رزان المغربي تشن حرباً على فنانات اليوم
لا تختلف رزان المغربي في حياتها الطبيعية عن رزان التي يراها المشاهد على الشاشة بعفويتها وديناميكيتها. طبيعية ومرحة وعفوية، هكذا يراها من يلتقيها شخصياً. بعودتها إلى لبنان في برنامج «قسمة ونصيب» أضفت بروحها المرحة على البرنامج نكهة خاصة. وعودتها تحمل خلفيّات عدة أفصحت عنها بكل صراحة. في هذا اللقاء رزان شنّت حرباً على الفنانات الموجودات حالياً في الساحة ، مؤكدةً أن الوضع شكّل صدمة لها حتى قرّرت الامتناع عن الغناء مجدداً. عن عملها الذي خطفها من حياتها الشخصية وعن مسيرتها في العمل الإعلامي التي تخلّلها الكثير من التغيير والمفاجآت وعن تجربتها «الناجحة»، برأيها، في الغناء، وعن أحلامها الماضية والمستقبلية في الفوازير والتمثيل وعن مشروع زواجها المقبل، تحدثنا مع رزان فأجابت بكل صراحة ودون تكلّف، فطال اللقاء.
- ما سر عودتك إلى لبنان في برنامج «قسمة ونصيب» على شاشة «إل بي سي»؟
من سنة تقريباً، اتصل بي القيّمون على البرنامج ليعرضوا علي فكرة تقديم برنامج «قسمة ونصيب» لكنني كنت في تايلاندا أصوّر إعلاناً للشعر وكنت منشغلة جداً. أبلغت المتصلين بي أني أحبذ الفكرة وعادوا واتصلوا بي مجدداً قبل بداية البرنامج بفترة قصيرة ووافقت.
- ألم تخافي من التغيير،خصوصاً أنك كنت تقدمين برنامج Deal Or No Deal في مصر الذي يعتبر برنامجاً ناجحاً، كما تطلب منك برنامج «قسمة ونصيب» مغادرة مصر والعودة إلى لبنان بعد سنوات طويلة أمضيتها في الخارج؟
كنت أشعر بقدرتي على إجراء تغييرات مهمة في البرنامج بعفويتي وطريقتي المميزة في التقديم و«نكهتي» الخاصة.عرضت أفكاراً كثيرة للتغيير في طريقة تقديم البرنامج ليشمل استعراضاً خاصاً بي. فكرت كثيراً قبل اتخاذ القرار لكني رغبت فعلاً في التغيير. وجدتها فرصة مناسبة لأعود إلى لبنان وأعيش مع أهلي. صحيح أني كنت أرغب في العودة من فترة طويلة إلى لبنان، لكن لم تكن ثمة فرصة تشجعني على العودة وأنا بطبعي أموت إذا بقيت دون عمل. قررت المضي في هذه التجربة لأن اتخاذ القرار بسرعة وفجأة وحده قادر على تشجيعي لأمضي قدماً في مشروع العودة.
- هل شعرت بأن البرنامج سيضيف إليك أم أنك ستضيفين إليه؟
شعرت من البداية بأن هذه الخطوة ستحمل إضافة لي وكأن الله ألهمني القبول. يكفي أن البرنامج يعرض على شاشة «إل بي سي» وهي محطة رائدة وأني أعود بفضل هذا العرض إلى لبنان لأعيش مع عائلتي وألتقي الصحافة الفنية اللبنانية. كلّها أمور تفتح لي أبواباً جديدة وتفتح لي مجالات للتعرّف إلى أشخاص كثر. من جهة أخرى، في حياتي المهنية أعطيت بعض البرامج أكثر مما أعطتني لكن في الوقت نفسه لم تؤذني. وهذا ما آخذه بعين الاعتبار في كل عرض يقدّم إلي، فأكون حريصة على ألا يؤذيني البرنامج إذا لم يقدّم لي شيئاً، وفي هذه الحالة أوافق دون تردد لأن هذا هو الأهم.
