بمناسبة صدور ألبومها الجديد إليسا تصرّح
إطلالاتها الإعلامية غير مكثّفة وحواراتها الصحافية غير عبثية وإنما حضورها الفني يبقى طاغياً حتى عندما تبتعد. فهي ترى أنّ الكلام دون مناسبة هدرٌ للوقت الذي تأبى إلاّ أن تستغلّه بالتخطيط والعمل والتأمّل. ومع اختيارها للصمت سبيلاً ضدّ التواجد اللساني المبتذل، إلاّ أنّها عندما تتكلّم تظلّ مثاراً للجدل ولا يسعك إلاّ أن تحترم ما تقول سواء وافقته أم عارضته لأنّها ببساطة صادقة مع نفسها ومع جمهورها الذي تحترم عقليته وتُخاطبه بلسان صادق وصريح. وفي هذا الحوار المتزامن مع صدور ألبومها الجديد «بتصدّق بمين» الذي نفدت الكمية الأولى من نسخه بعد ساعات من صدوره، تفتح إليسا قلبها لـ«لها» وتتحدّث عن تفاصيل عملها الجديد والموضوعات الجريئة التي تطرحها فيه وتُفصح عن حيثيات عقدها مع روتانا والمصالحة التي أجرتها بين وائل والشركة المذكورة ورأيها بالديو الذي قدّمته مع فضل شاكر والأسباب التي منعتها من تصويره على طريقة الفيديو كليب، كما تردّ على الموسيقار ملحم بركات والفنانة نجوى كرم وتُطالب الحكومة اللبنانية بتغيير قانون الأحوال الشخصية...
الألبوم الجديد
- إسمك وحده أصبح كافيا لنيل ثقة الجمهور في أيّ عمل جديد تُقدمينه إليه. فهل تمنحك ثقة الناس دعماً معنوياً وبالتالي راحة نفسيّة قبل اطلاق اي جديد من توقيعك؟
لا على العكس، فأنا من الأشخاص الذين يعيشون حالة من التوتّر والخوف قبل إصدار أي ألبوم لأنني أشعر دائماً بأنّ الثقة الكبيرة التي وضعها الجمهور فيّ ليست سوى مسؤولية كبيرة ألقاها على عاتقي دون أن يدري ذلك، وأنا بدوري أعمل جاهدة من أجل عدم إضاعة هذه الثقة التي بُنيت على مرّ الأيام وكبُرت نتيجة جهد كبير بذلته. هذا بالإضافة إلى أنني إنسانة واقعية بالدرجة الأولى وأعرف جيداً أنّ القمم ليست خاتمة الأشياء، ونجوميتي لا تشوّش عليّ رؤيتي التي تجعلني أرى أنّ وراء كلّ قمة انحداراً. وهذه الواقعية التي أعيشها تجعلني أعيش شعورا مُضاعفا بالخوف والتوتّر قبل إصدار أي ألبوم يحمل إسمي.
- إليسا... إسمك التصق بالأغنية الرومانسية التي اشتهرت بها منذ بداية مشوارك، فهل تجرأت في ألبومك الجديد «تصدّق بمين» أن تغيّري في شكل أغنياتك عن طريق الإبتعاد عن الخط الرومانسي الذي عُرفت فيه؟
لكلّ فنان خطّه ولونه اللذان يليقان به ويُميّزانه عن غيره من الفنانين. وأنا بدأت مشواري بالأغنية السريعة و«البوب ميوزك» مثل «عايشالك»، ولكن تبقى «أجمل احساس» الأغنية التي رسمت خطي الفني وكرّست اسمي في الأغنية الرومانسية، رغم أنني أحرص على التنويع في كل جديد أقدمه. أمّا في «تصدّق بمين» فالجرأة لا تكمن في لون الأغنيات بل في موضوعاتها، لذا أقول انّ التجديد الحاصل في الألبوم الجديد يتمثّل في مستوى الطرح. فأنا أغني موضوعات لم يسبق أن طُرحت في أعمال غنائية سابقة مثل قضية العنف المتجسّد في الضرب والأذيّة الجسدية. ولا أخفي عليك أنني تردّدت كثيراً قبل الموافقة على تقديم هذه الأغنية في ألبومي الجديد لدرجة أنني استبقيتها لديّ حوالي أربعة أشهر دون أن أجزم بموضوع الموافقة عليها أو رفضها إلى أن حصلت تلك الحادثة الشهيرة مع الفنانة الأميركية ريهانا التي تعرّضت للعنف الجسدي على يد صديقها المغني كريس براون واحتلّت أخبارها الصفحات الأولى وعناوين أهم البرامج العالمية. وهذه الحادثة جعلتني أشعر بأنّ الأغنية التي في حوزتي ليست مجرّد موضوع غنائي جديد بل إنّها رسالة هادفة يجب أن أوصلها في عالم يعجّ بضحايا العنف الجسدي، الأمر الذي جعلني أعدل عن موقفي المتردّد واقتنع بوجوب تقديم هذه الأغنية.
- هناك بعض الفنانين الذين يسخرون اليوم من عبارة «الفن رسالة»، إذ غابت الرسالة الحقيقية للفنّ في ظلّ سيطرة مستوى فني هابط وفنانين لا يريدون من الفن سوى شهرته ونجوميته؟
لا يُمكننا التحدّث هنا بالمطلق، فلكلّ فنان هدفه وأسلوبه ومستواه ولا أستطيع الكلام عن غيري، وكلّ ما يُمكنني قوله في هذا المقام إنني فنانة أعرف واجباتي تجاه فني وأعلم حجم الدور الذي ألعبه من خلال مهنتي. وأنا أتعامل مع فني على أساس أنني أقدّم رسالة بالدرجة الأولى، لذا أجد أنّ التطرّق إلى بعض الحالات الإجتماعية أو العاطفية أمر مطلوب في الفن.
