تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

بشير أسمر

ابن المخرج سيمون أسمر، ويؤمن بالوراثة الفنية إن صقل المرء موهبته، لكنه يملك أفكاراً خاصة به ويقود برنامج  "استوديو الفن ٢٠٠٩" حسب شخصيته الخاصة ونظرته الفنية. إنه المخرج بشير أسمر الذي منذ نعومة أظافره بدأ العمل مع والده في كواليس برامجه، كما أخرج برامج خاصة به وكليبات كثيرة. وها هو اليوم يكتب فيلماً سينمائياً. «لها» التقت بشير الذي تحدث عن الفيلم السينمائي وعن رؤيته في «استوديو الفن»، برنامج الهواة ومكتب ادارة الأعمال وأبدى رأيه في البرامج التي تخرّج المواهب...

- كيف وجدت نفسك إخراجياً في برنامج «استوديو الفن»؟
بالنسبة إليّ لا أعتبر «استوديو الفن» البرنامج الأول الذي أخرجه، فقد كنت المخرج المنفذ في العديد من البرامج مع والدي سيمون أسمر. يذكر أنني كنت أذهب معه إلى مواسم استوديو الفن ١٩٩٢ و١٩٩٦، فكنت أجلس مع لجنة التحكيم وفي بعض الأحيان أعطي رأيي الذي كان صائباً على الدوام.

-  هل تؤمن بالوراثة الفنية؟
لا شك في أن هناك الحمض النووي الذي يلعب دوراً أساسياً في ما يحمله الإنسان من صفات... فكما أن المرء يرث من والديه معالم جسدية، أظن أنه قد يرث منهما أيضاً الحسّ الفني. وهذا ما اكتستبه ومرّنته أيضاً خلال الأعوام. كما أنني تعلمت من والدي دقة الملاحظة والتي باتت متطورة جداً لديّ، مما يساعدني جداً في الإخراج.

- ما الجديد الذي أضفته على أسلوب سيمون أسمر وماذا أخذت منه؟
الإخراج يبقى هو نفسه... ثم أنا لا أزال صغيراً في هذا المجال كي أطوّر تقنيات الوالد. ولكني أحاول قدر المستطاع أن أقدم برنامج «استوديو الفن» شبيهاً بي، علماً أنه من إعداد الوالد الذي يجب أن يشبهه في مكان ما، لذا وجدنا مكاناً مناصفاً بيننا. لقد أضفت إلى البرنامج نمطه السريع والنتيجة الحاسمة في كل حلقة.

- ألا تعتبر أن حسم النتيجة في كل حلقة قد لا تعطي البعض حقهم، إذ أن البعض قد تتملكه رهبة المسرح للمرة الأولى بينما هو يملك موهبة جيدة؟
في حال شعرت اللجنة بأن بعض الأسماء خرجت دون أن تأخذ حقها، فقد تعيدها إلى البرنامج في الحلقات المقبلة كما حصل مع سمارة شختورة في الحلقة الرابعة من الجولة الأولى.

- على أي أساس يحصل ذلك؟
تجتمع اللجان الثلاث وتقرر أن المشترك يستحق أن يعود لأنه يملك صوتاً جميلاً، كما أن علاماته في مروره الأول كانت عالية جداً. فهو بالتالي يستحق الحصول على فرصة أخرى ليثبت موهبته.

- كيف تقارن بقية برامج تخريج المواهب مع «استوديو الفن»؟
المقارنة صعبة جداً... فبرنامج «استوديو الفن» عمره ٣٥ عاماً ونجومه لا زالوا في الصفوف الأولى ولم يستطع أحد أن يزعزع مكانتهم لغاية اليوم.

- ما رأيك بـ:
نجم الخليج:
برنامج موّجه إلى الخليج بينما أنا أقيم في لبنان، لذا لا أشاهده... الله يوفقهم.
ستار أكاديمي:
كنت المخرج المنفذ في الموسم الأول، ولكن النتيجة جعلتني اقتنع بأنه لن يستمر في النجاح. فمن غير المنطقي أن يصبح الطالب الذي خرج في المرتبة الخامسة أي أحمد الشريف نجماً بينما حامل اللقب محمد عطية لم ينجح في مسيرته.
سوبر ستار:
نجح أكثر من «ستار أكاديمي»... علماً أنه بدأ يتراجع بعد الموسم الأول تدريجياً. لأنه خرّج مواهب جيدة اشتهرت مثل رويدا عطية وملحم زين. يذكر أن الأخير كان قد تخرّج من برنامج «كأس النجوم» مع يارا ونيللي مقدسي ومادلين مطر ومايا نصري وغيرهم.

- ما هو البرنامج الأقوى بعيداً عن «استوديو الفن»؟
كان من الممكن أن يكون «ستار أكاديمي» ولكن لا يوجد متابعة للفنان.

 

- لكن هناك «ستار سيستم» شركة خاصة لإدارة أعمال طلاب ستار أكاديمي؟
لو كنت أملك تلك الشركة لكنت أقفلتها... المزعج في برنامج «ستار أكاديمي» أنه سنويّ، وتخريج هذه الكمية من الطلاب ليس دليل عافية. بل الدليل هو استمراريتهم في الساحة الفنية. والمشكلة في عالمنا العربي أن مدراء الأعمال الجيدين الذين يهتمون بهؤلاء الطلاب عددهم قليل.

