ديالا مكي
ديالا مكي إعلامية تنقلت بين العديد من المحطات لتصل إلى مكانها الأنسب حيث حصلت على ما يناسب مقوماتها الشخصية، أي قناة «دبي». بدأت عملها مراسلة لأنها تؤمن بأنه الإنطلاقة الصحيحة لكل إعلامية. «لها» التقتها في إحدى حلقات «نجم الخليج» البرنامج الذي تعتبره نقلة نوعية في حياتها العملية، لأنه البرنامج الأول الذي تقدمه مباشرة على الهواء، بعد برامج عدة مصوّرة. تحدثت ديالا عن تجاربها السابقة وعن تجربتها في «نجم الخليج»، كما تطرقت إلى تقديمها مع الممثل الكويتي محمود بو شهري...
- أخبرينا عن بدايتك كمراسلة إلى وصولك إلى تقديم «نجم الخليج»، خصوصاً أنك مررت بتجارب في الإعلانات وعروض الأزياء.
درست في الجامعة Communication Arts، وفي هذه الأثناء قمت بتدريبات عدة في محطات كثيرة مثل «أن.بي.أن» و«الأوربت». لطالما سحرني التلفزيون، وكنت أجد أن المقدم الجيد هو في الأصل مراسل كفؤ... لذا بدأت من هذه النقطة. أما المحطة التي عملت فيها باحترافية أكثر بعد التدريبات، فكانت «زين» المحطة الشبابية حيث كنت أغطّي كل الأحداث الجمالية. في ذلك الحين عرض عليّ العديد من الإعلانات وعروض الأزياء التي أقدمت عليها كهواية. بعد ذلك انتقلت إلى محطة «المستقبل» مع اقفال «زين» التي أصبحت صورتها بعدما صوّرت جميع الإعلانات الخاصة بها. إلى أن انتقلت إلى قناة «دبي» مع أول برنامج «استوديو 24» الذي اجريت من خلاله المقابلات مع النجوم العالميين. وشاركت في تغطية مهرجانات عالمية منها «فينيسيا» و«لندن» و«برلين» و«كان» و«لوس انجليس»، وقابلت نجوماً مثل نيكول كيدمان وليوناردو دي كابريو وكايت وينسليت وغبريال يارد الذي أثر إيجابياً في حياتي.
- استطعت إذاً تكوين الصداقات في مجال الإعلام؟
طبعاً ومن الأشخاص الذين أحبهم برايان دي بالما وأوليفر ستون وغبريال يارد الذي لا أحبه فقط لأنه لبناني وفاز بجائز «أوسكار» بل لأنه موسيقي مميز، وبالنسبة إليّ لديه عمق ثقافيّ وإنسانيّ لا أجده في الكثير من الأشخاص. علماً أن هناك أشخاصاً صدموني كانت لدي فكرة إيجابية عنهم مثل هيو غرانت، خصوصاً أن الروح الفكاهية الإنكليزية ليست محببة لدي. أما جورج كلوني فقد صدمني بطريقة إيجابية.
- ماذا تعلمت من أولئك الأشخاص مثل غبريال يارد؟
تعلمت أن المذيعة لا يجب أن تهتم فقط بشكلها الخارجي بل عليها تعلم كيفية التعايش والتعامل مع الناس كي يتقبلوها ويحبوها.
- ماذا عن برنامجك الأخير «مشاهير»؟
يتطرق برنامج «مشاهير» الى النجوم العرب والعالم. وفي الموسم الجديد أحاول أن أقدم مواضيع جديدة كي لا أمر مرور الكرام عند المشاهد العربي، فأنا أتساءل لمَ لا يوجد في دولنا العربية مذيعة تتخذ مثالاً للآخرين مثل تايرا وأوبرا، وحالياً حلمي أن يجد من يشاهدني فيّ مثالاً معيناً. خصوصاً أنني أعي أن للتلفزيون عمره، فأنا أتحضر لكل مرحلة من مراحل العمل الإعلامي.
- هل تشعرين بأن الإعلام ليس وفياً؟
الإعلام ليس وفياً خصوصاً للمرأة إذا لم تخطط للمراحل المقبلة.