- هل تعتقدين أنّ أغنيتك التي تُناهض العنف الجسدي- الأسري ستكون مفاجأة ألبومك الجديد؟ وهل سيتقبّل الجمهور الذي أحبّ إليسا في أعمالها الرومانسية أغنية تتمحور حول العنف والظلم والأذى؟
لا أتوقّع، ولكن أعتقد أنّ هذه الأغنية سيكون لها وقعها لأنها تعالج قضية مازالت موجودة بكثرة في كلّ المجتمعات سواء كانت شرقية أو غربية رغم أنّ العنف الأسري سر كبير ولا تخرج كلّ الحالات إلى العلن. ولا أعتقد أن طرح هذا الموضوع البعيد في مضمونه عن الرومانسية التي عرفت بها بمثابة مغامرة لأنّ الألبوم يتضمن ١٣ أغنية منوّعة في كلامها وموضوعاتها والحانها ويُمكن الجمهور أن يجد فيه مختلف الأساليب التي يُفضلها.
- هل هناك تعامل لأوّل مرّة مع شعراء وملحنين وموزعين في ألبومك الجديد؟
في هذا الألبوم ثلاث أغنيات لمروان خوري، وهذه المرّة الأولى التي أغني فيها لمروان هذا العدد من الأغنيات في ألبوم واحد، كما أنّ هناك تعاونا أوّل مع الشاعرة والصديقة سهام الشعشاع من خلال أغنية لبنانية جميلة. فضلاً عن سليم سلامة وفارس إسكندر الذي بدأ اسمه يلمع في عالم كتابة الأغنيات خلال فترة قصيرة بعد عدد من الأعمال المميزة. وبالمناسبة أغنية فارس اسكندر هي الأكثر جرأة من ناحية الموضوع إذ أنّها تطرح فكرة غريبة وجديدة تجعل المرأة في موقع المبادرة من خلال التعبير له يوم زفافهما عن رغبتها الكبيرة في الزواج منه وإنجاب طفل يُشبهه.
- هل صحيح أنّ أغنية سهام الشعشاع تتمحور حول فكرة الأمومة؟ ولماذا لم يتمّ التعاون بينكما إلى الآن رغم الصداقة التي تجمعكما خصوصاً أنّه حُكي أكثر من مرّة عن مشاريع فنية مشتركة؟
في كلّ مرّة كنا نتناقش في أعمال معينة إلاّ أننا كنّا في انتظار موضوع يُقنعنا، فمثلاً سبق أن اقترحت عليّ سهام الشعشاع أغنية جميلة تتحدّث عن الأمومة وتحمّست للفكرة وللكلام الجديد إلاّ أنّها أُعطيت إلى ملحن ولم يُنجزها بالشكل الذي نتوق إليه. وهكذا كان التأجيل يحصل في كلّ مرّة لأسباب تقنية إلى أن حصل التعاون في هذا الألبوم. وأنا سعيدة بالتعاون مع شاعرة مرهفة الحسّ مثل سهام الشعشاع التي تُذكّرني في قصائدها المفعمة بالإحساس والصدق بالشاعر الراحل نزار قبّاني. وفي أغنيتها أيضاً مقدار كبير من الجرأة، فهي عملت على قلب المقاييس في الحب والغزل بمعنى أنّنا اعتدنا على فكرة أن يتغزّل الرجل بالمرأة وأن لا تصرّح المرأة بحبّها للرجل إلاّ أننا في هذه الأغنية نُقدّم المرأة في صورة المبادر، فهي التي تتغزّل بالرجل وتتودّد إليه.
- تجرأت على طرح هذه الفكرة فنياً، ولكن هل يُمكن أن تصل جرأة إليسا إلى حدّ هذه المبادرة واقعياً في مغازلة الرجل إذا وجدتِ فيه كلّ الصفات التي تحلمين بها؟
في الواقع يصعب عليّ المبادرة إلى هذه الخطوة الجريئة، ولكن عندما أحبّه ونتقدّم في العلاقة ونقطع المرحلة الأولى من التعارف أصبح أكثر قدرة على التعبير عن مشاعري وتتولّد لديّ الجرأة كأن أبادر إلى مغازلته.
- لماذا بعد ١١ سنة من الإحتراف الغنائي قرّرت إليسا أن تجدّد على مستوى الطرح إلى هذا الحدّ؟
لم يكن قراراً وإنما الصدفة والخبرة وتطوّر الذائقة الفنية والتكرّس المهني كلّها أمور تلعب دورها الجوهري في اختيار الفنان لأعماله، وأنا أعتقد أنّ التجديد بدأ في ألبومي الأخير «أيامي بيك» وخصوصاً في أغنيتي «أواخر الشتا» و«خد بالك عليّ» اللتين تقدّمان حالتين معاشتين عبر أسلوب قصصي جديد استغربه الناس بداية ومن ثمّ أحبّوه. فقبل «أيامي بيك» كنت أعرف أنّه في جعبتي الكثير من الغنيات الجميلة والخفيفة مثل «عايشالك» و«كل يوم في عمري» و«أجمل إحساس»، إلاّ أنني أحببت أن أُحدث تغييراً ما في أغنيات معينة لم يعتدها الجمهور، وهذا ما حصل فعلاً.