- كيف تتصرفين لو كانت ضيفة «برايم» إحدى الفنانات التي أنت على عداوة معها؟
لا مشكلة عندي مع فنانة. قد لا أحب بعض الفنانات لكن لا عداوة بيننا. أما بالنسبة إلى استقبالي لأي منهن في برايم في «قسمة ونصيب» فأنا موضوعية جداً في عملي وسأتصرّف على هذا النحو وأعاملها بكل تقدير واحترام كأي ضيفة أخرى. قد أحب فنانة أكثر من أخرى لكن هذا لا يعني أني أكره الأخرى وأحاربها.
- هل أنت مسالمة في حياتك الطبيعية كما أنت في العمل؟
بطبيعتي أتفادى المشاكل والخلافات. لا أحقد على أحد لأني أعرف جيداً أني أعطي أهمية لمن أحقد عليه ولا أحب أن أعطيه هذا الامتياز. في المقابل لا أحب أن يتحدث أحد أمامي عن هذا الشخص. أنا إنسانة متحضرة ولا مشكلة عندي إذا وُجدت مع شخص أنا على خلاف معه في المكان نفسه. لا أنزل إلى مستوى متدنٍ في التعامل.
- كيف تتعاملين مع من اختلفت معه؟
إذا كنت راغبة في الحفاظ على صداقة الشخص أتحدث معه بهدوء. ويختلف الأمر بحسب الموقف والشخص. فإذا كان المعني إعلامياً أخطأ معي أتحدث معه بهدوء وأشير إلى الخطأ وإلى انزعاجي من الموضوع.
- إذا سنحت لك الفرصة هل يمكن أن تشاركي في برنامج «قسمة ونصيب» لتجدي «النصف الآخر»؟
لو كنت مراهقة أو أصغر سناً يمكن أن أشارك في برنامج ك«قسمة ونصيب»، لكن الآن لا يمكن أن أفعل ذلك.
- هل يخيفك برنامج ترافقك فيه الكاميرات ليلاً ونهارا؟
لا أخاف الكاميرات لأني أتصرف على طبيعتي. حتى أني في حياتي العادية أخرج دون ماكياج وأرتدي الملابس الرياضية. لا أنزعج من الكاميرات ولا أختبئ خلف إصبعي وأريد أن أبقى كما أنا على طبيعتي لأني سعيدة بذلك. حافظت على الطفلة في داخلي فأتصرّف في الأماكن العامة بعفوية تامة والناس يحبون ذلك. أعترف بأن وجود الكاميرا باستمرار أمر متعب، لكن كوني لا أكذب فلا مشكلة في ذلك. في كل الحالات، أعتقد أنه لو كنت في سن صغيرة لن يشكل وجود الكاميرات مشكلة لي.
- أزياء من ترتدين في برنامج «قسمة ونصيب»؟
أرتدي أزياء جورج حبيقة وأشكره جداً على ما يقدّمه لي. كما أشكر كل من يلعب دوراً في البرنامج وكل من يساهم في نجاح إطلالتي لأنهم جزء مني ويشكلون ركناً أساسياً في نجاحي ومن دونهم لن أنجح بهذه الطريقة، خصوصاً أنهم يحبونني كثيراً ويعاملونني بشكل رائع.
- عملت في محطات تلفزيونية عدة، أيها الأحب إلى قلبك ومن قدّم لك أكثر؟
كل محطة عملت فيها قدّمت لي الكثير في مرحلة من مراحل حياتي. عندما كنت في تلفزيون المستقبل كنت صغيرة السن وتعلّمت الكثير وأصبحت أكثر نضجاً، وأشكر علي جابر لأنه آمن بي. أما «إم بي سي» فهي رحلة النضج بالنسبة إلي وفيها تعرّفت إلى لندن والعالم وكبرت وأصبحت أكثر نضجاً والتقيت أهم الفنانين العالميين الذين تحلم أي إعلامية بلقائهم. صرت أعرف الكل وتجوّلت في العالم وحققت نجاحات كبيرة. ما حققته في «إم بي سي» لم يحققه أحد بعدي. والنقلة إلى «إل بي سي» لها طعم آخر ففيها العودة إلى لبنان. كما أني لطالما حلمت بالعمل مع «إل بي سي»وجميع العاملين معي سعداء جداً بي.