- هل هناك من مخطط خارج إطار الإعلام؟
هناك مخطط أن أفتح شركة إنتاج خاصة بي. أريد أن أبقى ضمن الإعلام بالنهاية. بت كل صباح حين أستفيق أتذكر أنني أصبحت في ال٢٨ وأذكر نفسي بأنه عليّ الإقدام على أمر ما قبل سن الـ ٣٠...
- أي نوع من شركات الإنتاج؟
لم أفكر يوماً في شركات العلاقات العامة كما يفعل العديد من الإعلاميين، بل أريد أن أفتتح شركة إنتاج أفلام وثائقية أو ما شابه. الفكرة لم تكتمل بعد، هناك الكثير من الوقت، ولكنني اخطط في هذه الأثناء.
- كيف بدأت تقديم برنامج «نجم الخليج»؟
يعتبر برنامج «نجم الخليج» نقلة نوعية في حياتي العملية. إلا أن عبد اللطيف القرقاوي وعلي جابر خاطرا بتسليمي هذا البرنامج لأنه البرنامج الأول المباشر الذي أقدمه. علماً أنني قدمت العديد من الحفلات في حياتي العملية بما فيها الحفلات الخاصة لشركة «دبي للإعلام».
- لكن هناك فرقاً شاسعاً بين تقديم البرامج الفنية المباشرة وبين تقديم الحفلات؟
بالطبع، لذا شعرت بمسؤولية كبيرة تجاه الإدارة وتجاه نفسي أيضاً.
- كيف وجدت نفسك بعد حلقات عدة من «نجم الخليج»؟
أنا أحب المسرح وأحب الشعور بردة فعل الناس المباشرة. وهذا الشعور مختلف تماماً عن الحلقات المعدة سلفاً، وأتصوّر أنني بعد هذا البرنامج سأكون إنسانة مختلفة تماماً على الصعيد المهني.
- من أي ناحية؟
الوقفة على هكذا مسرح يمدّ المرء بالصبر وهدوء الأعصاب وطول البال وسرعة البديهة وكيفية إنقاذ الموقف. والأصعب عندما يقدم المرء برنامجاً مباشراً مع شخص آخر.
- كيف وجدت نفسك مع محمود بو شهري خصوصاً أنك تعرفت إليه قبل الحلقة بأيام معدودة؟
حين تعرفت إليه صُدمت بشخصيته، فهو إنسان متواضع جداً ومرح كثيراً. شعرت كأنني أعرفه منذ زمن. وبما أنها التجربة الأولى له في مجال التقديم، عرضت عليه مساعدته، خافيةً عنه أنها تجربتي الأولى المباشرة على الهواء. إلا أننا اليوم نساعد بعضنا كثيراً في التمارين.
- في أول ظهورين لمحمود لم يكن على طبيعته، وقد أقدم على العديد من الهفوات على المسرح؟
هذا أمر طبيعي ففي النهاية محمود ممثل وليس إعلامياً... لقد عُرض عليّ دور في مسلسل رمضانيّ مهم، وفي آخر لحظة غيرت رأيي، لأنني خشيت ألا يتقبلني الناس كممثلة بعدما اعتادوا عليّ لسنوات مذيعة. ولكن محمود معروفة عنه خفة دمه، وأنا متأكدة أن هذا الأمر سيظهر في الحلقات المقبلة. وعلينا ألا نحكم عليه كمذيع بل كشخصية معروفة عكسي أنا.
- كمذيعة كيف تقوّمين محمود وما هو السؤال الأول الذي تطرحينه عليه؟
في نهاية المطاف على الجمهور أن يقوّمه... ولكن نحن نحتاج إلى بعضنا في هذا البرنامج، هو يعرف تماماً لغة الشباب الخليجي، وأنا أعتبر أن محمود صوتهم، فهو شاب خليجي «غير تقليدي». أما السؤال الذي أطرحه عليه فهو: من هو الشخص الذي أثر فيه كي يدخل عالم التمثيل؟
- بما أن أنك تعتبرين محمود يترجم صوت الشباب في البرنامج، أنت ماذا تمثلين لهم؟
أتصوّر أني عنصر الأناقة في البرنامج. كما أني وجه المنوعات لتلفزيون «دبي».