- الكلّ يجمع على أنّ «عايشالك» أحدثت النقلة النوعية في حياة إليسا الفنية، إلاّ أنّك لم تكرّري التجربة مع ملحنّها حسام حبيب رغم نجاح تعاونكما. لماذا؟
يُعتبر حسام حبيب مغنياً أكثر منه ملحناً، وهو يركّز على عمله الفنّي الخاص خصوصاً أنّ تجربته الغنائية نجحت وقدّم أغنيات جميلة نالت الإستحسان والإنتشار. وأنا أسمع أغنياته كما أحبّ الكثير من الأغنيات لفنانين شباب من جيله تقريباً وفي مقدّمتهم محمد حماقي الذي يعجبني أسلوبه الغنائي واختياراته الفنية.
- هل تعتقدين أنّ احتراف الملحن المجال الغنائي قد يؤثّر في علاقته والفنانين الآخرين لكونه يدخل ضمن دائرة المنافسة معهم؟
لن أتكلّم عن غيري ولكن على المستوى الشخصي لا يؤثّر في اختياري عمل الملحن الذي أتعاون معه سواء كان مطرباً أو ممثلاً أو ما إلى ذلك، فأنا لا أنظر سوى إلى مصلحة عملي ومستوى الأغنية التي أريد أن أضمّها إلى أرشيفي الفني.
مخرجون وكليبات
- هل بدأت بتصوير كليب جديد لإحدى أغنياتك؟
لا ولكنني في صدد الإستماع إلى أفكار المخرجين لإختيار الأفضل والأنسب. أمّا الأغنية التي أريد تصويرها فهي التي تحمل عنوان الألبوم «تصدّق بمين».
- بعد كليبين متتاليين من إخراج وليد ناصيف هل تُفكرين في الإستمرار معه أم تُفضلين التنويع عبر التعاون مع مخرجين آخرين؟
لا أقرّر الأشياء مسبقاً لأنني أختار كلّ شيء بحسب مصلحة عملي، فمن يُعطني الفكرة الأنسب لي وللأغنية أتعاون معه. أمّا وليد ناصيف فهو من المخرجين الذين أحبهم على الصعيدين المهني والشخصي، كما أحبّ رؤيته الإخراجية كثيراً وإن لم أتعاون معه في كليبي الجديد «تصدّق بمين» فلا بدّ أن أتعاون معه في أعمالي المستقبلية الأخرى.
- حتى الآن لم تتعاملي مع أي مخرجة رغم أنّ الساحة الإخراجية اللبنانية مليئة بالأسماء الأنثوية اللامعة؟
بالتأكيد هذا غير مقصود وليس لديّ أي مشكلة في التعامل مع أي مخرجة لبنانية، وكلّ ما في الأمر أنّ الفرصة لم تسنح لهذا التعاون بعد.
- صور غلاف ألبومك الجديد اتُخّذت في البرتغال مع مصوّر فوتوغرافي أجنبي في الوقت الذي يؤخذ دائماً على إليسا تعاملها مع مصورين ومخرجين أجانب. فكيف تردّين على من يتهمّك بأن لديك «عقدة الأجنبي»؟
الإستعانة بخبرات الأجانب ليست جريمة والتعامل معهم لا ينفي وجود أشخاص مميزين في عالمنا العربي. ولكن الجميع يعرفون أنّ الغرب متطوّر عنّا في رؤيته ومعدّاته وتقنياته، ولا عيب في استقدام هذه الخبرات إلى لبنان من أجل تقديم أعمال مهمّة خصوصاً أنني أحرص دائماً على أن يتمّ التعاون في لبنان وذلك لكي يستفيد باقي طاقم العمل اللبناني من الخبرات المتطورة. وسبق أن تعاونت مع هذا المصوّر الفوتوغرافي في الألبومين السابقين واستقدمته حينها إلى لبنان، إلاّ أنّ الثيمة التي اخترناها في هذا الألبوم والمستوحاة من الجوّ الخيالي القصصي فرضت علينا المكان واختار المصوّر أن يكون موقع التصوير في البرتغال. وبصراحة صور الألبومين الاخيرين كانت مثار حديث الناس والنقّاد وهذا يعني أنّ اختياري كان صائباً وأنني نجحت في تقديم شيء جديد يُرضيني ويُرضي جمهوري. وهنا أوّد الإشارة إلى أنني من الأشخاص الذين يفتشون ويبحثون عن كلّ جديد دون كلل أو ملل ولا أنتقي لعملي سوى الأفضل، وإذا وجدت من يُعطيني مُرادي في عملي فلن أنظر إلى جنسه أو جنسيته... ومن تسنح له الفرصة لكي يتعامل مع أهم الخبرات الأجنبية لن يتردّد مهما حاول إظهار العكس. وهنا أنوّه إلى أنني لا أحبّ المزايدات ولكن الحقيقة يجب أن تُقال، فأنا حين أتعاون مع موزعين مصريين أستقدمهم إلى لبنان لكي أسجّل في استوديوهات لبنانية في الوقت الذي يسافر فيه فنانون لبنانيون ومعروفون في أغنيتهم اللبنانية واللون البلدي إلى مصر بهدف تسجيل اصواتهم في استوديوهات مصرية.
- منذ أكثر من سنتين تقريباً وبعد خلاف حصل بينك وبين سعيد الماروق عمد الفنان فضل شاكر إلى جمعكما في مطعمه حيث اتفقتما على تصوير أغنية «كرمالك». إلاّ أنّ الأغنية لم تصوّر إلى الآن. ما الذي حصل؟
الحقيقة أنّني اتفقت وسعيد الماروق على تصوير أغنية «كرمالك» وشركة روتانا أعطته دفعة نقدية على أن يحضّر الفكرة وسافر إلى أميركا بعدها ومن ثمّ أعاد المبلغ وتهرّب من تصوير الكليب، ولم نتعاون بعد ذلك طبعاً.