- يبدو أنك لا تحبين الروتين وتعشقين المفاجآت في الحياة؟
أحب كل ما هو غير مألوف وكل فكرة جديدة تجذبني. لا أحب أن أرفض أي فرصة. نحن نمر مرة في الحياة ويجب أن نعيشها بالكامل مع التزامنا بمعتقداتنا ومبادئنا وأخلاقنا وتربيتنا. يجب استغلال كل فرصة في هذه الرحلة القصيرة، شرط أن نستغلّها بالطريقة الصحيحة.
- تركت محطة «إم بي سي» في فترة قريبة من الوقت الذي غادر فيه الإعلامي نيشان المحطة، هل من مشكلات دفعتكما إلى اتخاذ القرار؟
غادرت «إم بي سي» قبل نيشان وكان ذلك بسبب ظروفي فقط. أمضيت ١٥ سنة في تلفزيون «إم بي سي» لكن موهبتي كانت تدعوني إلى التغيير والاتجاه إلى مجال آخر. كانت تأتيني عروض كثيرة تعجبني لكني كنت مجبرة على رفضها بسبب عقدي مع التلفزيون. قررت مغادرة «إم بي سي» وأشكر من فيها على ثقتهم بي وقد تقبلوا مغادرتي وهم يشعرون باني قد أعود. جميع من فيها هم عائلتي ولا توجد مشكلة معهم ولا نزال على اتصال واتفاق. الأمر أشبه بحالة الفتاة التي تترك منزل أهلها لتسافر.
- ما سبب نجاحك وتمايزك في التقديم بوجود عدد هائل من الإعلاميات والإعلاميين؟
أقدّم بطريقة عفوية ومميزة. أياً كان النجم الذي أمامي ومهما كانت أهميته أتحدث معه بعفوية وتلقائية وكأننا صديقان. عندما كنت في «إم بي سي» نقلت العالم العربي على السجادة الحمراء والناس قدروا أسلوبي المميز الذي لا يشبه أسلوب أخرى. الناس يحبون أن يروني وكثر يؤكدون أنهم يضحكون حتى ما بعد انتهاء برنامجي. من جهة أخرى، عندما أعمل في مكان ما «أتزوجه»، وكما أني أساند عملي يساندني وهي معادلة ضرورية في كل عمل أقوم به.
من جهة أخرى أنا قريبة جداً من الناس، بعكس أخريات يفهمن النجومية بشكل خاطئ. قال لي أبي مرة: «إذا أردت أن تكوني نجمة لا تكوني كالنجمة بعيدة عن الناس». وهذا ما أعمل عليه في حياتي المهنية. في النهاية لا يصح إلا الصحيح. ليكون الشخص محبوباً يجب أن تكون لديه موهبة ولا يمكن أن نحب من ليس لديه شيء. حققت نجاحات كثيرة منها نجاحي في «إم بي سي» الذي لم يحققه أحد بعدي، خصوصاً أني كسرت نمط التقديم التقليدي، وكنت الأولى في إطلاق عطر خاص بي.
- هل رزان التي بدأت في تلفزيون «المستقبل» هي نفسها رزان التي تقدّم «قسمة ونصيب» في«إل بي سي»؟
التجارب التي مررت بها من خلال عملي في محطات عدة ساهمت في إنضاجي. بدأت في «المستقبل» وأنا صغيرة في السن ودون خبرة وأصبحت أكثر نضجاً بعد أن قابلت مشاهير هوليوود والعالم. كما أني ناقدة قاسية، وأعمل جدياً على تطوير نفسي. تلفت انتباهي نقاط ضعفي أولاً وأريد دائماً أن أكون افضل. لذلك أشاهد كل حلقة أقدّمها بعد عرضها لأدقق في الخطأ وأعمل على ألا يتكرر وأحسّن بعض الأمور بعد تدوين ملاحظاتي.
