تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

جان ماري رياشي: 'ستوديو الفن معاصر بنمطه

من برنامج ستوديو الفن وإليه. من هاوٍ عن فئة العزف إلى عضو في اللجنة الحكم. فنان، مكتشف نجوم، ملحن ، موزع، لمع إسمه مع كبار النجوم. يرى أن الساحة الفنية لا تتطلب وراثة عائلية، لكن الأهم هو الواقع والوقوف على أرضه. صريح في آرائه بالبرنامج وأيضاً في مقابلاته. لها التقت جان ماري رياشي، وكان معه هذا الحوار.

- هل تشعر بأنك تتعاطف مع المشتركين خصوصاً أن سنك تجعلك الأقرب إليهم؟
ليس تعاطفاً لكنني مررت بهذه التجربة وأعرف صعوبة ورهبة الوقوف أمام الكاميرا. المشتركون يقفون لساعات في الستوديو قبل الظهور على الشاشة، والأمر متعب. وعندما أجد من يمتلك الموهبة وأدى مرة واحدة أداء غير جيد أتعاطف معه في حال لم يقنعني منافسه. مثلاً كنت مقتنعاً بأنور نور، لكنه لم يتحسّن خلال مروره لمرتين رغم أنني شعرت بأنه يجب أن يأخذ الميدالية الذهبية.

- هل شعرت بأنك ظلمت أي مشترك؟
إبداء الرأي هنا صعب جداً وقد شعرت بهذه الصعوبة بعد أن شاهدت نفسي في إطلالتي في الحلقة الأولى. لكنني أقول إن الخبرة التي أكتسبها جيدة. وصحيح اننا أحياناً نصوت لأشخاص لم يفوزوا، لكن يجب ألا ييأس المشترك، خاصة إذا أراد أن يستمر في هذه المهنة. فإبداء الرأي والحكم على الغير من أصعب المواقف.

- هل يوجد تناقض بين رأيك ورأي رونزا، خاصة وأنكما في المجال الفني نفسه.
يختلف رأيي عن رأي رونزا، فأنا أبحث عن الشخص الذي يمكن أن يتحول إلى نجم، لأنه يمتلك ما يميزه عن غيره حتى في خامة صوته التي يجب أن تكون فريدة. مثلاً اختلفنا على سمارة شختورة فيما اختارت رونزا مي صالح التي تغني بشكل جيد لكن هناك الكثيرات اللواتي يشبهنها. أما سمارة فصوتها فريد . عملي يختلف عن رونزا. فأنا صنعت نجوماً لم يكونوا معروفين أمثال إليسا وأمل حجازي وغيرهما لأنني وجدت أنهم يتميزون بما لا يشبه غيرهم. من هنا يختلف اختياري عن رونزا بالرغم من ان كل واحد منا يؤدي دوره بطريقة صحيحة.

- هل وجدت أياً من المشتركين يتميز بهذه اللمعة التي تجعل منه نجماً؟
كل من مرّ حتى الآن لا يمتلك أي خلفية مهنية ولا يعرف كيفية الوقوف أمام الكاميرا أو طريقة الأداء الصحيحة. هم مثل قطعة أرض يمتلكون الصوت والأداء لكن يجب أن نصنع منهم مشروعاً مميزاً. فهناك العديد من الذين يقلدون الفنانين أصحاب الأغنية الأصليين ويريدون أن يكونوا على صورة ناسي وعاصي. وهذا خطأ إذ يجب أن يتميز المشترك ليظهر هويته الخاصة.

- لكن هناك العديد من النجوم الذين نلمس أنهم يقلدون غيرهم من النجوم.
التقليد مرفوض، جيد ان نقدم أغنية لنجوى كرم ولكن يجب أن تكون بأسلوبنا الخاص . هناك الكثير من المواهب في البرنامج لكنهم قدموا أغنية لا تليق بصوتهم، إما لأنهم حفظوا الأغنية أو لأن والدهم يحبها.

- هل هذا يعني أن لاختيار الأغنية أهمية في إبراز موهبة المشترك؟
اختيار الأغنية أمر مهم جداً خاصة وأن المشترك لا يمتلك أي خبرة. ومنذ بدأنا كلجنة نبدي رأينا في الأغاني التي يجب أن يقدمها المشترك.