شائعات
- هل الشائعة التي تردّدت حول علاقة حب تجمعك بالملحن محمد رحيم ستكون سبباً لانقطاع تعاونكما رغم النجاح الذي حققتماه في «أجمل إحساس»؟
لا، ففي ألبومي الجديد أغنيتان من ألحان محمد رحيم ولا أرى ضرورة لأن تؤثّر هذه الشائعات التي لا تُصدّق ولا تُبنى على أي أساس من الصحّة في العمل بيننا.
- ولكن البعض فسّر ردّك في البيان الصحافي انزعاجاً من فحوى هذه الشائعة خصوصاً أنك لست معتادة على الردّ في مثل هذه المواضع؟
لم أنزعج لأنّ الشائعة لا تُصدّق، فأنا لم أر محمد رحيم سوى مرتين ولا أعرف مصدر الشائعة، إلاّ أنّ كثرة الإتصالات والتساؤلات حول صحّة هذه الشائعة دفعتني للردّ، لا أكثر ولا أقلّ.
- ولكن محمد رحيم نفسه اتُهم بأنّه وراء إطلاقها بهدف الترويج لألبومه الغنائي الأوّل. ما رأيك؟
لا أدري.
- ألا تستبعدين مثل هذه الأقاويل؟
لا أحب أن أفكّر في مثل هذه الأمور لأنني لا أملك أدنى فكرة عن هذا الأمر، ولكن كل ما أستطيع قوله إنّه إذا كان هو من أطلق الشائعة فقد تحمّل نتيجتها لأنّ الصحافة إتهمته وهاجمته وحده، وإن لم يكن الفاعل فهذه الشائعات وغيرها قد تطال كل الموجودين في الساحة الفنية.
- ما هي أكثر شائعة أزعجتك؟ وكيف تتعاملين مع الشائعات؟
لم أعد اهتمّ كثيراً بالشائعات ولا تؤثّر فيّ كثيراً، فأنا أعرف أن الفنان عندما يدخل حياة النجومية والشهرة والأضواء يُصبح عرضة للكثير من الأقاويل والشائعات التي تختلف وتولد يوماً بعد يوم. فقد زوجوني للكثير من الفنانين ولأثرياء عرب ولرجال أعمال أجانب حتى أصبحت الشائعة أمرا عادياً في حياتي وأتعامل معها ببساطة.
- هل صحيح أنّك في صدد التحضير لفيلم سينمائي في مصر؟
لا جديد سينمائيا أحضّره أو حتى أقرأه، ولكن كلّ ما في الامر أنني لم أعد رافضة تماماً لفكرة التمثيل بشرط وجود سيناريو جيّد ودور مناسب وعمل يرقى إلى المستوى الذي أتمنى تقديمه.
- من هو الممثّل الذي تحبين الوقوف أمامه؟
أحمد السقّا.
- بالعودة إلى ألبومك الجديد... هو من إنتاج روتانا
تُقاطع ضاحكة: أكيد، كلّ أعمالي من إنتاج روتانا.
- هل هذا يعني أنّ العقد الجديد بينكما مدتّه طويلة؟
تُجيب ممازحة: «إنّه عقد أبدي». فمدّة العقد الجديد مع روتانا تنتهي بعد إنجاز ثلاثة ألبومات وأنا لا أقدّم عملاً جديداً إلاّ بعد سنتين أو أكثر، مما يعني أنّ صلاحية العقد قد تستمر أكثر من ست سنوات.
- قبل تجديد العقد بينكما أشيع الكثير من الأخبار حول مشاكل معينة كنت تنفينها متهمّة الصحافة بإثارة الفتن إلى أن ظهرت في برنامج «خليك بالبيت» واعترفت بأنّ علاقتكما تشوبها بعض الخلافات...
لم أنف أبداً أنّ علاقتي بروتانا شهدت تغيرات معينة في مرحلة من المراحل وحصل بعض الخلافات في وجهات النظر ولكن لم تكن يوماً بضخامة الصورة التي تناقلتها الصحافة.
- ولكن عودتك إلى روتانا كانت بالشروط التي وضعتها أنت. أليس كذلك؟
بالتأكيد وقعت عقدي مع روتانا بالشروط التي تُناسبني والتي تُناسب الشركة أيضاً.
- شركة روتانا تضع شرطاً دائماً على الفنان المتعاقد معها يحتّم عليه التعامل معها في ما يخصّ إدارة أعماله، وهذا ما لم يحصل مع إليسا. لماذا؟
لن أتكلّم عن غيري ولكن روتانا لم تفرض عليّ مدير أعمال من قبلها. هناك صيغة معينة اتفقنا عليها من أجل إدارة الأعمال. وهذه الصيغة تناسبني وتناسب الشركة. ولا يمكنني الإضافة هنا سوى القول إنني سعيدة بروتانا وروتانا سعيدة بي.