- من هم المدراء الجيدين في العالم العربي بالنسبة إليك؟
مقارنةً بوالدي لا أحد... فهو تاريخ طويل في الساحة الفنية ولا يجوز مقارنته بأحد. أعتبر أن جيجي لامارا من المدراء الجيدين في العالم العربي. إن الساحة الفنية خالية من مدراء الأعمال الحقيقيين.

- هل ستعمل أيضاً في مكتب «استوديو الفن» لإدارة الأعمال الفنية؟
أعتبر أن برنامج «استوديو الفن» هو نوع من كاستينغ سيظهر لنا من خلاله أي مشترك يتمتع بشعبية أكثر. وبعد ذلك سيبدأ العمل الجدي، والذي أطلق عليه «العمل في الكواليس». لست الوحيد الذي سيعمل في المكتب إلى جانب والدي بل أيضاُ شقيقي كريم.

- لاحظنا هذا الموسم إن البرنامج يحتضن الخاسرين أيضاً.
لمَ علينا إلقاء الضوء على مواهب جيدة قد تخسر منذ المرور الأول كي يقتنصها الآخرون؟! نحن نعتمد على مبدأ أن الأفضل والمتفوق هو الذي سينجح في المستقبل. علماً أن الجميع يملكون الهدف وحب الوصول إلى النجومية، ومن هذا المنطلق سيعملون على أنفسهم بجهد. ولكن يلزم البعض تحسينات صغيرة مثل صقل الصوت أو تحسين الشكل، في النهاية هم هواة وقد يحتاج عدد منهم عاماً أو أكثر لينطلق. هناك انحدار في المستوى الفني ونحن من خلال «استوديو الفن» سنعيد القطار إلى سكته الصحيحة.

- تحدثت عن الصوت والشكل، أيهما الأهم بالنسبة إليك؟
الشكل قد يتحسن ولكن الصوت لا يُشترى...

- في حال وصلت أنت ووالدك إلى حائط مسدود في النقاش، من هو الذي يلين أكثر من الآخر؟
نحن نتناقش كثيراً ولكل واحد منا رؤيته، ولكن في النهاية نحن نتفق على الدوام. فأنا لا أستطيع أن أقوم بما يحلو لي دون موافقته لأنني لا أملك الخبرة الكافية، كما أنه يأخذ كثيراً برأيي لأنني أواكب عصري كثيراً.

- عرفناك في البداية كمخرج كليبات، أين أنت اليوم من هذا الفن؟
يئست من تعاملي مع نجوم يرون أنفسهم كبار جداً بينما هم لا يعون ما يفعلون. أنا إجمالاً أحب التغيير عكس النجوم الكبار الذين يخشون تغيير صورتهم المتعارف عليها. بينما وجدت الكليبات لهذا الغرض. لذا أفضل التعامل مع فنانين جدد، يجرأون على هذا الأمر.

- هل ستُخرج كليبات فناني مكتب «استوديو الفن»؟
لا أملك ٥٠٠ يدّ ومليون عين... فأنا سوف أُخرِج الأعمال فقط للذين أجدهم متعاونين ويملكون مقومات معينة.

- هل وجدت مشتركين في «استوديو الفن» يملكون مقومات النجومية ليقفوا أمام عدستك؟
هناك أكثر من 3 لغاية اليوم من فئات عدة أجد فيهم مقومات النجومية. ولكن لا يزال الحكم مبكراً بعد.

- هل هناك نجم في الساحة الفنية تحب أن يقف أمام عدستك السينمائية؟
هناك العديد من النجوم الذين قد أعطيهم أفكاراً جديدة من ناحية المضمون والشكل. وطيلة حياتي كنت أتمنى التعامل مع نوال الزغبي، إلا أنني في الفترة الأخيرة غيّرت رأيي لأسباب عدة. صراحةً أفضل العمل مع أشخاص جدد، فأنا أحب التجدد بالمحتوى والمضمون .

- هل تشدك السينما؟
بالطبع، فأنا حالياً أحضر لفيلم سينمائيّ، أوقفت كتابة السيناريو الخاص به لمدة أربعة أشهر بسبب التحضيرات للبرنامج. إلا أنني سأعود للكتابة قريباً. فكرة الفيلم هي عن الحب الذي يتغلب على الطوائف، ويتضمن العديد من المشاهد السياسية والاجتماعية. ومن المفترض أن يصوّر بين لبنان ونيويورك. حلمي أن أكمل في خط الأفلام إذ لديّ الكثير لأقوله. كما أن حلمي ليس أن أمشي على السجادة الحمراء في مهرجان «كان» فقط، بل أن أفوز بجائزة هناك أيضاً.

- من هو المخرج المفضل لديك في:
السينما:
زياد الدويري.
البرامج التلفزيونية:
باسم كريستو.
فيديو كليب:
ليلى كنعان ونادين لبكي وكارولين لبكي وسليم الترك واميل سليلاتي.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080