازة لنهلة ومعجبة جداً بها، خصوصاً أنها سيدة وتعدّ المخرجة الوحيدة في الخليج. هذا إضافة إلى إعجابي بأفكارها واحترافها ودقّتها في العمل.

- هذه الإنتقادات أتت بعد تعاونك مع مخرجين عالميين ومع رندى الشهال وسعيد الماروق!
أنا لا أقيس الأمور بهذه الطريقة. وأقول إني عندما أبتعد عن المغامرة والتجديد والتحدّي لا أعود لطيفة. هذه أنا. في السابق تعاونت مع مخرجين في تجاربهم الأولى وأصبحوا اليوم من أكبر المخرجين. وطبعاً لا أستطيع إنكار أهمية المخرجين الكبار الذين تعاونت معهم من ستيفان ليوناردو الذي أخرج لي «في الكام يوم اللي فاتوا» و«حبيبي ما تروحش بعيد» و«خلّوني»، إلى سعيد الماروق الذي قدمت معه أنجح كليباتي، ومحسن أحمد وطارق الكاشف ورندى الشهال رحمها الله... أنا أقصد المكان الذي أجد فيه الجودة والتميّز والإختلاف بغضّ النظر عن الأسماء. لا يوجد كبير وصغير لا في الفن ولا في أي مجال، بل الجودة هي التي تفرض نفسها.

- بالحديث عن المخرجين، أين أصبح الفيلم السينمائي المقرر أن تقومي ببطولته عن نصّ للكاتبة أحلام مستغانمي؟
إجتمعنا أنا وأحلام قبل أيام قليلة في بيروت وتحدثنا عن بعض التفاصيل. أما سبب التأخير فهو أنها كانت منشغلة بإصدار كتابها الأخير «نسيان.كوم». (تضحك ثم تقول) أخبرتني أنها تواظب حالياً على إنهاء قصة فيلمي قبل رأس السنة الميلادية وإلاّ سوف «تنتحر»!... أتمنى أن تتمكن من إنهاء القصة قريباً لأني متحمّسة جداً. وبالمناسبة، هناك مشروع آخر مهم بالنسبة إليّ باشرت تحضيره وهو أول مسلسل درامي لي.

- ما هي التفاصيل التي يمكن أن تُطلعينا عليها؟
(تضحك) «ولا شي». أستطيع فقط القول إنه سيكون من إنتاج «قطاع الإنتاج» في التلفزيون المصري. لكن حقيقة لا أستطيع الكشف عن أي تفاصيل في الوقت الحاضر.

- وماذا عن فيلم أحلام مستغانمي، هل حُددت أسماء الممثلين الآخرين؟
هناك عدة أسماء مطروحة لكن القرارات النهائية ستتضح أكثر عندما تنهي مستغانمي كتابة النص.

- هل سيتضمّن إستعراضات غنائية؟
لا بدّ أن يتضمّن إستعراضات لأني مطربة بالأساس ولست ممثلة.

- مثّلت سابقاً في فيلم ليوسف شاهين ومسرحية لمنصور الرحباني، وكأنك تحرصين على الأسماء الكبيرة والأعمال الضخمة؟
يهمني طبعاً أن أقدّم لجمهوري أعمالاً تبهره وتُسعده وإلاّ لماذا أُسمّى فنانة! هكذا اعتدت. إمّا أن أقدّم عملاً مميزاً وإما لا، «يا ابيض يا اسود». أما بالنسبة إلى هذه الأسماء الكبيرة فهي التي طلبتني بصراحة ولم أكن أنا من سعى إليها. يوسف شاهين اتصل بي وعرض عليّ العمل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى منصور الرحباني رحمهما الله. وطبعاً كل هذه الأعمال كانت من أحلام حياتي.

- ماذا عن زياد الرحباني؟ من الذي طلب التعاون أنت أم هو؟
(تضحك) لا يهمّ... لكني أُعلن أن هناك أغنيات جديدة أحضّرها مع زياد للألبوم المقبل إن شاء الله. وحتى الآن هناك ٣ أغنيات جاهزة من كلماته وألحانه وباللهجة اللبنانية.

- ماذا ستصوّرين من ألبومك الخليجي؟
بداية سأصوّر «أتحدّى» مع المخرج وليد ناصيف الذي أتعاون معه للمرة الأولى.

- خلال وجودك في الدوحة لتسجيل الأغنيات الخليجية، صرّحت أنك مُستبعدة من حفلات ومهرجانات روتانا رغم أنك كنتِ محسوبة على الشركة؟
روتانا شركة كبيرة ولها تاريخ، لكن ما ذكرته في الدوحة لم يكن عن استبعادي بشكل شخصي. بل قلت إني لم أُبرم عقداً لإدارة الأعمال مع روتانا، لهذا لست موجودة في مهرجاناتها، لأنها بطبيعة الحال ستطلب الفنانين المتعاقدين معها، وهذا طبيعي لأن في ذلك مصلحة الشركة وفنانيها، ولم أقل ذلك من باب الإنتقاد بل التوضيح. وأنا في العادة لست محسوبة إلاّ على نفسي وهذه ميزة، لكنها بمثابة سلاح ذي حدّين. الأمر الإيجابي فيها أني أكون حرّة في مختلف اختياراتي وأعرف ماذا أريد، أما الجانب السلبي فهو عدم وجودي في بعض المهرجانات الكبيرة بسبب الإحتكارات. هذا مع العلم أني لا أحب الغناء في السهرات الخالية والطاولات الفارغة.