- تُعتبرين من أكثر الفنانات اللواتي يُصوّرن إعلانات تجارية، والمعروف أنّ روتانا تأخذ نسبة من إعلانات الفنان المتعاقد معها، إلاّ أنك اشترطت في عقدك الجديد عدم إعطاء روتانا أي نسبة من إعلاناتك المصوّرة... صحيح؟
لا، فروتانا لم تتطرق في العقد إلى هذه المسألة ولم نناقشها أصلاً لأنّها كشركة لم تطلب مني أي نسبة أو أي شيء من هذا القبيل، ذلك أنّ حالتي في تصوير الإعلانات استثنائية ولا تشبه حالة أي فنان آخر يُصوّر إعلانات أخرى. لذا لم يكن هذا الموضوع وارداً في الأصل من أجل مناقشته أو اشتراطه والوقوف عنده. لذا أقول إنني لم أطلب من روتانا عدم التدخل أو الإستفادة من الإعلانات التي أصوّرها لأنّها هي نفسها لم تتطرّق إلى الأمر لكونها تعرف أنني أمثّل حالة خاصة ومنفردة في تصوير الإعلانات.
- لا بدّ من الوقوف معك عند ظاهرة خروج النجوم الكبار من شركة روتانا من أصالة إلى نوال الزغبي ولطيفة ووائل كفوري... هل تعتقدين أنّ تقصير روتانا تجاه هذه الأسماء الكبيرة سببه الأزمة المالية التي تمرّ بها اليوم؟
أشكّ في أنّ روتانا تعيش أزمة مالية ولا أتصوّر أنّ سبب انفصال البعض عن الشركة يندرج ضمن هذا الإطار، وفي النهاية لكلٍّ أسبابه التي تخصّه وحده.
- هل انسحاب الأسماء الكبيرة من روتانا يُزعجك لكونه يُضعف من حجم الشركة التي تنتمين إليها أم أنّه يُرضيك لأنّه يفتح أمامك المجال لمزيد من التألّق والتميّز داخل الشركة؟
أنا من الأشخاص الذين يُفضلّون وجود الأسماء الكبيرة إلى جانبي لأنني إذا كنت وحيدة في الساحة الفنية أو في شركتي مثلاً فلن يكون لي فضل في أن أتميّز وأتألّق، ولكن عندما أكون وسط مجموعة كبيرة من النجوم وأنجح في أن ألمع بينهم وأثبت ذاتي يُصبح لنجاحي معنىً أكبر وأهم. وأنا على المستوى الشخصي يُهمني وجودي بين فنانين كبار, عندما دخلت بداية إلى روتانا لم أكن نجمة إلاّ أنني تحمّست لفكرة الإنتماء إلى أسرة فنية كبيرة تجمع كبار نجوم العالم العربي. لذا أتمنى أن يعود كلّ النجوم الكبار إلى روتانا لأنّ وجود أي نجم آخر في شركتي أمر يهمني للغاية.
- أصالة ذكرت مرّة أنّها لو لاقت في روتانا ٥٪ من دلال نجوى كرم لما فكّرت في ترك الشركة... هل تلاحظين كفنانة تنتمي إلى هذه الشركة وجود هذا النوع من التعامل في روتانا؟
في الواقع ليس لديّ أدنى فكرة عن الطريقة التي تعاملت بها روتانا مع أصالة ولا يمكنني الخوض في مسألة لا أعرف تفاصيلها وحيثياتها. وقد لا يكون هذا هو سبب خروجها من الشركة لأنّ المنطق يؤكّد أنّه لا بدّ من أن يكون هناك سبب أكبر بكثير من قضية الدلال والتفضيل أدّى إلى انسحاب أصالة. وربما تكون روتانا أجحفت في حق أصالة أو أنّ أصالة قصّرت في حق روتانا، لذا لا يمكنني الإجابة عمّا لا أعرفه. وبالنتيجة خروج أصالة من الشركة هو قرارها وقرار الشركة ولا يمكنني التدخّل في أمور لا تعنيني.
- من ينافس إليسا: العمل المميّز أم الإسم الناجح؟
الإسم الناجح هو من ينافسني طبعاً سواء كان يُقدّم أعمالاً تُعجبني أو لا، وسواء كان يطرح أغنيات تقرب في شكلها ومضمونها من أسلوبي أو حتى بعيدة عنّي. فالإسم الناجح هو من يستفزّني وليس العمل فقط.
- من هي إذاً منافسة إليسا اليوم سواء في روتانا أو خارجها؟
كلّ إسم ناجح يُنافسني، هناك أعمال لا تُشبهني ولا تُنافسني إلاّ أنّ نجومية أصحابها تجعلني في منافسة معهم. فعندما يُذكر إسم إليسا يُحكى مباشرة عن نانسي عجرم رغم أنّ كلا منا تقدّم لوناً فنياً خاصاً بها، إلاّ أنّ نجاحنا والنجومية التي حققناها في الفترة نفسها تقريباً يجعلانا في موقع المنافسة. وكذلك يُذكر إسم هيفا كفنانة منافسة لنا من حيث نجاح اسمها وليس أسلوبها الغنائي. فأنا أعتبر أنّ كلّ فنان ناجح داخل الساحة الغنائية هو منافس لي سواء كانت نانسي أو هيفا أو غيرهما.
- ذكرت المنافسات ولكن من هنّ صديقات إليسا من داخل الوسط الفني؟
للتنويه فقط أقول إنّ المنافسة ليست التعبير المناقض للصداقة لأنّ المنافسة المقصودة هنا هي تلك التي تُحفّزني لتقديم الأفضل والأحسن من أجل المحافظة على النجومية والنجاح، وبالتالي الإستمرار في التميّز. أمّا الصداقة الفنية فأنا بعيدة عنها نوعاً ما وليس لديّ صديقات مقربات ولا حتى أصدقاء باستثناء وائل كفوري الذي تجمعني به علاقة وديّة وطيبة جداً.