- بين العرض المادي والمحطة التلفزيونية والبرنامج، أيها يحدد قبولك بعرض يأتيك؟
أنا لا أبحث عن الشهرة والانتشار والعرض المادي يحتل المرتبة الأخيرة عندي. فكرة البرنامج تأتي أولاً وبعدها المحطة لأنها مسألة مهمة للإعلامية وأخيراً العرض المادي. لا يمكن أن نحقق ثروة من الفن، إذ يجب أن نعطيه كثيراً قبل أن يعطينا. يكفيني أن أعيش مرتاحة مادياً. أنا فتاة «شبعانة» والأهم عندي ألا تأخذ الشهرة من حياتي الشخصية.
- ألا تجدين صعوبة في التأقلم في أنواع مختلفة من البرامج، فحضورك في برنامج Deal Or No Deal يختلف تماماً عما هو عليه في «قسمة نصيب»؟
يختلف برنامج «قسمة ونصيب» تماماً عن برنامج Deal or No Deal على قناة«الحياة» الذي يعتبر محدوداً أكثر ويختلف فيه أسلوبي وتختلف شخصيتي في التقديم. فرغم أهمية البرنامج، يبقى دور المقدّم محدوداً فيه ولا يفتح مجالاً كبيراً في طريقة التقديم. على سبيل المثال أنا أعشق الرقص وتعلّمته لكن لا مجال لذلك في برنامج «لعبة الحياة» . أحب استغلال مواهبي في الرقص والغناء لذلك أحببت فكرة تقديم «قسمة ونصيب» الذي يتيح لي ذلك. وأشكر غازي فغالي لأنه أراد العمل لمواهبي كلّها.
- لكن يستغرب أن عشقك للرقص والغناء لم يدفعك إلى خوض تجربة الفوازير، كما فعلت أخريات، ما السبب؟
أتمنى أن تفتح طريقتي الاستعراضية في التقديم باب الفوازير أمامي لأنه حلم لي. لكن حتى الآن توجد أسطورتان في الفوازير هما شريهان ونيللي ولا أحد بعدهما. لذلك أعتبر أنه خطر أن أقوم بهذه الخطوة وأفشل نظراً لارتفاع سقف المقارنة بيننا. فهاتان الشخصيتان نجحتا في ذلك الوقت ضمن الإمكانات المحدودة التي كانت متوافرة بفضل أسلوبهما المميز وشخصيتيهما و«الهضامة» التي تتميّزان بها. هي خلطة سحرية لدى كل من هاتين الفنانتين. فالجمال ليس وحده الأساس في النجاح لأن مقومات النجاح في الشخصية المحببة و«الهضامة».
الشكل وحده لا يصنع نجماً، هي جاذبية في عناصر عدة يمتلكها الفنان كما بالنسبة إلى سعاد حسني وهند رستم. قد يكون جمال هاتين النجمتين عادياً، لكنهما تمتلكان جاذبية في الشخصية والأداء والأسلوب، تم استغلالها بالشكل الصحيح. فكرة الفوازير موجودة عندي لكن أخاف منها وأخشى الفشل. وكل مرة يمر شهر رمضان المبارك دون أن أنفذ هذه الفكرة-الحلم. في المقابل في كل فرصة تسنح لي أقدم استعراضات قد تكون باباً للفوازير.
الغناء... حلم لم يتحقق
- ماذا عن الغناء، أصدرت ألبوماً واحداً ولم تكرري التجربة، هل الفشل هو السبب؟
على العكس حقق ألبومي نجاحاً مهماً. لكن أنا لم أركز على الغناء، علماً أني أغني أفضل بكثير مما قدمته في ألبومي. لكن ما وجدته في البلاد العربية يختلف تماماً عما كنت أحلم به في لندن والعالم. كنت أحضر استعراضات بيونسيه وشاكيرا ومادونا وأحلم بشيء مماثل، وفوجئت بأن الأمر مختلف تماماً في الدول العربية ولن أتمكن من تحقيق ذلك بالضخامة نفسها. حلمت بأمور كثيرة وشعرت بالإحباط عند عودتي.