- ما قصة الطاولات الفارغة؟
أبداً، أنا أتحدث بشكل عام.

- لكن يُحكى اليوم عن فشل أغلب الحفلات التي تُقام وأن الإقبال عليها خفّ كثيراً؟
أنا شخصياً أشعر أن الإقبال خفّ على الحفلات التي فيها «أكل وشرب». أما المهرجانات فلا تزال محافظة على قيمتها أكثر.

- ما السبب برأيك؟
(تضحك) الأزمة المالية ربما أو فيروس الـ H1N1. أنا أعشق المهرجانات الكبيرة مثل قرطاج أو بيت الدين أو بعلبك وغيرها من المهرجانات المهمة، لأنها تكون شعبية وأسعارها معقولة وفي متناول الكلّ. لكن من الصعب أن نقول للناس تعالوا وادفعوا ألف دولار أميركي لتستمعوا إلينا نغني... لا أدري ما أقول، لكني أرى أن في ذلك ابتزازاً للجمهور، خصوصاً في أيامنا هذه التي يعاني فيها الناس. فهل يجوز أن نطلب منهم هذه المبالغ لسماعنا نغني وهم بالكاد يؤمنون لقمة العيش! هذا صعب. أما من لديه الإمكانات المالية الكبيرة ليطلب الفنان في حفلة خاصة... وأنا لا أقصد حفلات معينة بل أتحدث بشكل عام. وأنا أساساً لا أغني في هذه الحفلات بل في المهرجانات فقط.

- في بداية الحديث ذكرت أن هناك أموراً مادية عالقة مع روتانا؟
(تضحك) «مش حقلّك». هذا الموضوع يبقى بيني وبين روتانا.

- حُكي عن خلاف مع روتانا بسبب حفلة أحييتها في حلب؟
حصلت مشاكل في تفاصيل رحلة العودة للفرقة الموسيقية وذلك بسبب بعض الأشخاص الذين كانوا يتولون تنظيم الحفل لا اكثر ولا أقلّ.

- ما هي أبرز نشاطاتك في الفترة المقبلة؟
أقوم بجولة لترويج الألبوم في عدد من العواصم العربية منها بيروت والقاهرة وتونس والدوحة، كما أحيي قريباً حفلات في ليبيا وتونس وأبو ظبي وقطر والكويت. ومن المفترض أن أصوّر قصيدة «يا عمري قطر» للفنان عبد العزيز ناصر لمناسبة العيد الوطني القطري.

- كيف تلخصّين عام ٢٠٠٩؟
أبشع ما في سنة ٢٠٠٩ كان بدايتها والحرب التي حصلت على غزّة. أما على الصعيد الفني فنلت أكثر من جائزة عن ألبوم «الكام يوم اللي فاتوا». وأتمنى أن تكون سنة ٢٠١٠ مشرقة مع الألبوم الجديد، وأن تكون سنة خير على الجميع.

- بالحديث عن الجوائز، عندما نلتِ أنت وسميرة سعيد وعمرو دياب سابقاً جائزة «وورلد ميوزيك أوورد»، لم نسمع عن لغط حول شرائها وإلى ما هنالك من اتهامات تُثار اليوم. لماذا اختلف الأمر وهل فقدت الجائزة مصداقيتها؟
أعتقد أن السبب في ذلك هو دخول أطراف معينين على الخط لم يوفّروا أي جهد لدفع المال لشراء الجائزة. وهذه الجهات كثيرة. من جهة أخرى أقول إنه من الصعب أن يكون هناك مصداقية في وطن ثلاثة أرباعه محتلّ... كي يقيّموا الجوائز بشكل دقيق، يجب أن يكون ذلك في منطقة يدركون جيداً أرضيتها.
فكيف نسأل مثلاً المواطن العراقي الذي يعاني أبشع المآسي منذ سنوات، عن أفضل ألبوم أو أجمل أغنية...
أو كيف نقيس مثلاً مدى نجاح ألبوم معين لدى الشعب اللبناني الذي لم يتخلّص بعد من رواسب حرب ٢٠٠٦! دون أن ننسى طبعاً فلسطين واليمن وغيرهما من البلدان التي تعاني إما من التوترات الأمنية أو الأزمات الإقتصادية. ما أعني قوله أنه لا يوجد مناخ فني واضح في العالم العربي كي نستطيع أن نقيّم بشكل صحيح عملاً معيناً.
كلّ شيء ضبابي عكس ما يحصل في دول الغرب. عندما اجلس مثلاً مع أحد مدراء «يونيفرسال»، أجده مع سبعة مدراء آخرين يعملون تحت إشرافه وكلّ واحد منهم يحمل دراسته الخاصة عن تفصيل معين يتعلق بألبوم تنتجه الشركة أو أي ألبوم آخر...
كلّ شيء موجود بالتفصيل بينما السوق العربية لا تتمتع بالمصداقية إذ هناك القرصنة، والشركات لا تعطي أرقاماً حقيقة عن مبيعاتها. ليس هناك أي حقوق للملكية الفكرية، وكل ما يقال عن الأرقام هو «كلام فارغ». للأسف الفوضى تعمّ كل شيء في العالم العربي، والمبدعون لا يجدون أي مجال للبروز لأن من يتولّى التقييم هم أصحاب الصفقات والشركات.

- وكأنك تجزمين بأن الجوائز مدفوعة؟
أنا قلت الخلاصة، وللجمهور أن يختار الجواب.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079