- بالحديث عن وائل، شاهدنا عبر الصحف والمجلات صوراً جمعت سالم الهندي بوائل كفوري في حفلة عيد ميلادك... هل هي مجرّد مصافحة أم أنّها مصالحة؟
في البداية كانت مصافحة ومن ثمّ مصالحة ومن ثمّ سهرة «صبّاحية».
- في الوقت الذي أخفق فيه الكثيرون في إعادة المياه إلى مجاريها بين وائل كفوري وروتانا نجحت إليسا في إجراء المصالحة... هل أنت قادرة على التأثير في الجهتين إلى هذا الحدّ؟
إنّها ليست قدرة استثنائية ولكن كلّ ما في الأمر أنّ مصلحة وائل تهمني وأمره يعنيني ووجوده في شركتي يُسعدني، لذا اشتغلت على موضوع المصالحة من كلّ قلبي وكنت دائماً أفكّر في صيغة مناسبة تجمع بين روتانا ممثلة بسالم الهندي وبين وائل كفوري، إلى أن وجدت أنّ حفلة عيد ميلادي قد تكون الفرصة الأنسب مع أنني تخوّفت كثيراً من غياب أحدهما وكدت أنهار قبل الموعد خوفاً من عدم نجاح المخطّط الذي حضّرت له كثيراً. ولكن الحمدالله حضر كلاهما والمصالحة تمّت وربما اجتمعا من أجل التحضير لعودة وائل.
- لماذا هذا الإصرار على مصالحة وائل كفوري مع روتانا رغم أنّك لا تحبذّين الدخول في مطبّات الوسط الفني؟ وهل تُهمّك مصلحة وائل كفنان أم كصديق؟
تُهمني مصلحة وائل كفنان لبناني أولاً وكصديق ثانياً رغم أننا لسنا صديقين حميمين. وفعلت كل ما أستطيع فعله من أجل هذه المصالحة، ولو لم أنجح كنت سأكون راضية لأنني قدّمت ما بوسعي من أجل التوفيق بين جهتين عزيزتين على قلبي. ولو لم أكن واثقة من نيات الطرفين لما أقدمت على هذه الخطوة.
- في حوارها مع مجلّة «لها» ذكرت الفنانة نجوى كرم أنّ وائل كفوري قلّل إحترامها عندما تخلّف عن موعده الذي حدّدته له مع روتانا... ما رأيك؟
لا أدري ولكنّي أتساءل لماذا لم تتذكّر نجوى أن تعلن أنّ وائل كفوري قلّل احترامها إلاّ بعدما تمّت مصالحته الآن!
- ربما لم يمر وقت طويل بين كلا الحادثتين؟
لا، أنا واثقة أنّ هناك مسافة زمنية طويلة تفصل بين الحادثتين إلاّ أنّ التصريح لم يصدر إلاّ مؤخراً.
- لو كنت مكانها وأفشل الفنان الذي تهتمين لأمره مشروع المصالحة التي تصبّ في مصلحته أولاً هل كنت ستلتزمين الصمت؟
سأقول عندها أنني فعلت بما يُمليه عليّ واجبي وضميري وفشل المشروع أو نجاحه ليس بيدي ولن أعلّق أكثر على الموضوع وسأفضّل حتماً السكوت دون التعليق على التفاصيل. فأنا عندما سعيت إلى مصالحة وائل وروتانا لم أسع من خلال ذلك إلى «سكوب» أو سبق فني أو مصلحة ذاتية، ولكنّي حاولت القيام بخطوة أردتها من كلّ قلبي بغض النظر عمّا إذا كنت سأنجح فيها أم لا. أما بالنسبة إليّ فكنت أفضل أن تبقى المصالحة سرية بيننا نحن الثلاث، إلا أن «روتانا» أصرّت على نشر صور اللقاء ولو كان الأمر بيدي لما نشرتها على الإطلاق.
- كُتب عن استعدادك لتصوير أغنية الديو «بقلّك» مع فضل شاكر إلاّ أنّه لم يُصوّر حتى الآن. فهل صحيح أنّ فضل شاكر هو من رفض تصوير هذه الأغنية؟
عندما أصدرنا الأغنية اتصلّ فضل بي وأخبرني عن استعداده لتصوير الأغنية وطلب مني اختيار المخرج والفكرة ومن ثمّ إعلامه بالأمر للبدء بالتصوير، وهذا كان آخر ما سمعته منه. فقد اختفى فجأة ولم نصوّر الأغنية.
- رغم نجوميتكما وإحساسكما إلاّ أنّ أغنيتكما المشتركة لم تحقّق النجاح الذي سبق أن لاقته أغنيتك مع راغب علامة «بتغيب بتروح» أو أغنيات فضل السابقة مع يارا وشيرين ونوال الكويتية. لماذا؟
لأنّ الأغنية بكلّ بساطة لم تُصوّر على طريقة الكليب، فأغنية «آخذني معك» نجحت كثيراً بعد تصويرها وكذلك بالنسبة إلى أغنياته الأخرى وديو «بتغيب بتروح».
- إذاً الأغنية لم تكن بالمستوى الذي يخوّلها إثبات نفسها بعيداً عن الكليب؟
الأغنية نجحت ولكنها لم تلقَ الرواج الكبير لأنّها لم تصوّر ولم تُعرض بشكل مكثّف على الشاشات لكي يعتادها الجمهور، هذا أولاً. ولكنني لا أنكر أنّ الأغنية خفيفة وكلامها عادي وكان يُمكن أن تكون أقوى من ذلك.
- هل أنت نادمة على هذا «الديو»؟
ليس بمعنى الندم ولكن لو عاد فيّ الزمن إلى الوراء لما قدّمته.