- كان هذا السبب الوحيد لعدم بقائك في مجال الغناء؟
هذا كان أحد الأسباب إضافةً إلى أن ما وجدته في الساحة الفنية جعلني أعدل تماماً عن الفكرة. قلت لنفسي إني لا أشبه أبداً الفتيات الموجودات في الساحة، فما رأيته صدمني فعلاً. أعترف بأني لا أملك حنجرة فيروز أو أم كلثوم أو أصالة لكني أفضل بكثير من كثيرات في الساحة الفنية. أنا لست منهن ولا يمكن أن أكون منهن ولا أريد ذلك. وهنا أود أن أسأل الجمهور عندما يصفق لمن يصفق ولماذا يصفق؟ صحيح أن ثمة فنانات ناجحات كنانسي عجرم بأغانيها وطريقة تعاملها مع الجمهور، فهي إنسانة «لذيذة» وشخصيتها محببة وأغانيها جميلة . كما أن تفكير من خلفها يساهم في نجاحها. لكن يجب أن يعرف الجمهور أنه يجب الاقتناع بالموهبة التي يصفق لها . فكيف تنجح فتيات من هذا النوع وهن لا يملكن شيئاً؟عندما اكتشفت هذه الأمور في الساحة الفنية لم أشأ المتابعة وفضلت أن أخرج احتراماً لنفسي. لو بدأت الغناء قبل ثماني سنوات لكنت تابعت لأن الوضع لم يكن كما هو الآن.
يجب أن نكون مثالاً جيداً للفتاة اللبنانية وما نراه في الساحة الفنية مخجل فعلاً. من هنا أهمية التغيير . أشعر أن عندي رسالة يجب أن أؤديها احتراماً للجمهور. فإذا كل منا قال «لا» يمكن أن نغيّر. أنا بطبيعتي أندفع بسهولة ولا أستطيع رؤية الغلط. أعرف أننا وجدنا كإعلاميين لنحدث تغييراً لأن عندنا المزيد السلطة والتأثر. فإذا لم نغيّر نحن من سيغيّر.
- هل هذا يعني أنك لن تكرري تجربة الغناء؟
حالياً لا توجد عندي نية لتنفيذ ألبوم جديد إلا إذا كان هناك ما يجذبني فعلاً. لكني أستبعد الفكرة.
في التمثيل... صدفة فنجاح
- هل تفضلين رزان الممثلة أم رزان المغنية أم رزان الإعلامية؟
أنا أعطيت الإعلام أكثر وأعطيت الغناء أقل. أما التمثيل فركزت عليه بالدرجة الثانية بعد الإعلام. الفن يجب أن نعطيه ليعطينا. كما أنه لا يمكن أن نعرف متى يعطينا لذلك الصبر مطلوب والمثابرة ضرورية.
- هل مشاريعك متوقفة حالياً في فترة تقديم برنامج «قسمة ونصيب»؟
بالعكس، عندي مشاريع عدة أدرسها. أتابع تقديم برنامج Deal Or No Deal في مصر وسأسافر في الشهر المقبل باستمرار لأصوّر ثم أعود إلى هنا من أجل «قسمة ونصيب». أيضاً أحضر لفيلم كوميدي عاطفي مع الممثل تامر هجرس موضوعه يتعلّق بحب الشهرة وتحقيق الذات لدى الكل. كما أحضر حالياً لتصوير فيلم فرنسي بحت وحده مدير التصوير فيه عربي. اسم الفيلم Ramsis 2-Le Long Voyage ويحكي قصة رعمسيس الثاني. يبدأ التصوير في شهر شباط/فبراير. أيضاً أحضر لبرنامج «مجنون» له علاقة بتلفزيون الواقع ويتعلّق برزان الإنسان. أنا متحمسة له جداً لأنه يعكس شخصيتي الحقيقية. لكنه يحتاج إلى تلفزيون «مجنون» مثله لعرضه.
- كيف تم اختيارك لتمثيل فيلم فرنسي؟
كان فريق العمل يقوم بجولة في مصر على المواقع السياحية وعرفوا أني أتقن اللغة الفرنسية وعملت «كاستنغ» وتم اختياري .