- هل تعتبرين نفسك مذيعة الشريحة الشبابية في القناة لأن شباب اليوم يهتمون أكثر بالمنوّعات وتحديداً بما يحصل في الغرب؟
رأوني أقدم المقابلات الخاصة في العالم الغربي وانتقلت بعد ذلك لأقدم أيضاً منوعات الدول العربية والخليجية. لا أريد أن يكون جمهوري محدوداً. وأظن أنني من خلال «نجم الخليج» في مرحلة نضوج في عملي.
- هل تشعرين بأنك قريبة من «نجم الخليج» لأنك مزيج من الجنسيات في شخص واحد كما أن البرنامج مزيج من جنسيات مشتركين في برنامج واحد؟
أجد نفسي شبيهة بالبرنامج إذ أنني فتاة لبنانية من أب لبناني وأم إيرانية وأعيش في إمارة دبي، وكأنني مزيج من المشتركين الذين أتوا من دول عربية عدة ليشاركوا في البرنامج ويحققوا حلمهم. أنا أسافر كل أسبوع إلى لبنان نهار الجمعة لأعود إلى دبي نهار الاثنين كي أسجل برنامج «مشاهير». ولكني من الأشخاص الذين يحبون التحدي كثيراً. والمميز أنني فجأة لاحظت أن أغلبية مذيعات الخليج كن يهتمن لتقديم هذا البرنامج. لذا التحديّ هو ما الذي سأقدمه كي يحبني الناس ويتقبلوني في عملي المباشر والضخم الأول.
- بالعودة إلى برنامج «مشاهير» إلى أي مدى شعرت بأنك تخطيت ريا أبي راشد؟
التقيت ريا في أكثر من مناسبة وأعتبرها إنسانة رائعة ومنتجة ذكية ومقدمة لافتة. والأفضلية التي تملكها عليّ هي أنها تعيش في لندن، أما موقعي فهو الإمارات. كما أنها بدأت في هذا المجال قبلي بسنوات، لذا فهي باتت تملك معارف أكثر بطبيعة الحال.
- هل تملكين حياةً شخصية بسبب طبيعة عملك؟
في الحياة عموماً هناك ضريبة معينة علينا دفعها، وضريبتي هي أنني لا أملك حياة شخصية. قررت بأنني لا أزال يافعة ولدي مهمة معينة وهي شغفي بهذه الحياة، ألا وهي عملي في التلفزيون الذي لا أتخذه على أنه يُكسبني الشهرة لأنها لا تهمني، ولا أتصور نفسي من دون التلفزيون. أنا اليوم لا أحاول أن أسابق الزمن، لذا لا أحرق المراحل بل أدرسها وأستبقها لأعي ماذا سأفعل في المستقبل لأنني لا أستطيع القول إنني لا أزال صغيرة.
- ما الذي حصل كي تقرري أن تأخذي هذه الخطوة؟
حصلت على فرصة ووجدت أن هناك أشخاصاً وضعوا ثقتهم بي واختاروني من بين العديد من الأسماء لتقديم هذا البرنامج. وعليّ أن أفعل المستحيل كي أنجح خلال ثوانٍ لأن البرنامج مباشر على الهواء.
- كلبنانية هل تشعرين بإنك مشهورة في بلدك لبنان مثل شهرتك في الخليج؟
هدفي أن أصل إلى المرحلة التي أصبو إليها وهي ألا أمر مرور الكرام وأن أترك بصمة خاصة بي. لا يهمني أمر الشهرة ولا أن يعرفني الناس ويشيروا إليّ بالأصابع. ما أهتم به أن يقال في المستقبل هذه الفتاة قامت بشيء جيد.
- ولكن في العمل التلفزيوني كيف يصل المرء إلى أي هدف دون الحصول على شهرة معينة؟
أعي هذا الأمر ولكن في النهاية لدي شهرتي.
- من بين المشتركين لفت انتباهك أكثر؟
لا يوجد مشترك لفت انتباهي أكثر من غيره، فالجميع يملك مقومات النجومية.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024