- لماذا؟
لأنّ الأغنية لم تضف الي شيئاً. الديو مع فضل كان فكرة الصديق العزيز ناصر الأسعد الذي قدّمني للديو الأول مع راغب «بتغيب بتروح»، وعندما اقترح فكرة أغنية مشتركة مع فضل وافقت انطلاقاً من احترامي وتقديري لكلّ من ناصر وفضل. ورغم أنّ فضل شاكر غيّر رأيه في وقت من الأوقات وطوى صفحة الديو إلاّ أنّه عاد ووافقت على تسجيل الأغنية معه لأنني أحبّ صوته وأداءه وإحساسه.
- كانت هناك علاقة طيبة تجمعك بفضل شاكر، هل تغيّرت بعد إنجاز «الديو» الغنائي بينكما؟
فضل شاكر من الأشخاص الذين أحبّهم على الصعيد الفني ويُعجبني إحساسه الذي يُحكى فيه على صعيد العالم العربي وليس فقط في لبنان. ولكن لا أخفي عليك أنني استغربت كيف استطاع أن يقول شيئاً ثمّ يُخالفه، إلاّ أنّ هذا لم يؤثّر كثيراً فيّ ومازال رأيي فيه كما كان ولم يتغيّر شيء في علاقتنا لأنّه في الأساس لم يكن صديقاً مقرباً.
- في «إلمايسترو» مع نيشان، أتى الموسيقار ملحم بركات على ذكرك معاتباً لكونك لم تتصلي به يوماً رغم الكلام الجميل الذي قاله بحقك أكثر من مرّة. ما ردّك؟
لم أتصل بالفنان ملحم بركات لأنني لم أعتد على قول كلمة شكراَ بعد كلّ إطراء أو مديح. فأنا أعتبر أنّ الكلام الذي يقوله أحدهم عنّي هو رأيه سواء كان إيجابياً أو سلبيا، لذا لم أجد داعياً للإتصال حتى لا تُفسّر خطوتي هذه مجاملة. فضلاً عن أنني كنت مسافرة أثناء إطلالته في برنامج «مايسترو» وعندما عدت إلى لبنان كان قد مضى وقت على الأمر ولم أجد التوقيت مناسباً لإعادة الاتصال. وأنا أعترف أنني لست ضليعة بأمور الواجبات والمجاملات ولكنني أشكر من خلالكم الأستاذ ملحم بركات وأقول له إنني من الأشخاص الذين يهتمون بآراء الغير فكيف إذا كان من موسيقار بحجم ملحم بركات؟
- ما هي الإصدارات الجديدة التي لفتت انتباهك؟
في الفترة الأخيرة كنت مشغولة بالتحضير للألبوم ولم أستطع متابعة آخر الإصدارات ولم أتمكّن حتى من متابعة البرامج التلفزيونية أو التركيز على المطالعة وما شابه، إلاّ أنّ أغنيات وائل جسّار الجديدة أعجبتني خصوصاً أغنيتي «بتوحشيني» و«أعزّ الناس» وكذلك أغنيتي وائل كفوري «لو حبنا غلطة» و«حكم القلب».
- بالحديث عن «حكم القلب»، علمنا من الكواليس الفنية أنّ هذه الأغنية كانت لك قبل أن تنتقل إلى وائل كفوري إلاّ أنّ الملحن هشام بولس طلب منك مقابلها مبلغاً كبيراً (٨٠٠٠$). ما مدى صحّة هذا الكلام؟
لا أحبّ الخوض في مسألة المادة والأسعار، علماً أن الخبر قد يكون صحيحاً. وفي النهاية الأغنية أصبحت من حق وائل وهي رائعة بصوته.
بين مصر والجزائر
- منذ انتهاء المباراة الأخيرة بين مصر والجزائر سارعت الكثيرات من الفنانات اللبنانيات اللواتي يملكن مكانة مهمة في الساحة الفنية المصرية إلى التصريح عن موقفهن المعادي للجزائر ورغبتهن في مقاطعة المهرجانات والحفلات هناك. ولكن إليسا بقيت بعيدة عن هذا السجال رغم أنّك من النجمات المفضلات لدى الجمهور المصري. هل آثرت في صمتك عدم الخوض في لعبة المجاملات تلك؟
في الواقع لم أتابع المباراة ولم أعرف شيئاً عن هذا الموضوع ولا عن تعليق باقي الفنانات ولم يُذكر إسمي أصلاً ولا أريد الغوص في هذه المعمعة. لكلّ أسلوبه في التعبير وأنا لست معنية بهذا الموضوع لكي أعلّق عليه. فالجمهور المصري أحبّه وأعرف مكانتي لديه، وفي المقابل قدّمت حفلتين في الجزائر وقد أغنّي فيها مرّة أخرى وقد لا أغنّي... وما يُمكنني قوله إنني فنانة ولست معنية بالتعليق والحديث عن موضوع لا أعرف شيئاً عنه.
- في صيف ٢٠١٠ يبدأ المونديال في جنوب أفريقيا. هل لنا أن نعرف أي فريق تُشجعين؟
أشجّع أي فريق أو ناد يلعب فيه نجم كرة القدم ديفيد بيكهام. وكذلك أحب فرق فرنسا وإيطاليا والبرازيل.
من سنة إلى سنة
- كيف مرّت عليك سنة ٢٠٠٩؟
كانت سنة هادئة. لا شكّ أنّ الأزمة المالية العالمية أثرت علينا كفنانين كما أثرّت على كلّ المجالات الأخرى، إلاّ أنّها كانت جيّدة.