- هل كان حلم التمثيل يراودك قبل خوض التجربة؟
درست المسرح لكني لم أفكر في التمثيل إلا عندما اتصل بي أحمد السقا ليعرض عليّ العمل معه فوافقت.
- لكن لم تكن عندك تجربة سابقة في التمثيل، فعلى أي أساس اختارك؟
أنا لم أبحث عن الشهرة والانتشار والمال بل أريد تقديم ما هو جديد. عندما عرض علي أحمد السقا الفكرة وافقت، وأعرف أنه قصدني لأنه يعرفني جيداً. وهو يرى الممثلات اللواتي تعرض أفلامهن حالياً بشكل معيب. بعدها جاءتني الكثير من العروض لكني رفضت الكثير لأني لم أجد ما يقدّم لي المزيد. مثلت حتى الآن في فيلمين و4 مسلسلات وكان يمكن أن أمثل في أكثر من ٢٠ لكني أرفض الكثير. أحياناً أندم على رفض بعض الأفلام، خصوصاً بعدما أدركت أنه لن تسنح لي دائماً فرصة التمثيل في فيلم ك«حرب إيطاليا» ويجب ألا أنتظر عرضاً من هذا النوع لأنه قد لا يأتيني مثله. في الواقع قد أدفع مالاً لقاء التمثيل في دور جيد.
- ألا تعتقدين أن العمل في مجالات متعددة قد يحد من نجاحك في مجال معيّن؟
كثر في أوروبا نجحوا في مجالات عدة . يكفي وجود الموهبة والتفاني في العمل لتحقيق النجاح. أنا لا يمكن أن أنجح وحدي. فوراء أهم النجمات أشخاص يساهمون في نجاحاتهم كجنيفر لوبيز مثلاً. أنا متفانية في العمل وأعطي عملي كل ما عندي، وعندما كنت أمثل كنت في الوقت نفسه أحضر لألبومي وأقدّم برامج بشكل عام. بشكل عام لا أنام أكثر من أربع ساعات، فهاجس العمل يرافقني باستمرار.
فتى الأحلام «ممتلئ»
- بعيداً عن العمل والتقديم، من هو فتى أحلام رزان؟
فتى أحلامي «ممتلئ» في الشخصية والثقافة بمعنى أن يكون مثقفاً وشخصيته قوية ليتفهم جيداً قوة شخصيتي ولا يخشاها.
- قد يخشى الشاب الزواج من فنانة أو من امرأة تسلّط عليها الأضواء، هل تعتقدين أن عملك قد يقلل فرصك في الارتباط؟
لذلك يهمني في الشخص الذي أتزوجه ألا يكون هدفه الزواج من نجمة بل من رزان الإنسانة التي ستعيش معه كزوجة وأم. من بداياتي أحارب لأكون رزان الإنسانة الناجحة المثقفة البعيدة عن التكلّف والأنانية والتكبّر. أنصح الكل بالتركيز على ما يدوم في الحياة وما لا يزول بعد فترة . فالشهرة زائلة وكل شيء يزول ولا تبقى لنا إلا العلاقة الحسنة مع الناس. هذا فضلاً عن رفضي التام للمبدأ المتبع في تقليد الغرب فهذا أيضاً من القشور الزائلة. أنا في الصميم إنسانة طبيعية وعفوية وأحرص على ألا أجرح أحداً.
- ماذا يعني لك الزواج؟
من خمسة أشهر فقط أعتبر الزواج ارتباطاً مقدساً.
- ما الذي تغيّر من خمسة أشهر إلى الآن؟
دموع والديّ وطلباتهما المتكررة والمكثفة ازدادت حدة من خمسة أشهر وتأثرت بها. لم يطلبا مني شيئاً يوماً فهما لا يعرفان إلا العطاء. طلبهما الوحيد أن أتزوج لأنهما يريدان رؤيتي متزوجة ومرتاحة ليشعرا بالراحة. كما أنهما يريدان رؤية أحفادهما. أبي يحمل خمس شهادات ولا يزال يتعلّم إلى الآن وهو محامٍ ويحلم بنقل جزء من ثقافته وعلمه إلى أحفاده.