- ما رأيك بالبرنامج في حلته الجديدة؟
نمط البرنامج سريع جداً، فإما أن يبقى المشترك أو يخرج منه . وهذا النمط يعطي حيوية ويواكب أكثر نمط الحياة اليوم. ومن جهة أخرى أرى أن الحكم يكون أكثر إنصافاً عندما يتنافس مشتركان على أغنية واحدة. كما يحصل في نهائيات كل دورة.

- ما ردك على ان اللجنة الحالية غير مؤهلة كما في الدورات السابقة؟
أسأل ما هي الشروط المطلوبة لتكون اللجنة مؤهلة؟ أنا أفتخر أنني من ستوديو الفن وأنني قدمت الكثير من النجاحات مع فنانين محلييين عرب وعالميين، وأقول إنني أوظف كل هذه الخبرة التي أمتلك على مسرح ستوديو الفن.
من الصعب جداً أن يتكلم الإنسان عن نفسه، فسيرتي الذاتية، إن كان لجهة ال Audio أو الإنتاج أو التأليف الموسيقي تؤهلني التواجد في اللجنة. كثيرون هم من عائلات فنية وموسيقية  كبيرة لكنهم لم يعملوا على الأرض وبالتالي فإن المطلوب اليوم هو رأي من يتواجد فعلاً على الأرض، يعيش التغيير في التكنولوجيا والإنتاج والتلحين .... النقد أمر سهل، وهل يجب أن نذكر دائماً بسيرتنا؟

- في ستوديو الفن تم الفصل بين الأغنية الطربية العربية والكلاسيكية اللبنانية. هل يمكن أن نطرح مثلاً فصل الأغنية المصرية والخليجية؟
ما يميز البرنامج هي الفئات. فلا يمكن أن نطلب من ماجدة الرومي أن تغني الموال أو «القرادة». فهو أمر غير مقبول. كما لا يمكن أن نطلب من أصالة أن تغني هذا النوع. فلكل فنان أسلوبه. وفي لبنان لدينا الأغنية الكلاسيكية اللبنانية وهي غير موجودة في أي دولة عربية.  ومن حقنا أن نضيء عليها و«ندلعها».

- لكننا نجد الفنانين يتجهون في الإجمال إلى الأغنية الخليجية الضاربة.
الفنان ليس مؤسسة خيرية، فهو يقدم الأغنية الخليجية سعياً وراء الربح المادي وليس لخدمة الفن العربي. لذلك يجب على الفنان اللبناني أن يقدم أغنية خليجية لكنها ليست ضارب. وحدها الفنانة يارا استطاعت أن تقدم أغنية خليجية ضاربة من خلال «صدفة».

- نلحظ موجة الفنانين الذين يستفيدون من اسمهم لافتتاح المطاعم. وأنت منهم، فكيف تنظر إلى الأمر؟
لقد بدأت في هذه المهنة أي المطاعم منذ العام ١٩٨٢ قبل أن أنخرط في العمل الفني. الفنان يعرف فترة ذهبية في حياته الفنية، لكن هذه الفترة لا تستمر إلى الأبد. لذا يمكن لاسمه أن يكون مادة تسويقية لمشروع يختاره. لكن هذا الإسم لا يؤمن النجاح دائماً . المطاعم «وجعة راس» إضافية. فأنا أتابع أدق التفاصيل في المطبخ وفي الموسيقى.

- ما جديدك على الصعيد الفني؟
لقد طرحت في السوق مؤخراً نسخة جديدة لألبوم «بالعكس» الذي صدر العام الماضي، ويحتوي على CD و DVD. وحصل على أفضل مبيعات وفق إحصاءات Virgin دبي ، في الشرق الأوسط. وسوف أتسلم الجائزة في نهاية الشهر. وأعتقد أن هذا عمل يجب أن نسلط عليه الضوء لأنه فخر للبنانيين. كما أحضر لألبوم لماجدة الرومي من توزيعي إضافة إلى أنني المنتج المنفذ للألبوم. وقد لحنت لها أغنيتين من كلماتها. والجديد في الألبوم انها المرة الأولى التي يكون فيها المال في خدمة الفن. حيث سجلنا العمل في بودابست على طريقة الأوركسترا السمفونية. كما أحضر لحنين للطيفة التونسية وأربعة أعمال لرامي عياش في ألبومه المقبل وأيضاً ليارا. إضافة إلى أنني أحضر لستوديو متخصص في الموسيقى التصويرية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079