- أصدرت ألبومك في نهاية عام ٢٠٠٩ وبداية عام ٢٠١٠. ما كانت توقعاتك له؟
لا يمكنني وصف حجم مشاعر القلق والخوف التي تجتاحني قبيل إصدار أي عمل جديد، إذ أعيش حالات متناقضة بمعنى أنني أصحو يوماً متحمسّة لعملي وفي يوم آخر لا أحب عملي. كما أنني أتأثّر بردود فعل كلّ من يسمع الألبوم، وعندما يقول لي أحدهم إنّ هذه الأغنية ليست بالمستوى الذي كان يتوقعه أصاب بحالة إحباط وخوف إلى حدّ الشعور بالإكتئاب. وأنا لا أتوقّع شيئاً عند إصدار أي جديد لأنّ ثقة الجمهور ليست ضمانة لنجاح أي ألبوم أقدّمه، ولأنني واقعية أعرف أنّ الحياة لا تستمرّ صعوداً بل هي مليئة بالمطبّات وهذا ما يجعلني قلقة دائماً على عملي. ونجاح ألبومي الأخير الذي لم أكن أتوقعه إلى هذا الحدّ والذي ظلّ يحتلّ المبيعات الأولى لفترات طويلة ساهم في زرع مشاعر الخوف في نفسي هذه المرّة بشكل أكبر وأعمق. فكلّ نجاح يزيدني خوفاً ومسؤولية وليس اطمئناناً كما يعتقد البعض.
- هل تعتقدين أنّ روتانا ستحرمك هذا العام إمكان الحصول على جائزة «ميوزيك آوورد» بعدما أعلنت عن عدم رغبتها في إرسال ترشيحات مجدداً إلى اللجنة المخصصة؟
حتى لو لم أفز بالجائزة لا أحد ينكر نجاح أعمالي وهذا أمر طبيعي. وعن قرار روتانا فهي ليست مخطئة لأنّ الجائزة أثارت الكثير من الجدل وأصبح كلّ الفنانين قادرين على الفوز بها، وهذا يعلن يوماً أنّها عرضت عليه والآخر رفضها حتى استاءت روتانا واتخذت قرارها عدم ارسال ترشيحات مجدداً.
- هل كثرة الكلام عن الجائزة أفقدها مصداقيتها؟
رغم كثرة القيل والقال فانّ الجائزة لم تذهب سوى الى نجوم الصفّ الأوّل الذين يستحقون بأعمالهم ونجوميتهم الفوز بأهم الجوائز وأكبرها مثل عمرو دياب وإليسا ونانسي عجرم...
- هل تُخططين لمشاريع معينة بعيداً عن الفن لعام ٢٠١٠؟
لا ولكنني من الأشخاص الذين يُفكرون في المستقبل البعيد وليس القريب وأفكّر طبعاً في مشروع مستقبلي يضمن لي حياة كريمة إذا كنت بعيدة عن الفن في يوم من الأيام، وأعمل بمبدأ «خبّي قرشك الأبيض ليومك الأسود».
- هل من مشروع ارتباط يلوح في الأفق؟
حالياً لا.
- هل واقعيتك كإنسانة تدفعك للتنازل عن مواصفات فارس الحلام الذي يليق بنجمة جميلة وناجحة مثل إليسا؟
لم أتخيّل شريك حياتي يوماً أميراً على الحصان الأبيض لأنني فتاة واقعية ولا أكدّس مواصفات خيالية لرجل غير موجود. وكلّ ما أتمناه أن يكون زوجي المستقبلي رجلاً عصامياً وقوياً وبعيداً عن الوسط الفني وأن يجمعنا الحب والتفاهم فقط لا غير.
- هل تُخيفك نسبة الطلاق المرتفعة في المجتمع الفني؟
نسبة الطلاق مرتفعة في المجتمعات كافة وليس فقط في المجتمع الفني ولكن الأشخاص الذين يعيشون تحت دائرة الضوء تنتشر أخبارهم وتصبح مثار جدل كلّ الناس وهذا ما لا يحدث مع الأشخاص العاديين. والانفصال ليس جريمة حين ينعدم التفاهم والوئام والإنسجام ولكن الطريقة التي ينفصل فيها بعض أهل الفن والتي لا يُراعون فيها صغارهم تُزعجني. وعندما تُصبح مشاكل الزوجين بأدّق تفاصيلها سيرة على كلّ الألسنة لا يمكن لأحد أن يتصوّر حجم الأذى الذي يلحق بالأطفال الذين يقعون ضحايا مشاكل الأهل. وأنا بالمناسبة احترمت طلاق ديانا حدّاد وزوجها اللذين انفصلا بكل هدوء ورقي وأخلاق عالية وحافظا على أهم ما يجمعهما في الحياة ألا وهو طفلتيهما.
- المعروف أنّك لا تتزوجين دون حبّ أو لمجرّد الإنجاب. فهل يُمكن أن نرى إليسا تتبنى على غرار أنجلينا جولي أطفالاً ليسوا أطفالها البيولوجيين؟
قانون الأحوال الشخصية في لبنان لا يسمح بذلك، كما أنّ المرأة اللبنانية لا يحق لها تسجيل طفل على اسمها ولا يحق لها إعطاء ابنها البيولوجي جنسيتها. وهنا أضمّ صوتي إلى صوت كلّ إمرأة لبنانية تهتف من أجل تغيير قانون الأحوال الشخصية وأتمنى من الوزير المنفتح والمستمع الجيّد إلى مطالب الشعب اللبناني زياد بارود أن يُطوّر هذا القانون ويُعطي المرأة حق منح جنسيتها إلى أبنائها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024