- لماذا لم تقدمي على خطوة الزواج حتى الآن، أهو خوف من فكرة الزواج أم أنك لم تجدي بعد الشخص المناسب؟
هي قسمة ونصيب. لا أندم على أشخاص معينين، إنما ثمة أشخاص رائعون مروا في حياتي ولم أعرهم اهتماماً لانشغالي بأمور عملي التي كانت الأهم لي. حتى أني ألتقي بعضهم الآن ويذكرونني بأني لم أعرهم اهتماماً لانشغالي بعملي. أعترف بأن قرار عودتي إلى لبنان في هذه الفترة قد يكون مرتبطاً بهذا الموضوع أيضاً.
فقبل أسبوعين من عودتي كان أصدقائي في مصر يقيمون لي حفل وداع فبدّلت رأيي في موضوع العودة وقررت الاتصال لإبلاغ «إل بي سي» بذلك لأني كنت أفكر أني سعيدة فلمَ أعود؟ لكن عدت وقلت لنفسي أنه ضروري أن أعود الآن ما دامت الفرصة سانحة لأعيش مع أمي و«أشبع» منها ، كما تقول لي. من جهة أخرى أعرف الصدى الذي يتركه البرنامج. هذا إضافةً إلى أني فكرت أن عودتي قد تسمح لي بمقابلة أصدقاء وأشخاص جدد في حياتي العادية وقد يحصل نصيب مع أحد أقابله صدفة. لا يزال الوقت متاحاً للاختيار.
- هل يعقل أنك لم تجدي في أي شاب بعد المواصفات التي تحلمين بها؟
يجب أن ألتقي الشخص المناسب. أمي تقول لي دائماً إني ناجحة في الفن والعمل لكن ينقصني الذكاء العاطفي والإجتماعي. أعترف بأن أشخاصاً جيدين مروا في حياتي وأضعتهم دون أن أنتبه بسبب انشغالي الدائم بالعمل.
- هل يجب أن يكون زوجك لبنانياً؟
هذا ليس ضرورياً لي فقد عشت خارج لبنان وعندي عقلية منفتحة ولا تهمني جنسية الرجل الذي أختاره، لكن أهلي يفضلونه لبنانياً. أنا شخصياً أتأقلم مع أي كان وأستوعب الكل ولا تهمني الجنسية.
- ألا تشعرين بأنك انشغلت بالعمل إلى درجة إهمال حياتك الشخصية؟
عندي طموح كبير جداً في العمل، ورغم النجاح الذي حققته أشعر أني أضعت حياتي كلّها ولم أحقق شيئاً حتى الآن. صحيح أن عملي كان محط تركيزي ولم أخصص الكثير لحياتي الشخصية. أخيراً جلست مع نفسي وفكرت جيداً في أن الزواج مشروع مهم بالنسبة إلي ويجب أن أعمل عليه لأنجح فيه وأشعر بالفخر.
- سبق أن طاولتك شائعات تسيء إلى سمعتك وأخرى تؤكد زواجك، كيف تتعاملين مع هذا النوع من الشائعات؟
نادراً ما تطاولني الشائعات، آخرها كان يتعلّق بزواجي. ففي كل مرة أتحدث فيها مع أحدهم «يزوّجونني»إياه. لكن لا فضائح عندي فأنا أحترم نفسي ولا أرد على ما يؤذيني. أتجاهل الشائعات ولا أرد عليها بل أبتعد. فعندما كانت هناك حرب ضدي في مصر ابتعدت وعندما حصل الأمر نفسه في لبنان من ثلاث سنوات ابتعدت أيضاً. لطالما نصحني والدي بعدم دخول هذا الوسط.
- هل من أصدقاء مقرّبون تشكين لهم في الأوقات الصعبة؟
لي صديقان مقرّبان هما هيثم وخالد. إضافةً إلى أمي التي آخذ رأيها باستمرار لأنها عفوية وفي الوقت نفسه تملك الكثير من الحكمة لترشدني حتى أتخذ القرارات الصحيحة. هي تنظر إلى البعيد دائماً.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024